تحذير أممي من تعرض الفلسطينيين في غزة لإبادة جماعية
تاريخ النشر: 21st, October 2023 GMT
حذر خبراء أمميون من تعرض الفلسطينيين في قطاع غزة لـ"إبادة جماعية" داعين إلى الحيلولة دون ذلك. جاء ذلك في تقرير أعده فريق خبراء حقوق الإنسان بالأمم المتحدة، وصفوا فيه القصف الإسرائيلي للمدارس والمشافي في غزة بأنه جرائم ضد الإنسانية.
وأوضح التقرير أن القصف الإسرائيلي لمستشفى الأهلي المعمداني في غزة، يوم 17 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، أسفر عن استشهاد أكثر من 470 مدنيا وإصابة مئات آخرين جراء بقائهم تحت الأنقاض.
وأضاف أن قصف المستشفى الأهلي المعمداني جاء بعد تحذيرين أصدرتهما إسرائيل.
وأشار التقرير الأممي إلى أن اليوم نفسه شهد قصف مدرسة تابعة لوكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) ومخيمين للاجئين مكتظين بالسكان.
وأعرب الخبراء الأمميون عن قلقهم من أن يؤدي تشديد إسرائيل حصارها المتواصل منذ 16 عاما على غزة، وحرمان قرابة 2.2 مليون شخص من الاحتياجات الأساسية، إلى "نتائج إنسانية وقانونية كبيرة".
كما أفاد التقرير بأن هناك خطر"إبادة جماعية" ضد الفلسطينيين بالنظر لتصريحات قادة إسرائيل وحلفائهم.
ودعا الخبراء الأمميون إلى الحيلولة دون تعرض الفلسطينيين لـ"إبادة جماعية" مؤكدين ضرورة إنهاء احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية.
تهديدات ومناشدات
ويأتي التقرير إذ ناشد الهلال الأحمر الفلسطيني المجتمع الدولي لتحرك عاجل وفوري لمنع وقوع مجزرة جديدة بمستشفى القدس في غزة، بعد تلقيه تهديدا مساء أمس الجمعة من جيش الاحتلال الإسرائيلي بالإخلاء، وذلك تفاديا لتكرار مجزرة مستشفى الأهلي المعمداني.
وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني- في بيان- إنها تلقت تهديدا من قبل سلطات الاحتلال بقصف مستشفى القدس.
وأضافت أن الجيش الإسرائيلي طالب "بالإخلاء الفوري للمستشفى الذي يضم أكثر من 400 مريض وحوالي 12 ألف نازح من المدنيين الذين لجؤوا إليها باعتبارها مكانا آمنا".
وكان محيط مستشفى القدس قد تعرض لقصف عنيف قبل يومين.
وطالبت الجمعية العالم بالتحرك الفوري والعاجل لمنع وقوع مجزرة جديدة كالتي حدثت في مستشفى الأهلي المعمداني.
من جهة أخرى، أعلنت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين أمس الجمعة أن 5 مدارس تشرف عليها لجأ إليها الفلسطينيون في مدينة غزة، "لم تعد آمنة" بعد تلقيها تحذيرا إسرائيليا.
وقالت الأونروا -في بيان- "لقد أبلغتنا إسرائيل بضرورة إخلاء هذه البنى التحتية في أسرع وقت ممكن"، معربة عن أسفها قائلة "لقد فعلنا ما في وسعنا للاحتجاج ورفض هذا القرار، لكن الخلاصة هي أنه من الآن فصاعدا لم تعد بنانا التحتية آمنة"، داعية إلى إخلاء "فوري".
وتواصل إسرائيل منذ نحو أسبوعين، عدوانها على غزة وشن غارات مكثفة على القطاع مخلفة دمارا هائلا واكثر من 4100 شهيد و13 ألف جريح معظمهم من النساء والأطفال، كما تواصل قطع إمدادات المياه والكهرباء والغذاء والأدوية عن سكان غزة، مما أثار تحذيرات محلية ودولية من كارثة إنسانية مضاعفة، بموازاة مداهمات واعتقالات إسرائيلية مكثفة وواسعة في مدن وبلدات الضفة الغربية المحتلة.
