موقع 24:
2025-06-03@21:22:16 GMT

لماذا تخفق قوات اليونيفيل في "لجم" حزب الله؟

تاريخ النشر: 26th, October 2023 GMT

لماذا تخفق قوات اليونيفيل في 'لجم' حزب الله؟

شددت الأستاذة المساعدة في جامعة ليدن الهولندية ومؤلفة كتاب "حفظ السلام في جنوب لبنان: الصدقية والتعاون المحلي"، فانيسا نيوبي، على أهمية الدور الذي تضطلع به قوات الأمم المتحدة المؤقتة العاملة في جنوب لبنان (اليونيفيل)، خصوصاً في ظل الحرب بين إسرائيل وحماس.

عانت اليونيفيل من انخفاض الدعم المحلي

كتبت نيوبي في "المعهد الأسترالي للسياسة الإستراتيجية" أن استهداف مقر اليونيفيل بصاروخ مجهول المصدر في 15 أكتوبر (تشرين الأول)، لم يشكل المرة الأولى التي تجد فيها قوات اليونيفيل نفسها عالقة في مرمى النيران المتبادلة بين القوات الإسرائيلية والجهات المسلحة غير الحكومية.

. لقد استمر تبادل إطلاق النار في جنوب لبنان منذ هجوم حماس في 7 أكتوبر، ويهدد التصعيد السريع للأعمال العدائية بين حزب الله والجيش الإسرائيلي الأمن الإقليمي وحتى العالمي وفق نيوبي. 

'UNIFIL may not be able to stop a war, but it can help ease the pain for civilians living along the Blue Line. For a country in the midst of a heinous economic crisis, this support is critical,' writes @vfnewby.https://t.co/bH7tyBk7Ky

— ASPI (@ASPI_org) October 25, 2023

على الرغم من إدراج كلمة مؤقتة في اسمها، تبقى اليونيفيل واحدة من أطول بعثات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.. ثمة سؤال عما إذا كان ينبغي على اليونيفيل الاستمرار في العمل في جنوب لبنان بالنظر إلى عجزها الواضح عن منع اندلاع قتال خطير مع تدهور الوضع في المنطقة، وتوضح الكاتبة أن الدور الرئيسي لليونيفيل يتمثل في الحفاظ على السلام والأمن على الخط الأزرق، الذي لا يمثل حدوداً بل خط انسحاب بين جيشين.. على المستوى السياسي، ليس هناك أي اتصال رسمي بين الحكومتين اللبنانية والإسرائيلية حول طريق إلى سلام رسمي ودائم.

ما الذي تغير منذ 2017؟

كتبت نيوبي سابقاً عن سبب صعوبة كبح جماح حزب الله، لكن منذ سنة 2017 تغير الوضع إلى حد كبير.. قامت المجموعة بتصعيد نشاطها بشكل مطرد، بينما عانت اليونيفيل من انخفاض الدعم المحلي.. وكانت إحدى العلامات المبكرة هي تقليص إمكانية الوصول إلى أجزاء من القرى، في الغالب ليلاً، عندما يغلق السكان الطرق ويمنعون قوات اليونيفيل من القيام بدوريات.

من المؤشرات الأخرى على البيئة المتغيرة زيادة الهجمات على دوريات قوة اليونيفيل في لبنان.. بينما واجهت البعثة هجمات عرضية، عادة من قبل مجموعات من الشباب الذين يسعون إلى سرقة معدات باهظة الثمن، أصبحت هذه الحوادث أكثر خطورة في السنوات الأخيرة، والأكثر مأساوية كان مقتل جندي حفظ سلام أيرلندي في قرية العاقبية الجنوبية في ديسمبر (كانون الثاني) 2022. كان الحادث تتويجاً لسنوات من تآكل الدعم لليونيفيل في جنوب لبنان. 

