إحسان الفقيه كاتبة أردنية تستنكر تجديد الخطاب الإسلامي!!
تاريخ النشر: 17th, October 2023 GMT
ركن نقاش
إحسان الفقيه كاتبة أردنية تستنكر تجديد الخطاب الإسلامي!!
عيسى إبراهيم
** بعد أن أكدت أنها ليست من العلماء وليست فقيهة في علم العقيدة استنكرت عبارة “تجديد الخطاب الإسلامي” واعتبرته تعبيراً مبطناً عن الردة، واعتبرت الإسلام لا يحتاج إلى إعادة تسويق بطريقة مبتكرة..
** تقول الكاتبة الأردنية: الكل (الذين لا يستطيعون مطالبة اليهود بمراجعة التلمود) يظهرون مهاراتهم في تجديد الخطاب الإسلامي (المستند على كتاب الله وصحيح الحديث النبوي) بزعمهم.
** أول ما يؤخذ على الكاتبة الأردنية أن لا مقارنة ولا تشابه بين استدراكات الحاخام عوفاديا يوسف على تشويه اليهود للتلمود ومطالبة ناشطي الإسلام بتجديد الخطاب الديني إذ ليس هناك شكوى من تشويه للقرآن أو الحديث النبوي فهما مصانان حد الإعجاز!!..
** فالقرآن كلام الله والحديث النبوي كذلك من الله للنبي بدليل قوله (عليه افضل الصلاة وأتم التسليم): “ألا أني أوتيت القرآن ومثله معه “ويعني بالمثل الحديث النبوي”!!..
** إذن القرآن والحديث النبوي مواكبان لفظاً ومعنىًّ لمستجدات الأمور الكونية والنفسية مدى الدهر وكلما زاد علم الإنسان ارتفع في فهم القرآن وهما الحق والحقيقة.. والآية: “سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق أو لم يكف بربك أنه على كل شيئ شهيد” شهيد بمعنى أنه لا يغيب أبداً ولا يغيب سرمداً وهي أي الآية تعني ذلك..
** نطالع فيما يلي نماذج عديدة ليست حصراً وإنما دلائل لتجدد المعرفة الدينية سرمداً لمستجدات الخطاب الديني ومواكبته وملاحقته قرآناً وحديثاً:
1/ القرآن نزل ثلاثة عشر عاماً في مكة بآيات الإسماح “أدع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربك هو أعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين” و”لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي” و”قل الحق من ربكم فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر” وهذه حرية العقيدة..
ولما تآمر مشركو مكة على حياة النبي (صلى الله عليه وسلم) أمر بالهجرة إلى المدينة ونزل قرآن المدينة: “إذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وأن الله على نصرهم لقدير” ثم نزلت آية السيف: “فإذا انسلخ الأشهر الحرم فاقتلوا المشركين حيث وجدتموهم وخذوهم واحصروهم واقعدوا لهم كل مرصد فإن آابوا وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة فخلوا سبيلهم إن الله غفور رحيم” [واديل الأمر من الإسماح إلى العنف بالكافرين وجهادهم] وجاء من هنا الحديث النبوي: “أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا ألا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة ويصوموا الشهر ويحجوا البيت إذا استطاعوا اليه سبيلا فاذا فعلوا عصموا مني أموالهم ودماءهم إلا بحقها وأمرهم إلى الله”..
2/ ولما نزلت الآية: “يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وانتم مسلمون” قال الصحابة: “أينا يستطيع أن يتقي الله حق تقاته يا رسول الله” فنزلت الآية الناسخة لتلك: “فاتقوا الله ما استطعتم واسمعوا واطيعوا وانفقوا خيراً لأنفسكم ومن يوق شح نفسه فأولئك هم المفلحون”.. فنزل القرآن مواكباً لطاقة الناس آنذاك ومقدرتهم وفقاً للآية: “لا يكلف الله نفساً إلا وسعها” لذا لما كان وسع النبي أكبر من وسع الصحابة كان تكليفه في الصلاة والصوم والزكاة أكبر من تكليف الصحابة فهو مكلف بست صلوات في اليوم بينما تكليفهم خمس صلوات وزاد عليهم بقيام الليل أمراً وكان يصوم صيام المواصلة ثلاثة نهارات وليلتين وفي الزكاة كان على العفو انفاق كل ما زاد عن حاجة لحظته الحاضرة وكان يقول لعائشة: أوما أمرتك إلا تعلقي لا تعلقي فإن خالق غدٍ يأت برزق غدٍ كل غد..
