مأساة 14 ألف معلم.. تم استبعادهم فى مسابقة 30 ألف معلم والتى بدأت منذ عام ونصف العام تقريبًا وتحديدًا فى شهر يوليو 2022م، وكانت هذه هى المرحلة الأولى والبداية لتعيين 150 ألف معلم على مدار5 سنوات وجاءت هذه المبادرة ضمن توجيهات الرئيس عبد الفتاح السيسى لسد العجز بالمدارس ومواكبة المعلم لطرق التدريس الحديثة والمناهج الجديدة.

جاءت مبادرة الرئيس لتحقق حلم دام سنوات للعديد من المعلمين الذين درسوا فى كليات التربية ورياض الأطفال وبادر العديد بالتقديم فى مسابقة 30 ألف معلم والتى بدأت بامتحان التنظيم والإدارة الذى نجح منه 28 ألف معلم ثم بعد ذلك مرت المسابقة بالعديد من التدريبات الشاقة وربما القاسية خاصة للبنات ولكن كله يهون فى سبيل التعيين وتحقيق الحلم.. هذا كان لسان حالهم إلا أن الرياح جاءت بما لا تشتهى السفن وكانت الصدمة كبيرة حيث تم تعيين 14 ألف معلم فقط من 28 ألف معلم، والسبب غير معروف سوى عدم اجتياز الحد الأدنى من التدريبات وهذا ما جعلهم يشعرون بحالة من اليأس والضيق وقاموا بعمل صفحة لهم على الفيس بوك وفعلوا فيها هشتاج يحمل مطالبهم وهى "التعيين حق للجميع لا لتصفية المعلمين الجدد وتعيين الناجحين فى اختبار التنظيم والإدارة".

وحول الظروف الصعبة التى مروا بها تقول نسمة محمد ابنة الصعيد أنها اجتازت كل الاختبارات ومعها الأوراق التى تثبت ذلك وأنها تحملت مشقة السفر من محافظة قنا إلى القاهرة بطفلها الصغير الذى يبلغ من العمر سنة ونصف، وأضافت قائلة: تحملت الكثير من أجل حلم التعيين فكنت أحمل ابنى طوال فترة السفر 12 ساعة داخل القطار، وبلغت تكلفة السفر 800 جنيه، الذهاب والعودة غير المصروفات الأخرى وبلغت عدد مرات السفر ما بين محافظة قنا والقاهرة 6 مرات لدرجة أننا كنا نضطر للسلف من الأهل حتى نستطيع السفر إلى القاهرة لاستكمال التدريبات الخاصة بالمسابقة وبعد عام ونصف نحلم بالتعيين اكتشفت أن اسمى غير موجود فى كشوف الناجحين وأنه تم استبعادى فى المسابقة دون إبداء سبب مقنع سوى كلمتين فقط مرفوض نتيجة ".. .. ".

بينما تقول رحمة السيد من محافظة الأقصر، إن الاختبار الأول الذى يعد الفيصل كان اختبار التنظيم والإدارة وكان امتحانًا طويلاً للغاية شاملاً أسئلة قدرات ولغة عربية ولغة إنجليزية على أجهزة الكمبيوتر ومحدد وقت لكل سؤال وعلى المعلم أن يجتاز حل الأسئلة قبل انتهاء الوقت ونجح فى هذا الاختبار 28 ألف معلم ثم بدأت دورات تدريبية أخرى بعضها فى المحافظات التى يسكنون بها وبعضها فى القاهرة والتى شملت 6 شهور ما بين الكشف الطبى والرياضى ثم كشف الهيئة، وتضيف أنها كانت تضطر لترك أولادها مع والدتها المسنة حتى تستطيع أن تتحرك بسهولة وكانت تصل إلى القاهرة فى الساعة الخامسة صباحًا وتظل فى الشارع حتى موعد التدريب، الذى يبدأ فى التاسعة أو العاشرة صباحًا وكانت صدمة عدم تعيينها مفزعة فلم تكن خسارة مادية فقط بل خسارة معنوية ونفسية أيضًا.

