في ظل الانهيار الاقتصادي المستمر، وارتفاع أسعار المواد الغذائية والاحتياجات الأساسية بنسبة زيادة تتراوح ما بين (1000 إلى 2000) في المئة، مقارنة بما قبل انقلاب مليشيا الحوثي الإرهابية في 21 سبتمبر/ أيلول 2014م، تقف الحكومة اليمنية موقف الفاشل العاجز، نتيجة تغول الفساد في منظومتها والتخادم المخزي مع أطراف عدة، ما تعد نتائجه عقاباً جماعياً مفروضاً على الشعب.

.

قالت مصادر مصرفية، اليوم الثلاثاء 17 أكتوبر 2023م، يواصل الريال اليمني تلقي الخسائر بصورة شبه يومية، أمام العملات الأجنبية، في المناطق المحررة، تاركاً أثراً بالغاً على أسعار السلع والمواد الغذائية.

وأكدت المصادر لوكالة خبر، أن الريال يواصل خسارته بصورة مستمرة، وإن كانت بشكل بطيئ، حيث بلغت قيمة شراء الدولار الأمريكي 1452 ريالاً، والريال السعودي 384 ريالاً.

الخسائر شبه اليومية للريال اليمني، عكست ظلالها على أسعار السلع والمواد الغذائية، في ظل جشع التجار واستغلال غياب رقابة وزارة الصناعة والتجارة وبقية الجهات الحكومية المعنية، وسط اتهامات محلية للطرفين بالتخادم وتعمدهما تفاقم معاناة المواطنين.

الاتهامات المحلية تصاعدت وتيرتها مع استمرار الانهيار الاقتصادي، واكتفاء الحكومة اليمنية بالاسهاب في التبريرات شهراً بعد آخر، في الوقت الذي تتقافز أسعار المواد الغذائية يومياً حتى في ظل الأشهر التي تشهد العملة المحلية استقراراً.

ارتفاع شبه يومي

في سياق متصل، أوضحت مصادر اقتصادية لوكالة خبر، أن نسبة الزيادة في أسعار القمح، والسكر، والأرز، وزيت الطبخ، والبقوليات وغيرها، تجاوزت خلال الأربعة الأشهر الأخيرة 10 بالمئة.

أمّا بالنسبة لنسبة الزيادة منذ بداية الحرب التي اندلعت عقب انقلاب مليشيا الحوثي في 21 سبتمبر/ أيلول 2014م، فقد تجاوزت 1000 بالمئة، حيث قفز سعر كيس القمح عبوة 50 كجم، من 3500 إلى أكثر من 36 ألفا، ومثله أغلب المواد الغذائية الأساسية، في حين تراوحت نسبة الزيادة في بعض الاحتياجات الأخرى ما بين (1500 - 2000) في المئة.

وعلى سبيل المثال ارتفاع أسعار البقوليات (فول، وفاصوليا، وبزاليا) من 60 و70 ريالاً إلى 800 و900 ريال للعلبة الواحدة، ومسحوق الطماطم عبوة 75جراما، من 10 ريالات إلى أكثر من 150 ريالاً، وأنواع أخرى بنفس الزيادة وأكثر.

الارتفاع الجنوني للأسعار مستمر بشكل شبه يومي، في حين الرواتب الحكومية تترنح عند ذات الحد، وهي في الغالب ما بين (50 إلى 70) ألفاً. أي أنها بالكاد تغطي قيمة كيس قمح وآخر دقيق أبيض عبوة 50 كجم، في الوقت الذي كان الراتب قبل الحرب وتحديداً قبل أحداث الفوضى التي شهدها العام 2011م، يساوي قيمة 20 كيس قمح كأقل تقدير، بسعر الكيس الواحد 3 آلاف ريال، علماً أن السعر أقل من ذلك بمئات معدودة.

