بوابة الوفد:
2025-07-31@05:42:31 GMT

القومية العربية

تاريخ النشر: 21st, November 2023 GMT

الأمة العربية هى مجموعة السكان التى تسكن فى الوطن العربى، أو ما يسميه الغرب العالم العربى أو الشرق الأوسط وشمال أفريقيا الممتد من المحيط الأطلسى غرباً إلى الخليج العربى وإيران شرقاً وفى التعريف الحديث تشمل الأمة العربية الدول التى تتخذ اللغة العربية لغة رسمية وانضمت إلى الجامعة العربية.

مرت الأمة العربية بتاريخ طويل الأمد، امتد مئات السنين قبل الميلاد، حيث بدأ وجودها فى الجزيرة العربية وبلاد الشام والعراق واتسع إلى شمال أفريقيا.

كان تنقل مجموعات وقبائل عربية من مكان إلى آخر عبر التاريخ لأسباب تجارية ولأسباب استيطانية ومعيشية وبعد ظهور الإسلام كان السبب الرئيسى نشر الدين الجديد.

تعرضت الأمة العربية لاستعمار وهجمات بدأت من الحملات الصليبية والمغولية إلى الخلافة العثمانية والاستعمار الغربى المتمثل بالدول الأوروبية والتى تقاسمت الوطن العربى بينها: بريطانيا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا وانتهاء بالاستيطان الصهيونى الذى قام بجمع شتات الذين ينتمون للديانة اليهودية وتوطينهم فى فلسطين.

ناضلت الشعوب العربية ضد الاستعمار، كان النضال محلياً وغير منظم، ففى ليبيا مثلاً، كانت مقاومة ضد الاستعمار الإيطالى وفى مصر ضد الإنجليز وفى سوريا ضد الاستعمار الفرنسى، حصلت على المناطق العربية على استقلالها من الاستعمار الغربى المباشر، ما عدا فلسطين، وأقيمت دول عربية حسب تقسيمات قررتها الدول الغربية المستعمرة ومصالح محلية بحيث فصلت بين مراكز الثروة والتجمعات السكانية بهدف منع قيام وحدة عربية حقيقية.

أما القومية العربية أو العروبة فى مفهومها المعاصر فهى الإيمان بأن الشعب العربى هو شعب واحد تجمعه اللغة والثقافة والتاريخ والجغرافيا والمصالح، وبأن دولة عربية واحدة ستقوم لتجمع العرب ضمن حدودها من المحيط إلى الخليج. إيمان العرب بأنهم أمة قديمة وربما من الصعب معرفة بداياته، فكان يظهر افتخار العرب بجنسيتهم فى الشعر العربى، وفى عهد الإسلام تجسدت القومية بشعور العرب بأنهم أمة متميزة ضمن الإسلام، وزاد هذا الشعور خلال العهد الأموى. وفى العصر الحديث، جسدت هذه الفكرة بأيديولوجيات مثل الحركة الناصرية والتيار البعثى اللذين كانا الأكثر شيوعاً وفى الوطن العربى خصوصاً فى فترة أواسط القرن العشرين حتى نهاية السبعينيات، والتى تميزت بقيام الجمهورية العربية المتحدة بين مصر وسوريا وشهدت محاولات وحدودية أخرى كثيرة.

اكتسبت القومية العربية مداً جديداً شعبياً نتيجة ثورات الربيع العربى وظهور تيار شعبى يدعو لوحدة عربية يقود الشعب، وليس الأنظمة المتسلطة التى ركبت موجة القومية دون أن تنجز شيئاً يُذكر فى هذا الاتجاه.

