مرشح أقصى اليمين خافيير ميلي رئيسا للأرجنتين
تاريخ النشر: 20th, November 2023 GMT
فاز المرشح المنتمي لأقصى اليمين في الانتخابات الرئاسية الأرجنتينية خافيير ميلي يوم أمس الأحد وحقق مفاجأة كبيرة، إذ حصل على 55.95% من الأصوات، وفقا للنتائج الجزئية الرسمية.
في المقابل، حصل منافسه، وزير الاقتصاد سيرخيو ماسا، على نسبة 44.04% بعد فرز 86% من الأصوات، وقد أقر بخسارته وقال إنه اتصل بميلي لتهنئته.
نهاية نموذج
وألقى ميلي كلمة إلى الآلاف من أنصاره في مقر حملته في بيونس آيرس أمس الأحد، بعد فوزه وقال، إن "هذه ليلة تاريخية للأرجنتين". وتابع "انتهى النموذج الطبقي الفقير، واليوم نتبنى نموذج الحرية كي نصبح مجددا قوة عالمية. اليوم تنتهي طريقة مورِسَت بها السياسة، وتبدأ طريقة أخرى".
وأدلى 36 مليون ناخب أرجنتينيا بأصواتهم أمس الأحد في الجولة الثانية من الانتخابات الرئاسية، وشهدت عملية الاقتراع توترات نادرا ما شهدتها البلاد منذ عودة النظام الديمقراطي قبل 40 عاما.
وقال ماسا بوضوح، إن النتائج "لم تكن كما هو المتوقع"، وتمنى لميلي التوفيق في رئاسته للأرجنتين في الفترة القادمة التي تستمر 4 سنوات.
أزمة اقتصادية خانقة
وجرت الانتخابات في وقت تكافح فيه الأرجنتين من أجل النجاة من الأزمة الاقتصادية، إذ إن معدل التضخم لديها هو من أعلى المعدلات في العالم (143٪ خلال عام)، كما أصاب الفقر أكثر من 40% من السكان رغم برامج الرعاية الاجتماعية، وسط الديون المستعصية وتراجع قيمة العملة.
وتعاني البلاد من زيادة مستمرة في الأسعار شهرا بعد شهر، في حين انخفضت الأجور، بما في ذلك حدها الأدنى، إلى 146 ألف بيزو (400 دولار)، ووصلت تكاليف الإيجار إلى مستويات صعبة على كثيرين، مما يجعل ربات المنازل يلجأن إلى المقايضة للحصول على احتياجاتهن، على غرار ما حدث بعد الأزمة الاقتصادية الحادة في 2001.
وكان التنافس شديدا بين المرشحين، فمن جهة، يعدّ ماسا (51 عاما) سياسيا ذا خبرة، حيث شغل منصب وزير الاقتصاد لمدة 16 شهرا في حكومة يسار الوسط، التي انفصل عنها لاحقا. وقد تعهد بتشكيل "حكومة وحدة وطنية" وإجراء إصلاح اقتصادي تدريجي، مع الحفاظ على الرعاية الاجتماعية التي تعدّ أمرا أساسيا في الأرجنتين.
أما ميلي (53 عاما) فهو اقتصادي يصف نفسه بأنه "رأسمالي فوضوي"، وأثار الجدل في مداخلاته التلفزيونية، إذ دخل المعترك السياسي قبل عامين. وتعهد بالتخلص من "الطبقة الطفيلية" و"تقليم الدولة المعادية" وإنعاش الاقتصاد.
وفي الدورة الأولى للانتخابات، كان ماسا قد حقق تقدما بنسبة 37% من الأصوات، مقابل 30% لميلي. وعلى الرغم من تأييد ماسا من قبل العديد من الناخبين "الغاضبين" في الجولة الأولى، فإن خطاب ميلي بين الجولتين قلب الموازنة.
فقد خفّف المرشح "المناهض للمؤسسة الحاكمة" من حدة خطابه، ووجه رسالته للناخبين قائلا "صوّتوا بلا خوف، لأن الخوف يتسبب بالعجز ويصبّ في مصلحة الوضع الراهن".
تهاني خارجية
وفي رسالة نشرها على موقع "إكس"، تمنى الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا النجاح للإدارة الأرجنتينية الجديدة، دون ذكر اسم الفائز في انتخابات أمس الأحد. وقال في رسالته "أتمنى للحكومة الجديدة حظا سعيدا ونجاحا. الأرجنتين بلد عظيم يستحق كل احترامنا. ستظل البرازيل دائما مستعدة للتعاون مع إخواننا الأرجنتينيين".
