نيويورك (الاتحاد)

أخبار ذات صلة «الأونروا»: الوضع في غزة يزداد تعقيداً ميقاتي: نسعى لتجنيب لبنان دخول الحرب مع إسرائيل

أكدت دولة الإمارات، أمس، أن المنطقة تمر بأصعب الأزمات في تاريخها الحديث، حيث تشهد حرباً أخرى مدمرة يعاني ويلاتها المدنيون في غزة، محذرة من الانزلاق إلى حرب إقليمية ستكون خسائرها فادحة على الجميع.


وقالت الإمارات في بيان أمام جلسة لمجلس الأمن الدولي، أدلى به السفير محمد أبوشهاب نائب المندوبة الدائمة للدولة لدى الأمم المتحدة: «يأتي اجتماعُنا هذا بينما تمُر منطقتنا اليوم بأحد أصعب الأزمات في تاريخها الحديث، حيث نشهدُ حرباً أخرى مدمرة يعاني ويلاتِها المدنيون في غزة».
وأضاف أبوشهاب: «مع كل يومٍ يمُر دون وقف هذهِ الحرب، تتصاعَد الشواغِل إزاء إمكانية انزِلاق المنطقة بأكملها في حربٍ إقليمية ستكون خسائرُهَا فادحة على الجميع». 
وتابع أبوشهاب: إن «ما يحدُث في الجولان السوري المُحتل، وغيرهِ من المناطق المجاورة من تنامي التوترات خلال الأسابيع الماضية، يؤكِد على الحاجة الماسَّة لمعالجة مختلف الأزمات التي تمُر بها منطقتنا، ومنها الأزمة السورية».
وأضاف: «إن سوريا، التي لا تزال تُعاني من تداعيات حربٍ دامت أكثرَ من 13 عاماً، لا يسعَها أن تصبح جبهةً أخرى لتصفية الحسابات الجيوسياسية، فالملف السوري من الملفات الأكثر تعقيداً بسبب ما يحيطُه من تدخلاتٍ خارجية، وأي تصعيد جديد سيعرقلُ هدفنا الأسمى بتحقيق السلام والأمن في سوريا والمنطقة بأكملها».
وأكد أبوشهاب دعم جهود المبعوث الخاص ومجموعة الاتصال العربية لعقد اجتماعات اللجنة الدستورية نهاية العام الجاري، والتي تساهم في تعزيز الحوار بين الأطراف السورية لإنهاء الأزمة بقيادة وملكية سورية، ودون تدخلاتٍ خارجية، مشدداً على أن الحل السياسي هو السبيل الوحيد لحلِ هذهِ الأزمة.
وفي سياق تنامي التوترات والأعمال العدائية في سوريا مؤخراً، شدد أبوشهاب على أهمية خفض التصعيد ووقف إطلاق النار في كافة المناطق السورية وعدم استهداف المرافق الحيوية، خاصة مطار حلب ومطار دمشق، حتى لا تتعرقل عمليات إيصال المساعدات الإنسانية.
كما أكد أهمية مكافحة تهديدات الإرهاب في سوريا، خاصة مع استمرار تنظيم «داعش» في شن الهجمات التي تهدف إلى زعزعة الأمن والاستقرار في سوريا.
وجدد أبو شهاب إدانة الإمارات، للهجوم الإرهابي الذي استهدَف الكلية الحربية في حمص، باعتبارها أعمال الإجرامية، معرباً عن رفض الإمارات الثابت لجميع أشكال العنف والإرهاب. كما أعرب عن أسفه أنه لم تكن هناك إدانة واضحة من مجلس الأمن حول هذا الهجوم الإرهابي.
وقال: «لا يخفى عليكم تدهور الوضع الاقتصادي مع كل عامٍ يمر نتيجة عواملٍ متعددة، منها ارتفاع أسعار المحروقات والسِلَع والمواد الغذائية وانخفاض الليرة السورية إلى مستوياتٍ غير مسبوقة، الأمر الذي يقتضي من المجتمع الدولي بحث السبل للدفع بعجلة الاقتصاد في سوريا، والذي بدوره سيحسن الأوضاع الإنسانية والظروف المعيشية للشعب السوري»، مشددا على أهمية إعادة تأهيل شبكات المياه والكهرباء والتي تعدْ ضرورية لتقديم الخدمات الإنسانية.
وفي هذا الصدد، أشاد أبوشهاب باستمرار «أوتشا» والحكومة السورية في جهودهما لإدخال المساعدات الإنسانية بشكلٍ سلس عبر المعابر الثلاث على الحدود السورية-التركية، معرباً عن أمله في أن يتم تمديد فتح معبريّ «باب السلامة» و«باب الراعي»، حيث ستنتهي المدة المحددة لفتحهِما في الشهر القادم، لضمان تلبية احتياجات الشعب السوري خاصة مع اقتراب فصل الشتاء وشُح الموارد الأساسية ومقومات العيش.
وكرِر الحاجة إلى استخدام كافة الطرق لإيصال المساعدات، ومنها ضمان مرور القوافل عبر الخطوط، داعيا إلى زيادة عدد هذهِ القوافل، حتى تتناسب مع حجم الاحتياجات الإنسانية على الأرض.
من جهته، أشاد مارتن كيماني المندوب الدائم لكينيا لدى الأمم المتحدة، بالجهود الحثيثة التي تبذلها الإمارات من أجل خفض التصعيد في غزة.
وكتب كيماني في تغريدة على الحساب الرسمي لبعثة بلاده على منصة «إكس»: «بعد الظهر يعقد مجلس الأمن جلسة طارئة دعت إليها دولة الإمارات حول الأزمة في غزة، لافتاً إلى أن الإمارات لا تزال لم تتخل عن حمل المجلس على الاتفاق على قرار». 
وقال «إن بعثة الإمارات لدى الأمم المتحدة تستحق الإشادة على حرصها وتصميمها ورغبتها في إجراء مشاورات مكثفة».
إلى ذلك، قال معالي الدكتور أنور بن محمد قرقاش، المستشار الدبلوماسي لصاحب السمو رئيس الدولة: “أتابع مداولات مجلس الأمن هذا المساء حول التطورات الحرجة في غزة، جهود الإمارات في المجلس لاتخاذ قرار يتصدى للأزمة الإنسانية المستفحلة مستمرة، والتزامنا بالحق الفلسطيني تاريخي، واخترنا العمل الجاد لتجسير الإنقسام الدولي”.
وأضاف معاليه في تغريدة عبر منصة “إكس”: “تبقى العبرة بالنتائج بعيداً عن المزايدات ومقاربات جلد الذات”. وتواصل دولة الإمارات جهودها الحثيثة الرامية إلى خفض التصعيد في المنطقة، ضمن حراك نشط وفاعل وجهوداً حثيثة في أروقة مجلس الأمن الدولي وخارجه، من أجل حشد الجهود الدولية لبحث الوقف الفوري لإطلاق النار لدواعٍ إنسانية في غزة، وحماية جميع المدنيين وتقديم الدعم الإنساني لهم، وإيجاد أفق للسلام الشامل، وهو ما أشاد به ممثلو الدول الأخرى الأعضاء في مجلس الأمن. 
ومن أجل ذلك، دعت الإمارات لعقد جلسة طارئة لمجلس الأمن، بعد عدم تمكن مجلس الأمن من إقرار مشروعي قرار قدمتهما الولايات المتحدة وروسيا الأسبوع الماضي. 
وتماشياً مع الموقف العربي، صوتت دولة الإمارات ضد القرار الأميركي، ولمصلحة القرار الروسي الذي يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار لأغراضٍ إنسانية.

