حرب غزة.. إسرائيل وخسارة المعركة أمام الرأي العام الدولي
تاريخ النشر: 8th, November 2023 GMT
إسرائيل – تلحظ إسرائيل “تراجعا ملحوظا” في “معركتها أمام الرأي العام الدولي” لتبرير استمرار حربها على قطاع غزة، مع ازدياد انتشار صور مأساة غزة في العالم.
وتعتبر إسرائيل أن استمرار الدعم الدولي مهم لمواصلتها الحرب التي دخلت شهرها الثاني، وتتوقع أن تستمر فترة أطول مع فشل جيشها في تحقيق الأهداف التي حددها للحرب.
ومع إطلاقها للحرب، استخدمت إسرائيل مشاهد البلدات الإسرائيلية في غلاف قطاع غزة يوم 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، فحصلت على دعم غربي وخاصة من الولايات المتحدة.
ولكن مع ورود صور الدمار والقتل في قطاع غزة فإن الرأي العام الدولي بدأ يميل لمصلحة الفلسطينيين، وهو ما تم بالفعل وما زال يتم التعبير عنه في مظاهرات بعواصم عربية وأوروبية ودولية بما فيها في الولايات المتحدة.
** الرواية الفلسطينية تسيطروقالت القناة “12” الإسرائيلية، الثلاثاء إنه “بعد مرور شهر، أصبحنا نواجه واقعاً جديداً: الصور التي تتألق في وسائل الإعلام الدولية هي صور القتل والدمار في غزة، وليست صور المذبحة في المستوطنات الإسرائيلية” على حد تعبيرها.
وأضافت: “يبدو أن قصة المناصرة الإسرائيلية لا تنجح في أداء مهمتها بما يكفي لإتاحة مساحة كافية لنشاطات الجيش”.
وتابعت: “تؤثر الصور وسيطرة الرواية الفلسطينية على الرأي العام في العالم، ومن هناك على الطريقة التي يمنح بها القادة إسرائيل الفضل في العمل، ولهذا السبب، يعمل الجيش الإسرائيلي باستمرار ضد مؤقت العد التنازلي، الذي لا أحد يعرف حقًا متى سينتهي”.
ولا تكاد المؤسسات الأممية والدولية تتوقف عن بث مشاهد القتل والدمار في غزة والمناشدات لوقف إطلاق النار مع استهجان منع إدخال المواد الطبية والغذاء والوقود والكهرباء الى قطاع غزة.
وإسرائيل ليست راضية عن مواقف المؤسسات الأممية والدولية، لا سيما أنها تحظى بمصداقية عالية لدى الناس في العالم.
القناة “12” العبرية تشير إلى أن إسرائيل “حتى هذه اللحظة، لا تستطيع أن توفر لنفسها مساحة للتنفس تريدها، وقد يؤدي ذلك إلى صعوبة تحقيق الهدف الذي حددته لنفسها، أو اضطرارها إلى التسرع، ومن ثم تزداد فرصة ارتكاب الأخطاء”.
وأردفت: “وهذه النقطة، بعد مرور شهر على بدء القتال، تعتبر حاسمة لاستمرار القتال. لقد دخلت إسرائيل هذه الحرب بينما لم يكن لديها في الواقع أي خطط لليوم التالي”.
** رأي عالمي غاضبومنذ السبت الماضي، ينشط رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق نفتالي بينيت في التنقل بين محطات التلفزة المحلية في محاولة لتجنيد الدعم لاستمرار الحرب.
وكتب بينيت، السبت، على منصة “إكس”: “سأقوم الليلة بجولة إعلامية سياسية في نيويورك وواشنطن. وضعنا الدولي ليس جيداً”.
وأضاف: “هدفي هو مساعدة الحكومة الإسرائيلية على تعزيز موقفنا في الرأي العام وفي الكونغرس وفي الإدارة من أجل إعطاء قادة جيش الدفاع الإسرائيلي الحرية الكاملة في العمل للقضاء على حماس”.
وتابع بينيت: “الرأي العام العالمي ليس في مصلحتنا الآن. على سبيل المثال، هناك 15 مشاهدة للمحتوى المؤيد للفلسطينيين/ حماس مقارنة بالمحتوى المؤيد لإسرائيل على تيك توك، سأعمل بكل قوتي لتغيير ذلك وإعطاء الحكومة الإسرائيلية دفعة”.
