كتب وزير الشباب والرياضة الدكتور جورج كلاّس: النصيحةُ الكبرى في الحياة الصغرى ، هي أَنْ لا تُقدِّم نصيحةً لأحدٍ إِنْ لَمْ يطلبْها هو منك بإصرار و إلحاحٍ و كَتعَةِ رقبةٍ و طأطأةِ رأسٍ و خلْعَةِ كتِفٍ و طَعجَةِ رُكبَة ، و ضربِ تحيَّة..!
تعلمتُ من دُروسِ الزمن الأبيض
و من معارِجِ الأحوال و تَقلُّباتِ الأَيَّام ، أَنْ لا أَتَسَرَّعَ بإطْلاقِ الأحكام ِ ، وألّاَ أتَهَوَّرَ بإغْداقِ الأوصافِ على منْ ليسَ مُسْتَحِقَّها ، أوْ رَفعَ وضيعٍ الى مَرْتبَةً غَيْرَ مُؤَهَّلٍ لها بالأَصل.
وتَدرَّجْتْ في مدرسةِ العُمْرِ و تحصَّلتْ لي معارف و دروس و حَفظتُ عِبراً و إختَبَرْتُ و خَبِرتُ بَرْماتِ دواليب الدهر ، فأصبحْتُ نادرَ الطلاَّتِ قليلَ المبادراتِ شحيحَ التنظيراتِ ..حادِقَ النظراتِ مُقِلَاً في النُصْحِ و الترشيد، حتّى أُسْمَعَ و أستزيدَ و أُفيدَ.!
من آخرِ قَوْلاتي المدفوعَِةِ أَثمَانُها غالياً من وديعةِ الأزمان ، وَصِيَّتان :
الأولى : أنْ لا تُبادِرَ لِتُقَديمِ {النَّصيحةِ} لأحَدٍ ، إِنٔ لمْ يَطْلُبْها مِنْكَ بِرَجاء . لأن غَيرَ الكريم ، يرى في غيرتك عليه اعتداءً على وَقْفِيَّةِ كرامَتِهِ و مَسَّاً بِشَوْفَةِ حالِهِ ، و يعتبرُ نَفْسَهُ قابِضاً حَصْرِيّاً على المَعرِفَة ، و انك تتدخَّلُ بشأنه حتى ولوْ كان غيرَ ذي شأن…فلا تتطاولْ عليه . دَعْهْ يخْتَبِطُ مع الأيام ليتعلَّم من كيسه..!
و الثانية : أَنْ لا تُبادِرْ و لا تُغامِرْ ولا تَتَبَرَّعْ ، و تُقَدِّمُ مَمْلَحَةَ المائدة {قارورة المِلْح } لأحَدٍ على طاولة الطعام ، إنْ لمْ يَسْأَلْكَ هو عَنْها و يطلبها منك بِعَناءٍ و رجاءٍ و دَلْقَةِ شَفةٍ و بَلْعَةِ رِيقٍ..!
فهذا مُخالِفٌ لآدابٍ المائدة برأيي عديمي الذوق و جاهلي التذوُّق . وكُلٌ يَعْرِفُ طَعْمَ لسانه و وظيفة فَمِهِ..!
دَعِ الناسَ يأكلونَ و يمضغون و يُلَعْوسون و يحركون لسانهم و يطلبون منك ان تناولهم المَمْلَحَة و يُلِحُّون و يُلِحُّون و يركعون و يزحفون تحت الطاولة و يترجون فوقها..، و لك وحدك سلطة أن تناولهم المملحة و توفر لهم نعمة الملح. لكن إيَّاكََ ان تَرُشَ ملحك على غير ابناء الأصول و اهل الكرامة..إيَّاكََ إيَّاكَ إيَّاك..!
٠٠٠ وإِنْ أنسَ لَنْ أنسى ، قولَ {عتيقِ كسروان } :"إنَّ كَثْرةَ الواجبِ تُقَلِّلُ القيمَةَ..".
فَهلّاَ إِتَعَظْنا منٔ سُرْعَتِنا بالفضل على غير المستحقين ؟ و هلّاَ تعلمنا من تَسَرُّعِنا برمي التحية على مَنْ لا مقامَ لهم في روزنامة الايام ..!!!؟؟؟
أمّا أنا فَلا...لا..لا..!!!
