أكد الدكتور محمود محيي الدين، رائد المناخ للرئاسة المصرية لمؤتمر أطراف اتفاقية الأمم المتحدة للتغير المناخي COP27 والمبعوث الخاص للأمم المتحدة لتمويل أجندة ٢٠٣٠ للتنمية المستدامة، أن مشاركة القطاع الخاص في تمويل وتنفيذ أنشطة التكيف مع تغير المناخ أصبحت ضرورية ليس فقط لأهميتها للبشر والطبيعة، ولكن أيضًا لاستمرار الأعمال والشركات وتحقيق الأرباح.

جاء ذلك خلال مشاركته في الجلسة رفيعة المستوى حول دور القطاع الخاص في مسارات خفض الانبعاثات الكربونية والصمود في مواجهة التغير المناخي، ضمن فعاليات القمة العالمية للاقتصاد الأخضر المنعقدة في دبي قبيل انطلاق مؤتمر الأطراف الثامن والعشرين، وذلك بمشاركة رعد السعدي، نائب الرئيس والمدير العام لمجموعة أكوا باور، وجيمس جرابرت، مدير قسم التخفيف باتفاقية الأمم المتحدة الإطارية لتغير المناخ، وجونزالو مونيوز، رائد المناخ لمؤتمر الأطراف الخامس والعشرين.

وقال إن العمل المناخي يعتمد على ثلاثة عناصر رئيسية لا يمكن التخلي عن أحدها هي الابتكار والأطر التنظيمية والتمويل، موضحًا أن بوصلة الابتكار والتمويل تركز على الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية والصين، لكنها لا تتجه بسهولة نحو الأسواق الناشئة والاقتصادات النامية، وهو ما يجب أن يتغير عن طريق التعاون العابر للحدود وتبني الأفكار القائمة على إيجاد الحلول.

وشدد على ضرورة تبني النهج الشامل في التعامل مع تغير المناخ على المستوى الدولي، قائلًا إن العمل المناخي العالمي يحتاج للدعم من خلال الجهود الإقليمية والمحلية، مع ضرورة الاهتمام بشكل أكبر بأنشطة التكيف مع تغير المناخ.

وقال إن مساهمة القطاع الخاص والشركات في العمل المناخي آخذة في الازدياد ولكن ليس بصورة كافية، كما يولي القطاع الخاص اهتمامًا أكبر بأنشطة تخفيف الانبعاثات عنه بأنشطة التكيف، موضحًا أن أنشطة التكيف لا تحصل على أكثر من ٤٪؜ من التمويل الخاص، بينما تذهب نسبة ٣٪؜ لتمويل الأنشطة ذات المنافع المشتركة التي تخدم أهداف التخفيف والتكيف معًا.

وأضاف أن مؤتمر الأطراف السابع والعشرين أطلق أجندة شرم الشيخ للتكيف كآلية عملية لتنفيذ أنشطة التكيف، منوهًا عن أهمية دور القطاع الخاص والشركات في التنفيذ الفعلي لهذه الأنشطة التي تضم فرصًا واعدة للاستثمار بما يحقق الفائدة للبشر والطبيعة ويعظم من أرباح الشركات والقطاع الخاص.

وعن المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية في مصر ودور القطاع الخاص فيها، أفاد محيي الدين بأن المبادرة استهدفت على مدار عامين البحث عن حلول لتخفيف الانبعاثات والتكيف مع تغير المناخ من خلال مشروعات محلية صديقة للبيئة تعتمد على أحدث النظم التكنولوجية.

وأوضح رائد المناخ أن المبادرة  جمعت المشروعات كبيرة وصغيرة ومتوسطة الحجم، وضمت مشروعات الشباب والمرأة، فضلًا عن نطاقها الجغرافي الذي يضم كل الجهات المحلية في جميع المحافظات المصرية، مضيفًا أن المشروعات التي شاركت في هذه المبادرة الرائدة تستهدف تحقيق أهداف التنمية المستدامة ومعالجة آثار التغير المناخي وتسريع عملية التحول الرقمي في مصر.

وقال إن المبادرة رسمت خارطة استثمار في جميع أنحاء مصر، وهي بذلك تعمل على تحفيز الاستثمارات والتمويل من القطاعات الحكومية والخاصة وشركاء التنمية الدوليين بهدف تمويل وتنفيذ هذه المشروعات وتحقيق أهدافها التنموية والمناخية.

وحول أهمية عناصر المحاسبة والشفافية في مساهمات القطاع الخاص والشركات في العمل المناخي والتنموي، شدد محيي الدين على ضرورة الاتفاق على معايير واضحة وملزمة للممارسات البيئية والاجتماعية والحوكمة بما يضمن القدرة على تقييم أداء الشركات والقطاع الخاص ومساهماتهم في العمل الاجتماعي والبيئي والتنموي.

