عاجل.. السيد القائد: عندما تفقد الأمة الروح الجهادية وحب الشهادة وتعيش الروح الانهزامية سيقهرها أعداؤها وللأسف وصل الحال في واقع أمتنا للانحدار إلى مرحلة أن يتمكن اليهود من إذلالها
تاريخ النشر: 14th, November 2023 GMT
عاجل.. السيد القائد: عندما تفقد الأمة الروح الجهادية وحب الشهادة وتعيش الروح الانهزامية سيقهرها أعداؤها وللأسف وصل الحال في واقع أمتنا للانحدار إلى مرحلة أن يتمكن اليهود من إذلالها.
المصدر: يمانيون
إقرأ أيضاً:
العراق.. بلاد الف مصيبة ومصيبة
آخر تحديث: 5 يونيو 2025 - 8:51 ص بقلم:علي الكاش قال الشاعر معروف الرصافي:
كان لي وطن ابكي لنكبته … واليوم لا وطن لي ولا سكن
ولا أرى في بلاد كنت اسكنها … إلا حثالة ناس قاءها الزمن لقد كانت نظرتي الى الوطن تمتاز بوقع مؤثر يختلج احاسيسي بلا توقف، ولكن بعد عام 2003 لم تعد لتلك النظرة بريقها المؤثر والفعال، كأنها سهم نفذ إلى قلبي فأدماه، وحلٌ فيه مؤلما دون استئذان او توقع، بل أمتد في غييه ففرض سطوته على عقلي وضيق أفقه وقزم مداركه، لم يستأثر بثنايا وجعي دون غيره.
ان أسوا ما فعله الاحتلال الأمريكي الإيراني في العراق انه جعل العباد مكلومي الفؤاد، خرب البلاد، ومزق نسيج اجتماعي عمره آلاف السنين، سرق من نفوس العراقيين الغبطة، ومن قلوبنا الرقيقة السعادة والنسامح ومكارم الأخلاق، وحلُ مكانها البغض والكراهية والحقد والطائفية والعشائرية والاقليمية، وعدم الانتماء الى الوطن الأم. كأن العراق أم فقدت امومتها، وضيعت أولادها في شتات الأرض، وداست بقدميها على آمالهم، وحولت احلامهم الى كوابيس مرعبة، فبعثرت الأسرة، ومسخت المجتمع، وعمل معولها بشدة على هدم اركانه، فنجحت نجاحا باهرا في عملها، وتوجت كأبرز واشهر أم سفكت دماء ابناءها الغيارى، وتبنت اللقطاء والسفلة واللصوص مكانهم. دستورنا الأعرج
الدستور رُصف على الرف، يتراكم عليه الغبار والعِث، والقضاء المسيس بالعار ينث، لكل زعيم دستوره، ودستور البلاد الرئيس رث، على الجمود واللامبالاة زُف، دستورنا مثل طير من ريشه نُتف، فمن نفايات التأريخ ورث الظلم ويرث، يغفل عن الحق فيلف ويدور ويلف، نسأله تعالى ان يعصف بمن وضعه أشد عصف، وعلى من باركه بسخف، وحفز اتباعه للتصويت عليه بلهف. شعبنا التائه في متاهة الضلال
قال ابو نواس: إذا امتحن الدنيا لبيب تكشفت … له عن عدو في ثياب صديق
(فاكهة الخلفاء/120) (أخبار ابي نواس/22)
الشعب الفقير عبارة عن مجموعة من الايتام، تقتات على فتات الطعام، الساقط من مائدة الحكام، إن في قلب الطاولة يعم العدل السلام، لا خير في شعب يرضي العيش في ظلام، لا يستحق المتخاذلون الكرامة والاحترام، ان الحياة الحرة حصرا على الشعب الهمام.
الشعب العراقي مكبل بأغلال الوعود الضالة، والعهود المؤجلة الكاذبة، صحيح ان الأماني سهلة، ولكن تحقيقها صعب، والسكوت عنها مذلة، مجرد قلنا نريد وطن، فأصابتنا أشد المحن، جن جنونهم، كيف تريدون وطن، ونحن نهدم بمعاولنا اركانه؟ الا بئس مطلبكم النتن، وأملكم العفن. تنددون بولاية الفقيه وايران، وهو نائب امام الزمان، عليكم اللعنة يا أولاد الرفيقات، كلكم عملاء وأصحاب موبقات. مطالب الحكومة الفاسدة
قال ابن أم الصاحب:
فَإنْ تَمْنَعُوا مَا بِأيْدِيكُمُ … فَلَنْ تَمْنَعونِي إذَا أنْ أقُولاَ
(الوحشيات/219).