يؤمن القوميون العرب بالعروبة كعقيدة ناتجة عن تراث مشترك من اللغة والثقافة والتاريخ إضافة إلى مبدأ حرية الأديان، الوحدة العربية كانت هدف حقبة الستينيات وحتى الثمانينيات، وبعد تعثر تطبيقها بدأت القوميون يطرحون مفهوماً جديداً للوحدة العربية يعتبر قريباً من المشروع الأوروبى، أى الدعوة للانصهار فى كتلة ذات سياسة خارجية موحدة، وذات ثقل اقتصادى كبير يقوم على التكامل الاقتصادى والعمل الموحد وحرية انتقال الأفراد والبضائع بين الأقطار المختلفة، بالإضافة إلى تفعيل اتفاقية الدفاع العربى المشترك والوصول إلى اتحاد عربى مع المحافظة على خصوصيات اجتماعية أو ثقافية قد توجد فى بعض المناطق العربية.

يطلق بعض المفكرين على القومية العربية بأنها ليست رابطة دم ولا عرق، بل هى جماعة محلية بأدوات اللغة ووسائل الاتصال الحديثة تسعى إلى أن تصبح أمة ذات سيادة ويجرى اصطلاحاً استخدام العروبة بمعنى مرادف للقومية العربية لكن هناك من يقول بالفرق بين العروبة والقومية العربية للمساعدة فى توضيح المقصود من حيث المعنى اللغوى والسياسى، فالعروبة انتساب إلى العرب وتعنى فقط الانتساب المجرد عن المعنى السياسى. فمن الممكن للإسلامى أن يكون عروبياً وللماركسى أن يكون عروبياً، لأن العروبة مجردة من المعنى السياسى، فهى شعور بالانتماء لا أكثر، أما القومية عند البعض فتعنى القوم المنحدرين نسبياً من صلب واحد، ومع التطور التاريخى انسلخ مصطلح القومية عن جذوره اللغوية، فأصبح معناه قريباً من معنى الأمة، وأصبح ذات دلالة سياسية.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: حكاية وطن القومية العربية الأمة العربية الجامعة العربية القومیة العربیة الأمة العربیة

إقرأ أيضاً:

غزة مرآة الأمة.. وفضيحتها

أحمد الفقيه العجيلي

في غزة، لا تنتهي المأساة عند حدود الدم، بل تبدأ منها.. بل باتت مرآة تكشف وجوهًا عديدة، بعضها كان مستورًا خلف أقنعة الكلمات، وبعضها كان ينتظر لحظة سقوط كهذه ليطفو على السطح.

ما يحدث هناك ليس مجرد عدوان، بل اختبار قيمي شامل. ليس امتحانًا لغزة، بل لنا جميعًا.. إنه الامتحان الأصعب: امتحان القيم والمبادئ والمواقف، امتحان للضمير الإنساني قبل أن يكون امتحانًا للمنظمات والحكومات.

وفي ظل هذا الصمت المريب، برز موقف الأزهر الشريف الذي أصدر بيانًا عميقًا بعنوان "صرخة ضمير": "السكوت عن هذه الجرائم هو اشتراك في الجريمة، ومنع المساعدات الإنسانية عن غزة هو خذلان للمظلوم، وتخلي الدول القادرة عن مسؤولياتها هو سقوط أخلاقي، ووصمة عار في جبين التاريخ".

لكن سرعان ما حُذف البيان، ليصدر لاحقًا نص أكثر تحفظًا، اعتبره كثيرون محاولة للتبرير لا اعتذارًا حقيقيًا.

وإذا أمعنتَ النظر في الآية الكريمة: ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ﴾ [الأنفال: 73]، فستدرك أن الفساد الكبير المقصود هنا ليس فقط ظلم العدو، بل تخلي المسلمين عن النصرة، وتمييع المواقف، والركون إلى العجز.

هذا ما حذّر منه الدكتور علي السند في أحد مقاطعه، حين أنزل هذه الآية على واقع غزة، مؤكدًا أن فُرقة المؤمنين وتخاذلهم هو منشأ الفساد الأكبر.

اللافت أن المعادلة باتت واضحة حدّ الوجع: من جهة، كافّة قوى الباطل توحّدت، وتناسقت، ونسّقت، بل وحشدت، وسوّغت، ودعمت، وضمنت ألا يُمسّ العدو بسوء.

أمريكا وحدها قدّمت 7 مليارات دولار دعمًا عسكريًا، ووقفت بالفيتو 5 مرات في مجلس الأمن لإجهاض أي دعوة لوقف إطلاق النار.

