هل تستخدم إيران السلاح النووي ضد إسرائيل؟
تاريخ النشر: 22nd, October 2023 GMT
شكك موقع "يسرائيل ديفينس" الإسرائيلي، في احتمال استخدام إيران السلاح النووي ضد إسرائيل، في حال امتلكته.
وقال الموقع في تحليل تحت عنوان "حتى لو حصلت على قنبلة.. من المشكوك فيه أن تهدد إيران إسرائيل بالسلاح النووي"، إن النظام الإيراني يهدد بأن بلاده ستنضم إلى تنظيم "حزب الله" وحركة "حماس" الفلسطينية في حربهما ضد إسرائيل، وأنها تطمح إلى محو إسرائيل من خريطة الشرق الأوسط,
يديعوت أحرونوت: حادث صواريخ #اليمن يعني انضمام #إيران وأمريكا للحرب https://t.
دعم حماس والجهاد
ووفقاً للموقع الإسرائيلي، فإن إيران اليوم هي زعيمة العالم الشيعي، وبالتالي، فإنها تطمح إلى تحويل الشرق الأوسط بأكمله إلى مساحة شيعية، ونظراً لكراهيتها الكبيرة لإسرائيل، ورغم أن قطاع غزة منطقة "سنية"، فهي الآن مستعدة لدعم تنظيمي حماس والجهاد في حربهما ضد إسرائيل.
كراهية إسرائيل
وأشار الموقع إلى أن خامنئي عبر في خطاب ألقاه 17 أكتوبر (تشرين الأول) في طهران، عن كراهيته لإسرائيل، قائلاً:"إذا استمرت جرائم الكيان الصهيوني فلن يتمكن أحد من إيقاف قوى المقاومة"، وذلك خلال حديثه عن الحرب التي يخوضها الجيش الإسرائيلي لـ"تدمير تنظيمي حماس والجهاد في غزة".
ووفقاً لوزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، فإن إيران ليس أمامها خيار اليوم سوى فتح قنوات جديدة وجبهات ضد "الكيان الصهيوني".
كاتب إسرائيلي: "جبهة" #حزب_الله ربما تكون الأهم في الحرب الحالية #حماس #غزة #فلسطين https://t.co/nTzM7FmxSy pic.twitter.com/ouq18Gdfan
— 24.ae (@20fourMedia) October 20, 2023مليار دولار سنوياً
ومن المعروف أن إيران مولت حزب الله وحماس والجهاد بمبالغ تصل إلى حوالي مليار دولار سنوياً، علماً أن قدرتها على تمويل المنظمات المسلحة تعتمد على تصدير النفط، الذي شهدت أسعاره ارتفاعاً كبيراً في السوق العالمية خلال العام الماضي.
انضمام إيران
وبحسب عبداللهيان، طالبت الولايات المتحدة إيران بعدم التدخل وعدم توسيع الحرب ضد إسرائيل، وبحسب قوله: "كان رد إيران على الطلب الأمريكي أنه من المستحيل مطالبة إيران بالتراجع والسماح لإسرائيل بالقيام ما تريده في غزة"، مضيفاً أن "أي عمل وقائي من قبل محور المقاومة أو من إيران خلال الساعات المقبلة تجاه إسرائيل أمر وارد".
علاوة على ذلك، صرح عبداللهيان مؤخراً، في 15 أكتوبر (تشرين الأول) أمام مبعوث الأمم المتحدة، أن بلاده سوف تضطر إلى التدخل عسكرياً إذا استمرت عمليات الجيش الإسرائيلي في الشرق الأوسط.
كاتب إسرائيلي: "إسقاط النظام الإيراني" مفتاح النصر على #حماس و #حزب الله https://t.co/GDBVtuAGje
— 24.ae (@20fourMedia) October 17, 2023
البرنامج النووي
وقال الموقع إنه رغم أن فرص انضمام الجيش الإيراني قريباً إلى الحرب ضد إسرائيل منخفضة جداً، إلا أن الأمر الأكثر إثارة للقلق من الناحية العملية هو البرنامج النووي الإيراني، ويرجع ذلك إلى كراهية إيران الشديدة لإسرائيل، وهو ما ينعكس أيضاً في هذا البرنامج.
وتابع الموقع: "رغم أن إيران سعت إلى تقديم البرنامج إلى دول العالم على أنه مخصص "للأغراض السلمية"، إلا أنه في ظل النظام الذي نشأ في إيران بعد ثورة 1979، كان البرنامج موجها أيضا للأغراض العسكرية.
وتابع: "رغم أن هذه الخطة كانت في البداية تهدف إلى مواجهة البرنامج النووي، الذي بدأ العراق في تطويره خلال حرب "الثماني سنوات 1980-1988 بين البلدين"، إلا أنه بعد انتهاء الحرب كان الهدف منه التعامل بشكل أساسي مع إسرائيل، التي تعتبر في نظر النظام في طهران "عدواً يجب تدميره".
واستطرد الموقع: "إيران إذا امتلكت السلاح النووي، فمن المشكوك فيه أنها ستهدد إسرائيل بشكل مباشر".
