جيروزاليم بوست: حماس قادرة على الصمود وتحدي إسرائيل
تاريخ النشر: 4th, December 2023 GMT
تمتلك حركة المقاومة الإسلامية (حماس) القدرة على الصمود وتحدي إسرائيل التي تواجه "خيارات محدودة وصعبة"، بحسب دان بيري في مقال بصحيفة "ذا جيروزاليم بوست" الإسرائيلية (The Jerusalem Post) ترجمه "الخليج الجديد".
ومنذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي، يشن جيش الاحتلال الإسرائيلي حربا مدمرة على قطاع غزة، تخللتها هدنة لمدة 7 أيام انتهت في 1 ديسمبر/ كانون الأول الجاري، وخلّفت 15 ألفا و523 شهديا فلسطينيا و41 ألفا و316 جريحا، بالإضافة إلى دمار هائل في البنية التحتية و"كارثة إنسانية غير مسبوقة"، بحسب مصادر رسمية فلسطينية وأممية.
وتحت عنوان "قصة حماس والرهائن بعيدة عن الانتهاء"، قال بيري إن الرأي العام الإسرائيلي يعطي أولوية لإطلاق سراح الأسرى جميعا على القضاء على "حماس"، لكن "الخيارات محدودة وصعبة أمام إسرائيل".
وردا على اعتداءات الاحتلال اليومية بحق الشعب الفلسطيني ومقدساته، ولاسيما المسجد الأقصى في مدينة القدس المحتلة، أطلقت "حماس" في 7 أكتوبر هجوما ضد مستوطنات وقواعد عسكرية إسرائيلية في محيط غزة، فقتلت 1200 إسرائيلي وأصابات 5431 وأسرت نحو 239 بادلت العشرات منهم خلال هدنة إنسانية مع الاحتلال، الذي يحتجز في سجونه 7800 فلسطيني، بينهم أطفال ونساء.
وبحسب بيري، فإن "إسرائيل قد يكون لديها خيار إعلان النصر والبقاء مسؤولة عن شمال غزة (...)، وقد يكون من المفيد تنصيب نسخة من السلطة الفلسطينية في هذه المنطقة".
وزعم أنه "ربما يغير الفلسطينيون (الذين سيظلون تحت سيطرة "حماس" في مناطق جنوب قطاع غزة) تفكيرهم عندما يرون الشمال مزدهرا في ظل خطة حقيقية وشاملة لإعادة الإعمار والتنمية في مقابل الجنوب الذي سيعاني".
اقرأ أيضاً
حماس: تهديد الاحتلال باغتيال قادتنا تعكس مأزقه ولا تخيفنا
جنوب غزة
و"من المرجح أن ترغب حماس قريبا في تمديد الهدنة بشكل أكبر لإبطاء زخم العملية الإسرائيلية وزيادة فرص بقائها في السلطة، بطريقة أو بأخرى، على الأقل في المستقبل، وربما في كيان جديد ناشئ يُمكن أن يُعرف بجنوب غزة"، كما قال بيري.
وتابع: "ومن أجل إطلاق سراح بقية الأسرى (الإسرائيليين)، تطالب حماس ليس فقط بالإفراج الكامل عن جميع الأسرى (الفلسطينيين) في إسرائيل، بل أيضا بوقف القتال".
ومضى قائلا: "هناك معادلة أكثر تعقيدا تتضمن عاملين: إسرائيل تحتجز بشكل مشكوك فيه العديد من السجناء الفلسطينيين في الاعتقال الإداري دون تهمة، كما تضطهد الفلسطينيين بشكل حقيقي منذ ما يقرب من 60 عاما في الضفة الغربية".
وزاد بأن "الاستيطان في الضفة الغربية، والأنظمة القانونية الموازية في إسرائيل (المجحفة بحق الفلسطينيين)، تسخر من ديمقراطية إسرائيل المفترضة، ولا يمكن أن ننسب كل الانتقادات إلى معاداة السامية".
اقرأ أيضاً
حماس: لن نبرم أي صفقات تبادل قبل انتهاء العدوان الصهيوني
تحدٍ حقيقي
ويقول قادة الاحتلال إنهم مصرون على استمرار الحرب، على أمل إنهاء حكم "حماس" المستمر لغزة منذ صيف 2007، والقضاء على القدرات العسكرية للحركة التي تقاوم الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين منذ عقود.
لكن بيري اعتبر أنه إذا كانت إسرائيل جادة فيما يتعلق بالتخلص من "حماس" من كامل قطاع غزة، فإنها ستواجه "تحديا حقيقيا".