لا انا تُعَلَّمتُ من الأيام … ولنْ تُبَدّلنيَ الأزمان...!!! وسأَظَلّ دافِعاً لِلْكِلْفَةِ...مَنْذوراً لِإقترافِ الخَطأ الأبيض ، ومُرْتَكِباً لخطيئةٍ بَريئَةٍ...!
فالدَهرُ قاسٍ غَيْرُ سَمَّاح..!
لكنَّ الكَتِفَ عريضٌ ، والقلبُ حديدٌ ، والرأسُ عَنيدٌ..و الفوزُ لِمَنْ يُقرِّرُ و النصرُ لمَنْ يريد..!
المصدر: لبنان ٢٤
إقرأ أيضاً:
الملاكمة لجين عاصي تتحدى مرض السرطان وتنتصر عليه بالضربة القاضية
دمشق-سانا
في عالم الرياضة المليء بالتحديات يظهر بعض الأشخاص كرمز للإصرار والقوة، ليثبتوا أن العزيمة لا تثنيها ظروف أو تعيقها محن، وهو ما أثبتته اللاعبة لجين عاصي التي تحدت مرض السرطان وتألقت في الملاكمة بوقت واحد.
اللاعبة عاصي ابنة 18عاماً سجلت أداءً لافتاً كان محط أنظار خبراء الملاكمة، واستحقت نتائج متقدمة عن جدارة في البطولات التي شاركت فيها، رغم مرض السرطان الذي تجاوزته بإرادة كبيرة وتغلبت عليه بالضربة القاضية.
ففي تصريح لـ سانا قالت لاعبة نادي النضال لجين عاصي: تعلقت برياضة الفن النبيل، كما يحب عشاق الملاكمة تسميتها، بعمر 13عاماً، وتدربت على يد المدرب الدولي محمد شحادة الذي علمني أصول اللعبة وفنياتها إلى أن تمكنت من دخول أجواء المنافسات والبطولات، فكانت مشاركتي الأولى في بطولة سوريا عام 2022، حيث نلت المركز الأول ضمن منافسات وزن 46 كغ، ليبدأ معها حلمي بتحقيق الميداليات البراقة لسوريا على منصات التتويج الكبرى.
لم تكتمل فرحة عاصي بانطلاقتها في عالم البطولات، بعد أن علمت بإصابتها بسرطان العقد اللمفاوية الذي أنهك جسدها في أماكن متفرقة أبرزها الرئة، فقررت عدم الاستسلام والبدء بمرحلة جديدة هدفها الانتصار عليه كما انتصرت في الرياضة.
وقالت: “إن الصعوبات هي تلك الأمور التي تواجهنا عندما تغيب أعيننا عن الهدف، وبالرغم من المخاوف التي واجهتني في بداية المرض، لكنني قررت أن أواجه الألم بالإرادة، فدخلت العلاج وسط تحفيز كبير من أهلي ومدربي”.
وتابعت عاصي: أجريت 12 جرعة، إضافة إلى عمل جراحي و36 جلسة أشعة، وبالرغم من كل هذا لم أتوقف عن التدريب ولم أفقد الأمل، فقد كنت آخذ الجرعة وفي اليوم ذاته أذهب للتمرين، فالسرطان لم يكن مرضاً بالنسبة لي ولم يكن عائقاً أمام استمرار حلمي، وبالرغم من أنني بحاجة للدعم النفسي في فترة العلاج، كنت أدعم أصدقائي باللعبة وأشجعهم باستمرار على مواصلة التدريب بعزيمة وصبر.
وعبرت عاصي عن سعادتها بتفوقها على مرض السرطان بعد أن شفيت منه تماماً، لتنتقل إلى هدف جديد في حياتها عنوانه البطولة تلو البطولة، رافعةً علم سوريا التي تستحق الكثير من الإنجازات.
المدرب محمد شحادة لفت إلى أن لاعبته تتمتع بمهارات فنية كبيرة في الملاكمة وقد تخطت المرض بصبر وثبات، وعادت إلى حياتها الرياضية بقوة وعزيمة كبيرة لتحقيق ما ترنو إليه، وخصوصاً مع إرادتها الكبيرة والمستوى الفني العالي، وهما أساس نجاح أي لاعب في مسيرته الرياضية.
تابعوا أخبار سانا على