مصادر تكشف كيف تفكر واشنطن في المرحلة التالية من حرب غزة؟
تاريخ النشر: 2nd, December 2023 GMT
وكيف لها أن تضبط شكل المرحلة القادمة؟ وقالت في تقرير لها: إن واشنطن مثلما ظلت في الماضي تزود إسرائيل بالسلاح، وبغطاء دبلوماسي، وتردع أعداءها الإقليميين، ما منحها نفوذا على عملية صنع القرار في تل أبيب، ينبغي أن تنصب أهدافها الآن في حماية إسرائيل وصون حقها في الدفاع عن نفسها، وإحياء مسار حل الدولتين الذي يوفر للفلسطينيين الحرية وتقرير المصير.
وشددت على ضرورة أن يختار الرئيس جو بايدن النهج الكفيل بتعظيم احتمالات تحقيق هذه الأهداف إلى أقصى حد.
وهذا يعني «تهميش الإرهابيين» في كلا الطرفين العاقدين العزم على تخريب أي تسوية دائمة، على حد تعبيرها.
ورأت أن أحد الخيارات أمام أمريكا هو أن تستعجل وقفا دائما لإطلاق النار الآن، إذ إن من شأن ذلك أن يحد من الخسائر وسط المدنيين، لأنه إذا دخلت إسرائيل جنوب غزة واستخدمت نفس التكتيكات التي طبقتها في الشمال، فإن أعداد الضحايا ستكون أعلى بكثير نظرا لاكتظاظ المنطقة بالسكان، وليس ثمة مكان يلجأ إليه المدنيون.
ورجحت «إيكونوميست» أن تتمخض الحرب عن سقوط الحكومة الائتلافية اليمينية المتطرفة بقيادة بنيامين نتنياهو، التي كانت ولا تزال عقبة أمام حل الدولتين، لكنها عبرت عن مخاوفها من أن وقفا دائما لإطلاق النار الآن من شأنه أن يجعل حركة حماس منتصرة مع الحفاظ على معظم قدراتها سليمة، ما يقوض أمن إسرائيل، وينال من فرص تحقيق حل الدولتين، بحسب المجلة.
ولفتت إلى أن حماس ربما لا تزال تحتفظ بثلاثة أرباع قوتها العسكرية، وتتوعد بشن مزيد من الهجمات، مؤكدة أنه يتعين على أمريكا أن تمضي قدما في جهودها الرامية إلى تشكيل الطريقة التي تدير بها إسرائيل الحرب، والتأثير على مخططاتها لمرحلة ما بعد الحرب، وتوجيه سياساتها نحو حل الدولتين.
واقترحت المجلة على إسرائيل تحديد هدف عسكري واقعي يقوم على تدمير أغلب إمكانات حماس العسكرية وقدرتها على حكم غزة، بدلا من القضاء عليها بالكامل.
ودعت إسرائيل أن تفتح حدودها في معبر كرم أبو سالم أمام تدفقات المساعدات، وأن توفر لسكان غزة المأوى والمساعدة الطبية. ورأت أن واشنطن تستطيع إبداء نواياها عبر التحدث إلى خلفاء نتنياهو المحتملين، ومطالبته بالإفراج عن أموال الفلسطينيين، واتخاذ إجراءات صارمة ضد المستوطنين «العنيفين»، وكبح جماح الجيش الإسرائيلي في الضفة الغربية المحتلة
المصدر: مأرب برس
كلمات دلالية: حل الدولتین
إقرأ أيضاً:
الرجوب يرد في حوار مع عربي21 على خطة واشنطن لغزة.. حل الدولتين أو لا سلام
أكد جبريل الرجوب، أمين سر اللجنة المركزية لحركة فتح، أن أي صيغة دولية لتشكيل قوة خاصة بإحكام قطاع غزة قبل نهاية العام، كما أعلنت الولايات المتحدة، ستكون مضيعة للوقت إذا لم ترتكز على وحدة الأراضي الفلسطينية ووحدة النظام السياسي الفلسطيني، ووقف فوري لكل أشكال الاعتداءات الإسرائيلية على كل الأراضي الفلسطينية من رفح إلى جنين، وتوفير أفق سياسي واضح لإنهاء الصراع من خلال إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة.
وفي حوار حصري مع "عربي21"، شدد الرجوب على أن استبعاد السلطة الفلسطينية من أي مبادرة دولية بشأن غزة وعدم التشاور معها حول مستقبل القطاع لا يقلل من مكانة السلطة أو مرجعيتها الوطنية، قائلاً: "السلطة هي عنوان ومرجعية الحالة الوطنية الفلسطينية، رغم الحاجة إلى إصلاحات تتم وفق مصلحة وطنية ومبادرة فلسطينية". وأضاف أن إنجاز الوحدة الوطنية وإنهاء الانقسام بين الضفة وغزة هو الخطوة الأساسية لتثبيت شرعية النظام الفلسطيني وإحباط محاولات البعض لتكريس الانقسام بهدف إنهاء فكرة الدولة الفلسطينية.
وتطرق الرجوب إلى ما اعتبره أجندات الإدارة الأمريكية الأخيرة، مشيراً إلى أنها تتعارض مع القيم الأمريكية والمصالح الفلسطينية، وقال: "ما تقدمه أمريكا لا يعبر عن قيمها ولا يحمي مصالحها، بل يخدم مصالح اليمين الإسرائيلي المتطرف، وعلى رأسه نتنياهو، الذي يشكل تهديداً للاستقرار الإقليمي والسلم العالمي". وأوضح أن المجتمع الدولي يقع على عاتقه مسؤولية تحديد مصالحه الحقيقية والعمل على حماية حقوق الشعوب، بما في ذلك حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، وتحقيق سلام دائم قائم على إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة كاملة السيادة وحل قضية اللاجئين.
ورداً على ضعف السلطة الفلسطينية خلال الحرب الأخيرة على غزة، أكد الرجوب أن السلطة والقوى الفلسطينية مطالبة بمراجعة أدائها واستخلاص الدروس لبناء أفق مستقبلي، مشدداً على أن ما لدى الفلسطينيين هو وحدتهم وصمودهم ومؤسساتهم الوطنية، وأن ذلك يمثل الطريق الوحيد نحو تحقيق الاستقلال وإقامة الدولة الفلسطينية.
وأشار الرجوب إلى أن السلطة الفلسطينية تسعى لتعزيز الديمقراطية الداخلية، من خلال بناء نظام موحد يعتمد على سلطة واحدة، وقانون واحد، وسلاح واحد، وشرطة واحدة، مؤكداً أن الحلول يجب أن تأتي عبر صناديق الاقتراع وليس عن طريق صناديق الرصاص، لافتاً إلى أن الوحدة الوطنية ومفهوم الشراكة هما الأساس لمواجهة الاحتلال وفرض مصالح الشعب الفلسطيني.
وتأتي تصريحات الرجوب في وقت تتصاعد فيه التوترات حول غزة، وسط محاولات دولية لتشكيل قوة متعددة الأطراف للإشراف على القطاع، في حين يصر الفلسطينيون على أن أي حلول مستدامة لا يمكن أن تتحقق إلا من خلال مراعاة سيادة الدولة الفلسطينية ووحدة نظامها السياسي وإنهاء الانقسام الداخلي، وهو ما يشدد عليه الرجوب كخطوة استراتيجية لا غنى عنها لتحقيق السلام والاستقرار في المنطقة.