المصدر: صحيفة الاتحاد

كلمات دلالية: غزة الإمارات فلسطين قطاع غزة مجلس الأمن مجلس الأمن الدولي دولة الإمارات مجلس الأمن فی سوریا فی غزة

إقرأ أيضاً:

جهود دبلوماسية أمريكية وسط تصاعد المأساة الإنسانية في غزة | إليك التفاصيل

في وقت تتصاعد فيه وتيرة العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، وتتكشف معالم كارثة إنسانية مروعة، تبرز محاولات دبلوماسية تقودها الولايات المتحدة الأمريكية في مسعى لوقف إطلاق النار والوصول إلى تسوية شاملة.

بينما تتوالى التصريحات حول إمكانية حدوث انفراجة سياسية، تزداد المخاوف من استمرار الجرائم المرتكبة بحق المدنيين الفلسطينيين في القطاع المحاصر.

تطورات الوضع بين ترامب وحماس 

وفي هذا الصدد، رأعلن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، في تصريحات نقلتها وسائل إعلام أمريكية، أنه "قد تكون هناك أخبار سارة بشأن إيران، وكذلك بشأن الوضع مع حماس في غزة". 

وتأتي هذه التصريحات في ظل تسارع الجهود السياسية والدبلوماسية لإيجاد مخرج للأزمة المستمرة في قطاع غزة.

في المقابل، تواصل آلة الحرب الإسرائيلية ارتكاب المجازر بحق المدنيين الفلسطينيين، فقد أكدت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة استشهاد 37 مواطنا منذ فجر يوم الأحد فقط، نتيجة القصف الإسرائيلي المتواصل، بحسب ما أوردته وسائل إعلام فلسطينية.

كما نشرت وزارة الصحة في غزة إحصائية صادمة توضح أن عدد الشهداء الذين سقطوا جراء العدوان الإسرائيلي منذ 18 مارس الماضي تجاوز 3.000 شهيد، بالإضافة إلى آلاف الجرحى، في ظل عجزٍ واضح في القطاع الصحي وانعدام أبسط مقومات الحياة.

