دخلت المفاوضات حول وقف إطلاق النار في قطاع غزة مرحلة حاسمة، بعد تسليم حركة المقاومة الإسلامية – حماس ردّها على المقترح الأخير لوقف إطلاق النار، والذي وصفته مصادر إسرائيلية بـ "التعديلات المثيرة للتحدي"، فيما رحّب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بالرد واعتبره "إيجابيًا"، متوقعًا التوصل إلى اتفاق خلال أيام.

رد حماس يُربك تل أبيب

وبحسب هيئة البث الإسرائيلية، فإن الرد المقدم من حماس يتضمن تعديلات جوهرية، أبرزها:

ضمان انسحاب إسرائيلي واضح من القطاع

عودة آلية إدخال المساعدات كما كانت سابقًا

اشتراطات تتعلق بالأسرى والمختطفين


وتعتبر هذه النقاط – حسب المراسل السياسي في قناة 12، يارون أفراهام – غير مقبولة لدى حكومة الاحتلال، التي ترى أن بعض المطالب تهدد أمنها وتقيّد يدها في مستقبل العمليات العسكرية.

وأضاف أفراهام أن إسرائيل غير مستعدة للقبول بانسحاب كامل وفق تصور حماس، كما أنها ترى أن ملف الأسرى لا يزال بحاجة إلى صياغة دقيقة تحدد من يُفرج عنهم أولًا، وما إذا كانت قائمة حماس تتوافق مع ما هو مطروح إسرائيليًا.

الكابينت يجتمع.. ووفد تفاوضي خلال ساعات

وأكدت هيئة البث الإسرائيلية أن المجلس الوزاري المصغر (الكابينت) سيجتمع مساء السبت الساعة 10 مساءً لبحث مضمون رد حماس ومسار المفاوضات الجارية.

وفي خطوة تعكس وجود نوايا تفاوضية، أعلنت قناة 12 العبرية أن إسرائيل تستعد لإرسال وفد تفاوضي خلال 24 ساعة، في وقت تتحدث فيه مصادر عربية لصحيفة "إسرائيل اليوم" أن الاتفاق على بعد خطوة واحدة من التنفيذ.

ترامب يتفاعل: "قد يتم التوصل لاتفاق هذا الأسبوع"

وفي أول تعليق له على تطورات غزة، قال الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب: "من الجيد أن حماس قالت إنها ردت بروح إيجابية. قد يكون هناك اتفاق وقف إطلاق نار في غزة خلال أيام. لم أطلع على التفاصيل، لكن علينا فعل شيء، فنحن نرسل الكثير من المال والمساعدات".

 

ووفق ما نقلته صحيفة "معاريف"، يعتزم ترامب ممارسة ضغوط على إسرائيل لإتمام صفقة غزة خلال زيارة مرتقبة لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى واشنطن، حتى وإن أدى ذلك إلى بقاء حماس في القطاع.

تيار الإصلاح في فتح يرحّب برد حماس

وفي الداخل الفلسطيني، رحّب تيار الإصلاح الديمقراطي في حركة فتح بالرد الذي أعلنته حماس، ووصفه بـ "الإيجابي"، معتبرًا أنه "يستجيب لحاجة شعبنا إلى فترة هدوء يتنفس فيها بعض أكسجين الحياة بعد كل هذا القتل والتجويع والإبادة".

وجاء في بيان رسمي صدر عن التيار: "ندعو حماس إلى فعل كل ما يلزم لإنجاح جهود التهدئة، والحد من المجازر اليومية والمعاناة، ومواجهة المخططات الاحتلالية التي يقودها نتنياهو واليمين المتطرف في إسرائيل".

 

العدوان مستمر

ورغم المؤشرات الإيجابية، تواصل القصف الإسرائيلي على القطاع، حيث أفادت مصادر فلسطينية بوقوع 19 شهيدًا منذ فجر السبت في سلسلة غارات عنيفة استهدفت مناطق متفرقة من غزة، في وقت لا تزال فيه الآلة العسكرية الإسرائيلية تعمل دون توقف.

