الأورومتوسطي: قلق بالغ على مصير العشرات من الطواقم الطبية والمصابين في مجمع الشفاء
تاريخ النشر: 21st, November 2023 GMT
جنيف - صفا
أعرب المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان عن بالغ قلقه إزاء مصير العشرات من الطواقم الطبية والمصابين والمرضى في مجمع الشفاء الطبي الأكبر في غزة في ظل استمرار العملية العسكرية للجيش الإسرائيلي بداخله منذ أيام.
وأشار الأورومتوسطي إلى انقطاع أي اتصال أو تواصل منذ 48 ساعة مع جميع من يتواجدون في مجمع الشفاء، لكنه تلقى إفادة من أحد الأطباء قبل انقطاع الاتصال أكد فيها تعرضهم لعمليات تحقيق واستجواب تتضمن التنكيل بهم وسوء المعاملة واستخدامهم كدروع بشرية.
وذكر الطبيب أن الأطقم الطبية تتعرض إلى استجواب منفرد يستمر لعدة ساعات متواصلة من القوات الإسرائيلية التي تتعمد إحداث دمار وتخريب واسع في كافة أقسام المجمع الطبي.
ويواصل الجيش الإسرائيلي عملية مداهمة لمجمع الشفاء لليوم السادس على التوالي في وقت لا يزال فيه 19 عاملاً صحيًا و259 مصابا ومريضا على الأقل يعانون من مضاعفات خطيرة ويواجهون نقصًا حادًا في الطاقة والمياه والإمدادات الطبية.
وأضاف المرصد أن هذا العدد يشمل ذلك شخصين في العناية المركزة، و22 مريضًا بغسيل الكلى، و32 مريضًا على نقالة، و27 مريضًا يعانون من إصابات في العمود الفقري، وأن مجمع الشفاء لم يعد يعمل ولا يستقبل مرضى جدد.
وشدد الأورومتوسطي على وجوب تمتع المستشفيات والعاملين الطبيين بحماية خاصة بموجب القانون الدولي الإنساني، وأنه يتوجب ضمان حمايتهم وعدم استخدام المستشفيات لحماية الأهداف العسكرية من الهجوم.
كما أكد أن أي عملية عسكرية حول المستشفيات أو داخلها يجب أن تتخذ خطوات لحماية المرضى والعاملين الطبيين وغيرهم من المدنيين وحمايتهم واتخاذ جميع الاحتياطات الممكنة التي تأخذ في الاعتبار قدرة المرضى والطاقم الطبي وغيرهم من المدنيين على الإخلاء بأمان.
وختامًا، دعا المرصد الأورومتوسطي منظمة الصحة العالمية واللجنة الدولية للصليب الأحمر إلى إيفاد لجنة ممثلة عنهما بشكل عاجل إلى مجمع الشفاء الطبي بهدف إطلاع العالم على ما يجرى فيه وتأمين سلامة الأطقم الصحية والمصابين كأولوية قصوى.
المصدر: وكالة الصحافة الفلسطينية
كلمات دلالية: طوفان الأقصى مجمع الشفاء
إقرأ أيضاً:
عندما يفارق راكب الحياة أثناء الرحلة الجوية.. هكذا تتصرف الطواقم
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- في وقتٍ مبكر من يوم الإثنين، مطلع سبتمبر/أيلول، رنّ هاتف بِن فوس عند الساعة الخامسة صباحًا. أبلغه فريق مراقبة الحركة الجوية في مطار سخيبول بأمستردام بوفاة أحد الركاب على متن رحلة متجهة من آسيا إلى هولندا.
وهكذا بدأت عملية يشرف عليها فوس مئات المرات في السنة مجدّدًا، وهي إدارة رعاية ما بعد الوفاة للمسافرين الذين يموتون في الخارج أو على متن الطائرة (في هذه الحالة تحديدًا).
ويعمل فوس منسقًا في مشرحة سخيبول الواقعة خارج منطقة البيع بالتجزئة والمطاعم مترامية الأطراف التي تسبق منطقة التفتيش الأمني في المطار.
بعد وصول الرحلة عند الساعة 6 صباحًا، رافق فوس ممثلًا لوكالة هولندية تتولى مراقبة الحدود إلى الطائرة بعد مغادرة الركاب.
وكان من الضروري تواجد الطبيب الشرعي أيضًا، الذي أجرى تقييمًا أوليًا استنتج خلاله أنّ سبب الوفاة نوبة قلبية.
وقام فوس وموظف الوكالة لاحقًا بوضع الراكب المتوفى في كيس جثث لإخراجه من الطائرة، عبر مخرج طوارئ خلفي، خلف الأجنحة، للتوجه إلى المشرحة.
