القاهرة تستضيف الدورة 14 للخلوة رفيعة المستوى لوسطاء ومبعوثي السلام في أفريقيا
تاريخ النشر: 17th, October 2023 GMT
افتتحت اليوم أعمال الدورة الرابعة عشر للخلوة رفيعة المستوى للمبعوثين والممثلين الخاصين في أفريقيا حول تعزيز السلم والأمن والاستقرار في القارة، والتي تستضيفها القاهرة على مدار يومي ١٧ و١٨ أكتوبر ٢٠٢٣، وذلك بالتعاون بين وزارة الخارجية المصرية ومفوضية الاتحاد الأفريقي ومركز القاهرة الدولي لتسوية النزاعات وحفظ وبناء السلام.
ألقى السفير حمدي سند لوزا، نائب وزير الخارجية للشئون الأفريقية، كلمة افتتاحية نقل فيها تحيات وترحيب فخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، بضيوف مصر المشاركين في الخلوة، منوهاً بأن مصر كانت صاحبة مبادرة تدشين هذه الخلوة عام 2010، وتستضيفها للمرة الخامسة بعد أن استضافت دوراتها في 2010، 2011، 2012، و٢٠١٦. وأكد أن استضافة هذه الخلوة ينبع من حرص مصر الدائم على دعم جهود صون السلم والأمن وتحقيق الاستقرار في أفريقيا، وامتداداً لإسهاماتها في تطوير سياسات ومفاهيم ومقاربات القارة في الاستجابة للتهديدات التي تواجهها، والتي كان آخرها إطلاق منتدى أسوان للسلام والتنمية المستدامة إبان رئاسة مصر للاتحاد الأفريقي عام 2019، وريادة السيد رئيس الجمهورية لملف إعادة الإعمار والتنمية بعد النزاعات في الاتحاد الأفريقي، واستضافة القاهرة للمركز الأفريقي ذو الصلة، وتزامن ذلك مع رئاسة فخامته للجنة التوجيهية لرؤساء دول وحكومات وكالة الاتحاد الأفريقي للتنمية – نيباد.
عرض السفير "حمدي لوزا" رؤية مصر للتعاطي مع التحديات التي تجابهها أفريقيا، منوهاً بالحاجة لإعادة صياغة مقاربة القارة من منظور شامل ومتكامل يعالج جذور النزاعات ويضمن تواصل الاستجابة لكافة مراحل النزاع، مع إعطاء الأولوية دائماً للدبلوماسية الوقائية ومنع نشوب النزاعات، والعمل على إيجاد حلول مستدامة لتحديات تمويل أنشطة السلم والأمن والتنمية في القارة، وتعميق الشراكة الاستراتيجية بين أفريقيا والفاعلين الدوليين وخاصة بين الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة، وإصلاح منظومة العمل متعددة الأطراف بما في ذلك الأمم المتحدة ومؤسسات التمويل الدولية لجعلها أكثر عدالة وتأثيراً، لمعالجة الظلم التاريخي الذي لطالما عانت منه أفريقيا، ومن بينها لضمان تمثيل أكبر وأكثر فاعلية للقارة في مجلس الأمن الدولي وفقاً للموقف الأفريقي المشترك المستند إلى توافق أزولويني وإعلان سرت.
من جانبه، أعرب "موسى فقيه"، رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، عن بالغ الشكر والتقدير للحكومة المصرية على حسن التنظيم وكرم الضيافة في مصر أم الدنيا صاحبة التاريخ والحضارة العظيمة، التي استضافت دورة إطلاق الخلوة الأولى في ٢٠١٠. تناول التحديات المعقدة والعديدة التي تشهدها أفريقيا التي باتت للأسف تحد من قدرة القارة على بلوغ الأهداف التي رسمتها في أجنده ٢٠٦٠ ومبادرة إسكات البنادق، مُبدياً تخوفه من أن يؤدي ذلك إلى إضاعة مكتسبات السلام والتنمية. وشدد على الحاجة لوضع حلول جذرية لمشكلات القارة، وتفعيل مبدأ الحلول الأفريقية للمشكلات الأفريقية، وضمان مقعداً للقارة على الطاولة لرسم مستقبلها في ظل هذا النظام العالمي المتغير. اختتم بتأكيد أهمية منظومة العمل متعددة الأطراف من أجل تنشيط جهود الدبلوماسية الوقائية، مؤكداً ثقته في إسهام مخرجات هذه الخلوة من آجل بلوغ هذا الهدف.