Hezbollah and the future of the UN peace mission in southern Lebanon | @vfnewby | https://t.co/cd44HJIh7V pic.twitter.com/xEvFs6fXxE

— ASPI (@ASPI_org) October 25, 2023

على الجانب الآخر من الخط الأزرق، تابعت الكاتبة، يرى كثر في إسرائيل أن قوات اليونيفيل لا تفعل الكثير للسيطرة على حزب الله.. وصلت القضية إلى ذروتها سنة 2018 بعد اكتشاف ستة أنفاق بناها حزب الله من لبنان إلى إسرائيل.

رفع حزب الله التحدي بطرق أخرى أيضاً.. تم العبث بمعدات مراقبة موجودة على السياج التقني على الخط الأزرق، وتعمل ميادين تدريبية لإطلاق نار بشكل غير مرخص جنوبي نهر الليطاني، وأقيمت مراكز متقدمة قريبة من الخط الأزرق.. في الآونة الأخيرة، ورداً على إعادة احتلال إسرائيل لبلدة الغجر المقسمة، نصب حزب الله خيمتين في الأراضي المتنازع عليها على الخط الأزرق، ولا تزال إحداهما قائمة على الرغم من الطلبات الإسرائيلية المتكررة بإزالتها.

إسرائيل صعّبت مهمتها

إن دعم إسرائيل لليونيفيل كان فاتراً في أحسن الأحوال.. على مر السنين، تلقت قوات اليونيفيل إشعاراً مسبقاً بفترة هامشية بالاجتياحات الإسرائيلية، وفي بعض الأحيان مُنعت من الوصول إلى الأراضي الإسرائيلية بعد وقوع حوادث أمنية.. وترفض إسرائيل السماح لليونيفيل بتسيير دوريات على جانبي الخط، بالرغم من أن هذا سيحسن التصورات اللبنانية المحلية حول حياد البعثة، وترفض الامتناع عن إجراء انتهاكات جوية استطلاعية في المجال الجوي اللبناني.. خلال الحرب الأهلية، سببت الميليشيات الرسمية وغير الرسمية التي رعتها إسرائيل الكثير من الصداع كما كانت الحال مع الميليشيات الفلسطينية وأمل وحزب الله.

لقد كان هناك نقاش متزايد في مجلس الأمن خلال الآونة الأخيرة حول ولاية اليونيفيل، مع انتقادات لعدم إحراز تقدم في نزع سلاح حزب الله وإنشاء منطقة خالية من الأسلحة جنوبي الليطاني وارتفاع أعداد القوات والافتقار المتزايد إلى حرية الحركة، وتكمن قيمة اليونيفيل في قدرتها على تسليط الضوء الدولي على الخط الأزرق وإبقاء جميع الأطراف أكثر صدقاً.. وليس هناك شك أيضاً في أن اليونيفيل منعت اندلاع أعمال العنف وما زالت تمنع الوجود العلني لحزب الله.

المنتصر دوماً

في غياب سلام رسمي، من المرجح أن يستمر الصراع بين لبنان وإسرائيل، وعندما تحدث صدمات للنظام، لا يمكن لليونيفيل أن تفعل سوى القليل من المراقبة.. مع ذلك، أظهرت أنها قادرة على إدارة بيئة ما بعد الصراع بشكل جيد، بما في ذلك تفكيك الحوادث الأمنية لمنع التصعيد وإشعال حرب جديدة عن طريق الخطأ.

على مدى السنوات الخمس والأربعين الماضية، تم الإبقاء على المهمة لأن المجتمع الدولي أدرك أن الأمور ستكون أسوأ من دونها.. لقد تطلبت طبيعة الصراع المستعصية والموقع الجيو-إستراتيجي المهم للبنان شكلاً من أشكال عمليات السلام، بالتالي إن الخيار العملي المطروح أمام الأمم المتحدة، هو ما إذا كانت تكاليف ومخاطر إنشاء بعثة جديدة تستحق العناء عندما تكون هناك بعثة موجودة أصلاً.. لقد كان الحفاظ على الوضع الراهن المنتصر دوماً.