 

ترقب وحذر

في ظل التصريحات المتضاربة من مختلف الأطراف، يبقى المشهد معلقًا بين تفاؤل حذر من انفراج قريب، ومخاوف من تعنت إسرائيلي قد يفجر جولة جديدة من التصعيد. ويبدو أن الساعات المقبلة ستكون حاسمة في تحديد مصير الحرب والمفاوضات على حد سواء.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: قطاع غزة غزة فلسطين إسرائيل وترامب اسرائيل

إقرأ أيضاً:

مصادر أمريكية تكشف تبادل معلومات استخباراتية مع إسرائيل خلال حرب غزة

كشفت مصادر مطلعة أن أجهزة الاستخبارات الأمريكية علقت بشكل مؤقت تبادل بعض المعلومات الحساسة مع إسرائيل خلال فترة ادارة الرئيس جو بايدن على خلفية مخاوف متزايدة من سلوك قوات الاحتلال الإسرائيلية خلال الحرب فى غزة ولا سيما ما يتعلق بارتفاع أعداد الشهداء المدنيين وطريقة معاملة الأسرى الفلسطينيين.
واتخذ القرار فى النصف الثانى من عام 2024 عندما أوقفت الولايات المتحدة بثا مباشرا لفيديو صادر عن طائرة أمريكية مسيرة كانت تحلق فوق قطاع غزة وتستخدمه الحكومة الإسرائيلية فى ملاحقة مقاتلى حماس ومحاولات تحديد مواقع رهائن وبحسب المصادر استمر تعليق هذا البث عدة أيام على الأقل قبل إعادته لاحقا.
وأفادت رويترز بأن واشنطن فرضت كذلك قيودا على كيفية استخدام إسرائيل لبعض المعلومات الاستخباراتية الأمريكية فى عمليات استهداف شخصيات عسكرية توصف بأنها عالية القيمة داخل غزة من دون أن يتم تحديد توقيت دقيق لاتخاذ هذا القرار.
وأوضح ثلاثة أشخاص مطلعين أن مسئولين أمريكيين عبروا عن قلقهم من عدم تقديم إسرائيل ضمانات كافية تؤكد التزامها بقانون الحرب عند استخدام المعلومات التى توفرها واشنطن وبموجب القانون الأمريكى يتعين على وكالات الاستخبارات الحصول على مثل هذه الضمانات قبل مشاركة أى معلومات حساسة مع دولة أجنبية.
ورغم أن إدارة بايدن واصلت رسميا سياسة الدعم لإسرائيل عبر تزويدها بالأسلحة ومشاركة المعلومات الاستخباراتية فإن قرار حجب بعض البيانات اتخذ داخل أجهزة الاستخبارات بشكل محدود وتكتيكى وهدفه ضمان استخدام المعلومات الأمريكية بما يتوافق مع قواعد الحرب والقانون الدولي
ويقول خبراء إن حرمان حليف وثيق من معلومات استخباراتية ميدانية خلال نزاع مسلح يعد خطوة غير معتادة ويعكس مستوى حساسا من التوتر بين الجانبين، وقد استؤنف تبادل المعلومات لاحقا بعد ان قدمت إسرائيل تعهدات بالالتزام بالقواعد الأمريكية ذات الصلة.
وقال المكتب الصحفى العسكرى الإسرائيلى إن إسرائيل والولايات المتحدة حافظتا على تعاون أمنى واستخباراتى طوال فترة الحرب من دون التطرق بشكل مباشر إلى وقائع تعليق تبادل المعلومات وأكد فى رسالة إلكترونية ان التعاون الاستخباراتى الاستراتيجى استمر خلال الحرب.

مقالات مشابهة

  • قصف لا يتوقف على غزة.. بشير جبر: إسرائيل مستمرة في خرق اتفاق وقف إطلاق النار.. تفاصيل
  • حماس: سلاحنا "حق مشروع" ومنفتحون على مقترحات تحافظ عليه
  • إعلام: مقتل أكثر من 300 فلسطيني في غزة خلال هجمات إسرائيلية منذ بدء وقف إطلاق النار
  • ستوكهولم.. متظاهرون ينددون بمواصلة "إسرائيل" هجماتها على غزة
  • استشهاد أكثر من 300 فلسطيني جراء الهجمات الإسرائيلية منذ بدء وقف إطلاق النار
  • مصادر أمريكية تكشف تبادل معلومات استخباراتية مع إسرائيل خلال حرب غزة
  • “حماس”: استمرار جيش العدو الإرهابي بجرائمه في غزة إمعان في خرق اتفاق وقف اطلاق النار
  • حماس تحمل الاحتلال مسؤولية تداعيات خرقه اتفاق وقف إطلاق النار بغزة
  • غزة.. كواليس دخول خطة ترامب المرحلة الثانية خلال أسابيع
  • مباشر. قسوة الطقس تفاقم الخسائر الإنسانية في غزة.. وضغوط أميركية لبدء المرحلة الثانية من اتفاق وقف النار