تُريد الحكومة من الشعب التراخي، وأَنْ يندبَ حَظه على خياره الانتخابي، وان تحل الفتنة الطائفية والقومية محل التصافي، وان لا يصل البلد الى مرحلة التعافي، من العجب ان عشر البلد ُاثرياء، وما تبقى منه أناس فقراء. الشعب يأكل من مكبات النفايات، والخمس يشغل المرجعيات، الحكومة تتفرج وربما تبتهج بمنظر التعساء، لا عجب الحقد ديدن الجبناء. فقد الشعب أمله في الإصلاح، ولم يُعير اهتماما بالفلاح، يعض اصبعه البنفسجي من الليل الى الصباح، ولا ينفع ذلك في درأ الجراح، فشل مستديم، ونأي عن النجاح. الْحكومة تريد من الشعب الضعف والوهن، ان يكون خفيف الوزن، قليل القيمة في المرحلة الأليمة، وتليها مرحلة انعدام الوزن والقيمة. المهم ان يستمتع بعاشوراء والهريسة والقيمة. استنهاض الهمم
قال احْمد بن الْحُسَيْن بن مُحَمَّد بن الْحُسَيْن بن عِيسَى :
ودع الأماني للغبي فإنمـا … عقب المنى للْحرّ دَاء منهـك
من يقتضي سَببا بِدُونِ عَزِيمَة … ضلت مذاهبه وَعز الْمدْرك
(البدر الطالع1/55).
الثبات عند تقلب الأحوال، يكشف معادن الرجال، واستنهاض الهمم يسبق صعود القمم. ربما تختلف الأقوال إذا اختلفت الأحوال. لأن الأقوال رهينة الأحوال، والأحوال رهينة الرجال، والرجال رهينة المآل، فهل وفق هذه الرؤية تتحقق الآمال؟ لا حاجة للإجابة على هذا السؤال، فاللبيب لا يحتاج الى شرح الأقوال.
في كل دورة انتخابية يتناوبون على الكراسي التي ملت من مؤخراتهم المترهلة من السحت الحرام وسرقة ثروات الشعب الذي يئن من وجع الاملاق، والفقر المدقع والمرض والجهل، وانتهاك حقوقهم وقتل الأمل، بل وسرقة احلامهم في مستقبل لا يؤمن الحد الأدنى من المعيشة وتوفير مستلزمات الحياة الرئيسة، والكرامة، ويؤمن لهم اجتياز مستنقع الذل والمهانة، والوصول الى مرفأ الأمان والآمال، وينقذهم من كوابيس النهار حول مصير الاجيال.
في كل مرة يخيب حدس المواطنين دون ان يتعظوا من الدروس الفائتة، كأنما خيم على رؤوسهم غيوم من الجهل والحمق، وتبدأ الدماء بالغليان الحزين، وتنتاب العقول الحسرة وتأنيب الضمير مما اقترفوا من جرم بحق انفسهم والآخرين. ومع كل هذا يرفضوا ان ينزعوا عن وجوههم اقنعة الديمقراطية الزائفة، كأنها لصقت بصورة محكمة على عيونهم. العجب انه سرعان ما تخمد جذوة غضب العراقيين بعطايا لا تختلف في حجمها وقيمتها عن عطايا المتسولين. الهجرة مرفأ الأمان
قال الشاعر السوري خالد القاسم:
يا أيها البحر لا تبكي وتبكينا.. وابلع دموعك ان الدمــــــــع يؤذينا
متى ستعرف ان المــوج موطننا .. فليس من بلد في البر يأوينا
يا أيها البحر لا تبكي على شعب .. ابكى الصخور ولم يبكي السلاطينا
كل البلاد بوجـــه الضيف مقفلة .. الا السماء أراها رحبت فينا
لقد اضطر العراقيون الى ترك وطنهم الى سراة الناس البالية، وملوا من سماع أبواق التملق العالية، ان الفئات المتعبة من الآلام مستعدة لفعل كل شيء من اجل الطعام، في حين يضطر البعض منهم الى البقاء في معقل الجحيم رغم انوفهم الأبية، ويجرعوا السٌم الزعاف من قبل النظام الحاكم واجهزته القمعية. الثورة هي الحل الوحيد
في العراق بعد عام الاحتلال 2003 أقول: سبحان من حول العملاء والجواسيس من مُطارد رعديد الى صياد عتيد. سينهض الشعب لا محالة بأثقال هذه الثورة وأعبائها، وحتى يتغير النظام السياسي الفاسد، وتستقيم الأمور لحكم نزيه، لكن هذا الأمر يستلزم شدٌ السواعد وتوحيدها، وارخاء الأعنة، والتوكل على الله. نعم قد طال سبات الشعب العراقي، ولا بد ان يستفيق منه، فالاستفاقة صارت أمرا حتميا، والا فالبديل هو السقوط في قعر الهاوية، ولا مناص من الأحوال السيئة الآتية. الثورة هي ليست ضد الطبقة الساسية الحاكمة فحسب، بل ضد المرجعية الصامدة عن قول الحق، ونصرة الفقراء، ورفض القمع والإستبداد، فهي مشغولة بالخمس وجمع المال، مستأثرة بالنفوذ بحجة نصرة المذهب، وهل بقي شيء من المذهب؟
قال الفضل بن الربيع:
كم فاسقٍ تحسبُهُ ناسكاً … يستقبلُ الليلَ بأمرٍ عجيبْ
غطّى عليهِ الليلُ أثوابَهُ … فباتَ في أُنسٍ وعيشٍ خَصيبْ
(المحب والمحبوب/140). القضاء المسيس
قال الشاعر محمد الشوكاني:
إذا جار الأميرُ وكاتباه … وقاضي الأرض داهن في القضاءِ
فويلٌ ثم ويلٌ ثم ويلٌ … لقاضي الأرض من قاضي السماءِ
(الديوان)!