وأشار محيي الدين، في هذا الصدد، إلى التقدم المحرز في وضع الأكواد والتشريعات ذات الصلة، ومنها معايير الإفصاح المناخي التي وضعها مجلس معايير الاستدامة الدولية، وإرشادات صافي الانبعاثات الصفري الصادرة عن المنظمة الدولية للمعايير (آيزو)، والتوصيات الصادرة عن اللجنة المستقلة للخبراء التي عملت بتوجيه من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش بهدف ضمان الإفصاح والشفافية في العمل المناخي والتنموي.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: محمود محيي الدين تمويل أجندة القطاع الخاص القطاع الخاص فی مع تغیر المناخ العمل المناخی أنشطة التکیف محیی الدین التکیف مع فی العمل

إقرأ أيضاً:

دعوة لرفع سقف الطموح المناخي لدعم تنفيذ بنود «اتفاق الإمارات»

بون (وام)
دعا فريق رئاسة مؤتمر الأطراف «COP28» بقيادة عدنان أمين، الرئيس التنفيذي للمؤتمر، ورزان خليفة المبارك، رائدة الأمم المتحدة للمناخ في COP28، خلال المشاركة في مؤتمر بون لتغير المناخ إلى رفع سقف الطموح المناخي لدعم تنفيذ بنود «اتفاق الإمارات» التاريخي.
وأقيمت اجتماعات مؤتمر بون لتغير المناخ خلال الفترة من 3 إلى 13 يونيو الجاري، حيث تعقد الأمانة العامة لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ هذا المؤتمر سنوياً تمهيداً للنسخة التالية من مؤتمرات الأطراف التي تقام أواخر كل عام، وشاركت وفود الأطراف في مؤتمر بون ضمن استعداداتهم لـ«COP29» الذي سيقام في أذربيجان خلال شهر نوفمبر المقبل.

أخبار ذات صلة «المنتدى الوزاري».. منصة لعرض آفاق شراكات المستقبل بين الإمارات وأذربيجان تخريج 290 من برنامج الدبلوم المهني لمنظومة التميز الحكومي مؤتمر الأطراف «COP28» تابع التغطية كاملة

