إجراء القرعة العلنية الـ53 للوحدات السكنية البديلة لأهالي جزيرة الوراق فى مدينة أكتوبر الجديدة
تاريخ النشر: 18th, October 2023 GMT
أجرى جهاز تنمية جزيرة الوراق، القرعة العلنية الـ53 وسلم خطابات تخصيص وحدات سكنية بديلة بمدينة أكتوبر الجديدة، لعددٍ من الأسر من سكان جزيرة الوراق، الذين اختاروا محور الوحدات السكنية البديلة، حيث شملت خطابات التخصيص أرقام العمارات وأرقام الوحدات والمنطقة والمدينة، وذلك تنفيذًا لتوجيهات الدكتور عاصم الجزار، وزير الإسكان والمرافق والمجتمعات العمرانية، بتيسير إجراءات التعامل مع أهالي جزيرة الوراق، وكذا توفير البديل المناسب والرضائي لأهالي الجزيرة.
صرح بذلك المهندس أسامة شوقى، رئيس جهاز تنمية جزيرة الوراق، مضيفًا أن القرعة شملت 43 أسرة وأن أعمال القرعات قد استمرت يوميا بمقر قاعة جهاز الوراق بالجزيرة طوال أيام الأسبوع المنصرم وستستكمل خلال أيام هذا الأسبوع ل ٣١٤ أسرة من أهالي الجزيرة، حيث تم التعامل حتى الآن على ملفات نحو ١٣٨٠ أسرة ممن وافقوا على خيار الوحدات السكنية البديلة.
وعقب إجراء القرعة، سلَم المهندس أسامة شوقي، خطابات التخصيص للمستفيدين من الوحدات السكنية البديلة من أهالي جزيرة الوراق، بعد استكمال البيانات طبقًا للقرعة التي تم إجراؤها، تمهيدًا لاستلام الوحدات، مضيفًا أن الوحدات البديلة بمساحات تصل إلى 90 مترًا مربعا.
ونوه رئيس جهاز الوراق الجديدة، عن أنه عقب الانتهاء من إجراء القرعات وتسليم خطابات التخصيص، يتوجه المستفيدون بالوحدات من أهالي جزيرة الوراق إلى مقار جهاز مدينة أكتوبر الجديدة، ومنطقة مطار إمبابة، لإنها إجراءات الاستلام.
ولفت المهندس أسامة شوقي، إلى أنه بعد الانتهاء من إجراء القرعة العلنية وإجراءات تسليم الوحدات البديلة، يتم التنسيق مع وزارة التضامن الاجتماعى، لتأثيث وتجهيز الوحدات البديلة للمنتقلين، تنفيذًا لتوجيهات القيادة السياسية بإشراك وزارة التضامن الاجتماعى، في تأثيث وتجهيز الوحدات، وأن الأثاث والأجهزة التى سيتم تسليمها للأهالي ستشمل أجهزة كهربائية ( شاشات عرض - غسالات - سخانات - بوتاجازات - ثلاجات)، وغير ذلك من الأجهزة الكهربائية المختلفة اللازمة للمعيشة، بجانب تسليم أثاث به غرف نوم كاملة، وغرف أطفال، وأنتريهات، لضمان توفير البديل الرضائي المناسب لأهالي جزيرة الوراق.
تجدر الإشارة إلى أن المجتمع العمراني الجديد " جزيرة الوراق الجديدة"، هي إحدى مدن الجيل الرابع التى يتم تنفيذها من خلال وزارة الإسكان ممثلة في هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة وجهاز الوراق الجديدة، وذلك فى إطار جهود وزارة الإسكان لتنفيذ مخرجات المخطط الاستراتيجى القومى للتنمية العمرانية بمصر 2052، والذى تتمثل أهم أهدافه فى مضاعفة المعمور من 7 % إلى 14 %.
المصدر: بوابة الفجر
إقرأ أيضاً:
أحمد الأشعل يكتب: جهاز مستقبل مصر.. الجمهورية الجديدة تزرع أمنها بيد شبابها
في عمق الصحراء الغربية، حيث كانت الرمال تمتد بلا نهاية، وتضرب الرياح وجه الزمن، وُلد مشروع لا يشبه إلا نفسه، مشروع يُجسّد إصرار دولة آمنت بأن قوتها من أرضها، وأن أمنها القومي يبدأ من فدانٍ يُزرع، ومن يدٍ تعمل.
هناك، حيث كان البعض يرى العجز، رأت مصر الإمكان. وحيث كان البعض يرى مستنقع الجدب، كانت الدولة تروى بذورًا تُنبت الغد. من هذه الروح وُلد جهاز مستقبل مصر للتنمية المستدامة، لا كمؤسسة إدارية عابرة، بل ككيان وطني صلب، يحمل رؤية الدولة، ويخوض معركتها الأهم: معركة البقاء والبناء.
