جنود الاحتلال يشتكون من التسريح المفاجئ.. إحباط من تأجيل اجتياح غزة عدة مرات
تاريخ النشر: 19th, October 2023 GMT
بالتزامن مع تصاعد التهديدات الإسرائيلية بقرب تنفيذ العدوان البري على غزة، وبعد 13 يوما من بدء الحرب، ما زال جنود الاحتياط ينتظرون الأمر باجتياح غزة برّاً، لكنهم لم يصلوا بعد، مما أثار جملة من التساؤلات حول المعضلات الحقيقية التي يواجهها مجلس الوزراء الحربي في اتخاذ قرار الشروع بالعملية، لكن الجديد في الساعات الأخيرة هو بدء قيادة الجيش بتسريح عدد من جنود الاحتياط، وعودتهم إلى منازلهم، دون توضيح الأسباب.
أمير بوخبوط المراسل العسكري لموقع ويللا ذكر أن "قرار تسريح عدد من جنود الاحتياط جاء في غمرة الاستعدادات للعملية البرية، فيما لم يتضح بعد حجم التسريح في هذه المرحلة، لكن مسؤولا أمنيا كبيرا زعم أن لديهم أعمالا ووظائف، والاقتصاد يعاني من غيابهم".
ورأى المسؤول في جيش الاحتلال أن الأمور ستكون طويلة، لذلك تم بدء إعادة جنود الاحتياط لمنازلهم بالزي الرسمي، شرط أن يكونوا جاهزين للانتشار من جديد، لكن العديد من الجنود انتقدوا القرار، لأنه بالإضافة لتأخير العملية البرية، فإن هناك عدم يقين بشأن شروط خدمتهم العسكرية".
ونقل في تقرير ترجمته "عربي21" عن أحد الجنود المسرّحين أنه اشتكى قائلا إننا "أُبلغنا بإطلاق سراحنا والعودة لمنازلنا، لكن الجيش يطلب منا أن نكون جاهزين في أي لحظة، وهذا يعني أنهم ينهون خدمتنا الاحتياطية من ناحية، ولكن من ناحية أخرى يطلبون منا إذا تم استدعاؤنا أن نصل في نفس اليوم، فهل هذا أمر قانوني أصلاً".
وأضاف: "كيف يمكنني العمل في الوظيفة، وأنا أعلم أنه قد يتم الاتصال بي من الجيش في أي لحظة، أنا ليس لدي أي مشكلة بالبقاء في الاحتياط، لكن الجيش يجعلني في وضع لا أستطيع فيه البقاء في الاحتياط، وفي الوقت ذاته لا أستطيع العمل في وظيفتي".
وأشار بوخبوط إلى أنه "بعد 13 يومًا من الاستعدادات الميدانية، يواصل مجلس الوزراء الحربي تقييم الموقف الميداني بانتظار اتخاذ قرار بالشروع في العملية البرية نحو قطاع غزة، ويأخذ بعين الاعتبار جملة من العوامل، أهمها التأكد من إخلاء المستوطنات والبؤر الاستيطانية من المسلحين الفلسطينيين الذين دخلوها يوم السابع من أكتوبر، وتثبيت الخط الحدودي، وتحسين الدفاعات العسكرية، وكفاءة القوات النظامية في شن الهجوم البري المزمع".
ولفت إلى أنه "رغم تأخر المراحل الأولى من العملية البرية المتوقعة، فقد تقرر التعبئة العامة لمنظومة الاحتياط جواً وبراً وبحراً، وبدء توزيع العتاد عليهم، ونقل الأدوات من الدبابات وناقلات الجنود المدرعة وبطاريات المدفعية وغيرها لمختلف قطاعات العمليات في الجنوب والشمال والوسط، لكن قرارا جديدا اتخذته الحكومة، تحت ضغط أمريكي، بتسوية القضايا الإنسانية في غزة، وعندها فقط تبدأ العملية البرية التي تأخر موعد بدئها بسبب مجموعة واسعة من الاعتبارات الأخرى".