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل إسرائيل غزة إيران حماس والجهاد ضد إسرائیل حزب الله
إقرأ أيضاً:
الاستثمار بدل العقوبات.. هل يمكن أن يشكل برنامج إيران النووي فرصة لأميركا؟
ظهرت فكرة جريئة أثناء المفاوضات النووية الأميركية الإيرانية الجارية: ماذا لو لم تحاول الولايات المتحدة احتواء البرنامج النووي الإيراني فحسب، بل ساعدت في بنائه أيضا؟
وقالت الكاتبة فينا علي خان -في تقرير نشرته مجلة "فورين بوليسي" الأميركية- إن هذه الفكرة تستهدف مباشرة غريزة الرئيس الأميركي دونالد ترامب في عقد الصفقات، والتي تجلت بوضوح خلال زيارته الأخيرة إلى الشرق الأوسط.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2البلقان على صفيح ساخن.. عودة ترامب وصراع التوازنات الإقليميةlist 2 of 2المواجهة الهندية الباكستانية.. نزاع مزمن على حافة النوويend of listوفي مقال رأي كتبه وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي بصحيفة واشنطن بوست في أبريل/نيسان الماضي قال إن اتفاقا نوويا جديدا قد يفتح الباب أمام الشركات الأميركية للاستفادة مما وصفها بفرصة اقتصادية بقيمة "تريليون دولار" في بلد يضم أحد أكبر احتياطيات النفط والغاز في العالم.
كما نشر عراقجي نص خطاب كان قد أعده لإلقائه في مؤسسة كارنيغي للسلام الدولي (قبل أن تلغى الفعالية) استعرض فيه خطط إيران لبناء ما لا يقل عن 19 مفاعلا نوويا جديدا، وطرح فكرة الاستثمار الأميركي، مشيرا إلى أن السوق المحلية الإيرانية قد تسهم في "إنعاش الصناعة النووية المتعثرة في الولايات المتحدة".
هذا العرض لم يكن مجرد غصن زيتون دبلوماسي، بل كان نداء محسوبا يتماشى مع أسلوب ترامب التفاوضي المفضل القائم على المعاملات والمخاطرة العالية والعناوين اللافتة.
إعلانوقد قدّم العرض فرصة لواشنطن لخلق وظائف وآليات تحقق صارمة مقابل تخفيف العقوبات ومنح طهران حق الوصول إلى التكنولوجيا، في محاولة من إيران لتحويل المواجهة الممتدة منذ عقود إلى تعاون اقتصادي متبادل.
وأشارت الكاتبة إلى أن الرسالة الأساسية التي وجهها عراقجي إلى ترامب كانت إستراتيجية، حيث أعاد تأطير البرنامج النووي الإيراني ليس كتهديد أمني، بل كأصل اقتصادي، فترامب يستجيب للأرقام الكبيرة والصفقات الكبرى، والفكرة هي أنه إذا وُعِد بوظائف للأميركيين واتفاق يترك إرثا تاريخيا فقد يكون أكثر قبولا لتنفيذ هذه الصفقة.
لكن هذا الاقتراح -حسب الكاتبة- ليس حديث العهد تماما، إذ سبق أن أجريت مناقشات مماثلة خلال مفاوضات الاتفاق النووي في عام 2015 (المعروف بخطة العمل الشاملة المشتركة) الذي انسحب منه ترامب عام 2018.
ومن خلال التلويح مجددا بفرصة اقتصادية مرتبطة بالاستثمار في قطاعها النووي تختبر طهران مدى قدرة الإدارة الأميركية على تحمّل المخاطر السياسية في وقت يعيد فيه ترامب صياغة قواعد الدبلوماسية، على أمل أن ينظر بخلاف أسلافه إلى المحادثات النووية من زاوية المكاسب المتبادلة.
ومن منظور تاريخي، ليست هذه الفكرة مستبعدة تماما، ذلك أن الصناعة النووية الإيرانية نشأت بدعم أميركي، ففي عام 1957 وتحت مظلة برنامج الرئيس دوايت آيزنهاور "الذرة من أجل السلام" -وهي مبادرة ضمن سياق الحرب الباردة تهدف إلى تعزيز الاستخدام السلمي للطاقة النووية في الدول الحليفة- ساعدت الولايات المتحدة طهران على إطلاق أول برنامج نووي لها.
وبعد عقد من الزمن أنشأت واشنطن مفاعلا بحثيا بقدرة 5 ميغاواطات داخل حرم جامعة طهران لا يزال يعمل حتى اليوم، وقد زودت إيران بيورانيوم عالي التخصيب لتشغيله.
جزئيا، يرجع الدافع الحالي لإيران نحو التعاون الاقتصادي مع الغرب إلى إحباطها من محدودية المكاسب التي حققتها عبر "التوجه شرقا"، فقد علقت طهران آمالا كبيرة على تعزيز علاقاتها المتعمقة مع الصين وروسيا لدعم قدرتها على مواجهة العقوبات الأميركية، وتطوير ما تسميه "اقتصاد المقاومة" المبني على الاعتماد الذاتي.