وتقول ياسمين محمد من محافظة قنا أنها بالإضافة إلى كل ما سبق وهو تكلفة وعناء السفر تحملت مشقة أخرى حيث تعرضت لعملية إجهاض أثناء الإعلان عن المسابقة، وتحملت مشقة السفر فى ظل هذه الظروف الصحية المؤلمة قائلة: "كنت أصبر نفسى اتعب النهاردة علشان بكرة ارتاح"، وتضيف ياسمين أن الأمل فى التعيين كان كبيرًا لا سيما بعد النجاح فى اختبارات التنظيم والإدارة وبعد تأكيدات الوزير بتعيين كل من نجح فى هذا الاختبار وأن ما يتم الآن هو تدريبات للمعلمين وليست اختبارات.

بينما تقول ياسمين إبراهيم من محافظة قنا أيضًا أنها حملت فى طفلها الثانى أثناء المسابقة ولأن حملها كان فى بدايته وكان من الصعب عليها السفر فى هذا الوقت كما أشارت لها الطبيبة إلا أنها تحملت هذا التعب أملاً فى التعيين وتحقيق حلم كانت تنتظره هى وأسرتها..

كان استبعادها من التعيين صدمة لن تنساها طيلة حياتها على حد وصفها خاصة أنها خسرت جنينها خلال هذه الرحلة الشاقة بسبب تأجيل موعد ولادتها لحين الانتهاء من التدريب التربوى الذى جاء فى نفس موعد الولادة ولأنها خافت أن تضحى بفرصة التعيين وطلبت من الطبيبة المباشرة لحالتها تأجيل موعد الولادة حتى تنتهى من التدريب التربوى وكان لهذا التأجيل سببًا فى فقد جنينها وهذا ما جعلها تشعر بتأنيب الضمير فقد فقدت جنينها وتعيينها وفوقهم شبكة زوجها.

ونظرًا لأهمية الموضوع طالب المستشار الدكتور حنفى جبالى رئيس مجلس النواب من لجنة التعليم بالبرلمان ضرورة مناقشة طلبات الإحاطة المقدمة من بعض النواب حول موضوع المستبعدين من مسابقة 30 ألف معلم مع وزير التربية والتعليم دكتور رضا حجازى، والذى كشف للنواب أسباب الاستبعاد، وأكد على إعطاء فرصة أخرى لمن تم رفضهم لإعادة الاختبارات كما تم الموافقة على 30 كيلو زيادة بوزن المعلم.

المصدر: الأسبوع

كلمات دلالية: المدارس التعليم رضا حجازي مسابقة 30 ألف معلم المعلمين الجدد التنظیم والإدارة مسابقة 30 ألف معلم محافظة قنا من محافظة

إقرأ أيضاً:

«السيسى» وبناء الدولة

تستحق مصر برلماناً يليق بتاريخها النيابى، الذى يعود إلى قرابة قرنين من الزمان، وتحديداً منذ عام 1824، منذ إنشاء المجلس العالى بموجب الأمر الصادر فى 27 نوفمبر 1824، ثم إنشاء مجلس الثورة عام 1827، ومجلس شورى الدولة عام 1854، ومجلس شورى النواب عام 1866، ومجلس شورى القوانين عام 1883، والجمعية التشريعية عام 1913، التى فاز فيها سعد باشا زغلول فى دائرتين، وتوقفت الحياة النيابية فى مصر بسبب الحرب العالمية الأولى، لتعود بعدها بصدور دستور 1923، وقد خص المجلس النيابى بغرفتين «مجلس النواب» و«مجلس الشيوخ».

استحقاق مصر لهذا البرلمان القوى الذى نرنو إليه فى تمثيل الشعب المصرى تمثيلاً حقيقياً للقيام بسلطة التشريع وإقرار السياسة العامة للدولة، والخطة العامة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية، والموازنة العامة للدولة، ويمارس الرقابة على أعمال السلطة التنفيذية ليس من باب الأمانى لأن مصر دولة كبيرة، أقدم دولة عرفها التاريخ، نشأت بها واحدة من أقدم الحضارات البشرية وقامت فيها أول دولة موحدة حوالى 3100 سنة قبل الميلاد، تمتلك أطول تاريخ مستمر لدولة فى العالم، وهى مهد الحضارات القديمة وملتقى القارات وأول دولة فى العالم القديم عرفت مبادئ الكتابة، وابتدعت الحروف والعلامات الهيروغليفية، حكمت العالم القديم من الأناضول للجندل الرابع حين بدأ العالم يفتح عينيه على العلوم والتعليم، فقد جاءت مصر، ثم جاء التاريخ عندما قامت مصر حضارة قائمة بذاتها قبل أن يبدأ تدوين التاريخ بشكل منظم.