وقد صرح السفير أشرف سويلم، مُساعد وزير الخارجية مدير إدارة المنظمات والتجمعات الأفريقية، أن خلوة هذا العام تأتي في توقيت حرج تمر فيه القارة الأفريقية بتحديات جسيمة متشابكة ومعقدة ومتعددة الأبعاد، وفي ظل أجواء جيوسياسية واقتصادية عالمية يسودها الانقسام والاستقطاب، بشكل بات يضع آليات السلم والأمن الدولية والإقليمية في تحد حقيقي واختبار صعب، ويتطلب العمل على تطوير وإعادة صياغة مقاربة القارة في التعامل مع حالة السلم والأمن والتنمية في أفريقيا من منظور شامل، يعتمد على فهم مُعمق لتطور طبيعة ومُحركات الصراعات في القارة والعوامل المؤثرة فيها والمؤدية لاستدامتها. وأعرب السفير سويلم عن تمنياته بأن تكلل أعمال الخلوة بالنجاح، مؤكداً ثقته في أن نقاشاتها ستُسهم بما لا يدع مجالاً للشك في تعزيز جهود السلم والأمن الاستقرار في ربوع القارة الأفريقية بما يحقق تطلعات شعوبها في مستقبل أفضل
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: القاهرة أفريقيا السلم والأمن الاتحاد الأفریقی السلم والأمن فی أفریقیا
إقرأ أيضاً:
دراسة: الوفيات الناجمة عن تغير المناخ تتضاعف في أفريقيا
يكشف تقرير جديد أن تغير المناخ يؤدي إلى زيادة كبيرة في الوفيات الناجمة عن الطقس القاسي في جميع أنحاء القارة الأفريقية، حيث تضاعف عدد الوفيات 3 مرات ليصل إلى 15 ألف حالة وفاة عام 2023.
وحسب دراسة نشرت في مجلة "لانسيت كاونتداون أفريكا" (Lancet Countdown Africa)، تتفاقم العواقب الصحية الناجمة عن تغير المناخ بسرعة في جميع أنحاء أفريقيا، على الرغم من مساهمة القارة الضئيلة في انبعاثات الغازات المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري التي لا تتجاوز4%.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2كيف تفقد الأرض 324 مليار متر مكعب من المياه العذبة سنويا؟list 2 of 2جفاف كبير لاحتياطيات المياه في أوروبا بسبب التغير المناخيend of listوحسب التقرير، تواجه الدول الأفريقية بالفعل مخاطر شديدة مرتبطة بالمناخ، بما في ذلك ارتفاع درجات الحرارة، والأحداث الجوية المتطرفة، وانعدام الأمن الغذائي، وسوء التغذية، والأمراض المرتبطة بالنواقل، والنزوح.
ويؤكد كاتبو التقرير أن تغير المناخ يزيد من وتيرة وشدة الظواهر الجوية المتطرفة المهددة للحياة. وتؤدي درجات الحرارة المحيطة المرتفعة وموجات الحر إلى زيادة معدلات الاعتلال والوفيات في أفريقيا، خاصة بين الأطفال دون سن الخامسة والأشخاص الذين تبلغ أعمارهم 65 عامًا فأكثر.
وأظهرت النتائج أن عدد الأشخاص الذين قضوا بسبب الأحداث المناخية المتطرفة في أفريقيا تضاعف 3 مرات في عام 2023، ليرتفع من حوالي 4 آلاف حالة وفاة عام 2022 إلى 15 ألف حالة وفاة بنهاية 2023.
في عام 2023، شهدت ليبيا فيضانات عارمة في سبتمبر/أيلول، أسفرت عن مقتل 11 ألفا و300 شخص، وفي العام نفسه، أودت فيضانات في رواندا وجمهورية الكونغو الديمقراطية بحياة 3 آلاف شخص.