3/ والمعلوم أن القرآن المدني نسخ القرآن المكي في حق الأمة ولم ينسخه في حق النبي وهو نسخ موقوت بوقته وينتظر أن يحكم المكي مستقبلاً إذ لا يعقل أن ينسخ المدني المكي سرمداً إذ القرآن كله حسن ولكن بعضه أحسن من بعض حيث قال النبي: “سيد آي القرآن آية الكرسي” والقرآن المدني تنزل من القرآن المكي لطاقة الناس كما بينا والمكي لمكانة الإسماح فيه ولمكانة حرية العقيدة فيه هو أفضل ما في ديننا وسيحكم حين يحين حينه وحين تأتي أمته وذلك مجيئ ليس منه بد وقد أزف..
4/ والحديث النبوي: “بدأ الإسلام غريباً وسيعود غريباً كما بدأ فطوبى للغرباء قالوا من الغرباء يا رسول الله قال الذين يحيون سنتي بعد اندثارها” وطالما هناك عودة للإسلام فهناك تجديد للخطاب الديني بداهة..
5/ كان النبي (صلى الله عليه وسلم) هو المسلم الوحيد على الإسلام الأخير [الإسلام الإيمان الإحسان علم اليقين علم عين اليقين علم حق اليقين فالإسلام الأخير] وهو المطلوب منا جميعاً: “ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين”.. “أفغير دين الله يبغون وله أسلم من في السماوات والأرض طوعاً وكرهاً وإليه يرجعون”..
6/ من ذلك أيضا حَديثُ الثَّقلَينِ (عليكم بكتاب الله وعترتي آل بيتي عضوا عليهما بالنواجذ فإنهما لا يفترقان حتى يردا على الحوض) “عن جمْعٍ من الصَّحابة؛ منهم: علي بن أبي طالب، وأبو سعيد الخُدري، وجابر بن عبد الله، وجُبَير بن مُطعِم، وحُذيفة بن أَسيد”.
7/ كما أن حديث عودة المسيح مستقبلاً مؤكد.. كل ذلك يسوق إلى تجديد الدين وعودته المنتظرة..
8/ أكثر من ذلك جاءت الآية الفاصلة تتحدث عن مستقبل الإسلام كهداية للبشرية جمعاء: “هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله وكفى بالله شهيداً” إذن الشاهد على ظهور الإسلام على كل الديانات الأخرى هو الله سبحانه وتعالى وسيظهر بتأييد الكشوفات العلمية في الآفاق وفي النفوس المؤيدة لصحة القرآن المتفرد بالحقيقة الأزلية فهل ظهر الإسلام على كل الأديان أم أنه منتظر أن يحدث مستقبلاً قطعاً حدوثه في المستقبل!!..
** ثم ألم تقرأ هذه الإحسان الفقيه ما قدمه الأستاذ محمود محمد طه من فكرة تقوم على بعث الرسالة الثانية من الإسلام باعتبار أن الشريعة مستندة على طاقة ومقدرة أمة المؤمنين في القرن السابع الميلادي هي الرسالة الأولى واعتبار ما استند على طاقة ومقدرة النبي في سنته (تكليفه حسب طاقته ومقدرته) هو الرسالة الثانية من الإسلام حتى عد الأستاذ محمود محمد طه عند الكثيرين أنه مجدد الإسلام في القرن العشرين؟..
eisay1947@gmail.com
الوسومإحسان الفقيه الأردن الأستاذ محمود محمد طه الإسلام السودان الشريعة الصحابة القرآن تجديد الخطاب الإسلامي ركن نقاش عيسى إبراهيمالمصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: الأردن الإسلام السودان الشريعة الصحابة القرآن عيسى إبراهيم الحدیث النبوی
إقرأ أيضاً:
نهار عشر ذي الحجة.. خطيب المسجد النبوي: أفضل من العشر الأواخر من رمضان
قال الشيخ الدكتور عبدالمحسن بن محمد القاسم، إمام وخطيب المسجد النبوي، إن الله جلّ وعلا فاضل بين الليالي والأيام، ومَنَّ على عباده بمواسم الطاعات، ليزداد المؤمنون رِفعةً في درجاتهم.
