أكدت دراسة بحثية ميدانية أهمية استخدام التكنولوجيا في تطوير التعليم في سوريا، ومعالجة الآثار المترتبة عن الحرب المستمرة منذ ا:ثر من عقد من الزمن.

وأوصت دراسة بحثية حديثة أجراها الباحث السوري وسيم المبارك عن الصعوبات التي تواجه إدماج التكنولوجيا في التعليم، بضرورة تذليل العقبات التي تحول دون الاستفادة من المزايا التي تتيحها التكنولوجيا من أجل تطوير المهارات الإبداعية لدى الطلاب، وتجاوز مخلفات الحرب سواء تلك المتمثلة في ندرة المدارس أو ضعف الأحوال الاقتصادية للمجتمع السوري.



انطلقت الدراسة الصادرة باللغة الأنجليزية، والمتكونة من 60 صفحة، من مناقشة الأطروحات النظرية للعلاقة بين التكنولوجيا والتعليم، وأكد أن دمج التكنولوجيا في تدريس اللغة الإنجليزية أثبت بالفعل أنه ضرورة فعالة تحفز الإبداع لدى الطلاب في العديد من البلدان.

واستندت الدراسة في دراستها للعوائق التي واجهها معلمو اللغة الأنجليزية في سوريا عند دمج التكنولوجيا في فصولهم الدراسية وتصوراتهم حول تكامل التكنولوجيا في الفصول الدراسية والعقبات والحلول الممكنة لها، إلى مقابلات أجراها وسيم المبارك مع عشرة معلمين للغة الأنجليزية بالإضافة إلى مشاركة مائة معلم في استيانات خاصة بهذا البحث..

وقد أظهرت النتائج أن ضعف البنية التحتية التكنولوجية وعدم كفاية عدد الأدوات التكنولوجية وعدم الوصول إلى الأنترنت هي الصعوبات الأكثر شيوعا.

وتضمنت الدراسة تصورات الأساتذة والمشاركين في الاستبيان حول استخدام التكنولوجيا في التعليم عامة، وفي تعليم اللغة الأنجليزية تحديدا، أنهم يعتبرون الأدوات التكنولوجية توفر الوقت والجهد، ويمكن أن تعزز تعلم الطلاب، وتتمتع بمزايا أكثر من العيوب..

وشملت الحلول التي اتفق عليها معظم المشاركين الاستثمارات المؤسسية في البنية التحتية للتكنولوجيات التعليمية، وتقديم المزيد من الدعم للمشاريع نحو توسيع المواد التعليمية.

من المأمول أن توفر نتائج هذا البحث لصناع القرار والمنظمات غير الحكومية والمعلمين والمهتمين بتطوير التعليم وتدريس اللغة الأنجليزية كلغة أجنبية وإدماج التكنولوجيا في التعليم بما يسهم في تطوير البلاد بكاملها.

وأكد المشاركون في الاستطلاع أن التكنولوجيا تعتبر وسيلة تعزز قدرة التفكير والإبداع.. وأن غالبية البلدان تدرك الآن الحاجة إلى دمج التكنولوجيا في التعليم لأنها أثبتت أنها ضرورة ملحة وتلعب دورا مهما متزايدا في نظام التعليم.

نتائج الاستشارات أثبتت سرعة تجاوب الطلاب السوريين مع التكنولوجيا، حتى وإن كانت هناك عوائق كبيرة مثل قلة خبرة الإطار التعليمي بالتكنولوجيا وأيضا تراجع الظروف الاقتصادية، وضعف الانترنت، وضعف الطاقة الكهربائية، وندرة القطع الإلكترونية الخاصة بالصيانةوأشارت الدراسة إلى أن التكنولوجيا لم تقدم المحتوى إلى مناطق النزاع فحسب، بل مكنت أيضا من إجراءات الرصد والتقييم.. وبدلا من الاعتماد على كثرة الأوراق والكتب الكبيرة والفصول المزدحمة فإنه يمكن اختزال ذلك في أقراص صغيرة مدمجة، والدراسة عن بعد بشكل أيسر وأقل تكلفة، وبطرق حديثة يمكنها إيصال المعلومة في أقل وقت وأكثر دقة.

وذكرت الدراسة أن نتائج الاستشارات أثبتت سرعة تجاوب الطلاب السوريين مع التكنولوجيا، حتى وإن كانت هناك عوائق كبيرة مثل قلة خبرة الإطار التعليمي بالتكنولوجيا وأيضا تراجع الظروف الاقتصادية، وضعف الانترنت، وضعف الطاقة الكهربائية، وندرة القطع الإلكترونية الخاصة بالصيانة.