وبدوره هنأ الرئيس البرازيلي السابق جايير بولسونارو (2019-2022) الرئيس الأرجنتيني المنتخب، وأعرب عن أمله بأن "المنطقة تشهد إشراقا جديدا".
وهنأت الولايات المتحدة -أيضا- ميلي، مُشيدة بـ"المشاركة الواسعة وسير العملية الانتخابية بشكل سلمي". وقال وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، في بيان، إن هذه الانتخابات تشكل "شهادة للمؤسسات الديمقراطية في الأرجنتين"، وإن الولايات المتحدة "تتطلع إلى التعاون مع الرئيس المنتخب ميلي وحكومته للعمل على تحقيق أولويات مشتركة".
ومن جهته عبّر الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب عن تهانيه لميلي بفوزه في الانتخابات، وأكد عبر شبكته الاجتماعية "تروث سوشال" أن الرئيس الأرجنتيني الجديد سيعمل على "تغيير" بلاده.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: أمس الأحد
إقرأ أيضاً:
فرق ملموس في إعادة الانتخابات.. و"الصمت الانتخابي" أبرز مكاسب تصريحات الرئيس
علق الكاتب رامي عزاز، على التصريح غير المسبوق للرئيس عبد الفتاح السيسي حول وجود تجاوزات في العملية الانتخابية، وما تبع ذلك من قرارات بإلغاء نتائج 19 دائرة من قبل الهيئة الوطنية للانتخابات و30 دائرة بقرار من القضاء الإداري، موضحًا أن هناك فرقًا كبيرًا وملموسًا على أرض الواقع، ولكنه يُشير إلى أن التحديات لا تزال قائمة.
وأوضح "عزاز"، خلال لقائه مع الإعلامي محمد قاسم، ببرنامج "ولاد البلد"، المذاع على قناة "الشمس"، أنه يكمن أبرز تغيير إيجابي في مسألة الالتزام بالصمت الانتخابي، مشيرًا إلى أن الفترة التي تسبق الانتخابات بيومين أصبحت تشهد بالفعل رفع جميع اللافتات ووسائل الدعاية، مما يحد من التأثير المباشر على الناخبين، كما سجل المراقبون اهتمامًا متزايدًا من الهيئة الوطنية للانتخابات بمسألة مراجعة الصرف والإنفاق على الدعاية، وتم إبلاغ الأحزاب بضرورة تقديم ما يثبت أوجه الصرف على حملاتهم الانتخابية، وهو ما يُمثل خطوة نحو شفافية أكبر.
ولفت إلى وجود ممارسات لم تنتهِ بعد، أبرزها الحشد واستخدام وسائل النقل الجماعي لنقل الناخبين، معقبًا: "لا زال هناك حشد، لا زالت ميكروباصات تجلب الناس وتنقلهم، ده بيحصل حقيقي.. لكن هو ده ما تقدرش تعتبره مخالفة مباشرة، لأنه يتم تبريره بأنه تسهيل على المواطن، خاصة بعد إعادة تشكيل الدوائر، حيث أصبح مقر اللجنة الانتخابية بعيدًا عن بعض المواطنين، والمرشح يوفر له وسيلة تشجيعًا له".
ونوه إلى ظاهرة ملحوظة في جولة الإعادة وهي ضعف الإقبال؛ على الرغم من أن قرارات الإلغاء والإعادة زادت من ثقة المواطن بأن صوته مهم، إلا أن تكرار العملية خلق حالة من اللبس لدى الناخبين، مشيرًا إلى أن مشهد عودة بعض المرشحين الذين كانوا قد انسحبوا، مثل ما حدث في دائرة الدقي والعجوزة مع المرشحين أحمد مرتضى منصور واللواء محمد كمال الدالي، حيث رفضت الهيئة الوطنية اعتذارهم، فكانت النتيجة هي "ربكة في إحنا هننتخب مين ونصوت لمين".
وعلى صعيد آخر، سلط الضوء على مشهد إيجابي ومستمر، وهو تصدر المـرأة للمشهد الانتخابي، مقدمًا التحية للمرأة المصرية على هذا التواجد الكثيف، مؤكدًا أن الملاحظة لم تقتصر على دوائر القاهرة فحسب، بل رصدت التقارير توافدًا للمرأة في الصعيد وخاصة المنيا وأسيوط، مشيرًا إلى أن مشاركة المرأة في الصعيد لها حيثيات أخرى ومع ذلك ما زالت تتصدر المشهد.