يُعدّ ضمان أقصى قدر من الخصوصية والاحترام للمتوفى جزءًا أساسيًا من دور فوس، إلى جانب دعم المفجوعين، الذين لا يشعرون بالحزن فقط، بل يتعاملون أيضًا مع الواقع المُرهِق لسيناريو لا يُفكّر فيه الكثير من المسافرين عند التخطيط لعطلتهم القادمة، وهو: ما الذي سيحدث إذا تُوفّوا في الخارج؟
تلقى فوس وفريقه المكوَّن من ثلاثة أفراد في مشرحة مطار سخيبول تدريبًا خاصًا للتعامل مع هذه العملية تحديدًا، والتي تُعرف في هذا المجال بإعادة جثامين المتوفين إلى الوطن، أو "RMR".
الأولى من نوعهاليس غريبًا أن تحتوي المطارات على مشارح أو مرافق تخزين مُبرّدة في الموقع، لكنّ وجود مرافق ذات خدمات متكاملة ومُخصصة لرعاية الموتى أمر نادر للغاية.
أصبحت مشرحة سخيبول، المعروفة بـ"MOS"، أول مشرحة من هذا النوع عندما بدأت عملياتها في العام1997، في المطار الذي يُعتبر ثاني أكثر مطارات أوروبا ازدحامًا.
في العام 2017، انتقلت المشرحة إلى موقعها الحالي، مفصولةً عن بعض بوابات المغادرة في المطار بسياجٍ من الأسلاك الشائكة.
تحتوي المنشأة التي تبلغ مساحتها حوالي901 متر مربع على جميع عناصر دور الجنازات، من غرفة للتحنيط، ومنطقة تخزين باردة، وأخرى لغسل الجثث قبل الدفن، كونها خطوة مهمة في بعض الديانات والثقافات، وغرفة عرض ذات فتحة دائرية في السقف.
تتّسع وحدات التبريد في المنشأة لـ36 جثة، لكن كجزء من خطة الطوارئ الخاصة بالمطار، يمكن زيادة سعتها لتستقبل 400 جثة.
وقال السكرتير التنفيذي للمنظمة العالمية لمتعهدي الجنازات "FIAT-IFTA"، إيمرسون دي لوكا: "إنّك تقلل من احتمالية تحلل المتوفين. هذا أول شيء يجب القيام به".
يتعاون فوس وفريقه مع الأطباء، وموظفي شركات الطيران، والمطارات، والأطباء الشرعيين، والهيئات الحكومية،ضمنًا السفارات، للحصول على شهادات الوفاة والإقرارات الجمركية.
الخدمة متوفرة على مدار الساعة، مع ضرورة وجود موظَّفَين على الأقل في الموقع طوال الوقت.
موسم الذروة للوفيات في الخارجتشرف المشرحة على 2,500 عملية لإعادة الرفات إلى الوطن سنويًا.
هذا الرقم يشمل المواطنين الهولنديين الذين يموتون في الخارج وتتم إعادتهم إلى هولندا، والمواطنين الأجانب الذين يموتون في هولندا، وتتم إعادتهم إلى بلدانهم الأصلية، أو إلى وجهات أخرى في الخارج.
لاحظ فوس بعض الأنماط على مرّ الأعوام، فهو يعتبر موسم الشتاء على سبيل المثال "فترة مزدحمة للغاية"، لأنّ العديد من المسافرين يذهبون للتزلج، بينما يميل كبار السن إلى زيارة وجهات تتمتع بطقسٍ دافئ.
وأوضح: "يسافر الكثير من المواطنين الهولنديين إلى إسبانيا والبرتغال، لكنهم كبار في السن وقد يموتون هناك".
يتمتع فوس وفريقه بخبرةٍ واسعة في طقوس وعادات الحداد المختلفة، ويعملون جنبًا إلى جنب مع الكهنة، والحاخامات، والأئمة أثناء دعم الأشخاص المفجوعين من ثقافات مختلفة حول العالم.
القواعد والمعاييرلا يوجد قانون عالمي يحكم عملية نقل الرفات البشرية عبر الحدود الدولية.
لكن قواعد شركات الطيران المختلفة، ومعايير القطاع تلعب دورًا، واللوائح الصحية، سواء في البلد الذي توفي فيه الشخص أو في وجهته النهائية، لها دور مهم.
ومع ذلك، وُضعت أول اتفاقية دولية لتحديد معايير لهذه الممارسة في العام 1973، عبر الاتفاقية الدولية لنقل الجثث.
صمَّمت هذه الاتفاقية وثيقة سفر موحَّدة للمتوفى تتضمن معلومات أساسية مثل الاسم الكامل وسبب الوفاة. كما وَضَعت قواعد للتوابيت، ضمنًا الحد الأدنى المسموح لِسُمكها.
حاليًا، يتبع قطاع الطيران البروتوكولات والإرشادات التي وضعها الاتحاد الدولي للنقل الجوي "IATA".
أهمية التأمين