يقول المؤلف: "يمكن أن يؤدي دمج التكنولوجيا في التعليم إذا استند إلى أبحاث مستفيضة إلى معالجة العديد من الصعوبات التي من المرجح أن تعوق التقدم التعليمي.. يسمح استخدام الوسائط المتعددة للمعلمين بنقل الأفكار المجردة بدقة ونجاح إلى طلابهم بدلا من استخدام طرق أخرى تأخذ وقتا طويلا أو اللجوء إلى الحصول على هذه الأفكار عبر الطلاب ومن خلال اللغة ال... من خلال التكنولوجيا يمكن للمعلمين الانتقال من فصل إلى آخر في ومضة.. علاوة على ذلك فإن مراجعة الدروس السابقة لم تعد تشكل تحديا، ويتم تنفيذ أنشطة الاستعادة بسلاسة".

وأشارت الدراسة إلى أن الحكومة السورية كثفت جهودها لتقليل الصعوبات التي تعوق دمج التكنولوجيا في التعليم، لكن هذه الجهود تواجه عقبات هائلة، مثل البنية التحتية المدمرة ونقص الأموال والافتقار إلى الأدوات التكنولوجية والانقطاع المتكرر للتيار المهربائي.

وأضاف: "بسبب الصراع المستمر في سوريا يتم تخصيص معظم الإنفاق الحكومي لتلبية الاحتياجات الأساسية، وهو ما يعني أن احتياجات مثل الأنترنت والكهرباء ليست متاحة دائما".

تقدم الدراسة المكثفة نموذجا عربيا واقعيا تمكن من الاستفادة من التكنولوجيا في مواجهة أوضاع اقتصادية صعبة، زادتها الحرب تعقيدا، ومع ذلك تمكنت من تقديم نماذج ناجحة، ويمكنها أن تكون أكثر فائدة إذا تم التغلب على الصعاب، وهذا ممكن فقط بتوفر الإرادة السياسية أولا.

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي أفكار كتب تقارير كتب استخدام التكنولوجيا التعليم سوريا سوريا تكنولوجيا تعليم استخدام كتب كتب كتب كتب كتب كتب سياسة سياسة أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار أفكار سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة التکنولوجیا فی التعلیم اللغة الأنجلیزیة

إقرأ أيضاً:

وزير التعليم العالي: تطوير البرامج التعليمية لمواكبة سوق العمل.. وإنشاء مدن جامعية متكاملة ومجمعات صناعية

وزير التعليم العالي في حوار مع برنامج يحدث في مصر :

تطوير البرامج التعليمية لمواكبة سوق العمل

 توسع غير مسبوق في البنية التحتية الجامعية

 تحديات وأهداف مستقبلية للتعليم العالي

مبادرة رئاسية لإنشاء أكبر مجمع صناعي للأجهزة التعويضية بالشرق الأوسط
جامعات الجيل الرابع : مساهمة مباشرة في الاقتصاد

مدن جامعية متكاملة ومجمعات صناعية

أنصح الطلاب بتطوير مهاراتهم وعدم الاعتماد على تخصصهم

مبادرة رئاسية لإنشاء مدينة جامعية على غرار باريس بالعاصمة الإدارية


في حوار شامل مع الإعلامي شريف عامر ببرنامج "يحدث في مصر"، قدم الدكتور أيمن عاشور، وزير التعليم العالي والبحث العلمي، رؤية متكاملة لمستقبل التعليم العالي في مصر، مؤكدا على جهود الوزارة في إعداد جيل جديد مؤهل لمواجهة تحديات سوق العمل المتغير عالمياً.


أكد الوزير أن التعليم العالي تجاوز مفهوم التخصص التقليدي، مشدداً على أهمية ربط دراسة اللغات بمهارات المستقبل مثل التكنولوجيا، الكمبيوتر، والذكاء الاصطناعي. هذا التوجه يهدف لتلبية احتياجات سوق العمل المتطور، حيث لم يعد الاعتماد على التخصص الأكاديمي وحده كافياً. نصح عاشور الطلاب بتنمية مهاراتهم باستمرار، مشيراً إلى أن الجامعات العالمية الكبرى تعتمد على دمج التخصصات البينية لتقديم برامج تعليمية متكاملة تجمع بين العلوم الإنسانية والطبيعية والتكنولوجيا.



وتابع قائلا  : تضم كل جامعة الآن مركزاً متخصصاً لتوجيه وتوظيف الطلاب، بجانب إطلاق مبادرة وطنية كبرى تحت اسم "كن مستعدا" التي تهدف إلى تأهيل مليون مبتكر ومبدع لسوق العمل. كما أشار الوزير إلى الشراكات المستمرة بين الجامعات المصرية والأجنبية لتعزيز جودة التعليم.

وكشف الدكتور عاشور عن نمو استثنائي في عدد الجامعات المصرية، التي وصلت إلى 128 جامعة حالياً، مقارنة بـ 50 جامعة فقط في عام 2014. هذا التوسع ليس كمياً فقط، بل يشمل تنوعاً كيفياً في البرامج التعليمية التي تلبي احتياجات سوق العمل المتغيرة، وتدعم الاقتصاد الوطني، وتوفر فرصاً تعليمية متكافئة في جميع المحافظات.


