لماذا لا تريد إسرائيل تمديد الهدنة مع حماس؟
تاريخ النشر: 25th, November 2023 GMT
في اليوم الثاني للهدنة بين حماس وإسرائيل، تزداد أعداد الدبلوماسيين الساعين لتمديد وقف إطلاق النار قبل انتهائه، لكن يتعين عليهم ممارسة جهود كبيرة لإقناع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو، المصرّ على مواصلة الحرب في غزة حتى تحقيق هدفيها الرئيسين: "تدمير قوة حماس، واستعادة جميع المحتجزين".
وبدأ الوسطاء وفي مقدمتهم قطر ومصر والولايات المتحدة، إعداد قوائم بأسماء محتجزين آخرين لدى حماس، غير الـ50 الذين أفرج عن جزء منهم، وسيفرج عن بقيتهم على مدار أيام الهدنة الأربعة، من أجل مواصلة عملية تبادل الأسرى بين إسرائيل وحماس، في حال التوصل لاتفاق جديد يمدد الهدنة لوقت أطول، وفقاً لما ذكرته صحيفة "الغارديان"، أمس الجمعة.
وبما أن الهدنة الأولى رأت النور بعد أسابيع طويلة من المفاوضات المعقدة، فإن أي اتفاق آخر سيدور بنفس الظروف، باعتراف المشاركين في المحادثات غير المباشرة بين حماس وإسرائيل، الذين أكدوا وجود صعوبات وعقبات شاقة في طريق تمديد الهدنة، بينها مطالبات حماس بإطلاق سراح عدد أكبر نسبياً من الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، مقارنة بالاتفاق الأول، الذي نص على نسبة 1 إلى 3، أي أنه مقابل كل إسرائيلي يفرج عنه، تفرج سلطات الاحتلال عن 3 فلسطينيين في سجونها.
ويوجد قرابة 7000 أسير فلسطيني في السجون الإسرائيلية، بعضهم يقضي أحكاماً بالسجن مدى الحياة، وارتفع العدد إلى أكثر من ذلك بعد اندلاع الحرب على غزة، وشن الجيش الإسرائيلي حملات اعتقال يومية في مدن الضفة الغربية.
تقول الصحيفة، يمكن إطالة الهدنة المؤقتة لـ10 أيام، لكن قطر التي أعلنت عن الهدنة، لم تتحدث عن حد أقصى لعدد أيام وقف إطلاق النار بين حماس وإسرائيل، وعلى الجانب الآخر، أكد نتانياهو وفريقه الدفاعي، أن الجيش الإسرائيلي يستعد بالفعل لاستئناف العمليات العسكرية بعد نهاية الهدنة.
وتؤكد الصحيفة، أن الدبلوماسيين، الذين يقودون جهود استمرار وقف إطلاق النار، يعترفون بصعوبة الوصول لهذه النتيجة، مع امتلاك طرفي الحرب أسباباً وجيهة لعدم تمديد الهدنة، فمن الناحية الأولى، ستفقد حماس نفوذها على إسرائيل، إذا أطلقت سراح جميع المحتجزين، وكذلك ستواجه أزمة مع الفصائل الأخرى الرافضة لتقديم مزيد من التنازلات مثل حركة "الجهاد".
أما بالنسبة لنتانياهو، فيكمن الخطر في الاستمرار بوقف إطلاق النار، بعدم تنفيذ وعده الأساسي قبل الحرب، وهو تدمير قوة حماس، وبالطبع فإن إطالة أمد الهدنة يعطي حماس فرصة لترتيب صفوفها، ووقف القتال بشكل كامل، يبقي على قوة الحركة الفلسطينية العسكرية صامدة، وكذلك موقفها السياسي.
علاوة على ذلك، يدرك نتانياهو أنه إذا قبل استمرار وقف النار، فسوف يتعرض للسخرية من قِبَل المتطرفين اليمينيين في حكومته، الذين قد ينسحبون بعد ذلك من الحكومة، ويفرضون إجراء انتخابات تظهر استطلاعات الرأي أن الجمهور يريدها، وأنه سيخسرها.لذا، تقول الصحيفة، إن أولئك الذين يضغطون من أجل تمديد وقف إطلاق النار لا يحملون الكثير من الأوراق، وهم يعتمدون بالدرجة الأولى على الضغوط العاطفية الداخلية الهائلة التي تمارسها عائلات الرهائن الإسرائيليين، الذين لم يُفرج عنهم بعد، على حكومة نتانياهو، فضلاً عن المطالب الدولية باستمرار إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة.
ويرى الدبلوماسيون، أن اللاعبين الرئيسيين الثلاثة في عملية صنع القرار الإسرائيلي هم، حكومة الحرب، ومكتب نتانياهو، والموساد، الذي من المرجح أن يدعم تمديد الهدنة.
