نيويورك تايمز: الحرب تحول غزة إلى مقبرة للأطفال
تاريخ النشر: 18th, November 2023 GMT
نشرت صحيفة "نيويورك تايمز" تحقيقا عن الوضع المأساوي في قطاع غزة، وسلطت الضوء على العدوان الإسرائيلي الذي يستهدف المدنيين، لا سيما الأطفال والنساء.
واستحضرت الصحيفة الأميركية قصص أطفال قضوا تحت القصف الإسرائيلي، وآثار الدمار الذي تخلفه هذه الاعتداءات على الأطفال الناجين.
وأوردت "نيويورك تايمز" قصة خالدة جودة (9 أعوام) الذي هرع حافي القدمين، باكيا، نحو عشرات الجثث الملفوفة بأكفان بيضاء وبطانيات وسجاد، خارج المشرحة المكتظة، صارخا "أين أمي؟ أريد أن أرى أمي"، قبل أن يضيف "أين خليل؟"، وهو أخوه البالغ من العمر (12 عاما).
فتح أحد عمال المشرحة كفنا أبيض ليتمكن خالد من تقبيل جثمان شقيقه للمرة الأخيرة، ثم ودع أخته البالغة من العمر 8 أشهر. تم سحب كفن آخر إلى الخلف، وكشف عن وجه طفلة ملطخ بالدماء، وكان شعرها أحمر.
انفجر خالد باكيا عندما تعرف عليها، كان اسمها مسك، ويقول "كانت ماما سعيدة للغاية عندما ولدتك"، وهو يلمس جبهتها بلطف، ودموعه تنهمر على وجهها.
وذكر أقاربه في وقت لاحق أنها "مسك" كانت مصدر البهجة لعائلته، وقد ولدت بعد 3 ذكور، وكانت أم خالد كانت سعيدة بارتداء مسك لفساتين ملونة، وتثبيت تجعيداتها الصغيرة بمشابك شعر لامعة.
وتقول الصحيفة إن خالدا ودع بالدموع أمه وأباه وأخاه الأكبر وأخته، ولم ينج إلا هو وشقيقه الأصغر تامر (7 سنوات)، بعد غارة إسرائيلية يوم 22 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، أسقطت مبنيين يؤويان عائلة خالد وتامر الكبيرة، حيث قُتل 68 فردا من عائلة جودة وهم نيام في أسرتهم في دير البلح، وسط غزة.
وتشير "نيويورك تايمز" إلى أن تحديد العدد الدقيق للأطفال الذين قتلوا في غزة -في خضم حملة قصف شرسة وانهيار المستشفيات ودفن الجثث تحت الأنقاض والأحياء المدمرة- "مهمة عبثية".
"حرب ضد الأطفال"
ويشن الجيش الإسرائيلي منذ 43 يوما حربا مدمرة على غزة، خلفت أكثر من 12 ألف شهيد، بينهم 5 آلاف طفل و3 آلاف و300 امرأة على الأقل، كما أن 75% من عدد المصابين البالغ 30 ألفا هم من الأطفال.
وتذكر الصحيفة أنه بعد التشكيك في البداية في عدد القتلى الصادر من مسؤولي الصحة بغزة، تقول إدارة بايدن الآن إن "عددا كبيرا للغاية" من الفلسطينيين قتلوا، معترفة بأن الأرقام الحقيقية للضحايا المدنيين قد تكون "أعلى حتى مما يتم ذكره".
ويتم إحضار عدد كبير من الأطفال إلى مشرحة مستشفى الأقصى بدير البلح، وقال مدير المشرحة ياسر أبو عمار لنيويورك تايمز إن "جثث الأطفال تأتي إلينا مكسورة وممزقة، إنه أمر تقشعر له الأبدان". وأضاف "لم نشهد قط هذا العدد من الأطفال الذين قتلوا.. نحن نبكي كل يوم على الأطفال".
وفي غرفة الطوارئ بمستشفى الشفاء في مدينة غزة، قال الدكتور غسان أبو ستة إن "العديد من الأطفال تم جلبهم بمفردهم، وفي حالة صدمة، مصابين بحروق أو جروح شظايا أو إصابات خطيرة، بسبب السحق تحت الأنقاض".
