كولومبيا وفنزويلا تدينان قصف مجمع الشفاء بغزة واليابان تدعو لوقف الهجمات
تاريخ النشر: 4th, November 2023 GMT
دانت الرئاسة الكولومبية الهجوم الإسرائيلي على مجمع الشفاء الطبي في قطاع غزة، في حين أكدت الخارجية الفنزويلية على ضرورة المحاسبة الدولية على ذلك، أما الخارجية اليابانية فدعت إسرائيل لوقف هجماتها لأجل دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع.
وعبر حسابه على منصة "إكس" استنكر الرئيس الكولومبي غوستافو بيترو الهجوم الإسرائيلي قائلا "جريمة حرب جديدة.
وأجرى بيترو، الذي يزور الولايات المتحدة لحضور قمة قادة تحالف الرخاء الاقتصادي في الأميركيتين، لقاء مع الرئيس جو بايدن قبل القمة.
وكانت كولومبيا طلبت من السفير الإسرائيلي في بوغوتا الاعتذار ومغادرة البلاد، بعد رد الدبلوماسية الإسرائيلية على تصريحات للرئيس الكولومبي تناول فيها الحرب بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية، وعلى رأسها حركة المقاومة الإسلامية (حماس).
بدوره شبّه وزير الخارجية الفنزويلي إيفان جيل الهجمات الإسرائيلية المستمرة في غزة بـ "عملية تدمير على الطراز النازي"، مؤكدا ضرورة محاكمتها على تلك الجرائم، وفق وكالة الأناضول.
وفي تدوينة عبر حسابه على مواقع التواصل، شدد جيل على ضرورة وقف الهمجية على الفور، قائلا "الصور والتصريحات التي نتلقاها كل يوم تكشف جرائم الحرب التي ترتكبها دولة إسرائيل".
كما قالت وزارة الخارجية في بيان "تدين فنزويلا بأشد العبارات قصف قافلة الإسعاف التي تقل المصابين ومستشفى الشفاء"، داعية إلى ضرورة المحاسبة على هذا القصف في محكمة دولية.
وقف الهجمات
من جهتها، دعت اليابان اليوم السبت، إسرائيل إلى وقف هجماتها على قطاع غزة حتى تتمكن المساعدات الإنسانية من دخول القطاع.
وقال بيان لوزارة الخارجية اليابانية، إن الوزيرة يوكو كاميكاوا التقت بنظيرها الإسرائيلي إيلي كوهين خلال زيارتها إلى تل أبيب، مشيرا إلى طلب الوزيرة من إسرائيل وقف هجماتها مؤقتا لتتمكن المساعدات الإنسانية من دخول قطاع غزة.
وأكدت كاميكاوا أنه يجب على الأطراف التصرف وفقًا للقانون الدولي في الأزمة، ودعت إلى "إطلاق سراح الرهائن فورًا".
ولفت البيان إلى أن كاميكاوا التقت أيضاً بوزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي في مدينة رام الله بالضفة الغربية، وأن طوكيو سترسل مساعدات إنسانية بقيمة 65 مليون دولار إلى قطاع غزة، مؤكدة أن موقف بلادها بشأن حل الدولتين لم يتغير.
وكان العشرات سقطوا بين شهيد وجريح مساء أمس الجمعة، في قصف إسرائيلي استهدف الجمعة مجمع الشفاء الطبي في قطاع غزة، واعترف الاحتلال بأنه قصف سيارة إسعاف أمام المجمع، زاعما أنها "كانت تستخدم من جانب خلية تابعة لحماس"، وهو ما نفته وزارة الداخلية بغزة.
وقصفت طائرات الاحتلال مصابين كانوا يتوجهون لـمعبر رفح أملا في تلقي العلاج بالخارج مع خروج معظم مستشفيات غزة عن الخدمة بفعل القصف الإسرائيلي المستمر على القطاع لليوم الـ29، مخلفا حتى الآن -حسب آخر إحصاءات الإعلام الحكومي في غزة- 9227 شهيدا، بينهم 3826 طفلا و2405 نساء، بالإضافة إلى 23 ألف مصاب، وأكثر من ألفي مفقود.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
رؤية الحج الإنسانية التي تتسع للعالم أجمع
يبدأ حجاج بيت الله الحرام غدًا الأربعاء في التوجه إلى مدينة الخيام في منى لقضاء أول أيام موسم الحج وهو يوم التروية استعدادًا للنسك الأعظم في الحج وهو الوقوف بصعيد عرفات الطاهر. ومشهد حجاج بيت الله الحرام وهم يؤدون مناسك الحج مشهد متكرر كل عام، ولكنه لا يفقد دهشته ولا عمقه، ملايين البشر يأتون من أقاصي الأرض، مختلفي اللغات والأعراق والانتماءات، ليقفوا على صعيد واحد، ولباس واحد، وأمام رب واحد. لا يوجد مشهد أكثر عظمة وأعمق دلالة من هذا المشهد الذي يحقق معنى المساواة والكرامة والاندماج الروحي بين الناس.
والحج إضافة إلى أنه الركن الخامس من أركان الإسلام فهو أيضا تجربة وجودية شاملة، تهذّب الروح، وتعيد ضبط علاقتها مع الآخر، وتغرس في النفس معاني التواضع والسكينة والعدالة. وفي الحج يمكن أن يقرأ الإنسان الكثير من القيم التي فطر الله الناس عليها، إضافة إلى دلالات مستمدة من يوم القيامة؛ حيث لا تقاس قيمة الإنسان بماله أو سلطته ولكن بامتثاله للحق، وبقدرته على تجاوز أنانيته نحو فهم أوسع للوجود البشري المشترك.
وإذا كان الحس الإنساني يتراجع اليوم أمام صراعات الهوية والتعصب والماديات القاتلة، فإن فريضة الحج تقدم نموذجا بديلا، فإضافة إلى شعار التوحيد فإن الحقائق التي يقرها الحج تتمثل في حقيقة الأخوة الإنسانية، ورسالة السلام، ومنهج الرحمة. ولعل المكان الوحيد في العالم الذي يتساوى فيه الجميع هو صعيد عرفات، والموقف الوحيد الذي تذوب فيه الحدود، هو الطواف. والمشهد الوحيد الذي تتحول فيه الجموع إلى روح واحدة مندمجة، هو الحج.
ومع اكتمال وصول حجاج بيت الله الحرام إلى جوار بيته العتيق فإننا نحتاج إلى أن نتأمل فريضة الحج وطقوسها لا بوصفها ممارسة فردية ولكن بوصفها منظومة قيمية قادرة على إنقاذنا من الانحدار الأخلاقي. فالحج يعلّمنا أن العظمة في التواضع، والقوة في الصفح، والكرامة في المساواة. ومن كان حجه مبرورا، فليجعله بداية لا نهاية، وليكن ما تعلمه هناك هو ما يزرعه هنا: في بيته، وفي عمله، وفي وطنه، وفي العالم بأسره.
وإذا كانت شعائر الحج تنتهي في مكة المكرمة فإنها تبدأ في نياتنا، وفي صدقنا، وفي استعدادنا لأن نكون أفضل مما كنا.
كل عام، تمنحنا هذه الرحلة فرصة جديدة، لنسأل أنفسنا: هل يمكن أن نكون حجاجا حتى وإن لم نذهب؟ هل يمكن أن نعيش مبادئ الحج ونحن في بيوتنا؟ هذا هو المعنى الحقيقي لحج لا ينتهي بعد أن تكون أرواحنا قد صقلت وملئت بالقيم الإنسانية النبيلة.