هى دى مصر التى تعرضت لموجات استعمارية عاتية، ثم عادت لحكم أبنائها، محافظة على لغتها العربية، حاربت وانتصرت فى أعظم حرب عرفها التاريخ، حرب أكتوبر، ثم تعرضت لمحنة كادت تعصف بها على يد جماعة إرهابية لا يعرفون قدرها، وتعاملوا معها على أنها حفنة تراب، وكادت تضيع لولا أن هيأ الله لها جنداً أخذوا بيدها إلى بر الأمان على يد أحد أبنائها المخلصين الرئيس عبدالفتاح السيسى، الذى أخذ على عاتقه مهمة بنائها من جديد حتى تبوأت مكانتها المرموقة بين الدول المتقدمة التى يحسب لها ألف حساب، أنقذ «السيسى» مصر من حكم الظلام، ثم أنقذها من الإرهاب المدعوم من الداخل والخارج والذى أرهقها عدة سنوات، ولم يكن «السيسى» طامعاً فى السلطة، ولكنه نفذ أمر الشعب الذى نزل بالملايين إلى الميادين يطالبه باستكمال مسيرة البناء. قبل «السيسى» المهمة الصعبة رئيساً للبلاد، فى وقت صعب وانحاز للشعب الذى انحاز له، وجعل «السيسى» الشعب له ظهيراً، لم ينتم لحزب، ولم يكن له حزب من الأحزاب السياسية الموجودة على الساحة، وطبق الدستور كما يجب، وعندما لاحظ ارتباك الأحزاب السياسية بسبب التخمة الموجودة هى الساحة قدم نصيحة كم ذهب لو أخذت بها الأحزاب لكانت أوضاعاً كثيرة تغيرت أقلها نشأة البرلمان القوى الذى ننشده وتستحقه مصر، عندما اقترح الرئيس السيسى على الأحزاب أن تندمج، وأن يبقى على الساحة السياسية ثلاثة أو أربعة أو خمسة أحزاب قوية يتنافسون فى الانتخابات البرلمانية ليظهر منها حرب الأغلبية، ولكن الأحزاب الى أصبحت تزيد على المائة فضلت المظاهر والمناصب الحزبية على العمل الحزبى الحقيقى.

انحياز «السيسى» للشعب عندما أصدر «ڤيتو» لأول مرة يتخذه حاكم مصرى منذ فجر التاريخ، وهو تصحيح مسار الانتخابات البرلمانية هو انحياز للدستور الذى أكد أن السيادة للشعب وحده، يمارسها ويحميها وهو مصدر السلطات، والبرلمان هو الضلع الثالث فى مثلث الحكم مع السلطة التنفيذية والسلطة القضائية والمسار الذى حدده «السيسى» هو ألا يدخل مجلس النواب إلا من يختاره الناخبون من خلال انتخابات حرة نزيهة، تحية لرئيس مصر الذى يبنى دولة الحضارة من جديد.

مقالات مشابهة

  • «فخ» كأس العرب
  • بعد تتويجها عالميًا.. رقية رفعت تناشد شيخ الأزهر: حلمي التعيين مُعيدة لخدمة كتاب الله
  • الوجوه الثلاثة!!
  • التنظيم والإدارة: الاستعلام عن نتيجة التظلمات في مسابقة شغل 25217 وظيفة معلم اللغة العربية
  • نتيجة فحص التظلمات في مسابقة وظائف معلم مساعد اللغة العربية
  • «صوت هند رجب» يقتحم ترشيحات غولدن غلوب 2026 ويواصل رحلة التألق العالمي
  • رابط الاستعلام عن نتيجة مسابقة معلم مساعد رياض أطفال بالأزهر
  • استياء أهالي سوهاج من عامل أسانسير نفق المخبز الآلي بعد تزايد شكاوى التحرش
  • «السيسى» وبناء الدولة
  • السبت 20 ديسمبر.. مجلس الدولة يفتح باب التعيين لوظيفة «مندوب مساعد» لخريجى 2024