علي جمعة: فاعل الشر والساكت عليه كلاهما ظالم
تاريخ النشر: 15th, November 2023 GMT
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء في الأزهر الشريف، إن من وصايا سيدنا النبي أن نكون كالجسد الواحد ؛ إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى، ويجب علينا أن نقوم بواجبنا الاجتماعي في وطنا وناسنا وأهلنا.
وأضاف علي جمعة، في منشور له، أنه يجب علينا أن نأمر بالمعروف، وأن ننهى عن المنكر، وأن نؤمن بالله، حتى نكون من العباد الربانيين في محل نظر الله سبحانه وتعالى، ترك لنا سيدنا رسول الله حديثًا أسماه العلماء بـ"حديث السفينة".
وقال سيدنا رسول الله: « مَثَلُ الْقَائِمِ عَلَى حُدُودِ اللَّهِ وَالْوَاقِعِ فِيهَا كَمَثَلِ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا عَلَى سَفِينَةٍ ، فَأَصَابَ بَعْضُهُمْ أَعْلاَهَا وَبَعْضُهُمْ أَسْفَلَهَا ، فَكَانَ الَّذِينَ فِى أَسْفَلِهَا إِذَا اسْتَقَوْا مِنَ الْمَاءِ مَرُّوا عَلَى مَنْ فَوْقَهُمْ فَقَالُوا لَوْ أَنَّا خَرَقْنَا فِى نَصِيبِنَا خَرْقًا ، وَلَمْ نُؤْذِ مَنْ فَوْقَنَا . فَإِنْ يَتْرُكُوهُمْ وَمَا أَرَادُوا هَلَكُوا جَمِيعًا ، وَإِنْ أَخَذُوا عَلَى أَيْدِيهِمْ نَجَوْا وَنَجَوْا جَمِيعًا » . صدق سيدنا رسول الله ﷺ ففي عنق كل واحدٍ منا مسئولية اجتماعية ننكر فيها المنكر، ولا نسكت عن الحق، نأمر فيها بالمعروف، نؤمن فيها بالله، نتغيّا فيها الخير لنا ولغيرنا.
كما ضرب سيدنا رسول الله هذا المثال وفيه ثلاث طوائف : الطائفة الأولى: تفعل المنكر، قد يكون عن حسن قصد، وقد يكون عن جهالة، وقد يكون عن سوء قصدٍ وغلٍ وحقد، ولكن سيدنا رسول الله ﷺ ضرب لنا المثل عن أولئك الذين يكونون عن حسن قصد، وبالرغم من ذلك لو تركناهم لهلكوا ولأهلكوا مع حسن قصدهم، وأنهم لا يريدون أن يؤذوا إخوانهم، ولكن ذلك بحمقٍ، وليس بحكمة.
الطائفة الثانية: تسكت عن الحق، لا تنكر منكرًا ولا تأمر بمعروف، وهي في حال السكوت، وهي طائفةٌ تُفهم من الحديث.
وطائفةٌ ثالثة: تأمر بالمعروف، وتنهى عن المنكر، وتأخذ على يد الظالم، وعلى يد المنحرف، وعلى يد الأحمق.
وذكر علي جمعة، أن الناجي من الفرق الثلاث هي الفرقة التي تقوم بواجبها من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أما الفرقة التي فعلت الشر، وهذه التي سكتت عن الشر فكلاهما ظالم.
وتابع: إذن هذه السفينة استهم عليها أقوام؛ ولذلك نرى الإمام البخاري يخرجها في صحيحه في كتاب «الشركة»؛ لأن القوم يشتركون في السفينة، «واستهموا فأصاب بعضهم أعلاها» في الهواء الطلق «وبعضهم أسفلها؛ فقال الذين في أسفلها: لو أنّا نخرق خرقًا في نصيبنا» هذا صحيح نصيبهم من السفينة، كانوا يخرجون يستقون فيؤذون أصحابهم بشيءٍ من رشاش الماء، ومن رقة قلوبهم وحسن نياتهم أرادوا ألا يؤذوا إخوانهم في العلو من هذا الماء، ومن مضايقتهم، نيةٌ حسنة وقلبٌ سليم وفعلٌ أحمق.
ولذلك ليس كل من يرتكب الخطأ لابد أن يكون سيء النية، قد يكون حسن النية، لكنه يفعل الشيء الذي يكر عليه وعلى جماعة من حوله ومواطنيه بالسوء وبالبطلان، «فلو أنهم أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا» فهؤلاء الحمقى سينجون إذا أخذوا على أيديهم ؛ ولذلك هنا يُقر النظام، ويجعلنا كما قال في الصلاة: «لينوا في أيدي إخوانكم»، ويجعلنا جميعًا على قلب رجلٍ واحد، ويجعلنا جميعًا نتوخى الخير لكل الناس، ويجعلنا جميعًا في قاربٍ واحد؛ ولذلك لابد من وضوح الهدف، ومن الأمر بالمعروف، ومن النهي عن المنكر، وأن يحب بعضنا بعضا؛ فإن الكراهية من أمراض القلوب، وإن الحب من طاعات هذه القلوب.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: علي جمعة وصايا الشر ظالم الأمر بالمعروف سیدنا رسول الله عن المنکر علی جمعة
إقرأ أيضاً:
من أين أتى الحجر الأسود؟ .. علي جمعة: هذا الرجل أخذ جزءًا منه
لاشك أن الحجر الأسود باعتباره أشرف جزء في الكعبة المشرفة يُعد من أهم ما ينبغي البحث عن أسراره، والتي يأتي من بينها : من أين أتى الحجر الأسود ومما يتكون ؟، فرغم أن الجميع يعرفون الحجر الأسود ، بل ويتسابقون للمسه أو تقبيله في كل زيارة لبيت الله الحرام سواء بقصد العمرة أو الحج إلا أنه لايزال سؤال من أين أتى الحجر الأسود؟ ومما يتكون أحد أسراره الخفية عن الكثيرين.
قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن هناك رجلاً انجليزيًا اسمه براون في القرن التاسع عشر ، دخل مكة وحيث لا يدخلها إلا المسلمين اندس بين الناس باعتباره تركيًا واستطاع الوصول إلى الحجر الأسود وأخذ منه جزء صغير وقام بتحليله.
وأوضح «جمعة» في إجابته عن سؤال: «من أين أتى الحجر الأسود ومما يتكون؟»، أنه كتب هذا في رحلته ، وقد ترجمت إلى اللغة العربية بعنوان رحلة إلى الشرق لبراون، فوجد أنه نيزك، حيث إن مواد الحجر الأسود ليست موادًا أرضية .
وتابع: ضمن الموجودة في جدول مندليف الذي يحوى الفلزات واللافلزات و العناصر الثلاثة والتسعين للمواد أو العناصر الأرضية ، و حيث لم يجد مادته بين تلك العناصر فمن ثم الحجر الأسود ليس من المواد الأرضية ، وهذا موجود بكتاب براون والذي صدر منه مجلدين بعنوان رحلة إلى مكة وفيه تفاصيل كثيرة.
ونبّه إلى أنه كان رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كان قد أخبرنا أن هذا الحجر من السماء ، حيث رأوه سقط من السماء وأن لون كان أبيض وقد سودته ذنوب الخلق، وكأنه مغناطيس للطاقة السلبية إذن الحجر الأسود فيه كثير من الكلام ويبرز منه ثلاثة أجزاء وبقيته بالداخل .
وورد أنه يعد الحجر الأسود من أحجار الجنّة؛ حيث قال النبي -صلى الله عليه وسلم-: (الحجَرُ الأسوَدُ من الجنَّةِ)، وقيل هو ياقوتة بيضاء من ياقوت الجنة، وقد نزل به جبريل -عليه السّلام- إلى الأرض ليكون حجرًا مُشرفًا من أجزاء الكعبة. وهو أول بيت في الأرض جعله الله -تعالى- ليتعبدّ به الناس حيث قال -تعالى-: (إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِّلْعَالَمِينَ)، وأول من بنى الحجر الأسود هو نبي الله إبراهيم -عليه السلام-. وقد جاء عن ابن عباس -رضي الله عنه- أنّ سبب نزول الحجر الأسود ليكون أُنسًا لآدم -عليه السّلام- في هذه الأرض؛ حيث قال ابن عباس -رضي الله عنه-: "إن الله -تعالى- أنزل الركن -يعني الحجر الأسود-، والمقام مع آدم -عليه السلام- ليلة نزل ليستأنس بهما، وأنه كان يأنس بالحجر".
الحجر الأسودورد أن الحجر الأسود هو أشرف حجر على وجه الأرض، ويُعتبر أشرف جزء في الكعبة أيضاً، يقع الحجر الأسود في الجهة الشرقيّة من الركن اليماني الثاني للكعبة، ويتكوّن الحجر الأسود من خمسة عشر حجراً، ثمانية منها ظاهرة لنا بأحجام مختلفة أكبرها بحجم حبّة التمر، ويُقدّر طولها بذراعٍ واحدٍ فقط، أمّا السبع الأُخريات فيُقال أنّها من ضمن بناء الكعبة المشرّفة.
ويُقال أنّها مُغطّاة بمعجون مُكوّن من مزيج العنبر، والشمع، والمسك، وموجودة على رأس الحجر الأسود ويراها المعتمر أو الحاج عند تقبيله للحجر، ويرتفع الحجر الأسود بمقدار متر ونصف عن الأرض، حيث قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: (إنّ الحِجرَ والمقامَ ياقوتتانِ من ياقوتِ الجنةِ طمس اللهُ نورَهما ولولا ذلك لأضاءَا ما بينَ المشرقِ والمغربِ).
وصف الحجر الأسودورد في وصف الحجر الأسود أنه عبارة عن حجر يتكون من عدة أجزاء، له شكل بيضاوي، وله لون أسود يميل للاحمرار قليلاً، ويبلغ قطره 30 سنتيمتراً تقريباً، ويقع في الاتجاه الجنوبي الشرقي من خارج الكعبة، وحسب العقيدة الإسلامية هو بداية الطواف، وأيضاً نهايته، ويصل ارتفاعه إلى متر ونصف، ويحيط به إطار من الفضة لحمايته والمحافظة عليه.
فضل الحجر الأسوديعد الحجر الأسود هو حجر من الجنة قام جبريل -عليه الصّلاة والسّلام- بوضعه أول مرة أثناء تشييد سيدنا إبراهيم وإسماعيل البيت الحرام، وقال الرسول -عليه الصّلاة والسّلام- فيه: (نزل الحجرُ الأسودُ مِن الجنةِ وهو أشدُّ بياضًا مِن اللبنِ، فسوَّدَتْه خطايا بني آدمَ).