ذكرى وفاة ماركيز دي ساد.. كيف اكتشف الجوانب المظلمة في البشر؟
تاريخ النشر: 2nd, December 2023 GMT
تحل اليوم ذكرى وفاة الكاتب ماركيز دي ساد، المعروف أيضًا باسم دوناتيان ألفونس فرانسوا دي ساد. كان دي ساد كاتبًا فرنسيًا ثوريًا وروائيًا من الطبقة الأرستقراطية. تتميز رواياته بالطابع الفلسفي والسادي، حيث استكشف قضايا وتخيلات بشرية مثيرة للجدل وغالبًا ما تتعارض مع القوانين الأخلاقية التقليدية. تناولت أعماله جوانب مظلمة وعميقة في النفس البشرية، مثل البهيمية.
ولد ماركيز دي ساد في باريس في 2 يونيو 1740، وكان والده دبلوماسيًا في البلاط الملكي للملك لويس الخامس عشر. والدته كانت وصيفة للأميرة دي كوند. نشأ دي ساد في بيئة مترفة وكان يعامل بلطف من قبل الخدم الذين كانوا يسعون لإرضائه وتلبية رغباته. ومع ذلك، هجر والده والدته عندما كان صغيرًا، فاضطرت والدته للعيش في دير.
عاش ماركيز دي ساد حياة غريبة وانتهت في السجن. تم سجنه في مصحة شارنتون، حيث وضعه وزير الداخلية في غرفة عزلة ومنعه من الحصول على الحبر والورق. كما أنه كان يشعر بالملل من التحقيقات التي أجراها المسئولون الحكوميون، وصلت الأمور إلى حد أن نابليون اعتبر ضرورة استمرار عزله في المصحة، وتدهورت صحته بشكل كبير حتى توفي في 2 ديسمبر 1841.
أمضى دي ساد حوالي 32 عامًا من حياته في السجون، بما في ذلك 10 سنوات في سجن الباستيل، وتم أيضًا احتجازه في مصحة للأمراض العقلية. كتب معظم أعماله أثناء فترات سجنه. وقد اشتق مصطلح "السادية" من اسمه، وأصبح مرادفًا في اللغة للعنف والألم والدموية.
في إحدى رسائله، ذكر دي ساد: "نعم، أنا ركبت المعاصي 'الليبرتينية'، وقد تخيلت في كتاباتي كل ما يمكن تخيله في هذا المجال، لكنني بالتأكيد لم أفعل كل ما تخيلته ولن أفعل ذلك أبدًا. أنا فاسق، ولكنني لست مجرمًاأو قاتلًا". يعتبر دي ساد واحدًا من أبرز الكتاب الذين استكشفوا حدود الأدب وتحدوا القيم الاجتماعية المعتادة في زمانه.
تأثر العديد من الكتاب والفنانين بأعمال ماركيز دي ساد، وقد أثرت أفكاره ورواياته على الأدب والفلسفة والفن بشكل عام. تعتبر رواية "الأيام المسروقة" واحدة من أشهر أعماله، وتعرض قصة رجل يستكشف حدود الشر والعنف والمتعة المحرمة. كما اشتهرت روايته "جولييت" التي استكشفت موضوعات العشق والشهوة والموت.
على الرغم من أعماله المثيرة للجدل والتي تحتوي على أفكار مثيرة للانتقاد، يُعتبر ماركيز دي ساد إحدى الشخصيات الأدبية البارزة في التاريخ. تُشدد بعض الآراء على أن قصصه ورواياته تحمل رسائل فلسفية وفكرية عميقة قد تتطلب فهمًا عميقًا للغاية. على أي حال، فإن أعماله لا تزال تحظى بشعبية واسعة وتستمر في تحفيز النقاش والتأمل في القضايا الأخلاقية والفلسفية والأدبية.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: سجن الباستيل كتاب كاتب ا فرنسي
إقرأ أيضاً:
اكتشف الخطر الصامت الذي ينعكس في عينيك
صراحة نيوز- ارتفاع الكوليسترول في الدم يُعتبر تهديداً صامتاً لصحة القلب، إذ غالباً ما لا يرافقه أعراض واضحة، لكنه قد يؤدي إلى أمراض قلبية خطيرة أو سكتات دماغية إذا لم يُكتشف ويُعالج في الوقت المناسب.
ويشير الخبراء إلى أن بعض الفئات أكثر عرضة للإصابة به، مثل الرجال والأشخاص فوق سن الخمسين. كما تلعب العادات اليومية غير الصحية دوراً رئيسياً في رفع مستويات الكوليسترول، من بينها تناول الأطعمة الدهنية، زيادة الوزن، التدخين، واستهلاك الكحول.
كما يمكن أن يكون السبب وراثياً، مثل حالة “فرط كوليسترول الدم العائلي”، التي تعوق قدرة الكبد على معالجة الكوليسترول، ما يؤدي إلى ارتفاعه في الدم.
وقد تظهر بعض العلامات المميزة على المصابين، مثل ترسبات صفراء قرب زاوية العين الداخلية المعروفة بـ”الزانثلاسما”، أو حلقة بيضاء حول قزحية العين تسمى “قوس القرنية”، إضافة إلى تورمات دهنية تعرف بـ”ورم الأوتار الأصفر” في الركبتين أو مفاصل الأصابع.
ويشدد الخبراء على أهمية الفحص الدوري لمستوى الكوليسترول، سواء لدى الطبيب أو في بعض الصيدليات، خاصة لمن تجاوزوا سن الأربعين، أو يعانون زيادة في الوزن، أو لديهم تاريخ عائلي مع أمراض القلب أو الكوليسترول المرتفع، وفق توصيات هيئة الخدمات الصحية البريطانية (NHS).
وللحفاظ على مستويات صحية، تنصح مؤسسة القلب البريطانية (BHF) بممارسة النشاط البدني المنتظم، موضحة أن التمارين تسهم في نقل الكوليسترول الضار إلى الكبد للتخلص منه. ولا يشترط أن تكون التمارين شاقة، فأنشطة بسيطة مثل صعود الدرج، اليوغا، البيلاتس، أو المشي السريع يمكن أن تحدث فرقاً كبيراً.
كما يُعد الإقلاع عن التدخين خطوة فعالة لتحسين صحة القلب ومستويات الكوليسترول، حيث تبدأ الفوائد الصحية بالظهور خلال أيام، وينخفض خطر الإصابة بأمراض القلب إلى النصف بعد عام من الإقلاع.
أما النظام الغذائي، فله دور أساسي في ضبط الكوليسترول، وينصح بتقليل تناول الأطعمة الغنية بالدهون المشبعة مثل الفطائر، النقانق، الزبدة، القشطة، الجبن الصلب، الكيك، والبسكويت، وأي منتجات تحتوي على زيت جوز الهند أو زيت النخيل.