مسؤولة بايدنالرئيس الأمريكي جو بايدن يحتفظ بدور كبير قادر على تمديد الهدنة، ولتحقيق ذلك يجب عليه أن يخبر نتانياهو مباشرة أنه بغض النظر عن نتيجة الحرب، فإنه لن يتمكن من البقاء في الحكم، وأن توصله لاتفاق سيكون أفضل مكسب لإرثه السياسي.
وعدت الصحيفة إعلان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أمس الجمعة، عن إمكانية وجود دور لقوة دولية في غزة بمثابة تقدم يفتح الباب أمام أفق سياسي كان مفقوداً. ودعا السيسي أمس إلى إقامة دولة فلسطينية منزوعة السلاح، مع وجود قوات أمن دولية مؤقتة لتحقيق الأمن لها ولإسرائيل.
ولأن بايدن يستبعد أي دور مستقبلي لحماس في غزة، فهذا يتطلب منه بحسب الصحيفة، بذل الجهود لإحياء المصالحة بين حركة فتح في الضفة الغربية وحركة حماس في غزة، ودعم وصول قيادات شابة جديدة إلى رأس هرم السلطة الفلسطينية، من أجل وقف دوامة العنف المستمرة.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: التغير المناخي أحداث السودان سلطان النيادي غزة وإسرائيل الحرب الأوكرانية عام الاستدامة غزة وإسرائيل وقف إطلاق النار تمدید الهدنة فی غزة
إقرأ أيضاً:
عقبات تواجه خطة واشنطن لإنشاء قوة دولية بغزة.. بحث خيارات بديلة
كشفت صحيفة واشنطن بوست الأميركية، اليوم السبت، عن عراقيل تواجهها إدارة الرئيس دونالد ترامب في جهودها الرامية إلى إنشاء قوة دولية تشرف على ترتيبات الأمن في قطاع غزة ضمن خطة "اليوم التالي".
وبحسب التقرير الموسع للصحيفة، فإن الإدارة أنهت مؤخرًا سلسلة من المحادثات مع دول غربية وآسيوية وعربية طُرِحت عليها فكرة المشاركة بقوات ميدانية في القطاع، إلا أن الغالبية العظمى من هذه الدول عبرت عن تردد واضح أو رفض مباشر للانخراط في مهمة من هذا النوع.
وقالت واشنطن بوست إن المخاوف الأساسية لدى تلك الدول تتمثل في احتمال الاحتكاك المباشر مع المدنيين الغزيين، والانجرار إلى مواجهات غير متوقعة قد تحمل المشاركين مسؤوليات سياسية أو قانونية، على الرغم من تأكيدات واشنطن بأن القوة المقترحة ستكون غير قتالية وبمهام محدودة.
اقرأ أيضا/ لماذا ترفض إسرائيل وجود قوات سلام تركية في غـزة؟
وأشارت الصحيفة إلى أن حلفاء تقليديين للولايات المتحدة يخشون كذلك من انعكاسات المشاركة على صورتهم الدولية، خاصة في حال وقوع حوادث ميدانية، في ظل حساسية متزايدة تجاه الملف الفلسطيني في المؤسسات والهيئات الدولية.
ووفق التقرير فإن واشنطن تبحث في خيارات بديلة، من بينها تخفيض حجم القوة، أو تحويلها إلى ترتيبات مشتركة بين عناصر مدنية وأمنية، أو العودة إلى خطط إقليمية بديلة في حال تعذر تشكيل قوة متعددة الجنسيات بالصورة المطلوبة.
ولم يرد البيت الأبيض رسميًا على ما ورد في التقرير، إلا أن مصادر في الإدارة أكدت للصحيفة أن الجهود مستمرة، وأن الهدف الرئيسي هو منع عودة حماس وغيرها من الفصائل المسلحة إلى السيطرة على القطاع وتهيئة انتقال منظم إلى ترتيبات حكم جديدة.
المصدر : مكان اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من الأخبار العربية والدولية مذكرة داخلية أميركية تربط وفاة 10 أطفال بلقاحات كورونا لماذا ترفض إسرائيل وجود قوات سلام تركية في غزة؟ أمين عام حزب الله: "سنحدد توقيت" الرد على اغتيال إسرائيل للطبطبائي الأكثر قراءة صحة غزة: 7 شهداء و 30 إصابة خلال الـ 48 ساعة الماضية بشكل يومي - حماس تعقب على استمرار إسرائيل في تقديم الخطّ الأصفر غرباً بالفيديو والصور: شهداء وإصابات في غارة إسرائيلية على مركبة غرب مدينة غزة غارات إسرائيلية تستهدف مناطق شرق وجنوب لبنان عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025