وأكد أن "الاعتبار الأهم يتعلق بتخطيط الخطط العملياتية وفقا لأهداف الحرب التي قررها مجلس الوزراء، وتراكم الشرعية في الساحة الدولية لعملية واسعة النطاق في المناطق الحضرية ذات الكثافة السكانية العالية، وأخيراً قرار الرئيس الأمريكي جو بايدن بالقدوم لإسرائيل الذي ساهمت ضغوطه بتوفير رعاية للمدنيين الفلسطينيين لتأجيل آخر للعملية البرية، بجانب اعتبار آخر متعلق بعملية صنع القرار على المستوى السياسي، واعتبار ثالث يتمثل بالضغط الذي يمارسه حزب الله على الحدود الشمالية".
وذكر أن "جيش الاحتلال أراد استكمال الاستعدادات لاحتمال حدوث تدهور أوسع بكثير ضد الحزب، وعندها فقط يقرر مسألة المناورة البرية، وبمجرد الانتهاء من الاستعدادات على الحدود الشمالية، تصبح الخيارات مفتوحة على المستوى السياسي لاتخاذ أي قرار بشأنها، حيث تزعم مصادر في المؤسسة الأمنية أن الجيش مستعد لها، لكن يحتمل أن يكون قرار وصول رئيس الوزراء البريطاني ريشي وسناك ساهم في إرجاء جديد للعملية، لأن تحصيل مزيد من الشرعية الدولية للعملية البرية مهم فقط ليس عليها نفسها، بل على دول المنطقة بشكل خاص، والعالم العربي بشكل عام".
ونقل عن أوساط في "المؤسسة العسكرية أن الجيش اليوم يتمتع بميزة كبيرة، خاصة مع استخدام النيران الجوية والأرضية الدقيقة ضد أهداف في قطاع غزة، زاعما أنه في كل ساعة تمرّ، يُقتل المزيد من عناصر النخبة لحماس، ويتم تدمير المزيد من البنية التحتية، ويرتكب المزيد من كبار مسؤولي الحركة أخطاء، ويتم القضاء عليهم، نحن نرهقهم، وفي نفس الوقت نستعدّ للمناورة، والإجراءات التي نقوم بها الآن لتسهيلها، رغم توفر قدر لا بأس به من الانتقادات بين أفراد القوات البرية بسبب تأجيلها المتكرر، لأنه قد يضرّ بمعنويات القوات في الميدان، خاصة وأن معظمها أنهى استعداداته وتدريباته في المراكز المختلفة".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة غزة الاحتلال الفلسطينيين فلسطين غزة الاحتلال صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة العملیة البریة جنود الاحتیاط
إقرأ أيضاً:
فلسطيني يروي كيف استخدمه جنود الاحتلال درعا بشرية في شمال غزة
قال المعتقل الفلسطيني السابق طلال الزعانين إن جيش الاحتلال كان يستخدمه ومعتقلين آخرين دروعا بشرية خلال العمليات العسكرية في شمال قطاع غزة.
وأضاف -في مقابلة مع قناة الجزيرة- أن قوات الاحتلال نقلته هو ونحو 50 معتقلا -بينهم نساء أطفال- من بيت حانون إلى مناطق أخرى قبل أن تطلق سراح غالبيتهم، وتبقي على 7 فقط كان هو واحدا منهم.
وتم ترحيل اثنين من هؤلاء المعتقلين إلى إسرائيل، في حين قامت القوات بعصب أعين الخمسة المتبقين، واصطحابهم إلى أحد البيوت قبل نقلهم في دبابة إلى أحد معسكرات الجيش، كما قال الزعانين.
وفي المساء، تم فك العصابات عن أعين المعتقلين الخمسة وإجبارهم على التحرك مع الجنود إلى بيت حانون شمالا ثم سلموهم طائرات كواد كابتر مسيرة، ووزعوهم على مجموعات للقيام بعمليات التفتيش، حسب الزعانين.
استخدام المعتقلين دروعا بشريةورفض الزعانين ومن معه القيام بعمليات التفتيش لكن الضابط الإسرائيلي أخبرهم بأن "هذا عملهم وسيقومون به"، وفق قوله.
وقام الزعانين بتفتيش الدور الأرضي في إحدى المدارس عند جسر بيت حانون وعندما تأكد من عدم وجود خطر أمره الجنود بالتوجه للأدوار العليا لإكمال عملية التفتيش.