وفي كلمته خلال الجلسة الافتتاحية لمؤتمر بون، أكد عدنان أمين أهمية البناء على المخرجات التاريخية لـ COP28 وضرورة تضافر الجهود في العام الجاري لوضع هدف مالي جديد خلال COP29 من أجل حشد وتحفيز التمويل المناخي المطلوب، وإتاحته بشكل ميسَّر وتكلفة مناسبة للجميع، بالتزامن مع الوفاء بالتعهدات المالية العالمية. وجدد دعوة رئاسة COP28 إلى الأطراف لرفع سقف طموحاتها المناخية وتحقيق أهداف «اتفاق الإمارات».
وأشار إلى ضرورة تصحيح مسار العمل المناخي العالمي للحفاظ على إمكانية تفادي تجاوز ارتفاع حرارة كوكب الأرض مستوى 1.5 درجة مئوية، وتعزيز المرونة المناخية العالمية، مما يتطلب تغييراً جذرياً في نموذج التنمية العالمي الحالي، على أن يسترشد هذا التغيير بأحدث الحقائق العلمية ومبادئ الإنصاف والعدالة المناخية، ويساعد على الوصول إلى أعلى الطموحات المناخية بالتزامن مع تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية المستدامة للجميع.
وبرئاسة عدنان أمين، استضافت «ترويكا رئاسات مؤتمر الأطراف» أولى جلسات المشاورات غير الرسمية مع رؤساء الوفود المشاركة في اجتماعات بون، والذين أشادوا بمنهجية عمل الترويكا، وأكدوا دعمهم لجهودها الهادفة لرفع سقف الطموح في النسخة القادمة من المساهمات المحددة وطنياً بما يعزز تنفيذ بنود «اتفاق الإمارات» التاريخي.
واستضافت الترويكا أيضاً ورشة عمل ركزت على تحفيز الأطراف لرفع سقف الطموح في المساهمات المحددة وطنياً، وبحث سبل الاستفادة من جهود منظمة الأمم المتحدة وشركائها لدعمهم في إعداد وتنفيذ النسخة القادمة من المساهمات. وخلال اجتماعات بون، أطلقت رئاسة COP28 رسمياً «مجموعة التعاون الفني المشترك» لدعم تطبيق بنود «إعلان COP28 الإمارات بشأن النظم الغذائية والزراعة المستدامة والعمل المناخي».
ويمثل إطلاق هذه المجموعة خطوة مهمة ضمن الجهود الهادفة لإحداث نقلة نوعية في النظم الزراعية والغذائية وتمكينها لمواجهة تحديات تغير المناخ بشكل فعال.
وشاركت رئاسة COP28 في عدد من الفعاليات الرامية لدعم تنفيذ «اتفاق الإمارات» التاريخي، والتي أقرَّتها الأطراف خلال المؤتمر الذي استضافته دولة الإمارات أواخر العام الماضي، ومنها الحوار الأول بموجب «برنامج عمل الإمارات للانتقال العادل»، و«حوار الخبراء بشأن الجبال وتغير المناخ».
وخلال اجتماعات بون، شدد فريق COP28 على ضرورة وضع هدف جديد واضح للتمويل المناخي، ودعا الأطراف المعنية إلى التعاون خلال المفاوضات لوضع الأسس اللازمة لتحقيق تقدم ملموس في مؤتمر الأطراف COP29 القادم في باكو.
وأكد عمر البريكي، نائب كبير مفاوضي COP28، خلال مشاركته في الحوار العاشر للخبراء الفنيين بشأن الهدف الجماعي الجديد للتمويل المناخي، على أهمية إقرار هدف شامل ومتكامل يقدم استجابة سريعة للدول والمجتمعات الأكثر تضرراً من تداعيات تغير المناخ بما يعكس طموح البشرية والتزامها بتحقيق أولويات وأهداف الدول النامية وتلبية احتياجاتها. وعلى هامش اجتماعات بون، شارك فريق COP28 في أكثر من 10 فعاليات ركزت على بنود خطة عمل رئاسة المؤتمر، وشهدت وضع خرائط طريق لدعم رئاسة COP29 في البناء على إنجازات COP28، كما لاقت جهود سعادة رزان خليفة المبارك الهادفة لتحفيز تنفيذ بنود «اتفاق الإمارات» بالتزامن مع الإطار العالمي للتنوع البيولوجي ترحيباً واسعاً.
وتعزيزاً للزخم قبل الاجتماعات المناخية العالمية المهمة القادمة لاتفاقيات ريو الثلاث بشأن تغير المناخ والتنوع البيولوجي والتصحر، عقدت رئاستا «COP28» و«COP29» اجتماعاً لرئاسات اتفاقيات ريو، التي تشمل الصين، وكوت ديفوار، وكولومبيا، والبرازيل، لمناقشة سبل تنفيذ إجراءات متكاملة لمواجهة تداعيات تغير المناخ والحفاظ على الطبيعة والأراضي عبر جميع أنحاء العالم، بهدف حماية البشرية وكوكب الأرض. وفي فعالية حول المدن والعمل المناخي متعدد المستويات، أكدت رزان خليفة المبارك أهمية دور الجهود الوطنية في العمل المناخي على مستوى الدول، وتناول النقاش سبل تسريع وتقييم وتنفيذ عمل مناخي طموح متعدد المستويات، مع مراعاة احتواء جميع الجهات المعنية من خلال «تحالف الشراكات متعددة المستويات عالية الطموح». وإلى جانب فريق «COP28»، شارك في الفعالية، عددٌ من الجهات الداعمة للتحالف الذي أطلقه COP28، لمناقشة التجارب الوطنية والاحتياجات الجديدة والحلول المطلوبة لتفعيل التحالف.
جدير بالذكر أن إدراج مهمة رائد المناخ للشباب ضمن منظومة مؤتمرات الأطراف، تماشياً مع «اتفاق الإمارات»، شكَّل أحد المُخرَجات الرئيسة لـ COP28، بهدف إعلاء أصوات الشباب وتفعيل مشاركتهم في العمل المناخي العالمي ومنظومة مؤتمرات الأطراف. وفي فعالية رسمية على هامش اجتماعات بون، اجتمعت رئاسة «COP28» مع عدد من شركائها، بالتعاون مع رئاسة COP29 ومنظمة YOUNGO (الذراع الشبابية لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ)، لمناقشة سبل وضع احتياجات الشباب في صميم العمل المناخي، وتقييم التقدم المحرز وتحديد ومعالجة الثغرات في جهود إدماج الشباب في مفاوضات السياسات المناخية الدولية.

مقالات مشابهة

  • مساعد الرئيس الروسي يتحدث عن التكيف مع تغيرات المناخ
  • السوداني:برنامجي الحكومي يستهدف تفعيل القطاع الخاص
  • «بيئة أبوظبي» تنضم إلى تحالف الإمارات
  • العور: «حظر العمل وقت الظهيرة» حقق مستويات التزام عالية
  • دعوة لرفع سقف الطموح المناخي لدعم تنفيذ بنود «اتفاق الإمارات»
  • دعوة إلى رفع سقف الطموح المناخي
  • تغير المناخ في قفص الاتهام.. أسباب تدهور صحة القلب والأوعية الدموية
  • بحث التكامل لتحقيق أهداف العمل الخيري في بخاء
  • توصيات النسخة الأولى من منتدى ميثاق الأمم المتحدة
  • إطلاق مبادرة "أسرع إلى الأمام" لدعم القطاع الخاص في مجهوداته بالاستدامة