وقال إنه في كثير من الحالات، لم يكن أحد يعرف من هم، ويتم منحهم تصنيف "طفل غير معروف مصاب بصدمة"، والشيء المأساوي هو أن بعضهم هم الناجون الوحيدون من أسرهم، لذلك لا يأتي أحد على الإطلاق للبحث عنهم، حتى قال الدكتور أبو ستة "يبدو الأمر وكأنه حرب ضد الأطفال".
ويحذر بعض المسؤولين الدوليين من أن الأطفال معرضون للخطر بغض النظر عن المكان الذي يذهبون إليه، وقالت كاثرين راسل، مديرة اليونيسيف "لا يوجد مكان آمن يلجأ إليه مليون طفل في غزة".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: نیویورک تایمز من الأطفال
إقرأ أيضاً:
دراسة تحذيرية: منتجات غذائية شائعة للأطفال تساهم في السمنة المبكرة
#سواليف
حذرت دراسة بريطانية من #مخاطر #الأطعمة فائقة المعالجة الموجهة للأطفال، مؤكدة أنها تمهد الطريق لتبني عادات غذائية غير صحية تؤدي إلى #السمنة و #تسوس_الأسنان منذ سن مبكرة.
وكشفت الدراسة، التي أجراها باحثون من جامعة ليدز، أن نحو ثلث المنتجات الغذائية المخصّصة للرضّع والأطفال الصغار (31%) تُصنّف ضمن فئة “الأطعمة فائقة المعالجة” (UPFs)، وهي أطعمة تُنتج بكميات كبيرة وتحتوي على مكونات صناعية وإضافات متعددة، وقد ثبت ارتباطها بالعديد من #المشكلات_الصحية المزمنة.
وفحص فريق البحث 632 منتجا من علامات تجارية رائدة مثل Ella’s Kitchen وHeinz، شملت وجبات خفيفة وحبوب إفطار وأكياس هريس وبرطمانات طعام. وأظهرت النتائج أن بعض هذه المنتجات يستمد ما يصل إلى 89% من سعراته الحرارية من السكر.
مقالات ذات صلةورغم أن بعض المنتجات لا تُصنّف ضمن فئة UPFs، مثل هريس الفاكهة، ولا تحتوي على سكر مضاف، إلا أنها تظل غنيّة بالسكريات “الحرة” الناتجة عن تكسير الفاكهة، ما يجعلها مصدرا كبيرا للسكر. بل وجد الباحثون أن ألواح الوجبات الخفيفة الخاصة بالأطفال تحتوي، في المتوسط، على ضعف كمية السكر الموجودة في بسكويت دايجستيف الموجّه للبالغين.
وفي ضوء هذه النتائج، دعا خبراء تغذية الحكومة إلى اتخاذ إجراءات صارمة، بما في ذلك فرض قيود على تصنيع وتسويق هذه المنتجات، بل وطرح فكرة حظر إضافة السكريات إلى الأطعمة الموجّهة للأطفال.
وحذّرت كاثرين جينر، مديرة “تحالف صحة السمنة”، من أن رفوف المتاجر مليئة بمنتجات معالجة ومليئة بالسكر تُسوّق كخيارات صحية، ما يضلل الآباء ويقوّض جهودهم لحماية صحة أطفالهم. وقالت: “هذه المنتجات تهيئ الأطفال لعادات غذائية غير متوازنة، وتؤدي إلى السمنة وتسوس الأسنان، وتحبط نوايا الآباء الذين يسعون لتقديم الأفضل”.
وأكدت الدكتورة ديان ثريبلتون، الباحثة الرئيسية في الدراسة، أن هناك انتشارا واسعا لمنتجات مثل الحلويات وحبوب الإفطار ووجبات الأطفال في الممرات المخصّصة لأغذية الصغار، وغالبا ما تُسوّق على أنها “عضوية” أو “خالية من السكر المضاف”، في حين أنها تحتوي على مكونات خاضعة لعمليات معالجة لا تتوافق مع الاحتياجات الغذائية للأطفال في مراحل نموهم الأولى.
وأضافت أن هذه الأطعمة تُنشئ لدى الأطفال رغبة مبكرة في تناول السكر، ما يهدد صحتهم على المدى البعيد، ودعت الحكومة إلى التدخل.