المغرب يدعو من الأمم المتحدة إلى حقن الدماء ووقف التصعيد في الأراضي الفلسطينية
تاريخ النشر: 1st, November 2023 GMT
زنقة 20 | الرباط
جدد المغرب أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، الدعوة إلى وقف الاعتداءات العسكرية في الشرق الأوسط وتجنيب المنطقة ويلات صراع يقضي على ما تبقى من فرص وآمال السلام والاستقرار.
وفي هذا الصدد، أكد السفير الممثل الدائم للمغرب لدى الأمم المتحدة، عمر هلال، خلال الدورة الاستثنائية للجمعية العامة، أن ما شهدته المنطقة في الأسابيع الماضية من استهداف كل المدنيين، وأعمال العنف ضدهم وضد منشأتهم وممتلكاتهم بما في ذلك المستشفيات والمدارس، وانتهاكات القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني والعمليات العسكرية في قطاع غزة يشكل مصدر قلق بالغ للمملكة المغربية.
وصرح في هذا السياق أن المغرب يؤكد على الحاجة الملحة لخفض التصعيد وحقن الدماء وحماية كل المدنيين وعدم استهدافهم، وذلك وفق مبادئ القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني والقيم الإنسانية المشتركة، وعلى ضرورة السماح بإيصال المساعدات الإنسانية بسرعة وانسيابية، وبكمية كافية لساكنة قطاع غزة.
ويؤكد المغرب أيضا، حسب السفير، رفض كل الحلول والأفكار الهادفة إلى تهجير أو ترحيل الفلسطينيين من أرضهم، وتهديد الأمن القومي للدول المجاورة، بالإضافة إلى الحاجة إلى إطلاق عملية سلام حقيقية تفضي الى حل الدولتين: دولة فلسطينية على حدود 4 يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية تعيش جنبا الى جنب مع دولة إسرائيل.
وذكر هلال أنه في أعقاب “قمة السلام”، التي عقدت في القاهرة يوم 21 أكتوبر 2023 أصدرت المملكة المغربية وثمان دول عربية بيانا يطالب مجلس الأمن بإلزام الأطراف بالوقف الفوري والمستدام لإطلاق النار، وضمان وتسهيل النفاذ السريع والآمن والمستدام للمساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة دون عوائق.
وذكر أن المجموعات العربية والإسلامية وعدم الانحياز دعت إلى عقد هذه الدورة الاستثنائية للجمعية العامة بعد عدم تمكن مجلس الأمن من اعتماد قرار يضع حدا للوضع المأساوي في غزة، معربا عن الأمل في أن يشكل القرار الذي تم اعتماده الجمعة الماضية، فرصة حقيقية لإعطاء آمال لشعوب المنطقة، وخطوة هامة في طريق إيجاد حل لهذه الأزمة الحالية.
وتابع أنه في إطار الالتزام الثابت للملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، لفائدة القضية الفلسطينية، وبتعليمات منه أرسلت المملكة المغربية مساعدات إنسانية عاجلة لفائدة السكان الفلسطينيين وتم تسليم حمولتها للهلال الأحمر المصري، لإدخالها إلى قطاع غزة.
وأردف قائلا أن وكالة بيت مال القدس قامت، بتعليمات الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس، بإرسال مساهمة للمؤسسات الاستشفائية والاجتماعية الرئيسية، التي تتكفل بحالات الطوارئ الصحية والاجتماعية، الناجمة عن تطورات الأوضاع في قطاع غزة.
وبنفس المناسبة، جدد هلال أيضا تأكيد المملكة المغربية على موقفها الثابت والواضح من عدالة القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني المشروعة، وفي مقدمتها حقه في إقامة دولته الفلسطينية المستقلة، على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، تعيش جنبا إلى جنب مع دولة إسرائيل، كسبيل وحيد لضمان الأمن والاستقرار والسلام في المنطقة.
