سيناء تاريخ عميق من الحضارة فى قلب العالم ليست مجرد موقع استراتيجى وحلقة الوصل بين قارتى آسيا وأفريقيا لكنها أرض الحضارات والديانات الإسلامية والمسيحية واليهودية التى التقت جميعًا على أرض أرض التجلى الأعظم فى الطور ومنها دخلت العائلة المقدسة.

وبها دير سانت كاترين وشجرة النور ومسجد الأمر بالله وبها فى أعظم مشهد يجسد التقاء كل الديانات فى مكان واحد،

منها دخل الإسلام وعلى عتبتها تحطمت قوى العدوان بدءًا من محاولات الغزو الصليبى حتى انكسار إسرائيل وخط بارليف الأسطورة الوهمية.

سيناء هى أرض الدين والحضارة والتاريخ والفيروز والخير لما تضمه من ثروات طبيعية ومعدنية لكن تظل القيمة الاعلى كونها التاريخ والحضارة وارض الأديان السماوية وستظل الحارس الامين لبوابة مصر الشرقية.

قال الدكتور محمد عبداللطيف رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية واليهودية الأسبق إن سيناء ليست مجرد سياحة وأرض بكر للمعادن والثروات أو مصدر للسياحة إنما هى جزء أصيل من مصر وتاريخها وحضارتها وهى الأرض الوحيدة التى تحتضن آثارًا يهودية وقبطية وإسلامية.

وأضاف: «رب العزة لم يكلم بشرًا ويتجلى على جبل إلا فى سيناء وجبل الطور حين جعله دكًا وخر موسى صعقًا وشجرة العليقة الملتهبة. وهى آثار يهودية والعائلة المقدسة التى دخلت من سيناء وجاءت من بيت لحم.. مريم العذراء أطهر نساء العالمين.

هناك أيضاً دير سانت كاترين الذى يجسد الديانة المسيحية. وكيف سمح فيه الرهبان ببناء مسجد الأمر بالله ومن يزور المشهد يريد الشجرة وهى مقدسة فى الديانة اليهودية.

والدير وهو رمز الديانة المسيحية وبداخله المسجد، ولذلك سميت أرض الأديان السماوية وأرض السلام وأرض الفيروز.. وأيضاً يرصد التاريخ أن كل الأعداء حاولوا دخول مصر عبر أرضها وتم قهرهم وهزيمتهم وعودتهم يجرون أذيال الهزيمة عبر أرضها أيضاً، وكم أن بها دير الفرما.

وأضاف «عبداللطيف» أن بها عددًا من القلاع الإسلامية لها طابع عسكرى مثل قلعة صلاح الدين فى طابا..وقلعة الغورى فى سهل الطينة مما يؤكد أهميتها العسكرية.

وقال الدكتور جمال عبدالرحيم أستاذ الآثار جامعة القاهرة يقول سيناء حتى قبل الفتح الإسلامى فهى تمثل موقعًا استراتيجيًا عسكريًا مهمًا وقف على عتبتها كثير من الأعداء مثل الهكسوس وحتى الحملات الصليبية عام 1116 قدموا من الشام بقيادة بلدوين فى العهد الفاطمى.. وعندما جاء الإسلام ودخل عمر بن العاص ومن بعدها ظلت سيناء محور اهتمام السلاطين والأمراء فى العهد الإسلامى وبنى المماليك قلعة العريش الحربية وتوجد قلعة عسكرية فى رأس سدر أيضاً.. ومن وقتها ظلت سيناء حلم اليهود لأنها تتجسد على أرضها أهم معالم اليهودية مثل جبل الطور والشجرة الملتهبة.

كما كانت مطمع الرومان والاغريق من قبل، ومن بعدها طمع فيها الحملات الصليبية، لأن بها أهم معالم المسيحية.

ولكن نجحت مصر عبر أرض سيناء فى قهر كل أعدائها ولعل نصر أكتوبر وتحرير سيناء أكبر درس لليهود ولذلك ستظل سيناء، أما أن تكون لهم أو تكون كتلة النار التى تحرق المنطقة، لكن ستظل مصر قيادة وجيشًا وشعبًا حراسًا لسيناء وأرضها كما كانت هى لعهود وعقود طويلة الحارس الأمين والباب الشرقى الصلب لمصر.

وتابع «عبدالرحيم» كون أن يختص المولى سبحان وتعالى أرض سيناء بأن تحتضن ديانات سماوية ثلاثة بدأها المولى عز وجل على جبل الطور وكلم النبى موسى ومرورا بالعائلة المقدسة واتخاذها ملاذًا وآمنًا بعد قدومهم من بيت لحم من فلسطين ووجود دير سانت كاترين ومسجد الأمر بالله.. ووجود قلاع عسكرية كل هذا يؤكد أنها أرض الديانات السماوية وأرض الدفاع عن مصر وأرض السلام.

