في تطور لافت على مسار المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة، استدعت إسرائيل يوم الخميس وفدها المفاوض مع حركة حماس من العاصمة القطرية الدوحة بهدف "التشاور"، بحسب بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي. اعلان

في تطور لافت على مسار المفاوضات بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة، استدعت إسرائيل يوم الخميس وفدها المفاوض مع حركة حماس من العاصمة القطرية الدوحة بهدف "التشاور"، بحسب بيان صادر عن مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي.

وأفاد البيان أن إسرائيل "تُقدّر جهود الوسيطين، قطر ومصر، إلى جانب المساعي التي يبذلها المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف، بهدف تحقيق اختراق في المحادثات".

وتأتي هذه الخطوة عقب تسلّم إسرائيل ردّ حماس على مقترح الوساطة الذي يجري التفاوض حوله منذ أكثر من أسبوعين.

وأعلنت حركة حماس في بيان نشرته فجراً عبر حسابها على منصة "تلغرام" أنها سلّمت ردّها، إلى جانب رد الفصائل الفلسطينية، على المقترح الذي يتضمن هدنة تمتد لستين يوماً، تتخللها عمليات تبادل تشمل إطلاق سراح أسرى إسرائيليين ومعتقلين فلسطينيين.

مؤشر سلبي؟

بحسب مسؤول في مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي تحدث لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، فإن استدعاء الوفد من الدوحة قد يُعد مؤشراً على أن المحادثات تراوح مكانها.

في المقابل، قدّم مصدر آخر مشارك في المحادثات رواية أقل تشاؤماً لهيئة البث العامة "كان"، مشيرًا إلى أن "المحادثات لم تنهار"، وأن الخطوة "منسّقة بين جميع الأطراف"، وتهدف إلى "إجراء مشاورات بشأن قرارات مصيرية" مع الحفاظ على "زخم إيجابي".

Related حماس تردّ على مقترح وقف إطلاق النار في غزة.. هل توافق إسرائيل؟بوادر إيجابية لموقف إسرائيل من رد حماس على وقف إطلاق النار في غزةويتكوف في سردينيا: لقاءات مع وسطاء من قطر وإسرائيل لبحث هدنة غزة

وفيما يتعلق بجوهر الخلاف، أفاد مسؤول رفيع ومصدر مطّلع على تفاصيل المفاوضات لموقع "أكسيوس" بأن حركة حماس تشترط للإفراج عن عشرة رهائن أحياء، أن تُفرج إسرائيل عن 200 فلسطيني محكومين بالسجن المؤبد، بالإضافة إلى 2,000 آخرين اعتقلوا في غزة بعد السابع من تشرين الأول/ أكتوبر.

إلاّ أن مصادر إسرائيلية أبلغت المبعوث الأمريكي أن هذه المطالب "غير مقبولة"، مشددة على أن إسرائيل لا تعتبرها نهائية.

وبحسب المصدر ذاته، فإن هذه الأعداد تتجاوز بكثير ما تنص عليه المبادرة التي صاغها الوسطاء، والتي تقترح الإفراج عن نحو 120 مقاتلاً فلسطينياً، إضافة إلى نحو 1,200 معتقل مدني.

تحركات دبلوماسية متواصلة

يمتدّ مقترح الهدنة المؤقتة لشهرين، ويشمل إطلاقاً تدريجياً للرهائن المحتجزين في غزة، مقابل الإفراج عن مئات الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية.

ومع تصاعد الضغوط الدولية لإنجاز اتفاق، أعلنت واشنطن أن مبعوثها ستيف ويتكوف سيتوجه هذا الأسبوع إلى أوروبا لمواصلة المحادثات، وفتح ممر إنساني لإيصال المساعدات إلى غزة.