وفي الفترة من 2020 إلى 2023، شهدت بلدان منطقة القرن الأفريقي أسوأ موجات جفاف شهدتها المنطقة منذ 40 عاما، مما أدى إلى شح كبير في المياه وانعدام الأمن الغذائي وسوء التغذية.
وتظل البلدان المعرضة لخطر كبير من الأحداث المرتبطة بالمناخ في حالة من الاستجابة المستمرة، مما يؤدي إلى تحويل الأموال النادرة المخصصة لالتزامات التنمية والصحة العامة المهمة بالقدر نفسه إلى الاستجابة لحالات الطوارئ الجوية المتطرفة.
إعلانورغم أن أفريقيا تواجه مخاطر جسيمة جراء الأحداث المتعلقة بتغير المناخ، فإن جهودها للتكيف كانت بطيئة وغير كافية. ويعود هذا القصور إلى عوامل متعددة، مثل محدودية الموارد المالية ونقص المساعدة الفنية.
ويعد التمويل المخصص للتكيف، وخاصة التكيف الصحي، نادرا في أفريقيا حسب الدراسة، وقد ركز معظم التمويل العالمي للمناخ في المقام الأول على إجراءات التخفيف.
وفي الفترة من 2014 إلى 2018، بلغ التمويل من المصادر الثنائية والمتعددة الأطراف للتكيف مع تغير المناخ في أفريقيا 16.5 مليار دولار، وهو ما يمثل نصف مبلغ 30.6 مليار دولار المخصص لجهود التخفيف.
ويتطلب التكيف المستدام مع تغير المناخ في أفريقيا تمويلًا واسع النطاق ومتاحا ومرنا. ويستوجب توفير التمويل لجميع الأنظمة الداعمة للصحة والمستدامة، مثل التخطيط الحضري، والاستجابة للطوارئ، والحد من مخاطر الكوارث، وأنظمة الصحة على نطاق أوسع.
ولمواجهة التحديات الملحة في جميع أنحاء القارة، أنشأت مجلة لانسيت كاونتداون مركزا إقليميا جديدا في أفريقيا. سيجمع هذا المركز الخبراء والمؤسسات المحلية لإنتاج أدلة خاصة بكل سياق، ورصد المقاييس الصحية المرتبطة بتغير المناخ، وتزويد صانعي السياسات الأفارقة ببيانات موثوقة لتوجيه القرارات المتعلقة بالمناخ.
وقالت البروفيسورة تافادزوا مابهودي، مديرة مركز لانسيت كاونتداون أفريكا، إن المركز سيلعب دورا محوريا في ظل تفاقم آثار المناخ. و"سيعزز المركز الصوت الأفريقي في الحوار العالمي، ويدعم ترجمة الالتزامات المناخية العالمية إلى إجراءات عملية هادفة".
وحسب المنظمة الدولية للأرصاد الجوية، ارتفعت درجات الحرارة في القارة الأفريقية بمعدل أسرع قليلا من المتوسط العالمي؛ بنحو 0.3 درجة مئوية كل 10 سنوات بين عامي 1991 و2023. ووصل الارتفاع في درجات الحرارة إلى أسرع وتيرة له في شمال أفريقيا.
وتخسر البلدان الأفريقية في المتوسط ما بين 2 و5% من الناتج المحلي الإجمالي، ويحوِّل الكثير من هذه البلدان ما يصل إلى 9% من ميزانياتها لمواجهة الظواهر المناخية المتطرفة، وفقا لتقرير حالة المناخ في أفريقيا 2023.
وتشير التقديرات إلى أن تكلفة التكيف مع تغير المناخ في أفريقيا جنوب الصحراء الكبرى ستتراوح بين 30 و50 مليار دولار سنويا، في حين يعاني نحو 118 مليون أفريقي من الفقر المدقع، أي أنهم يعيشون على أقل من 1.90 دولار يوميا، بينما يتعرضون لمخاطر التصحر والجفاف والفيضانات والحرارة الشديدة.