وبحسب المصادر الاقتصادية، هذه الفوضى الاقتصادية التي فشلت الحكومة في إدارة ملفها، تعود إلى صفقات فساد تغول في منظومتها، وتخادمات بين نافذين وبيوت تجارية، وأيضاً شركات الصرافة، فضلاً عن ترجيحات كثيرة بتخادم أذرع حكومية ومليشيا الحوثي، من شأن ذلك إطالة أمد الحرب، بعد أن تحولت بالنسبة لهذه الأطراف إلى تجارة مربحة.

موقف المجتمع الدولي المفضوح، وإيقاف تصدير النفط والغاز منذ أواخر العام 2022م، جراء استهداف مسيرات حوثية موانئ التصدير في حضرموت وشبوة، وانشغال الأطراف الحكومية في صفقات تقاسم المناصب والموارد بدلا من تحمل مسؤوليتها وردع التهديد الحوثي، كل ذلك ترك أثراً على عدم استقرار الوضع الاقتصادي.

وبحسب مراقبين، تظل الحكومة اليمنية هي المعني والمسؤول الأول والأخير عما يعانيه المواطن، لا سيما وأن هذا الخذلان ليس الأول، فسبق وأن أحبطت تحرير ميناء الحديدة أواخر العام 2018م بتوقيع أطراف تمثلها على اتفاق ستوكهولم المشؤوم بالنسبة لهم، علاوة على فشلها في تحرير العاصمة صنعاء بعد ثماني سنوات من الحرب.

وفي زحام كل هذه الإخفاقات والكثير من الصفقات المشبوهة في مختلف القطاعات والمؤسسات، والتخادمات مع أطراف عدة تأتي المليشيا في صدارتها، يبقى المواطن هو الضحية الأول والأخير، وهو المدرج في هامش أولوياتها.

المصدر: وكالة خبر للأنباء

إقرأ أيضاً:

مليونيات الأنصار: رسائل العنفوان اليمني والتسليم للقائد عبدالملك بدر الدين الحوثي ’’لا أمن للكيان’’

يمانيون / تقرير خاص

منذ السابع من أكتوبر 2023، تاريخ انطلاق عملية طوفان الأقصى، لم تهدأ الساحات اليمنية من المليونيات الحاشدة التي تشهدها العاصمة صنعاء وعدد من المحافظات اليمنية، في مشهد وطني وشعبي غير مسبوق، يجدد فيه الشعب اليمني موقفه الصارم والداعم للمقاومة الفلسطينية، والتسليم المطلق بقيادة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي “يحفظه الله”.
هذه الحشود لم تكن فقط تظاهرات تضامنية، بل تجسيد حي لخطاب تعبوي واستعداد استراتيجي طويل النفس، تحول شيئًا فشيئًا إلى معادلة ردع إقليمية.

رسائل العنفوان اليمني 
لم تخرج الجماهير لتكتفي بالشعارات، بل حملت على أكتافها قضية أمة، معلنة بوضوح أن اليمن حاضر في قلب معركة القدس، وأن دماء أبنائه ليست أغلى من دماء أطفال غزة.
في كل مليونية، تتجدد ملامح العنفوان الوطني، ويتكرس موقف شعبي بأن النضال لم يعد خيارًا، بل هوية وسلوك ومصير.  أحد المشاركين يقول : “نحن لا نخرج فقط تضامنًا، بل نحجز مواقعنا في خندق المواجهة القادمة، وننتظر إشارة القائد.”

التسليم للقائد.. وحدة في الهدف والطريق
الحشود الجماهيرية المتكررة تعكس حالة من الانسجام بين الشعب وقيادته، يقف في مركزها السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي “يحفظه الله”.
ويعبّر المشاركون في المليونيات، من مختلف المناطق والقبائل، عن طاعتهم الواعية للقائد الذي يرونه حاملًا لمشروع تحرري يتجاوز الحدود، ويعيد صياغة مفهوم السيادة والكرامة في المنطقة.