وقد وصل ويتكوف اليوم إلى جزيرة سردينيا الإيطالية لعقد لقاءات مع وسطاء من قطر وإسرائيل، في محاولة جديدة لكسر الجمود الذي يعرقل التقدم نحو اتفاق نهائي.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثة

المصدر: euronews

كلمات دلالية: سوريا إسرائيل فرنسا أوكرانيا حركة حماس ضحايا سوريا إسرائيل فرنسا أوكرانيا حركة حماس ضحايا حركة حماس قطر إسرائيل محادثات مفاوضات الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إطلاق نار سوريا إسرائيل فرنسا أوكرانيا حركة حماس ضحايا الاتحاد الأوروبي غزة هجمات عسكرية فولوديمير زيلينسكي فساد مستشفيات وقف إطلاق النار فی حرکة حماس فی غزة

إقرأ أيضاً:

بين الجمود والكارثة الإنسانية: مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة الى أين؟

الدوحة"أ.ف.ب": تتواصل في الدوحة منذ السادس من يوليو مفاوضات غير مباشرة بين إسرائيل وحركة حماس في مسعى من الوسطاء الدوليين لإنهاء حرب دخلت شهرها الحادي والعشرين، وسط أزمة إنسانية تتفاقم على وقع عمليات عسكرية متواصلة.

وتصطدم محاولات تحقيق وقف دائم لإطلاق النار بعقبات كبيرة في ظلّ تمسّك الطرفين بمواقفهما، ولم تصمد هدنتان سابقتان تمّ التوصل إليهما في نوفمبر 2024 و يناير الماضي.

وأعلنت وزارة الخارجية الأمريكية امس أن المبعوث ستيف ويتكوف سيتوجّه إلى الشرق الأوسط لعقد محادثات، "وأمله كبير بأن نطرح وقفا جديدا لإطلاق النار وممرا إنسانيا لدخول المساعدات".

وإذ تتأرجح المفاوضات الحالية بين التفاؤل والانهيار، يقف سكان غزة على أعتاب مجاعة في ظل تقييد إسرائيل دخول المساعدات منذ أشهر. وأكدت الأمم المتحدة أن القوات الإسرائيلية قتلت أكثر من ألف فلسطيني أثناء محاولتهم الوصول إلى مساعدات غذائية داخل القطاع المحاصر.

وفي ظل التدهور الحاد في الأوضاع الإنسانية، لا يزال السؤال نفسه مطروحا: -هل يرى الاتفاق بين الطرفين النور؟ ، وماذا يريد الطرفان؟ لا تزال الجهود الدولية للتوصل إلى اتفاق وقف لإطلاق النار تراوح مكانها عمليا.

تستند المبادرة الحالية إلى اقتراح هدنة مؤقتة لمدة 60 يوما، يتخللها الإفراج بشكل تدريجي عن رهائن محتجزين في قطاع غزة، في مقابل إطلاق سراح مئات المعتقلين الفلسطينيين.

لكنّ الجانب الفلسطيني يؤكد أن أي اتفاق يجب أن يتضمن ضمانات لإنهاء الحرب بشكل دائم، وهو ما ترفضه إسرائيل التي تربط وقفا نهائيا للعمليات العسكرية بتفكيك البنية العسكرية لحماس.

وعطّلت هذه المواقف الجهود الجارية في الدوحة والتي باتت تتركّز حاليا بشكل أساسي على وضع إطار تفاوضي يقول الوسيط القطري إنها لا تزال في مراحلها الأولى قبل انطلاق المفاوضات الفعلية أصلا.

ويقول الباحث في معهد العلوم السياسية في باريس كريم بيطار لوكالة فرانس برس "الحقيقة القاسية والصادمة هي أنه لأسباب سياسية داخلية، لا يملك (رئيس الوزراء الإسرائيلي) بنيامين نتانياهو ولا قادة حماس في غزة مصلحة في التوصل إلى نتيجة سريعة ووقف شامل لإطلاق النار، لأن كلا منهما سيضطر للإجابة على أسئلة جدية من جمهوره الداخلي".

- ماذا عن الواقع الميداني؟ - يعقّد الواقع الميداني المشهد التفاوضي بشكل كبير. إذ تواصل إسرائيل عملياتها في مناطق مختلفة من القطاع المحاصر.

ووسّع الجيش الإسرائيلي الاثنين عملياته إلى منطقة لم يسبق أن شهدت عمليات برية منذ بدء الحرب في أكتوبر 2023، غداة إصداره إنذارا للسكان بإخلائها.

ويساهم ذلك في تعقيد العراقيل اللوجستية بالنسبة لحماس. ويقول بيطار إن هناك "جوانب فنية يصعب تجاوزها، بسبب الانفصال المتزايد بين قيادة حماس في غزة والمفاوضين في الدوحة".