وكان الجيش الإسرائيلي أفرز أعدادا كبيرة من جنود الاحتياط، إضافة لى الناطقين الرسميين، للحديث إلى وسائل الإعلام الأجنبية دفاعا عن الحرب.
وإضافة إلى ذلك، لوحظ تجند العشرات من الصحفيين الإسرائيليين لنشر الرواية الإسرائيلية عبر منصات التواصل الاجتماعي.
** مظاهرات يهودية ضد الحربصدمة كبيرة أصابت الإسرائيليين، بمن فيهم صحفيون، لمشاركة يهود حول العالم في تظاهرات داعمة لوقف إطلاق النار في غزة ووقف الحرب، بعد بروز دور ملحوظ لجماعات يهودية في الولايات المتحدة ضد حرب غزة، في مظاهرات عمت نيويورك وواشنطن وسان فرانسيسكو وغيرها.
وتحت عنوان: “من هم اليهود الذين يديرون ظهورهم لإسرائيل؟”، اعتبر أتيلا سومفالفي، في مقال بصحيفة “يديعوت أحرونوت” الاثنين، إنه “ظهر إلى النور تجمع مقيت من كارهي إسرائيل”.
وقال: “أكثرهم إثارة للدهشة هم اليهود الذين يشاركون في حملة تشهير ضد أمتهم التي تتعرض لهجوم بلا رحمة “.
وأشار إلى أن “عددا مثيرا للقلق من اليهود” انضم إلى الحملة الرافضة للحرب على غزة، معتبرا أن “الجهل التاريخي الصارخ الذي يظهر هو أمر مؤلم، ويجبرنا نحن اليهود، على التفكير في كيفية وسبب هذا الواقع البائس”.
وأضاف: “أنا غير متأكد من إمكانية إنقاذ هؤلاء الأفراد من انهيارهم الأخلاقي، ولكن من الواضح أن توسع هذا الاتجاه المثير للقلق يجب أن يتوقف”.
وتبدي إسرائيل قلقها من تنامي المظاهرات بالعالم رفضا للحرب، بينما ذهب بينيت إلى حد مهاجمة هذه المظاهرات التي يشارك فيها مئات الآلاف في العالم بما فيها نيويورك حيث كان هناك.
ومن نيويورك، كتب بينيت، الأحد، في منشور على “إكس” قائلا: “أنا مندهش ومشمئز من حقيقة وجود الكثير من الاحتجاجات المؤيدة لحماس حول العالم. إنه أمر لا يمكن تصوره”.
وتابع رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق: “يرجع ذلك إلى مجموعتين: إما المعادين للسامية أو الجاهلين” على حد وصفه.
الأناضول
المصدر: صحيفة المرصد الليبية
كلمات دلالية: الرأی العام فی العالم قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
الفظائع التي تتكشّف في السودان “تترك ندبة في ضمير العالم”
يقول مسؤولون بريطانيون إن صور الأقمار الاصطناعية من الفاشر تُظهر تجمُّعات لجثث، وأرضاً مُخضّبة بالدماء، ومقابر جماعية يُشتبه بوجودها – وذلك في سياق ما تصفه المملكة المتحدة بأنه “حملة ممنهجة” لبثّ الرُعب والسيطرة على المدينة عبر الإرهاب.
التغيير: وكالات
فرضت المملكة المتحدة عقوبات على قادة في قوات الدعم السريع شبه العسكرية السودانية مُتّهمين بارتكاب عمليات قتل جماعي، وعنف جنسي وهجمات متعمَّدة ضد المدنيين في الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور غربي البلاد.
وأكدت وزيرة الخارجية البريطانية إيفيت كوبر أن “الجرائم الشنيعة… لا يمكن أنْ تمرّ من دون عقاب”.
وأُعلن عن هذه العقوبات يوم الخميس، وهي تستهدف أربع شخصيات في قوات الدعم السريع، بينهم عبد الرحيم دقلو، نائب قائد القوات وشقيق قائدها محمد حمدان دقلو الشهير بـ “حميدتي”.
وبموجب هذه العقوبات، باتت الشخصيات الأربعة تواجه تجميداً لأصولهم وحظراً على السفر.
ويقول مسؤولون بريطانيون إن صور الأقمار الاصطناعية من الفاشر تُظهر تجمُّعات لجثث، وأرضاً مُخضّبة بالدماء، ومقابر جماعية يُشتبه بوجودها – وذلك في سياق ما تصفه المملكة المتحدة بأنه “حملة ممنهجة” لبثّ الرُعب والسيطرة على المدينة عبر الإرهاب.