جاهزية القبائل والشعب للالتحام العسكري
من بين أبرز الرسائل التي حملتها المليونيات الأخيرة، خاصة مع تصاعد العدوان الصهيوني على قطاع غزة، كانت جهوزية الشعب اليمني – بمكوناته القبلية والاجتماعية – للالتحام العسكري المباشر مع العدو الصهيوني إذا تطلب الأمر.
شيوخ قبائل ووجهاء ومجاهدون ألقوا كلمات في الساحات أكدوا فيها استعدادهم التام للقتال، ووجهوا رسائلهم الغاضبة والمتقدة والمشتعلة بالقهر على ما يتعرض له أبناء غزة وبين الشوق إلى ملاقاة العدو مؤكدين  بأن اليمن حاضر بالسلاح والرجال  ، ومستعدون للنفير من كل المناطق والمحافظات ، ينتظرون أمر قائدهم .
وفي كل جمعة تنقل عدسات القنوات الإعلامية المحلية والدولية صور السيول الجماهيرية الهادرة بزئيرها الذي يملأ الأفاق  تتوجه إلى ساحات المظاهرات في مواكب دفاقة ، رافعين البنادق والكلاشينكوف، في رسالة مباشرة إلى تل أبيب وواشنطن أن الشعب اليمني لا يعرف الحياد في معارك الأمة.

نظرة الإعلام الصهيوني والأمريكي للمليونيات اليمنية
وسائل الإعلام الصهيونية والأمريكية تتابع بقلق هذه الحشود المتكررة، إذ تنظر إليها بوصفها مؤشرًا خطيرًا على استدامة الدعم الشعبي للمقاومة، وتهديدًا استراتيجيًا يتصاعد من الخاصرة الجنوبية للمنطقة.
قالت صحيفة جيروزاليم بوست إن الهجمات اليمنية “لن تتوقف”، وأن الحشود “تعكس عمق الغليان الشعبي الذي لا يمكن احتواؤه بالقصف”.
بينما وصفت القناة 13 الصهيونية اليمن بأنه “خاصرة المقاومة التي لا يمكن كسرها حتى بالحرب الإعلامية”.
الإعلام الأمريكي هو الآخر حذر من أن “أبناء القبائل في اليمن يشكلون كتلة مقاتلة غير نظامية يصعب التنبؤ بتحركاتها أو إخضاعها لردع كلاسيكي”.

ختامًا :
اليمن لم يكن ذلك المتابع الغاضب لأحداث فلسطين وحسب ، بل صار جزءًا أصيلًا من معادلة الردع والمواجهة.
مليونياته تصوغ خطابًا سياسيًا جديدًا، يلتف حول قيادة موحدة، ويعلن للعالم أن زمن الصمت قد انتهى، وأن اليمن القوي الثائر مستعد للتحرك العسكري في سبيل القدس متى دُعي لذلك.

مقالات مشابهة

  • تدمير المساعدات الغذائية.. السودان يفضح جرائم الدعم السريع
  • «الرئاسي اليمني»: خيار القوة ضد الحوثي الطريق الأمثل لتحقيق السلام
  • أسعار صرف العملات الأجنبية مقابل الريال اليمني مساء اليوم في كل من صنعاء وعدن
  • مليونيات الأنصار: رسائل العنفوان اليمني والتسليم للقائد عبدالملك بدر الدين الحوثي ’’لا أمن للكيان’’
  • انهيار تاريخي للريال اليمني.. الدولار يلامس سقفاً غير مسبوق في عدن اليوم
  • عبد الباري عطوان: غارات مطار صنعاء تعكس انهيار كيان العدو أمام الردع اليمني الشامل
  • سفير سابق عمل في اليمن يفضح انحياز منظمات دولية كبيرة لصالح الحوثيين ويؤكد إن ''إنهاء الحوثي يبدأ بتمزيق اتفاق ستوكهولم واستعادة الحديدة''.. عاجل
  • 600 يوم على الإبادة الجماعية في غزة .. واقع كارثي يفضح إجرام إسرائيل
  • عودة مفاجئة.. الريال اليمني ينتفض في عدن ويكسب 12 نقطة أمام الدولار اليوم
  • أسعار صرف العملات الأجنبية أمام الريال اليمني في صنعاء وعدن