وذكرت تقارير إسرائيلية أن قادة حماس في الدوحة لم يتمكنوا حتى الآن من التواصل المباشر مع القيادة العسكرية في غزة للمصادقة على الخرائط والآليات التنفيذية للمقترح.

ورغم الجمود الظاهر، لم يعلن الوسطاء فشل المبادرة أو المحادثات عموما.

ويرى محلّل شؤون الشرق الأوسط في "كينغز كولدج لندن" أندرياس كريغ أن المحادثات "تتقدّم من الناحية التقنية، لكنها من الناحية العملية تقترب من طريق مسدود"، ذلك أن "ما هو مطروح حاليا على الطاولة هو عمليا صفقة تبادل أسرى جديدة، وليس اتفاقا حقيقيا لوقف إطلاق النار".

ويعتبر كريغ أن حماس تواجه ضغوطا شديدة. "فمن جهة، تحتاج إلى تحقيق مكاسب ملموسة، لا سيما منها وقف دائم لإطلاق النار وانسحاب إسرائيلي، لتبرير تقديم أي تنازلات". ومن جهة أخرى، "تواجه أوضاعا إنسانية متدهورة بشكل متسارع في غزة. وربما تنشغل القيادة بمناقشة مدى إمكانية القبول بتسوية لا تبدو كاستسلام سياسي".

- هل يغيّر الوضع الإنساني المسار؟ تتفاقم الكارثة الإنسانية بسرعة. وبات فلسطينيو القطاع المحاصر من إسرائيل الذين يتخطّى عددهم المليونين على شفا المجاعة بعد أكثر من 21 شهرا من الحرب التي اندلعت إثر هجوم غير مسبوق لحماس على جنوب الدولة العبرية في 7 أكتوبر 2023.

وقال مدير مجمع الشفاء الطبي في غزة الدكتور محمد أبو سلمية امس الاول إن 21 طفلا توفوا بسبب سوء التغذية والمجاعة في مختلف مناطق قطاع غزة، وذلك مع بلوغ الكارثة الإنسانية مستويات غير مسبوقة من الجوع.

وقالت الأمم المتحدة امس الاول إن الجيش الإسرائيلي قتل أكثر من ألف شخص عند نقاط توزيع المساعدات في غزة منذ نهاية مايو، غالبيتهم كانوا بالقرب من مواقع مؤسسة غزة الإنسانية المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل.

وحذّرت أكثر من مئة منظمة غير حكومية الأربعاء من خطر تفشّي "مجاعة جماعية" في غزة، ودعت الى فتح كلّ المعابر البرية، وضمان تدفق المساعدات الإنسانية إليه.

ويرى كريغ أن حماس تواجه أيضا "ضغوطات متزايدة في صفوف السكان، ما قد يدفعها إلى قبول اتفاق مؤقت لتخفيف المعاناة".

لكن بيطار يرى أنه "ما لم تمارس الولايات المتحدة وقطر ضغطا كبيرا بشكل ملموس على إسرائيل، فأخشى أن هذه الجولة من المفاوضات ستفشل مثل الجولات السابقة".

مقالات مشابهة

  • تعثر المفاوضات.. واشنطن تنسحب من الدوحة وتلوّح باتهامات لـ"حماس"
  • إسرائيل وأميركا تسحبان وفدهما المفاوض من قطر
  • واشنطن تدرس خيارات بديلة لإعادة الأسرى بعد رد حماس
  • ويتكوف يعلن فشل مفاوضات الدوحة حول غزة ويهاجم حماس
  • ويتكوف: حماس لا ترغب بوقف إطلاق النار في غزة وقررنا سحب فريقنا من الدوحة
  • إسرائيل تستدعي وفدها المفاوض.. هل تتوقف المحادثات؟
  • الاحتلال يستدعي الوفد المفاوض من الدوحة للتشاور بعد رد حماس
  • إسرائيل تقرر إعادة وفدها التفاوضي من الدوحة بعد رد "حماس"
  • بين الجمود والكارثة الإنسانية: مفاوضات وقف إطلاق النار في قطاع غزة الى أين؟