جمعية المنظمة البحرية الدولية تفتتح أشغالها بلندن بمشاركة المغرب
تاريخ النشر: 28th, November 2023 GMT
يشارك المغرب، اليوم الاثنين بلندن، في الدورة 33 لجمعية المنظمة البحرية الدولية بوفد رفيع المستوى يترأسه وزير النقل واللوجستيك، محمد عبد الجليل.
ويعتزم الوفد المغربي، المكون من مسؤولين سامين من الوزارة والمؤسسات والمقاولات العمومية الناشطة في قطاع النقل البحري، الترويج لترشح المغرب لعضوية مجلس المنظمة البحرية الدولية (2024-2025) وعقد اجتماعات ثنائية مع مسؤولي المنظمة بالإضافة إلى وزراء من الدول الأعضاء بهدف تعزيز التعاون في مجال النقل.
يذكر أن أعلى جهاز إداري في المنظمة يجتمع مرة كل سنتين في دورة عادية. وستستمر هذه الدورة، المفتوحة للدول الأعضاء البالغ عددها 175 دولة وثلاثة أعضاء منتسبين، حتى 6 دجنبر.
ويعهد إلى جمعية المنظمة بالموافقة على برنامج العمل والميزانية وتحديد الأداء المالي للمنظمة فضلا عن انتخاب أعضاء المجلس.
وبالإضافة إلى ذلك، يرتقب أن تصادق الجمعية على قرارات صادرة عن اللجان الخمس للمنظمة البحرية الدولية وأن توافق على التدابير التي اتخذها المجلس فيما يتعلق بقبول المنظمات الحكومية الدولية والمنظمات غير الحكومية الجديدة بصفة مراقب.
ومن المتوقع أن تعتمد هذه الدورة الخطة الاستراتيجية للمنظمة لفترة الست سنوات من 2024 إلى 2029، وكذلك ميزانية المنظمة وبرنامج عملها لعامي 2024 و2025.
علاوة على ذلك، ستتم دعوة الجمعية للموافقة على تعيين أرسينيو أنطونيو دومينغيز فيلاسكو (جمهورية بنما) في منصب الأمين العام للمنظمة البحرية الدولية، لولاية أولى مدتها أربع سنوات تبدأ في 1 يناير 2024.
المصدر: أخبارنا
إقرأ أيضاً:
أحلام الهجرة الغير شرعية تتحطم على باب القنصلية المصرية بلندن
تتكرّر مآسي الهجرة غير الشرعية يومًا بعد آخر، حيث تنتهي أحلام آلاف الشباب بمصائر مأساوية، بين غرق في عرض البحر، أو ضياع في المنافي الأوروبية، أو تشرّد إنساني ونفسي.
قصة اليوم تسلط الضوء على أحد هؤلاء الشباب، الذي انتهت به رحلة الهروب من الفقر على أعتاب القنصلية المصرية في لندن، منهكًا ومجردًا من أوراقه وهويته، يتوسل العودة إلى وطنه.
بداية القصة
بدأت فصول المعاناة حين قرر الشاب المصري محمد حسن، من محافظة البحيرة، خوض مغامرة الهجرة غير الشرعية عبر البحر المتوسط، انطلاقًا من السواحل الليبية.
وبعد أن دفع مبالغ طائلة للمهربين، استقل قاربًا مكتظًا بالمهاجرين في رحلة محفوفة بالمخاطر، واجه خلالها أمواجًا عاتية، قبل أن تنقلب المأساة إلى واقع، ويغرق القارب وسط البحر.
لكن محمد نجا من الموت بأعجوبة، بعدما التقطه قارب نجاة وتم نقله إلى السواحل الإيطالية، لتبدأ رحلة جديدة لا تقل صعوبة عن سابقتها.
من النجاة إلى المعاناة
لم تكن النجاة من الغرق نهاية الحكاية، بل كانت بداية رحلة قاسية بين الدول الأوروبية. فبعد وصوله إلى إيطاليا، توجه إلى فرنسا، ومنها إلى بريطانيا، باحثًا عن فرصة لحياة كريمة، ليصطدم بواقع مختلف تمامًا، حيث قضى الشاب المصري عامًا كاملًا في ظروف إنسانية قاسية، تنقّل خلالها بين أعمال شاقة لا توفر له أي حماية قانونية، وعاش في مساكن غير صالحة للآدمية، بلا استقرار ولا أمل واضح في الأفق، قبل أن تستقر به الرحلة أخيرًا في لندن، حيث لا تزال الحياة تضعه أمام تحديات يومية.
اعتقال وتشرد في شوارع بريطانيا
في بريطانيا، لم يحالفه الحظ، وتعرّض لمشكلات قانونية مع الشرطة، انتهت بسجنه، لكن بعد خروجه من السجن، كان قد فقد جزءًا من اتزانه النفسي، وظلّ مشردًا بين الحدائق والشوارع، بلا أوراق ثبوتية، ولا مأوى، ولا حتى طعام.
وفي لحظة انكسار ويأس، توجه إلى مقر القنصلية المصرية في لندن، يتوسل طالبًا العودة إلى مصر، لكنه لم يكن يحمل ما يثبت هويته، ولا يملك المال الكافي لتغطية تكلفة العودة.
تحرك إنساني من الجالية والقنصلية المصرية
وعلى الفور، تحرّك أعضاء بارزون من الجالية المصرية من بينهم جلال دردير ومحمود طه، لمساعدة الشاب، رغم حالته النفسية غير المستقرة، كما جرى التنسيق مع القنصلية المصرية لاستخراج وثيقة سفر بديلة، في ظل عدم امتلاكه أي مستند رسمي.
وبجهود كبيرة، تولّت السفيرة جوانا نجم الدين، قنصل مصر في لندن، مسؤولية إصدار الوثيقة، كما ساهم بيت العائلة المصرية في لندن بتوفير إقامة مؤقتة للشاب، وتذكرة سفر إلى القاهرة، حتى تكتمل إجراءات عودته.
دعوة للتفكير
بدوره، نصح مصطفى رجب، أحد أبرز وجوه الجالية المصرية في لندن ومدير بيت العائلة المصرية، الشباب قائلًا: “ننشر هذه القصص الواقعية كي يتّعظ شبابنا. فالمبالغ الطائلة التي تُنفق على الهجرة غير الشرعية، يمكن أن تكون نواة لمشروعات صغيرة داخل مصر، بدلًا من مراكب الموت ومآسي الغربة والتيه.”
قصة هذا الشاب ليست سوى مرآة تعكس وجعًا صامتًا يتكرر، بصور مختلفة، في حكايات لا تُروى، فالهروب من الوطن لا يُنبت أملًا، والطريق غير الشرعي لا يقود إلا إلى متاهات الألم.
ومع ذلك، تظل الإنسانية قادرة على أن تضيء العتمة، فالدعم الذي وجده من أبناء وطنه في لندن، كان طوق نجاة يثبت أن الانتماء لا يسقط بالتقادم، وأن العودة ممكنة.