هل لبنان في مأمن من انزلاقه لحرب مع إسرائيل؟
تاريخ النشر: 20th, November 2023 GMT
كتب محمد شقير في" الشرق الاوسط": يكاد انشغال القوى السياسية في لبنان بمقاربتها، من موقع الاختلاف، لملء الشغور في المؤسسة العسكرية بإحالة قائد الجيش، العماد جوزف عون، إلى التقاعد، في 10 كانون الثاني المقبل، يطغى على المفاعيل السياسية والأمنية المترتبة على تصاعد المواجهة بين «حزب الله» وإسرائيل على امتداد الحدود اللبنانية الإسرائيلية، من رأس الناقورة إلى مزارع شبعا المحتلّة؛ وكأن الجنوب في مأمن من الانزلاق في حرب شاملة معطوفة على تلك التي يشهدها قطاع غزة، مع دخولها يومها الثالث والأربعين.
لكن ما يتناقله عدد من الوزراء والنواب عن رئيسي المجلس النيابي نبيه بري، وحكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، يفيد بأنه لا مخاطر على لبنان حتى الساعة، وأن المواجهة في الجبهة الشمالية لإسرائيل، وإن كانت آخذة إلى التصعيد، ستبقى تحت سقف التقيد بقواعد الاشتباك التي تتعرض لخروق من حين لآخر، لكنها تبقى تحت السيطرة.
فالمواجهة في الجنوب اللبناني، وإن كانت تأتي في سياق إشغال «حزب الله» إسرائيل، للتخفيف من ضغطها على حركة «حماس» في قطاع غزة، فإنها تبقى في حدود استنزاف الحزب للجيش الإسرائيلي تحت سقف الاحتكام إلى معادلة توازن الرعب، دون أن يلوح في الأفق السياسي ما يفتح الباب أمام اتساع رقعة الحرب الدائرة في غزة لتشمل الجبهة الشمالية، خصوصاً أن إيران ليست في وارد الانجرار إلى توسعة الحرب، وإلا لكانت قد بادرت إلى التدخل في الوقت المناسب، بدلاً من أن تنتظر طويلاً، ما سمح لإسرائيل بالمضي في اجتياحها البري لغزة.
ومع أن منسوب القلق من أن تتوسع الحرب الإسرائيلية لتشمل الجبهة الشمالية، أخذ يتراجع تدريجياً، استناداً إلى ما يتناقله وزراء ونواب عن الرئيسين بري وميقاتي، اللذين يشددان، في الوقت نفسه، على حق لبنان في الدفاع عن النفس، فإن معظم هؤلاء يؤكدون، لـ«الشرق الأوسط»، أن الحزب يقدّر الظروف الراهنة التي يمر بها البلد، سواء أكانت سياسية أم مالية، ويأخذها في الاعتبار، ولن يقدم على خطوة مرتجلة وغير مدروسة، ومن خارج حساباته الإقليمية، وتحديداً إيران.
ويرى نواب ووزراء أن استدراج لبنان للدخول في حرب يقع على عاتق إسرائيل، ومن ثم فإن الجهود الدولية، التي تستخدم كل ثقلها السياسي لقطع الطريق على إيجاد الذرائع لإسرائيل لإشعال الجبهة الشمالية، يُفترض أن تشكل رافعة للضغط على تل أبيب، ما دام لبنان يلتزم بالقرار 1701 ويصر على تطبيقه ولن يسمح لإسرائيل بتغيير قواعد الاشتباك والإطاحة بها.
لذلك فإن المواجهة بين إسرائيل و«حزب الله» تبقى محكومة بالتقيد بقواعد الاشتباك، وأن مجرد خرقها سيضطر الحزب للرد عليها مباشرة، وهذا ما يكمن وراء ردّه على المجزرة التي ارتكبتها إسرائيل بين بلدتيْ بليدا وعيناتا الحدوديتين، وأدت إلى استشهاد ثلاث فتيات وجَدّتهن.
فالحزب أعلن بصراحة أنه سيردّ، وبادر إلى قصف مستوطنة كريات شمونة والبنى التحتية في الجليل الأعلى، وهذا ما أبلغه إلى قيادة «يونيفيل» التي أبلغت بدورها إسرائيل بأن القصف جاء رداً على المجزرة، مع أنها اضطرت لاحقاً؛ أي إسرائيل، إلى تمرير رسالة للبنان، عبر مستشار الرئيس الأميركي لشؤون الطاقة، آموس هوغستين، وفيها أنها أخطأت في استهدافها السيارة التي كانت تقلُّهم؛ ظنّاً منها أنها عسكرية.