أوروبا حشدت مواقفها السياسية والأمنية، وسخّرت إعلامها لتبييض الصورة. حاملات الطائرات تبحر لا لحماية المظلوم، بل لحماية الظالم.

في المقابل، لم يقم العرب والمسلمون بما أمرهم الله به من نصرة إخوانهم... لم يوحّدوا صفًّا، ولا أوقفوا تطبيعًا، ولا استثمروا مالًا، ولا وظّفوا إعلامًا، بل تركوا غزة تواجه مصيرها وحدها.

وقبل أيام، بثت قناة "المسلمون" تحقيقًا صحفيًا للصحفي أشرف إبراهيم بعنوان: "لماذا يتفرج الجميع بينما تقتل إسرائيل وأمريكا أهل غزة وتخططان لتهجيرهم؟"، كشف فيه وثائق خطيرة عن خطط مُحكمة لتهجير سكان غزة بدعم أمريكي مباشر، وتواطؤ مؤسسات كبرى، وبميزانيات مرصودة.

المثير أن خطة التهجير ليست مجرد فكرة، بل هناك سيناريوهات، ميزانيات، ودول مقترحة لاستقبال المهجرين، ونموذج مالي يُقدّر تكلفة ترحيل نصف مليون إنسان بـ5 مليارات دولار فقط!

بل هناك مشاريع مستقبلية لتحويل أراضي غزة إلى منتجعات استيطانية، تُباع على البلوكتشين، بأسماء فاخرة، وأحلام مصطنعة!

في هذه اللحظة الحاسمة، لا نطالب العالم الخارجي بأن يتحول فجأة إلى منقذ، ولا ننتظر من المنظومة الدولية أن تنصفنا، بعد كل هذا التواطؤ المكشوف.

وهنا تبرز المفارقة: بينما تتحالف قوى الباطل بلا تردد، لا يزال أهل الحق مختلفين متخاذلين.

وتاريخنا ليس بعيدًا عن مشاهد الحصار والتآمر. فغزة تُذكّرنا بما وقع للنبي ﷺ حين حوصِر في شِعب أبي طالب، وقّعت قريش وثيقة جائرة تقاطع النبي وأهله، كانت صرخات الجوع تُدوّي في أرجاء مكة.

لم تكن هناك منظمات دولية ولا قوانين إنسانية، لكن كانت هناك ضمائر حية... رجال من كفار قريش، لم يؤمنوا برسالته، لكنهم ثاروا على الظلم، ومزّقوا الصحيفة الجائرة.. لم يكتفوا بإصدار بيانات شجب، بل واجهوا الباطل بالفعل.. لم يتحدثوا عن "قلق بالغ"، بل تحركوا نصرة للمظلوم".

أما اليوم، فالعرب عقدوا (كامب ديفيد، أوسلو، وادي عربة، والتطبيع الأمني والتجاري)، ثم عادوا و"أدانوا" القتل بأضعف الإيمان.

السؤال الأعمق: لماذا لا نجرؤ على وضع إجراءات عملية حقيقية للضغط على الاحتلال؟ أن يُسحب سفير، أو يُغلق مكتب، أو يُقاطع منتج، أو تُستخدم ورقة نفط، أو تُرفع قضية في لاهاي، أو حتى يُسحب توقيع من ورقة تطبيع، أو تُغلق منصة تروّج للمحتل".

اليوم نطالب أصحاب القرار في أمتنا أن يتحلّوا ببعض من شهامة أولئك الذين لم يكونوا مؤمنين، أن يُدخلوا المساعدات لا أن يمنعوها، أن يكسروا الحصار لا أن يبرّروه، أن ينصروا المظلوم لا أن يعاتبوا صموده.

فأين نحن من تلك القيم اليوم؟! ومع ذلك، تقف الأمة متفرجة، "لا يصدر عنهم شيء سوى بيانات..."، ومواقف رمادية، وقمم تنتهي بعبارات محفوظة من قبيل: "ندعو المجتمع الدولي..."، "نعبّر عن بالغ القلق..."، "نطالب بوقف فوري...".

