الكنيسة الأرثوذكسية تحيي ذكرى تكريس كنيسة العذراء بـ قسقام
تاريخ النشر: 16th, November 2023 GMT
تحتفل الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، اليوم، بذكرى تكريس كنيسة السيدة العذراء مريم الأثرية بدير المحرق بجبل قسقام، وفقا لما جاء في السنكسار وهو كتاب تدوين سير الشهداء والأعياد في الكنيسة القبطية، وهو اليوم الموافق 6 هاتور حسب التقويم القبطي".
تُعيِّد الكنيسة بتذكار تكريس كنيسة القديسة العذراء الأثرية بدير المحرق العامر بجبل قسقام.
وقد بنى هذا الدير أبناء القديس الأنبا باخوميوس أب الشركة، في النصف الثاني من القرن الرابع، واختاروا هذه البقعة لتكون ديرًا يحيط بتلك الكنيسة الأثرية ذات التاريخ المقدس.
وقد جاء البابا ثاؤفيلوس البطريرك الثالث والعشرون لزيارة ذلك المكان المقدس وأراد أن يكرس الكنيسة، فظهرت له القديسة العذراء ليلة التكريس ( ميمر البابا ثاؤفيلوس البطريرك الثالث والعشرين)، وقالت له: " كيف تُكرس هذا المكان الذي كرَّسَه ابني ". فاكتفي بإقامة القداس الإلهي. وأثناء الصلاة تراءى له الرب يسوع المسيح ومعه أمه العذراء مريم وملائكته القديسون وباركوا البيعة ومَنْ فيها وتتمتع كنيسة العذراء الأثرية بميزة فريدة، فهى الكنيسة الوحيدة في مصر، بل في العالم كله، التي دشنها المسيح بنفسه، ورش في أركانها الماء المبارك بيديه الطاهرتين
جدير بالذكر أن دير المحرق من أهم الأديرة المسيحية على أرض مصر والتي تباركت بزيارة العائلة المقدسة بها، حيث مكثت السيدة العذراء والسيد المسيح بتلك المنطقة، حتي سمي باسم دير السيدة، العذراء بالمحرق واشتهر الدير أيضا بـ«المحرق»، لأنه كان متاخما لمنطقة تنمو فيها الحشائش والتى كان يتم التخلص منها عن طريق حرقها ولذا أطلق على المكان المحيط بالدير بالمحرق أو المنطقة المحروقة أو المحترقة، ومع مرور الوقت استقر لقب دير المحرق عليه.
كما عرف بدير قسقام أو دير جبل قسقام وذلك لأن الدير يقع على سطح جبل أطلق عليه قديما كلمة قسقام وهى كلمة فرعونية وتتكون من مقطعين «قُس» وتعني اسم مدينة اندثرت كانت عاصمة الولاية الـ14 من الولايات الـ 22 التى كان مقسما بها صعيد مصر، والكلمة الثانية «قام» وهى تختص بالمنطقة التى تقع غرب الولاية الـ14 ومعناها اللانهاية إلى الأبد ولقرب قام من قُسْ اشتهرت المنطقة والجبل المجاور بـ«قسقام».
ويضم الدير عدد من الكنائس أهمهم كنيسة السيدة العذراء مريم الأثرية، وهى البيت المهجور الذى عاشت فيه العائلة المقدسة وبقى على مساحته حتى القرن 19، بعدها تحول فى العصر المسيحى إلى كنيسة، وأنشئت حجرتين على جانبي الهيكل، وأهم فى الهيكل المذبح الحجري وهو الحجر الذى جلس عليه السيد المسيح وهو طفل.
وأيضا كنيسة الملاك ميخائيل، ويرجع تاريخ الحصن الأثري إلى القرنين السادس أو السابع الميلادي، وهو من أصغر الحصون الموجودة فى الأديرة العامرة حاليا والحصون عموما، حيث بنيت لحماية الرهبان، وبداخل حصن الدير كنيسة واحدة فقط أطلق عليها اسم الملاك ميخائيل وكنيسة السيدة العذراء الجديدة والتي تم تأسيس هذه الكنيسة فى عام 1940، فى رئاسة المتنيح الأنبا أغابيوس مطران ديروط وصنبو وقسقام وقد تم بناؤها فى رئاسة القمص قزمان بشاى فى عام 1964 كاملة بمنارتها؛ وقد أنشئ فيها معمودية بعدما كانوا يعمدون فى كنيسة مارجرجس، مما يضطر لدخول النساء والزوار الكثيرين الذين يردون إلى الدير لعماد أطفالهم إلى كنيسة مارجرجس مما كان يسبب قلقًا وإزعاجًا للرهبان.
وفى عهد قداسة البابا شنودة الثالث، أنشئت الكلية الإكليريكية بدير المحرق، وفى عام 1982 تحول القسم المتوسط إلى القسم العالى أى بقبول الحاصلين على الثانوية العامة، وما يعادلها من الدبلومات الأخرى، حيث يدرس الطالب لمدة 4 سنوات، وبعدها يحصل على بكالوريوس فى العلوم اللاهوتية والكنسية، ويضم الدير أيضا معهد ديديموس للعرفاء والمرتلين أو الذي أنشئ فى أواخر السبعينات لتخريج مرتلى الكنيسة.