وما انسحب، بالنسبة لـ«حزب الله» على مجزرة عيناتا، انسحب لاحقاً على استهدافه مستوطنات إسرائيلية تقع في عمق فلسطين المحتلّة، في ردّه على توسيع الرقعة الجغرافية التي تدور فيها المواجهة، وصولاً إلى تجاوزها ما يسمى منطقة العمليات الواقعة في جنوب الليطاني، الخاضعة لسيطرة الجيش و«يونيفيل».
لا بد من إدراج الوضع في الجنوب بوصفه بنداً أول على جدول أعمال الحكومة التي قد تكون عاجزة عن إعادة النظر فيه، وصولاً إلى ترتيبه تحسُّباً لأي عمل عدواني إسرائيلي، وهذا ما يستدعي إعادة الانتظام للمؤسسات الدستورية بانتخاب رئيس للجمهورية وتشكيل حكومة قادرة على تحمل المسؤولية، وإلى أن يتحقق ذلك لا بد من التوصل لاتفاق لإنهاء الشغور في قيادة الجيش.
وما يعزز الاعتقاد بإعادة تكوين السلطة وجود مخاوف مشروعة حيال المحاولات الرامية لإعادة النظر في خريطة الشرق الأوسط يستدعي التحضير لتأمين جلوس لبنان إلى طاولة المفاوضات، بدلاً من أن يُدرج اسمه على خانة الدول المشمولة بإعادة رسمها.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: الجبهة الشمالیة حزب الله
إقرأ أيضاً:
واشنطن بوست: سوريا قد تُساق لحرب أهلية من جديد!
أنقرة (زمان التركية) – زعمت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية أن الرئيس السوري، أحمد الشرع، يتعرض لتهديد من الجماعات المتطرفة، مفيدة أن سوريا قد تُساق لحرب أهلية من جديد قد تقع في غضون أسابيع.
وأفادت واشنطن بوست في تقريرها أنه في الوقت الذي يرسم في الشرع صورة القائد الذي يسعى للتقارب مع الغرب فإن “الجماعات السنية المتطرفة” بدأت تشكل تهديد للإدارة الجديدة.
وأضافت واشنطن بوست أن الشرع الراغب في الحصول على دعم تركيا والولايات المتحدة وضع مسافة بينه وبين العناصر المتطرفة وهو ما جعله هدفا للجماعات التابعة لتنظيم داعش الإرهابي والكيانات المشابهة.
وتشير المصادر الإعلامية المحلية إلى أن هجمات الساحل السوري التي استهدفت العلويين في مارس/ آذار الماضي راح ضحيتها 1300 شخص على الأقل من بينهم 973 مدنيا خلال بضعة أيام، وأن الدروز والمسيحيين يتعرضون للعنف المذهبي المتزايد في الآونة الأخيرة.
وكان الشرع قد أشاد برفع جزء كبير من العقوبات الأمريكية على سوريا عقب لقائه مع الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، مطلع مايو/ آيار المنصرم.
ووصف الشرع هذا التطور “بالقرار التاريخي والشجاع”، مفيدا أنه خطوة تبعث بالأمل لإعادة إعمار سوريا.
وذكرت واشنطن بوست أن هذا التقارب دفع الجماعات المتطرفة لاستهداف الشرع. وأصدر أبو محمد المقدسي، أحد أبرز ممثلي الجهاد السلفي” فتوى بتكفير الشرع.
وفي تصريحاته خلال الأسبوع السابق، أفاد وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، أن سوريا أصبحت ساحة للجماعات الجهادية، محذرا من أن سوريا قد تٌساق في عضون أسابيع لإنهيار تام وأجواء حرب أهلية من جديد.
هذا وأوضحت واشنطن بوست أن سوريا قد تعود للحرب الأهلية من جديد قبل تحقيق الأمل في الاستقرار بقيادة الشرع.
Tags: أحمد الشرعالتطورات في سورياالعقوبات الأمريكية على سوريادونالد ترامب