وقال المعتقل -الذي قضى 14 يوما في هذا الوضع- إنه تعرض لإطلاق النار خلال صعوده للأدوار العليا، وإن الضابط الإسرائيلي اتصل بالجندي المرافق له ووبخه لأن أحد المقاتلين كان في المكان وتمكن من الخروج، ثم أمره بمواصلة التفتيش.
إعلانوعندما انتهى الزعانين من تفتيش المدرسة، أمضى ليلته برفقة نحو 50 جنديا في أحد الفصول، وفي الصباح أمروه بدخول منزل آخر، وطلبوا منه تفتيش كل شيء بما في ذلك خزانات وغسالة الملابس، حسب قوله.
وأوضح الزعانين أنهم كانوا يرسلونه للتأكد من عدم وجود ألغام أو متفجرات في المكان بحيث تنفجر فيه هو بينما هم بعيدون عن الخطر.
وقال إن كل من تم اعتقالهم وذهبوا بهم إلى بيت حانون وجباليا والعزبة كانوا يستخدمون دروعا بشرية للجنود، مشيرا إلى أنهم لم يكونوا يفتشون كل البيوت، بل بيوتا محددة يشكون بوجود متفجرات بها.
التعرض للموت
وتعرض الزعانين لإطلاق النار 4 مرات خلال هذه العمليات، ووجد قذيفة في أحد البيوت، فأخبره الجندي الإسرائيلي بأنه رصدها من خلال الكواد كابتر وأنه كان سيقتله لو لم يبلغ عنها.
وأعطت القوة الزعانين مقصا وطلبت منه إبطال مفعول القنبلة، لكنه رفض رغم تهديدهم له ثم طلبوا من معتقل آخر إبطالها فرفض هو الآخر، حسب المتحدث.
وبعد إطلاق سراح الزعانين تم توقيفه من قبل قوة إسرائيلية في بيت حانون فأمر أحد الضباط جنديا بقتله لكن ضابطا آخر سأله عن سبب قدومه للمكان، ثم اتصل بالجيش رقم "40" وعرف منه أنه كان برفقتهم فأمر بإطلاق سراحه.
وقال المعتقل الفلسطيني السابق إنهم أعطوه عكازا لأن قدمه كانت مصابة وشريطا من القماش يلوح به لأي قوة أخرى تقابله في الطريق، مضيفا أنه قابل دبابتين وعندما لوح لهما بالشريط أطلقوا النار عليه.
وأصيب الزعانين برصاصة في كتفه وأخرى في ذراعه، وعندما وصل إلى قوة إسرائيلية في مقر الإدارة المدنية رفضت تقديم العلاج له، وتركوه في الشوارع بعدما جردوه من ملابسه تماما، حتى كادت الكلاب تمزقه.
أوامر عليا
وكانت وكالة "أسوشيتد برس" قالت إنها وثّقت -بشهادات من جنود وضباط في جيش الاحتلال- استخدام المدنيين الفلسطينيين دروعا بشرية في قطاع غزة والضفة الغربية، بأوامر صريحة من قيادات عسكرية عليا.
إعلانوأكدت الوكالة أن هذا الأمر يشكّل جريمة حرب موصوفة يحظرها القانون الدولي الإنساني، واتفاقيات جنيف، وكل المواثيق الدولية.
كما نقلت الوكالة عن ضابط إسرائيلي -لم تكشف عن هويته- أن أوامر استخدام الفلسطينيين دروعا بشرية "كانت تصدر في الغالب من قيادات عليا، وإن هذا الأسلوب اتبعته تقريبا كل كتيبة ميدانية".
وتحدث جنديان إسرائيليان أيضا عن ممارسات مشابهة، مؤكدين أن استخدام الفلسطينيين دروعا بشرية بات أمرا شائعا، وأشارا إلى استخدام مصطلحات مهينة في وصفهم.
واعتبرت منظمة "كسر الصمت" وهي منظمة إسرائيلية غير حكومية، تنشر شهادات جنود سابقين حول انتهاكات الجيش الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية المحتلة، أن هذه الشهادات "لا تمثل حوادث فردية، بل تشير إلى فشل ممنهج وانهيار أخلاقي خطير".