وأعلن الوزير عن إضافة 12 جامعة أهلية جديدة للخدمة في سبتمبر المقبل، بعد إنشائها بقرارات جمهورية، مما سيعزز التنوع بين الجامعات الأهلية والخاصة والأجنبية في مصر، ويوفر خيارات تعليمية أوسع للطلاب.

وشدد وزير التعليم العالي على الدور المحوري للمنظومة التعليمية في التنمية الشاملة، مشيراً إلى أن عدد طلاب الجامعات في مصر بلغ حالياً 3.8 مليون طالب وطالبة. وتوقع أن يرتفع هذا العدد إلى أكثر من 5.5 مليون طالب بحلول عام 2032، مما يتطلب رؤية طويلة الأمد لتوسيع وتحديث البنية التعليمية.

وأكد الدكتور عاشور أن مهارات الخريجين اليوم اختلفت جذرياً عن الماضي، فلم يعد امتلاك المعلومات كافياً. يجب على الطالب امتلاك مهارات أساسية مثل الابتكار، الذكاء الاصطناعي، العمل الجماعي، والتواصل الرقمي، لمواجهة التحديات الكبيرة في سوق العمل العالمي الذي يشهد تغيرات سريعة.

وأوضح الوزير أن جامعات الجيل الرابع أصبح لها دور مباشر في دعم الاقتصاد والتنمية، من خلال دمج مفهوم الابتكار بالجانب الاقتصادي. تدرس الوزارة برامج دراسية جديدة تعتمد على البرامج البينية التي تدمج أكثر من تخصص، مثل الأمن السيبراني وعلوم الهندسة والطب، مما يمثل نقلة نوعية في شكل التعليم الجامعي.


وأكد وزير التعليم العالي أن تقييم الخريج في سوق العمل لم يعد يعتمد فقط على الشهادة الجامعية. الأساس الحقيقي أصبح القدرة على التوظيف، حيث يقيّم سوق العمل المتقدمين بناءً على المهارات أولاً، ثم الكفاءة والخبرة، وتأتي الشهادة في المرتبة الثالثة. وأشار إلى أن 39% من المهارات الأساسية للعاملين ستتغير على مستوى العالم بحلول عام 2030، مما يتطلب تحديثاً مستمراً للمهارات.

وكشف الدكتور عاشور عن مبادرة رئاسية جديدة لإنشاء مدن جامعية متكاملة لجميع الطلاب، على غرار مدينة الطلاب في باريس. وقد تم تخصيص 100 فدان في العاصمة الإدارية الجديدة بجوار القطار السريع لإنشاء مدينة جامعية متطورة، بالإضافة إلى قطعة أرض أخرى في مدينة 6 أكتوبر، لتوفير بيئة آمنة ومتكاملة للطلاب ودعم السياحة التعليمية. وقد نجحت مبادرة "ادرس في مصر" في جذب نحو 125 ألف طالب وافد من 117 دولة.


وأعلن الوزير عن توقيع جامعة القاهرة التكنولوجية شراكة مع جامعة ستراثكلايد في اسكتلندا، المتخصصة في تصميم برامج تصنيع الأجهزة التعويضية. وكشف عن مبادرة رئاسية لإنشاء أكبر مجمع صناعي للأجهزة التعويضية في منطقة الشرق الأوسط، بالتعاون مع مصانع متخصصة، مؤكداً دعم الوزارة لابتكارات الطلاب وتحويل أفكارهم إلى منتجات تخدم الاقتصاد الوطني.

طباعة شارك وزير التعليم العالى شريف عامر يحدث فى مصر سوق العمل الجامعات طلاب الجامعات

مقالات مشابهة

  • غيانا.. الدولة الوحيدة في العالم التي تُطعم شعبها بالكامل دون استيراد!
  • ترامب يمنع الطلاب الأجانب من الدراسة في هارفارد 6 أشهر
  • «التعليم العالي»: أدوات رقمية جديدة لتوجيه الطلبة في قرارات الدراسة خارج الدولة
  • وزير التعليم العالي: تطوير البرامج التعليمية لمواكبة سوق العمل.. وإنشاء مدن جامعية متكاملة ومجمعات صناعية
  • وزير التعليم العالي: أنصح الطلاب بتطوير مهاراتهم وعدم الاعتماد على تخصصهم
  • وزارة التعليم العالي تناقش واقع الجامعات الخاصة ودورها العلمي على ‏مستوى سوريا ‏
  • نصائح عامة للطلاب والأهالي مع اقتراب موعد امتحانات شهادتي التعليم الأساسي والثانوية
  • امتحانات الثانوية العامة 2025 |التعليم: الإجابة بالقلم الجاف الأزرق والكوريكتور ممنوع
  • امتحانات الثانوية العامة | التعليم: لا أسئلة مقالية بالمواد غير المضافة للمجموع
  • توافد طلاب الإعدادية بقنا في ختام الامتحانات بمادتي اللغة الإنجليزية والكمبيوتر