وما هو أشد إيلامًا أن بعض الأصوات تُحاول تبرير خذلان العرب لغزة، بزعم أن المقاومة هي من أشعلت الحرب وتتحمّل ما يترتب عليها! وكأن استهداف المدنيين وتجويع الأطفال أصبحا عقوبة يمكن قبولها!

هذا الموقف لا يُعبّر فقط عن رؤية سياسية مختلّة، بل يكشف عن انهيار أخلاقي عميق، وانفصال تام عن الفطرة السليمة، والقيم الدينية والإنسانية".

لقد توالت نصوص الوحي لتؤكد وجوب النصرة والوقوف مع المظلوم:

من القرآن الكريم:

{وَإِنِ اسْتَنصَرُوكُمْ فِي الدِّينِ فَعَلَيْكُمُ النَّصْرُ} (الأنفال: 72).

{إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} (الحجرات: 10).

{وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ} (هود: 113).

ومن السنة النبوية:

قال ﷺ: "المسلم أخو المسلم، لا يظلمه ولا يُسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته" (رواه البخاري ومسلم).

وقال ﷺ: "من نصر مسلمًا في موطن يُنتقص فيه من عرضه، ويُستحل فيه من حرمته، نصره الله في موطن يحب فيه نصره" (رواه أبو داود).

كما قال ﷺ: "انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا"، قيل: ننصره مظلومًا، فكيف ننصره ظالمًا؟ قال: "تأخذ فوق يده" (رواه البخاري).

هذه النصوص ليست شعارات، بل تكليف، وعهد إيماني، ومؤشر على صدق الإيمان. فحين يتخاذل المسلم عن نصرة أخيه، ويهادن الظالم، يكون قد خان الرسالة، وفرّط في أعظم واجبات الأخوة.

"غزة تواجه وحدها منظومةَ الشر العالمي، وسط خذلان غير مسبوق، وصمتٍ عربي وإسلامي، ودولي مُخجل... وندعو شعوب العالم الحر للوقوف في وجه الإبادة الجماعية بكل السبل الممكنة، ونؤكد أن دعم أهل غزة فريضة شرعية وضرورة إنسانية".

غزة مرآتنا جميعًا، وفضيحتنا أيضًا. تكشف تخاذل الأنظمة، وتفضح زيف التحالفات، وتضع كلّ فرد أمام ضميره: ماذا قدّمت؟ وأيّ موقف اخترت؟

لم تعد القضية بحاجة لمحللين، بل لرجال. لم تعد غزة بحاجة للبكاء، بل للبذل. لم يعد السكوت خيارًا، بل مشاركة في الجريمة.

هي مرآة صارخة.. فلننظر فيها جيدًا، قبل أن تنكسر.

"والله من وراء القصد".

مقالات مشابهة

  • متحدث الحكومة: الدولة وصلت مؤخرًا لأقصى معدل استهلاك في تاريخ الشبكة القومية للكهرباء
  • مأزق الوحدة العربية الكبرى
  • الشباب والرياضة تستكمل الحملة القومية «شارك.. الكلمة كلمتك» بمختلف المحافظات
  • مجمع إعلام مطروح يدشن الحملة القومية للتوعية بأهمية المشاركة الانتخابية
  • خالد أبو بكر: مواقف الرئيس السيسي القومية رسخت مكانته لدى المصريين ..فيديو
  • غزة مرآة الأمة.. وفضيحتها
  • البنك العربي الأفريقي الدولي يقود إصدار سندات توريق بقيمة 4.7 مليار جنيه
  • دوري الهواة بشمال الباطنة يصل للمرحلة النهائية
  • العربى للعدل والمساواة: كلمة الرئيس السيسي أكدت التزام مصر الأخلاقي تجاه غزة
  • العروبة المؤسِّسة.. كيف صاغ العرب مكانتهم العليا داخل الدولة الإسلامية المبكرة؟