نهار عشر ذي الحجةوأوضح “ القاسم” خلال خطبة الجمعة الأولى من شهر ذي الحجة اليوم من المسجد النبوي بالمدينة المنورة، أن من الأيام الفاضلة التي أعلى الله شأنها، وعَظم أمرها، أيامُ عشر ذي الحجة، إذ أقسم الله بها – فقال تعالى: "وَالفَجْرِ، وَلَيَالٍ عَشْرِ" وهي من أيَّامِ اللهِ الخُرم، وخاتمة الأشهر المعلومات.
وأضاف أن نهارها أفضل من نهارِ العشر الأواخر من رمضان؛ مستشهدًا بحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم- عن فضل هذه الأيام المباركة بقوله- : “أَفْضَلُ أَيَّامِ الدُّنْيَا، أَيَّامُ العَشْرِ”.
واستشهد بما قال- عليه الصلاة والسلام-: "مَا العَمَلُ فِي أَيَّامٍ أَفْضَلَ مِنَ العَمَل فِي هَذهِ، قَالُوا: وَلا الجهَادُ؟ قَالَ: وَلَا الجَهَادُ إِلَّا رَجُلٌ خَرَجَ يُخَاطِرُ بِنَفْسِهِ وَمَالِهِ، فَلَمْ يَرْجِعُ بِشَيْءٍ" (رواه البخاري).
وأوصى باغتنام فضل الأيام العشر من ذي الحجة، والتقرّب إلى الله بأداء العبادات، والطاعات، وتلاوة القرآن، والصدقة، وسائر الأعمال الصالحات، لما اختصّ الله هذه الأيام العشر المباركة من فضل، ولما فيها من شعائر دينية عظيمة.
اجتمعت فيها أمهات العبادةونبه إلى أن أيام العشر من ذي الحجة، اجتمعت فيها أُمهات العبادة - من الصَّلاة، والصدقة، والصيام، والحج، والنحر، ومن أعلام أيامها حج بيت الله الحرام، أحد أركان الإسلام، وأصل من أصوله العظام، تُمحى به الذنوب والخطايا.
واستند لما قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: "الحَج يَهْدِمُ مَا كَانَ قَبْلَهُ" (رواه مسلم)، وهو طهرةً للحاج من أدران السيئات، قال - صلى الله عليه وسلم-: "مَنْ حَجّ لله فَلَمْ يُرفُث، ولَمْ يَفْسُقُ رَجَعَ كَيوم ولَدَتْهُ أُمُّهُ" (متفق عليه).
وأفاد بأن الأيام العشر من ذي الحجة فيها يوم عرفة، ملتقى المسلمين المشهود، يوم كريم على المسلمين، مستدلًا بحديث رسول الله - صلى الله عليه وسلم- "مَا مِنْ يَوْمِ أَكثرَ مِنْ أَنْ يُعتق اللهُ فِيهِ عَبْدًا مِنَ النَّارِ مِنْ يَوْمِ عرفة" (رواه مسلم).
وبين أن يوم عرفة، يومُ دعاءٍ ورجاءٍ وخشوعٍ، وذُلٍ وخضوعٍ للواحد الأحد، فقال ابنُ البرّ- رحمه الله-: “دعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ مُجَابٌ كُلَّهُ فِي الْأَعْلَبِ”، منوهًا بأن في العشر من ذي الحجة أحدُ عيديّ المسلمين، ففيها يوم النحر، أعظمُ الأيَّامِ عند الله، وأشدُّها حُرمةً.
يوم الحج الأكبرودلل بما قال النبي – صلى الله عليه وسلم - في حجة الوداع في خطبته يوم النحر: "أَلَا إِنَّ أَحْرَمَ الأيام يومُكُمْ هَذَا"(رواه أحمد)، مضيفًا أنه أفضل أيام المناسك وأظهرها، وأكثر شعائر الإسلام فيه.