وقالت إيفيت كوبر إن الفظائع التي تتكشّف في السودان “تترك ندبة في ضمير العالم”، متهمةً قوات الدعم السريع بالتورط في عمليات إعدام جماعية، واستخدام التجويع كسلاح، و”الاستخدام الممنهج والمخطط له سلفاً” للاغتصاب كأداة حرب.
وأكدت وزيرة الخارجية البريطانية أن “العقوبات التي فُرضت اليوم على قادة الدعم السريع تستهدف بشكل مباشر أولئك الذين تلطخت أيديهم بالدماء، فيما ستقدّم حزمة المساعدات المعزَّزة لدينا دعماً منقذاً للحياة لمن يعانون”.
وتعهّدت إيفيت: “المملكة المتحدة لن تدير ظهرها، وسنظل دائماً إلى جانب الشعب السوداني”.
تمويل إنساني إضافي
وإلى جانب العقوبات، أعلنت المملكة المتحدة عن تقديم ما قيمته 21 مليون جنيه إسترليني إضافية كمساعدات إنسانية للمجتمعات المتضررة من النزاع.
وستموّل هذه الحزمة توفير الغذاء والمياه النظيفة والخدمات الصحية والحماية للنساء والأطفال في المناطق الأكثر تضرراً من العنف.
وبحسب وزارة الخارجية البريطانية، ستدعم هذه المساعدة الجديدة 150 ألف شخص على صعيد الرعاية الطبية والمأوى، إضافة إلى المساهمة في إبقاء المستشفيات قادرة على العمل.
وترفع هذه المساهمة إجمالي الدعم الإنساني البريطاني للسودان هذا العام إلى 146 مليون جنيه إسترليني.
وتؤكد المملكة المتحدة أن الوضع الإنساني في السودان هو الآن الأسوأ في العالم؛ إذ يحتاج حوالي 30 مليون شخص إلى المساعدة، بينما شُرّد داخلياً نحو 12 مليون شخص، وفرّ ما يقرب من خمسة ملايين إلى دول الجوار.
ورفعت لندن مستوى ضغطها الدبلوماسي خلال الأشهر الماضية؛ ففي نوفمبر/تشرين الثاني، اعتمد مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة قراراً تقوده المملكة المتحدة يكلّف بفتح تحقيق عاجل في فظائع الفاشر.
كما قدّمت المملكة المتحدة دعماً فنياً لآليات العدالة الدولية، واستثمرت 1.5 مليون جنيه إسترليني في مشروع “سودان ويتنس” لتوثيق انتهاكات حقوق الإنسان، بما في ذلك الهجمات على المدنيين والعاملين في مجال الإغاثة.
ويقول مسؤولون إن عقوبات إضافية قيد النظر، في إطار الجهود المبذولة لـ”إنهاء الإفلات من العقاب”.
وحثّت الحكومة البريطانية جميع أطراف النزاع – بما في ذلك قوات الدعم السريع والقوات المسلحة السودانية – على السماح بوصول غير مقيّد للعاملين في مجال الإغاثة، وضمان سلامة المدنيين المحاصرين جرّاء القتال.
مَن هم الذين شملتهم العقوبات؟
عبد الرحيم حمدان دقلو: نائب وشقيق قائد قوات الدعم السريع، “حميدتي”؛ يُشتبه بتورّطه في عمليات قتل جماعي، وإعدامات تستهدف مجموعات إثنية، وعنف جنسي ممنهج، واختطاف مقابل الفدية، وهجمات على مرافق صحية وعاملين في مجال الإغاثة. جدّو حمدان أحمد: قائد قوات الدعم السريع في شمال دارفور؛ يُشتبه بضلوعه في عمليات قتل جماعي، وعنف جنسي، واختطاف وهجمات على طواقم طبية وإنسانية. الفاتح عبد الله إدريس: عميد في قوات الدعم السريع؛ يُشتبه بأنه أشرف على أعمال عنف تقوم على أساس إثني وديني ونفّذ هجمات ضد المدنيين. تيجاني إبراهيم موسى محمد: قائد ميداني في قوات الدعم السريع؛ يُشتبه بمسؤوليته عن الاستهداف المتعمّد للمدنيين في الفاشر.المصدر: BBC عربي
الوسومالعنف الجنسي المملكة المتحدة حرب الجيش والدعم السريع حقوق إنسان عقوبات على الدعم السريع