وفي هذا السياق، صرح مكتب الإعلام الحكومي في غزة بأن الاحتلال الإسرائيلي يفرض سيطرته على ما نسبته 77% من مساحة القطاع، عبر ممارسات ممنهجة من التطهير العرقي والإبادة الجماعية، إضافة إلى الإخلاء القسري للسكان.

وترتكب في قطاع غزة، وفق تقارير حقوقية ودولية، جرائم ترتقي إلى مستوى الجرائم الدولية، وعلى رأسها جريمة الإبادة الجماعية التي يحظرها القانون الدولي واتفاقية منع الإبادة الجماعية لعام 1948، وكذلك جريمة التهجير القسري التي تصنف كجريمة ضد الإنسانية بموجب نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية.

 "خطة ويتكوف"

وفي غضون ذلك، من المرتقب أن يصل وفد إسرائيلي إلى العاصمة المصرية القاهرة اليوم الإثنين لبحث إمكانية استئناف المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار، رغم أن الحكومة الإسرائيلية لم تصدر تأكيدا رسميا حول هذه الزيارة حتى اللحظة.

 موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية

وتسعى الإدارة الأمريكية إلى بلورة اتفاق تدريجي يبدأ بالإفراج عن بعض الأسرى، ويتطور لاحقًا ليشمل إنهاء الحرب بشكل كامل والإفراج عن جميع الأسرى لدى حركة حماس، وذلك في إطار ما بات يعرف بـ"خطة ويتكوف".

ووفق ما نقلته صحيفة "إسرائيل اليوم"، فإن الإدارة الأمريكية بقيادة الرئيس جو بايدن لا تزال تعتبر المسار الدبلوماسي خيارا استراتيجيا، وضروريا لتحقيق تسوية مستقرة في غزة، خاصة مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية.

وترى واشنطن أن إضعاف القدرات العسكرية لحركة حماس والضغوط المتزايدة عليها قد تفتح نافذة سياسية نادرة لإحداث اختراق سياسي، ودفع الحركة لتقديم تنازلات غير مسبوقة.

إيهود باراك: العملية العسكرية بغزة لن تؤدي إلى تحقيق انتصار على حماسهندسة التجويع.. حماس تحذر من إقامة ما يشبه معسكرات اعتقال جنوب غزة

في المقابل، ما زالت حركة حماس ترفض الشروط الإسرائيلية المعلنة لوقف الحرب، والتي أكدها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، وتشمل إطلاق سراح كافة الرهائن أحياءا وأمواتا، وتسليم الحركة لجميع أسلحتها، ومغادرة قياداتها من القطاع، إضافة إلى إنهاء دورها في حكم غزة مستقبلًا.

والجدير بالذكر، أن بينما تتأرجح الأوضاع بين التصعيد العسكري والمحاولات السياسية، يبقى المدنيون في غزة هم الخاسر الأكبر في هذه المعادلة الدامية. ومع تزايد الدعوات الدولية لوقف الحرب ورفع الحصار، لا تزال الأعين تترقب ما إذا كانت الجهود الدبلوماسية الأمريكية والمصرية ستنجح في إحداث اختراق حقيقي ينهي الكارثة الإنسانية المتفاقمة في غزة.

أول تعليق من حماس على قصف الاحتلال لمستودع الأدوية في مستشفى العودةحماس تدعو الفلسطينيين لضرورة التصدّي لجرائم المستوطنين في الضفة الغربية طباعة شارك غزة قطاع غزة حماس حركة حماس وقف إطلاق النار ترامب فلسطين أمريكا الاحتلال الإسرائيلي

مقالات مشابهة

  • بصمات ملفتة للكوادر الرياضية السورية بكرة السلة في ملاعب الإمارات
  • الأمم المتحدة تطالب بفتح جميع معابر قطاع غزة وإدخال المساعدات الإنسانية
  • اتفاق إماراتي-إسرائيلي لزيادة المساعدات الإنسانية إلى غزة
  • السلطات السورية تضبط خلايا تابعة لداعش قرب دمشق
  • الى متى يعاني اهل بلادنا من الحرب والكوليرا والمجاعة؟
  • جهود دبلوماسية أمريكية وسط تصاعد المأساة الإنسانية في غزة | إليك التفاصيل
  • معرض في دمشق يوثق لافتات أهالي بلدة كفرنبل بريف إدلب أثناء الثورة السورية المباركة
  • الداخلية السورية تعيّن قادة أمنيين عقب إعادة هيكلة شاملة
  • ألمانيا: نعمل على وقف الحرب المدمرة في غزة بأسرع وقت.. ماذا عن حل الدولتين؟
  • وزارة الداخلية السورية تعيّن قادة لأجهزة الأمن في 12 محافظة