وأردف: وهو يوم الحجّ الأكبر الذي قال الله تعالى فيه: "وَأَذَان مِنَ اللهِ وَرَسُولِهِ إِلَى النَّاسِ يَومَ الحَج الأكبر" وفيه أكمل الله لهذه الأمة الدين، مشيرًا إلى أن في نفوس المسلمين خلال أيام العشر من ذي الحجة حنينٌ لحجِّ بيت الله الحرام.
وأشار إلى أن من فضل الله على عباده أنه لم يُوجبه إلا على المُستطيع، كما أن مَنْ عَزمَ على حجّه ولم يستطِع نال ثوابه، ويُستحبُّ في العشر المباركة صيامُ التِّسعة الأولى منها، قال النووي- رحمه الله-: “مُسْتَحَبٌ استحبابًا شَدِيدًا”.
واستند لما قال- صلى الله عليه وسلم- عن صيامِ يومِ عرفة "يُكَفِّرُ السَّنة الماضية والباقية" (رواه مسلم)، والأفضل للحاج أن لا يصومه، تأسّيًا بفعل النبي- صلى الله عليه وسلم-.
يستحب في العشرولفت إلى أنه يُستحبُّ في أيام العشر من ذي الحجة الإكثار من ذكر الله، امتثالًا لقول الله جلّ شأنه: "وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومات"، كما دعا إلى ذلك النَّبيُّ -صلى الله عليه وسلم- في قوله: "فَأَكْثِرُوا فِيهِنَّ مِنَ التهليل والتكبير والتحميد" (رواه أحمد).
ونوه بأن التكبير المطلق في كل وقت من شعائر عشر ذي الحجة، ويُشرَعُ التكبير المقيّد عقب الصلوات المفروضة، من فجر عرفة، وللحُجّاج وغيرهم – إلى عصر آخر أيام التشريق، مشيرًا إلى أن مما يُستحبّ فعله في العشر من ذي الحجة.
واستطرد: تلاوة كتاب الله العظيم، فأجرها مضاعفٌ، والصدقة من أبوب السعادة، وخير ما تكون في وقتِ الحاجة وشريف الزمان، وفي أيام النحر والتشريق عبادة مالية بدنية قرنها الله بالصلاة، فقال سبحانه: "فَصَلِّ لِرَبِّكَ وَانْحَرْ".
وأكد أن الله سبحانه، حثّ على الإخلاص في النحر، وأن يكون القصد وجه الله وحده، لا فخر، ولا رياء، ولا سمعةً، ولا مُجرَّدَ عادة، فقال سبحانه: "وَلَن يَنَالَ اللهَ لُحُومُهَا وَلَا دِمَاؤُهَا وَلَكِن يَنَالُهُ التَّقْوَى مِنكُم"، وقد "ضحى النَّبِيُّ -صلى الله عليه وسلم- بِكَبْشَيْنِ أَملحين أقرنين، ذَبحهما بيده". (متفق عليه)
مكانة بيت اللهوأبان مكانة بيت الله العتيق، وقدسيته، وحُرمته، مبينًا أن من إحسانه تعالى أن جعل موسم العشرِ مشتركًا بين السائرين للحج والمعذورين، والحاج مع فَضْل الزمان ينال شرف المكان في أحب البقاع إلى الله مكة المكرمة، أقسم الله بها، وقَدَّسَها الله وصالها، وبارك فيها بكثرة الخير فيها ودوامه، وجعلها آمنةً لا قتال فيها، والطَّيرُ فيها أمن لا يُنفر، والشحر لا يُقطع، والمالُ الذي لا يُعرف مالكه لا يُؤخذ إلا لمعرّف به نظر إليها النبي- صلى الله عليه وسلم- ثم قال: "وَاللَّهِ إِنَّكِ لَخَيْرُ أَرْضِ اللَّهِ وَأَحَبُّ أَرْضِ اللَّهِ إِلَى اللَّهِ" (رواه ابن حبان).
وأشار إلى أن الحاج الموفّق منْ عمر وقته في هذه الأيام المباركة بالطَّاعات، وتزود فيها من الصالحات، وتعرّض فيها لنفحات الرحمات، وشكر فيها ربِّه على النعم المتواليات، ودعا للقائمين على خدمة الحجيج والمعتمرين، فالعباد لهم سعي حثيث إلى الله، وليس لهم حظّ عن رحالهم إلا في الجنة أو النار، وكل ساعة من العمر إن لم تقرب المرء من ربّه أبعدته.