قيمة اليونيفيل الفعلية

لقد أثبتت اليونيفيل أيضاً تفانيها في مساعدة المدنيين المحليين أثناء النزاع عبر توفير المأوى والمساعدات الطبية الطارئة ودعم الإجلاء، وهو ما يشكل في كثير من الأحيان خطراً كبيراً على قوات حفظ السلام.. عندما ينقشع ضباب الحرب، كانت اليونيفيل موجودة دائماً لمساعدة المدنيين المحليين على التعافي، وتعد المساعدة في إنعاش المجتمعات التي دمرتها الصراعات جانباً حاسماً من عملها.. بينما يعلم المدنيون في جنوب لبنان أنهم لا يستطيعون الاعتماد على اليونيفيل لحمايتهم، فإنهم يعلمون أنها ستكون هناك لمساعدتهم على جمع الحطام.

في الوقت الحالي تظل اليونيفيل ملتزمة فتقول: "في حال نشوب حرب شاملة، لن نتخلى عن موقعنا.. لم نفعل ذلك سنة 2006، ولن نفعل هذه المرة أيضاً". قد لا تكون قوات اليونيفيل قادرة على وقف الحرب، لكنها يمكن أن تساعد في تخفيف آلام المدنيين الذين يعيشون على طول الخط الأزرق.. بالنسبة إلى بلد يمر بأزمة اقتصادية شنيعة، يعد هذا الدعم أمراً بالغ الأهمية، ختمت نيوبي.

المصدر: موقع 24

كلمات دلالية: التغير المناخي محاكمة ترامب أحداث السودان سلطان النيادي مانشستر سيتي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل اليونيفيل على الخط الأزرق قوات الیونیفیل فی جنوب لبنان الیونیفیل من حزب الله

إقرأ أيضاً:

لماذا استهدفت القسام عربة همر وفشلت إسرائيل بإخلاء خسائرها؟

قال الخبير العسكري العميد إلياس حنا إن إستراتيجية المقاومة ترتكز على القتال في الأماكن البعيدة عن عمق قطاع غزة، كاشفا أسباب استهداف مقاتلو الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) عربة "همر" وفشل الطيران المروحي بإخلاء الخسائر.

وجاء حديث حنا للجزيرة بعد إعلان مواقع إخبارية إسرائيلية مقتل 3 جنود وإصابة 11 في استهداف سيارة عسكرية من نوع "همر" في منطقة جباليا شمالي قطاع غزة.

في السياق ذاته، أعلنت كتائب القسام -الجناح العسكري لحركة حماس- خوض مقاتليها اشتباكات ضارية مع جنود الاحتلال من المسافة صفر شرق مخيم جباليا، مشيرة إلى إيقاع جنود الاحتلال بين قتيل وجريح، وسط استمرار الاشتباكات.

وبنظرة عسكرية، قال حنا إن عربة "همر" ليست مدرعة، ويستقلها جنود الاحتلال في الأماكن التي تعتبر آمنة وسهلة، مرجحا أن العملية وقعت قرب المناطق السكنية مما اسفر عن عدم قدرة جيش الاحتلال على إخلاء القتلى والجرحى.

ولم يستبعد استهداف المقاومة عربة "همر" في الخطوط الخلفية لجيش الاحتلال أو مسافة قريبة من مركز العمليات، مشيرا إلى أن هذه العربة تعد الهدف الأسهل، وتعطي نتيجة مؤلمة للاحتلال، مستدلا بسقوط 3 قتلى بين الجنود وعدد من الجرحى وفق ما أعلنت مصادر إسرائيلية.

إعلان

وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد ذكرت أن العملية في جباليا نجمت عن "كمين مركب وصعب"، مشيرة إلى أن قتلى الجيش من اللواء التاسع.

وأوضحت المصادر ذاتها  أن مروحيات عسكرية تطلق نيرانا كثيفة في منطقة العملية، مشيرة إلى أن عملية إجلاء الجنود القتلى والجرحى فشلت بسبب كثافة النيران، وأن مروحية عسكرية تعرضت لإطلاق نار خلال محاولتها إجلاء الجرحى.