ولعل ذكرى انتصار حرب أكتوبر المجيدة مازالت تذكر إسرائيل بالهزيمة ومصر بالنصر ستظل سيناء الحصن المنيع والأرض البديع بخير الله والمزارات الدينية العظيمة ومصدر التاريخ والحضارة والسياحة والسلام.

 

 

 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: سيناء تاريخ الحضارة قلب العالم

إقرأ أيضاً:

وكأنه اليوم الأخير

صاحب السمو السيد نمير بن سالم آل سعيد

هل تذكرون "كوفيد" وجريمته الشنعاء التي ارتكبها بقتله 15 مليون إنسان، من بينهم عدد من أهلكم وأصدقائكم ومعارفكم قبل عدة سنوات قليلة؟

أما أنتم، فقد بقيتم على قيد الحياة، ضمن المحظوظين الناجين من هذا الوباء، الذين أفلَتوا منه بأعجوبة، وعبروا الكارثة بسلام. فقد كان بالإمكان أن تكونوا أنتم من توفّوا، لا أولئك الذين راحوا ضحية هذا المرض بين عشية وضحاها.

ولا تنسوا أيها المحظوظون أنكم الناجون من السرطان لأنه لم يصبكم ولم يتغلغل في أحشائكم.. هذا المرض المسلّط على البشرية، الذي يقتل وحده في كل عام عشرة ملايين شخص، وأنتم طبعًا لا تفكرون به، وهو آخر همكم، غافلين عنه الآن.

وأيضًا، لا تفكرون بالملايين الآخرين من البشر الذين ماتوا لأسباب أمراضٍ أخرى أصابتهم، وهم قبلها كانوا بيننا أصحاء وبخير.

وماذا عن أولئك الذين ماتوا في حوادث السير؟

إنهم مليون شخص حول العالم العام الماضي فقط، دون التطرق إلى إحصائيات الحوادث الأخرى المتنوعة والتي تحدث وتجعل الحي ميتًا في لحظات، وبعضها يسبب الإعاقات الجسدية والإصابات المأساوية الجسيمة.

ولم ينلكم منها شيء، أنقذكم الله منها لتعيشوا إلى هذا اليوم بخير.

والحروب التي قتلت الملايين خلال السنوات العشر الماضية، أنتم لم تكونوا فيها... نجوتم منها أيضًا.

فماذا لو كنتم في معمعتها، محاصرين بسوء الطالع، والنيران تنهال عليكم من كل حدب وصوب، وإذا بكم قتلى بين ليلة وضحاها، دون ذنب؟

هل سرى بخيالكم بأنه كان بالإمكان ألا تكونوا هنا؟ ألا تنهضوا في هذا اليوم المشرق؟ ألا تتنفسوا هواءه، ولا تأكلوا طعامه، ولا تمشوا دَربه، ولا تعيشوا عيشته؟ لا تُصبِحوا ولا تُمسُوا؟ فخذوا وقتا للاستيعاب والإدراك لتتمهلوا وتهدؤوا في حياتكم...

أغمضوا عيونكم أحيانًا، وتنفسوا بعمق، استشعروا نبض الحياة فيكم وحولكم، وقولوا: "الحمد لله على نعمة الحياة." فلا يجب أن يُكدِّر حياتكم توافه الأمور، وأكثر الأمور توافه، إذا لم يتم تضخيمها في عقولكم.

نقُّوا قلوبكم من الكراهية، والحقد والحسد والخبث والدسيسة والطمع.
وانبذوا عنكم الغرور، والتنطّع والعدوان والخصام والسخط والزعل.

وابتهجوا بوجودكم وطعامكم ومسكنكم وصحتكم وأمنكم وسلامتكم وأهلكم، وأصدقائكم وكل ما لديكم.

مارسوا الشكر والامتنان، وعيشوا حياتكم وكأنه اليوم الأخير الذي تقضونه في الحياة... مودّعين.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • بدأ أمس .. الموعد الأخير لحجز شقق سكن لكل المصريين 7
  • رحل زياد.. رحل المتمرّد الأخير
  • الفظائع التي لن ينساها التاريخ
  • نصائح للنفساء
  • وكأنه اليوم الأخير
  • القانون الدولي ودروس التاريخ
  • "حيرة".. مابعد النتيجة
  • رحلة النغم والألم ( 2 )
  • زياد الرحباني.. الوداع الأخير الاثنين في المحيدثة
  • الخريطيات يشكر «عناد»