الدستور المسخ صار جحش القضاة، ومطرقة القاضي أصبحت بأمرة الفاسدين، القضاء أسد شديد البأس على الضعفاء، ونعامة رقيقة على المتجبرين، الدستور درع الفاسدين، وقلعة اللصوص العاقين، انه السيف المسلط على رقاب الشعب الخائب، كل حقوق الشعب فيه تذوب، وتبقى الشوائب طافية، لم لا وقد صاغه سيد الطائفة؟
اعطني قضاءا زاهد، اعطيك بلدا بلا فساد، الظلم والفساد في القضاء، تجده واضحا في عراق البلاء، من الرئيس الى النائب الى الوزير الى المدعي العام والى المدير، كل حسب مصلحته وميوله الطائفية يسير. لا تشد الرحال الى بغداد، والا ستجد ما لا يسر من طائفية وفساد، الوطني ملاحق، والإعلامي مراقب، نفذ منه العتاد، واللصوص والدجالين صاروا هم الأسياد، بلد على حافة الهاوية، وهل ينفع ترميم آنية، كُسرت وتناثرت على أرض قاسية؟
بلد كبير بحجم العراق تحكمه شلة من العملاء والسفهاء، كنا أمة البطولة والكرامة الشماء، وتحولنا اليوم الى أمة الجبناء، كما قال رئيس الوزراء (نوري المالكي). لله درك يا وطن، كم مررت بكوارث ومحن، فقر وجوع وحصار وشجن، اصابك التعب والارهاق والوهن، لا فسحة من الأمل في قادم الزمن، سيبقى الحال على نفس الحال، وأخطأ من قال من المحال ان يبقى الحال على هذا الحال، ربما تحولنا من السوء الى الأسوأ عندها يصح المقال.
في العراق الديمقراطي الجديد، الأنهار نُشفت، الأرض صُحرت، السماء تلوثت، الثروات نُهبت، الدولارات هُربت، المثلية انتشرت، ظاهرة الارامل والايتام تمددت، نسبة الفقراء توسعت، الامراض والاوبئة توطنت، الحدود قُضمت، السيادة انتهكت، والحدود قُزمت، الوطنية انتحرت، مهمة العملاء أنجزت، الرفاهية فُقدت، الكفاءات هربت، الطائفية والعنصرية طغت، العشائرية على القانون تمادت، بغداد العاصمة العروس نامت، وحضارتها ماتت، الا بئس ما أمريكا به جاءت.
لم تك تلك صدفة عابرة، بل ايادي خبيثة ماهرة، حققت تلك الإنجازات الباهرة، لتحقيق مصالح عاهرة. شراذم لا يقتحموا ساحات الوغى، ولا يستأنفوا محاربة الأعداء، بطولاتهم على أبناء جلدتهم فقط.
الخاتمة
قرأت مثلا جورجيا جميلا جدا يتحدث عن العراق القديم، عراق الحضارة، قبلة العلم والثقافة والتمدن البلد الذي علم الإنسانية الكتابة، وأول بلد شرع القانون عبر مسلة حمورابي، واو من اخترع العربة، ومان قبلة العالم الثقافية في العهد العباسي، ترجمته من النرويجية الى اللغة العربية، يمثل جعل العراقي مفتخرا بسلفه الصالح، وممتعضا من خلفه الطالح.. ولله في خلقه شؤون.
Der hvor fuglen kneiser, der er dens Bagdad.
حيث يحلق الطائر، هناك بغداد.
اترك التعليق للقارئ اللبيب.