وردا على اعتداءات إسرائيلية يومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته أطلقت كتائب القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس وفصائل فلسطينية أخرى في غزة عملية طوفان الأقصى في 7 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، اقتحمت في بدايتها مستوطنات ومواقع عسكرية إسرائيلية في غلاف قطاع غزة مما أسفر عن مقتل أكثر من 1400 إسرائيلي.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: مستشفى الأهلی المعمدانی فی غزة
إقرأ أيضاً:
أدولف آيخمان.. موظف “عادي” خطط لإبادة الملايين ما القصة؟
في كواليس أكثر الجرائم فظاعة في القرن العشرين، لم يكن أدولف آيخمان يرتدي الزي العسكري ولا يحمل سلاحًا في الميدان، بل جلس خلف المكاتب، وأدار بعقله البيروقراطي أكبر عمليات التهجير القسري والقتل المنظم في التاريخ الحديث.
لم يكن قائدًا كاريزميًا ولا منظرًا سياسيًا، بل موظفًا «ملتزمًا» يرى عمله واجبًا إداريًا، حتى وإن كان هذا العمل هو تنظيم إبادة ملايين البشر.
من موظف إلى مهندس للموتولد أدولف آيخمان عام 1906، وعمل بعد انضمامه للحزب النازي في وحدات الـ SS، حيث لمع اسمه في قسم “شؤون اليهود”، ليتحول بسرعة إلى أحد المسؤولين الرئيسيين عن تنفيذ الحل النهائي، أي الخطة النازية لإبادة يهود أوروبا.
كان آيخمان مسؤولًا عن تنظيم قطارات الترحيل التي نقلت مئات الآلاف من الرجال والنساء والأطفال إلى معسكرات الموت، وعلى رأسها أوشفيتز.
لم يشارك في القتل المباشر، لكنه كان المنسق البارد والدقيق لكل ما يجعله ممكنًا.
“الشر العادي”بعد انتهاء الحرب، هرب آيخمان إلى الأرجنتين، لكن في عام 1960 تم القبض عليه سرًا من قبل الموساد الإسرائيلي، ونُقل إلى القدس لمحاكمته.
أثناء محاكمته، كانت الفيلسوفة الألمانية اليهودية حنة آرندت حاضرة، وكتبت سلسلة تقارير شهيرة نشرتها لاحقًا في كتابها “آيخمان في القدس: تقرير عن تفاهة الشر”.
آرندت صُدمت من الرجل لم يكن وحشًا دمويًا، بل بيروقراطيًا تقليديًا، يتحدث بهدوء، يدافع عن نفسه بأنه “كان ينفذ الأوامر فقط”.
ومن هنا أطلقت آرندت مصطلح “تفاهة الشر”، لتشير إلى أن الشر لا يأتي دائمًا في صورة درامية، بل أحيانًا يظهر على هيئة موظف منضبط يقتل بالأوامر، لا بالقناعة.
هل كان مجرد منفذ؟محامي آيخمان في المحاكمة حاول تصويره كحلقة ضعيفة، مجرد ترس صغير في آلة ضخمة.
لكن الوثائق والشهادات أثبتت أنه كان أكثر من ذلك بكثير فكان يبتكر حلولًا لوجستية لتسريع الإبادة، ويعقد اجتماعات، ويقترح أساليب أكثر فاعلية لترحيل اليهود، بل وأظهر حماسًا واضحًا في أداء دوره.
آيخمان لم يكن مجرد منفذ، بل موظف مثالي في نظام غير إنساني، ينفذ دون تفكير في العواقب، ويجد مبررات لكل فعل.