ويذكر الأنبا غريغوريوس في كتابه عن دير المحرق؛ أنه يوجد نقش أثري مكتوب عليه "لا تنقطع الذبيحة من فوق مذبحي " ويروي بعض شيوخ الدير؛ أن ولي عهد أسبانيا وكان يصحبه في نفس الزيارة مرقس باشا سميكة كانا في زيارة الدير المحرق عام 1928 أيضا يوجد تقليد متوارث عن الآباء الرهبان أن الصلاة في هذا المذبح بالذات يجب أن تتلي بالكامل باللغة القبطية، احتراما لحروم الآباء السابقين الذي منعوا أن يتلي القداس في هذه الكنيسة بغير اللغة القبطية.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: أقباط كنيسة العذراء السیدة العذراء
إقرأ أيضاً:
حماس تحيي الذكرى الأولى لاغتيال إسماعيل هنية
في الذكرى السنوية الأولى لاغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، إسماعيل هنية، أصدرت الحركة بيانًا أكدت فيه أن "عامًا مضى على رحيل شهيد فلسطين والأمة، القائد الكبير الذي اغتالته يد الغدر الصهيونية في طهران فجر الثلاثاء 31 يوليو 2024، في جريمة غادرة لن تنسى".
وشددت الحركة في بيانها على أن سياسة الاغتيال التي ينتهجها الاحتلال "لم تزده إلا تجذرًا في المقاومة، وإصرارًا على مواصلة النضال حتى التحرير ودحر الاحتلال عن الأرض والمقدسات".
محطة مفصليةوأشادت الحركة بسيرة القائد الراحل، مؤكدة أن مسيرته كانت "حافلة بالعمل والنضال في ميادين المقاومة والسياسة والدبلوماسية، منذ انخراطه في صفوف الحركة عقب الانتفاضة الأولى عام 1987، مرورًا برئاسته للحكومة الفلسطينية، وحتى قيادته للمكتب السياسي لحماس".
واعتبرت حماس أن استشهاد هنية، الذي دفن في العاصمة القطرية الدوحة، شكل "محطة مفصلية تؤكد أن قادة المقاومة في قلب المعركة، يقدمون أبناءهم شهداء كما فعل القائد أبو العبد الذي ودع عددًا من أبنائه وأحفاده قبل أن يختم حياته بالشهادة".
ودعت الحركة إلى اعتبار الثالث من أغسطس من كل عام يومًا وطنيًا وعالميًا لنصرة غزة والقدس والأقصى والأسرى، مطالبة الأحرار حول العالم بجعل هذه المناسبة "محطة نضالية ضد الاحتلال، وحراكًا شعبيًا مناهضًا لحرب الإبادة والتجويع بحق أهل غزة".
واختتمت الحركة بيانها بالتأكيد على "مواصلة درب الشهداء، والدفاع عن الثوابت، والسعي لتحقيق تطلعات الشعب الفلسطيني في الحرية وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس"، مكررة شعارها: "وإنه لجهاد... نصر أو استشهاد".
تفاصيل الاغتيالففي صباح الأربعاء 31 يوليو 2024، أعلن الحرس الثوري الإيراني اغتيال رئيس المكتب السياسي لحماس، إسماعيل هنية، إثر غارة إسرائيلية استهدفته في مقر إقامته بطهران، عقب مشاركته في مراسم تنصيب الرئيس الإيراني الجديد مسعود بزشكيان.
وأكدت حماس في بيان رسمي استشهاد هنية، ناعية "القائد المجاهد إلى الشعب الفلسطيني، والأمة العربية والإسلامية، وكل أحرار العالم"، واصفة الهجوم بأنه "غارة صهيونية غادرة".
وشهدت العاصمة الإيرانية، في اليوم التالي، مراسم تشييع رسمية وشعبية بحضور المرشد علي خامنئي، قبل أن ينقل جثمان هنية إلى العاصمة القطرية الدوحة.
وأقيمت عليه صلاة الجنازة بعد صلاة الجمعة 2 أغسطس في جامع محمد بن عبد الوهاب، بحضور أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ووالده الأمير الوالد، إلى جانب وفود رسمية من تركيا، وقيادات فلسطينية، ومنظمات إسلامية، وجموع غفيرة من المشيعين. ووري الثرى في مقبرة الإمام المؤسس بمدينة لوسيل شمال الدوحة.
فشل العمليةوفي تطور لافت، كشفت "القناة 12" الإسرائيلية في تقرير نشرته لاحقًا أن العملية كانت قاب قوسين من الفشل، بعد أن غادر هنية غرفته – التي تم تفخيخها – بسبب عطل مفاجئ في نظام التكييف.
وأضاف التقرير أن موظفين إيرانيين تدخلوا لإصلاح الخلل قبل عودة هنية إلى الغرفة، مشيرًا إلى أن الغارة التي أودت بحياته نفذت لاحقًا في الموقع ذاته، الذي يتبع لأحد بيوت الضيافة التابعة للحرس الثوري الإيراني.
هذه التفاصيل الجديدة تسلط الضوء على الثغرات الأمنية التي استغلها الاحتلال الإسرائيلي لتنفيذ واحدة من أخطر عمليات الاغتيال التي طالت قيادة "حماس" في السنوات الأخيرة.