إعلانلكن هذه الرؤية لم تتحقق كما كان مأمولا، إذ لا تزال العقوبات تخنق التجارة وتثني المستثمرين وتعرقل مشاريع الشراكة.
وتعتبر روسيا الشريك النووي الأكثر استقرارا لإيران، حيث توفر شركة "روس آتوم" الوقود والدعم الفني لمحطة بوشهر، وتعمل على بناء وحدتين إضافيتين تحت إشراف دولي، لكن الشركة الروسية تتوخى الحذر في توسيع التعاون النووي لتفادي العقوبات الأميركية الثانوية التي قد تهدد مشاريعها العالمية.
وأشارت الكاتبة إلى أن الصين قلصت تعاونها النووي مع إيران -خصوصا في مجالات التخصيب وإعادة المعالجة- نتيجة الضغوط الأميركية، مما دفع شركات مثل المؤسسة الوطنية النووية الصينية إلى التردد في التوسع.
وحسب ما يوضحه عباس عراقجي، فإن هدف إيران لا يقتصر على جذب استثمارات ضخمة فورا، بل يشمل رفع العقوبات واكتساب المعرفة والاندماج مجددا في الاقتصاد العالمي.
ويعتقد صانعو القرار الإيرانيون أن دخول الشركات الأميركية السوق النووية الإيرانية سيحفز الأوروبيين والآسيويين على اللحاق بها.
انتقادات أميركيةلكن هذه الرؤية تواجه انتقادات داخلية من المتشددين وبعض الوسطية الذين يرون في الانفتاح على الغرب خيارا ساذجا في ظل العقوبات المستمرة والفساد وغياب بيئة تنظيمية مستقرة.
ويرى بعض المسؤولين الإيرانيين أن عهد ترامب يوفر فرصة نادرة يجب استغلالها، ولا سيما مع وجود كبير مفاوضيه ستيف ويتكوف الذي يفتقر إلى خبرة سابقيه.
ويعتقد عباس عراقجي أن عروضا بعقود بمليارات الدولارات قد تغري الفريق الأميركي.
وقالت الكاتبة إن طهران تعتبر برنامجها النووي اليوم أداة ردع حيوية في ظل تراجع "محور المقاومة"، في حين يعارض الجمهوريون -بمن فيهم ترامب- استمرار تخصيب اليورانيوم.
لكن محللين مثل ريتشارد نيفيو يرون أن إيران تستغل قلة خبرة الفريق الأميركي وتغريه بصفقة "براقة" قد تجذب ترامب رغم المخاطر التي تنطوي عليها.
من جهتها، لم تحدد إيران التنازلات المحتملة بشأن أجهزة الطرد المركزي في أي اتفاق نووي، ومن غير المرجح أن تسمح بدخول خبراء أميركيين إلى منشآت حساسة مثل منشأة نطنز النووية بسبب مخاوف التجسس، وترفض تفكيك بنيتها التحتية للتخصيب، حيث تحتفظ بعدد كافٍ من أجهزة الطرد المركزي لإنتاج مواد انشطارية عسكرية.
وتعتمد طهران في طرحها على خلق زخم سياسي عبر التعاون التجاري لمنع انسحاب واشنطن من الاتفاق.
إعلانووفقا لنيفيو، فإن إيران مستعدة لشراكة مالية، لكنها ترفض شراكة تقنية تتيح دخول الأميركيين إلى منشآتها النووية.
وأضافت الكاتبة أن الجانب الأميركي يواجه عقبات ضخمة أمام أي محاولة تعاون اقتصادي، أبرزها عزل النظام المصرفي الإيراني بسبب إدراجه في القائمة السوداء لمجموعة العمل المالي، إضافة إلى سوء الإدارة والفساد والعقوبات المتراكمة، مما يجعل الشركات الأجنبية تواجه مخاطر قانونية ومخاطر سمعة وعقوبات أميركية مستمرة.
كما يواجه البيت الأبيض معارضة قوية من الكونغرس الجمهوري الذي يرفض شرعية التخصيب النووي الإيراني ويدين فكرة دعم منشآت مثل نطنز بأموال أميركية، مما قد يقضي على أي مقترح في مهده.
في المقابل، هناك مقترح أكثر توازنا قدمه دبلوماسيون إيرانيون لإنشاء تحالف إقليمي لتخصيب اليورانيوم يشمل السعودية ودولا خليجية أخرى، لكن الرياض تفضل تطوير برنامجها النووي بدعم أميركي مباشر.
ويشير الخبير الاقتصادي إسفنديار باتمانغليج إلى أن البنية التحتية الإيرانية قد تؤهلها للمساهمة في سلسلة إمداد نووية خليجية مستقبلية تغذي مفاعلات المنطقة، بما فيها السعودية، لكن تحقيق ذلك يتطلب إرادة سياسية مشتركة.
وتعي طهران ضعف فرص دخول الشركات الأميركية إلى برنامجها النووي، لكنها تأمل أن يعيد مجرد طرح الفكرة تحريك الحوار ويجذب اهتمام ترامب عبر المصالح الاقتصادية.