وأضاف أن المملكة تؤكد على ضرورة وقف كل الإجراءات التي تمس بالوضع القانوني والتاريخي للمدينة المقدسة، خدمة للسلام والاستقرار. فمدينة القدس يجب أن تبقى أرضا للقاء ورمزا للتعايش السلمي بالنسبة لأتباع الديانات التوحيدية الثلاث، ومركزا لقيم الاحترام المتبادل والحوار كما تم التنصيص على ذلك في نداء القدس الذي وقعه جلالة الملك محمد السادس، نصره الله، رئيس لجنة القدس، بمعية قداسة البابا فرنسيس في 30 مارس 2019 في الرباط.
وفي هذا السياق، ذكر السفير بما جاء في الرسالة التي كان قد وجهها الملك محمد السادس إلى رئيس اللجنة المعنية بممارسة الشعب الفلسطيني لحقوقه غير القابلة للتصرف، حيث قال جلالته “بقدر ما نؤكد أن حالة الانسداد في العملية السياسية بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي لا تخدم السلام الذي نتطلع أن يسود المنطقة، نشجع الإشارات الإيجابية والمبادرات المحمودة المبذولة لإعادة بناء الثقة بهدف إطلاق مفاوضات جادة كفيلة بتحقيق حل عادل وشامل ودائم للقضية الفلسطينية، وفق قرارات الشرعية الدولية، وعلى أساس حل الدولتين باعتباره خيارا واقعيا”.
وفي الختام، قال هلال إن المملكة المغربية، بقيادة الملك محمد السادس، رئيس لجنة القدس تظل متشبثة بخيار السلام وتعيد التأكيد على استعدادها للتنسيق مع كافة الشركاء للانخراط في أي جهود دولية تفضي إلى إنهاء الوضع الحالي المأِساوي والخطير في غزة.
المصدر: زنقة 20
كلمات دلالية: الملک محمد السادس المملکة المغربیة قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
غوتيريش يدين بشدة اقتحام إسرائيل مقر الأونروا في القدس الشرقية
القدس – أدان الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش بشدة اقتحام الشرطة الإسرائيلية مقر وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) في القدس الشرقية المحتلة.
وقال غوتيريش في بيان، امس الإثنين: “أدين بشدة الدخول غير المصرح به الذي قامت به السلطات الإسرائيلية اليوم لمقر الأونروا التابع للأمم المتحدة في حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية المحتلة. هذا المقر ما يزال مبنى تابعا للأمم المتحدة، ويتمتع بالحصانة ومصان من أي تدخل”.
ولفت غوتيريش إلى أن أي إجراء تنفيذي أو إداري أو قضائي أو تشريعي يستهدف ممتلكات الأمم المتحدة أو أصولها محظور بموجب الاتفاقات الدولية.
ودعا إسرائيل على التحرك فورا لإعادة فرض حرمة منشآت الأونروا وحمايتها، والامتناع عن أي إجراءات إضافية تتعلق بمقرات الأونروا.
وفي وقت سابق امس الاثنين، اقتحمت الشرطة الإسرائيلية المقر المغلق لوكالة الأونروا في حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية المحتلة.
وهذا المقر الذي اقتحمه الجيش الإسرائيلي عملت منه الأونروا منذ عام 1951، ولكنها أخلته مطلع العام الجاري بناء على قرار من الحكومة الإسرائيلية، التي حظرت عمل الوكالة في القدس الشرقية بموجب قانون أقره الكنيست (البرلمان).
وتدعي إسرائيل أن موظفين لدى “أونروا” شاركوا في عملية “طوفان الأقصى” التي أطلقتها حركة الفصائل في 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023، وهو ما نفته الوكالة، وأكدت الأمم المتحدة التزام “أونروا” الحياد.
وتتعاظم حاجة الفلسطينيين إلى “أونروا”، أكبر منظمة إنسانية دولية، تحت وطأة تداعيات حرب إبادة جماعية شنتها إسرائيل بدعم أمريكي على قطاع غزة طوال عامين منذ 8 أكتوبر 2023.
وخلّفت هذه الإبادة أكثر من 70 ألف قتيل و171 ألف جريح فلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، ودمارا هائلا يستلزم إعادة إعمار قدرت الأمم المتحدة كلفتها بنحو 70 مليار دولار.
وأُقيمت إسرائيل عام 1948 على أراضٍ فلسطينية محتلة، ثم احتلت بقية الأراضي الفلسطينية، وترفض الانسحاب وقيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية.
الأناضول