وفي هكذا نوع من الحروب، تتساوى القوى بين الطرفين -وفق حنا- مستدلا بعدم قدرة جيش الاحتلال باستعمال الطيران الحربي بسبب وقوع اشتباك أقرب إلى المسافة صفر لذلك استعان بالمروحيات.

ولفت إلى أنه في الحرب الحالية كانت تهبط المروحيات وتنقل الخسائر في مناطق كانت تعتبر آمنة، لكن عدم قدرتها على الهبوط في جباليا يعني أنها ليست آمنة.

واعتادت فصائل المقاومة عند نصب كمائن للقوات والآليات الإسرائيلية -حسب الخبير العسكري- استهداف قوات النجدة والإنقاذ، خاصة في ظل عدم توفر استعلام تكتيكي لدى جيش الاحتلال يقول إن المنطقة آمنة.

ويعني عدم استعمال جيش الاحتلال الطائرات الحربية، أن الاشتباك وقع ضمن مسافة قصيرة، إذ تستطيع القدرة التفجيرية لأي قنبلة قتل أحد الجنود عبر ما يسمى بـ"النيران الصديقة"، كما يقول حنا.

إستراتيجية الاحتلال

وبشأن توسيع نطاق العملية العسكرية الإسرائيلية، قال حنا إن هدف الجيش الإسرائيلي احتلال 75% من مساحة القطاع، من أجل حرمان المقاومة من هذه المساحة والضغط عليها، وإبقاء ما يقرب من 25% للغزيين.

وفي ظل هذا الوضع، تذهب المقاومة إلى القتال في الأماكن البعيدة مثل بيت لاهيا وبيت حانون وجباليا شمالا حتى حي الشجاعية شرقي غزة وخان يونس جنوبا، من أجل كسب الوقت واستنزاف الاحتلال إلى درجة متقدمة.

ووفق الخبير العسكري، فإن منطقة جباليا شهدت قرابة 50 عملية ضد جيش الاحتلال بينها عمليات استشهادية وأخرى بالسلاح الأبيض.

إعلان

وشدد على أن الدخول إلى عمق قطاع غزة ليس أمرا سهلا، وبالتالي الذهاب إلى احتلال 75% منه ستكون كلفته كبيرة، إضافة إلى حجم القوة التي خصصت لهذه العملية العسكرية الجديدة.

ومطلع الشهر الجاري، قال رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إنه أصدر تعليمات إلى قواته بتوسيع نطاق العملية العسكرية لتشمل مناطق إضافية في شمال قطاع غزة وجنوبه.

مقالات مشابهة

  • إسرائيل ترسل بكثافة ملاجئ متنقلة إلى الشمال.. هل تُحضّر لمواجهة ثانية مع حزب الله؟
  • بلدية جبيل - بيبلوس: إجراءات تنظيمية بعنوان خطوط حمر على الخطّ الأزرق
  • لماذا استهدفت القسام عربة همر وفشلت إسرائيل بإخلاء خسائرها؟
  • شمال الخط الأزرق... هذا ما فعلته اليونيفيل برفقة الجيش
  • بلبلة في لبنان بعد اعتقال عنصر بحزب الله متعاون مع إسرائيل
  • من إزالة الأنقاض إلى دعم الزراعة... اليونيفيل والجيش إلى جانب الأهالي في الجنوب
  • المنسّقة الأممية للبنان في زيارة إلى إسرائيل لبحث تنفيذ القرار 1701
  • تصاعد التباينات بين اركان الحكم وسلام عند بري بشأن اليونيفيل والدورة الاستثنائية
  • هل يملك لبنان غير ديبلوماسيته لمواجهة تعديل مهمّة اليونيفيل؟
  • اليونيفيل القطاع الغربي يدعم الشباب والثقافة والمجتمع من أجل السلام