هذا الجهاز، الذي يتبع رئاسة الجمهورية، لا ينحصر دوره في الزراعة كما قد يتبادر للذهن، بل يمتد إلى ما هو أعمق وأكثر جوهرية: تحقيق الأمن الغذائي، وفرض معادلة الاستقلال الحقيقي وسط عالم يتقلب على جمر الأزمات. فالعالم اليوم لم يعد يقيس قوته فقط بالصواريخ والطائرات، بل بالقدرة على إطعام الشعوب، والاستغناء عن الاستيراد، وترويض الطبيعة لتكون حليفًا لا خصمًا.
ومن هنا، جاء دور جهاز مستقبل مصر بوصفه عقلًا وقلبًا وساعدًا لمشروع قومي يُعاد به رسم خريطة مصر الزراعية، وتُعاد به كتابة قصة الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي، على أرض الواقع. هذا الجهاز يعمل في صمت، لكنه يُحدث ضجيجًا من نوع آخر: ضجيج الإنتاج، وضجيج التحول الحقيقي، وضجيج مصر الجديدة وهي تنهض من رمالها.
ولعل أبرز ما يميز هذا المشروع العملاق، ليس فقط آلاف الأفدنة التي تم استصلاحها وزراعتها، ولا التكنولوجيا التي تم تسخيرها لخدمة الأرض، بل الرجال الذين يقودونه. فالجهاز يقوده جيل من الشباب المؤمنين بالدولة وبالواجب، وعلى رأسهم العقيد بهاء الغنام، المدير التنفيذي للمشروع، الذي ضرب مثالًا نادرًا في الإخلاص والانضباط والجرأة في القرار والصدق في الأداء. هو ليس مجرد مسؤول يدير مشروعًا، بل قائد ميداني يعيش تفاصيل الأرض، يتنقل بين خطوط الإنتاج، ويحوّل التعليمات إلى نتائج ملموسة، لا يعرف التردد ولا يستسلم للصعوبات. وجوده، ووجود العشرات من الكوادر الشبابية العاملة في المشروع، يعكس وجه الجمهورية الجديدة، حيث لم يعد الشباب حالمين فقط، بل فاعلين، صانعين للتغيير، وقادة في الميدان.
الجهاز لم يكتفِ بالزراعة التقليدية، بل قدّم نموذجًا متكاملًا للتنمية، يدمج بين الزراعة الذكية، والصناعة الغذائية، والبنية التحتية، والطاقة النظيفة، والتخزين والنقل والتوزيع، بما يجعل منه كيانًا قادرًا على فرض معادلة الاستقرار الاقتصادي. المحاصيل التي تُزرع في “مستقبل مصر” ليست مجرد سلع، بل عناصر في معادلة الأمن القومي. فحين تُزرع القمح والذرة وعباد الشمس والبنجر، تُكتب سطور من الاستقلال، ويُقطع شريان من شرايين الاستيراد التي أثقلت كاهل الدولة لعقود.
وفي ظل الأزمات العالمية المتكررة، من اضطرابات في سلاسل التوريد، إلى تغيرات مناخية قاسية، لم يعد مقبولًا أن تنتظر الدولة ما يأتي من الخارج. وهنا، أثبت جهاز مستقبل مصر أنه ليس مشروعًا زراعيًا، بل مشروع مقاومة وطنية ناعمة، بأدوات التنمية والإنتاج والمعرفة.
إن تجربة جهاز مستقبل مصر، بقياداته الشابة وعزيمته الفولاذية، تستحق أن تُروى كنموذج لما يجب أن تكون عليه مؤسسات الدولة. جهاز يعمل بلا ضجيج سياسي، ولا استعراض إعلامي، بل بحسابات الأرض، وإيقاع الشمس، وإيمان حقيقي بأن الوطن يُبنى من القاعدة لا من القمة فقط. وفي كل فدان يُزرع، وكل قطرة مياه تُدار بذكاء، وكل شاب يتولى مسؤولية ويصنع الفارق، تُكتب سطور جديدة من قصة هذا الوطن.
هذا المشروع ليس عن الأرض فقط، بل عن الإنسان الذي يحول المستحيل إلى واقع، وعن الدولة التي اختارت أن تواجه، لا أن تنتظر. جهاز مستقبل مصر هو عنوان للإرادة حين تتحول إلى مؤسسات، وللرؤية حين تجد من يؤمن بها ويقاتل لتحقيقها. إنه، ببساطة، تجسيد لعبارة واحدة تختصر كل شيء: هنا تُكتب مصر من جديد.