وقال إن "إسرائيل قد تكتشف أنها لا تملك تفويضا مطلقا للقيام بما تريد. والقول إن حماس تستخدم المدنيين دروعا بشرية لا يعني أن قتل هؤلاء الدروع يعتبر أمرا مقبولا، ولا يجوز أن تصبح إسرائيل منبوذة".
وشدد على أن حماس "يمكنها أن تصمد وتتحدى إسرائيل التي لن تجرؤ على أن تهاجم الجنوب، حيث يقيم الآن مليونا شخص، بينهم النازحون من الشمال".
و"تراهن حماس على أن العالم، وبخاصة الولايات المتحدة، سيجبر إسرائيل على التوقف وإعطاء الأولوية للأسرى والموافقة على صفقة تتيح للحركة البقاء في السلطة"، كما تابع بيري.
وزاد بأنه إذا حدث ذلك، فإن حماس "ستعلن أنها حققت شكلا من أشكال النصر، وسيصدقها الملايين من الناس الغاضبين في المنطقة".
ودعيا إلى رحيل الحكومة الإسرائيلية الحالية برئاسة بنيامين نتنياهو، قال بيري إنه "من غير الواضح حتى الآن كيف ستؤول الأمور، لكن الواضح هو أن هناك خيارات صعبة في الانتظار، وسيكون من الأفضل لو أن إسرائيل لديها قيادة ذات مصداقية".
اقرأ أيضاً
بعد استعادة أسرى إسرائيل.. أمريكا تتجه لمطالبة قطر بإغلاق مكتب حماس
المصدر | دان بيري/ ذا جيروزاليم بوست- ترجمة وتحرير الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: جيروزاليم بوست حماس صمود إسرائيل أسرى غزة حرب
إقرأ أيضاً:
هدنة بين إيران وإسرائيل.. أين مجازر غزة من حسابات ترامب؟
في مفاجأة لم يتوقعها العالم جراء التصعيد المتبادل بين الطرفين، أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، فجر اليوم الثلاثاء، وقف إطلاق النار بين إسرائيل وإيران، بعد حرب دامت لـ 12 يومًا.
لكن ما أثار حفيظة العديد من المراقبين، أنه على الرغم من تأكيد ترامب انتهاء الحرب بين الإيرانيين والاحتلال، فإنه لم يشر من بعيد أو قريب للمجازر التي ترتكب في غزة ضد المدنيين العزل والنساء والأطفال، التي قاربت على نهاية عامها الثاني.
ووسط إصرار إيران وإسرائيل أن أحدهما حقق النصر على الآخر، ليس هناك من ينظر إلى الشعب الفلسطيني، الذي يأمل لوقف معاناته المتواصلة من الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة، والتي أدت إلى تدمير كل مقومات الحياة داخل القطاع، فضلا عن سقوط ما يقرب من 180 ألف شهيد ومصاب أغلبيتهم من النساء والأطفال.
وجدد الاتفاق الإيراني الإسرائيلي آمال الشعب الفلسطيني لوقف المعاناة التي يتعرض لها يوميًا جراء الغارات الجوية والاستهداف المباشر للمدنيين من قبل قوات الاحتلال، ما فاقم من الأوضاع الإنسانية الصعبة، وسط استهداف مباشر للبنية التحتية من شبكات المياه والكهرباء والوقود، إلى جانب ممارسة سياسة الحصار الخانق عن طريق منع وصول المساعدات الإنسانية والإغاثية للقطاع، ما أدى إلى انتشار الأوبئة وسوء التغذية.
لا يزال مصير الحرب في غزة بين حماس وتل أبيب مجهولًا عقب دخول الحرب الشهر الـ 20 على التوالي، والتي أدت إلى تدمير شبه كامل للقطاع، وبحسب وكالة رويترز للأنباء، فإن مصادر مقربة من حركة حماس، قالت إن هناك جهودا جديدة لاستئناف محادثات وقف إطلاق النار مع إسرائيل.
وقالت المصادر، إن حماس منفتحة على مناقشة أي عرض يؤدي إلى إنهاء الحرب، مع الانسحاب الإسرائيلي من القطاع، في تأكيد لشروط تتمسك بها حماس ويرفضها الاحتلال.
وفي بيان صادر لها اليوم الثلاثاء، طالبت حركة حماس بوقف فوري وشامل لحرب الإبادة على أكثر من مليوني فلسطيني محاصر في غزة، ودعت المجتمع الدولي والأمم المتحدة بالتدخل الفوري لوقف المجازر في القطاع.
وأكدت حماس أن نقاط توزيع المساعدات فب غزة مصائد للموت، مشددة على أنها تُستخدم لإدارة التجويع.
من جانبها أفادت صحيفة «ذا تايمز»، البريطانية، بأن الحرب المستمرة منذ السابع من أكتوبر 2023، قد نساها البعض، لكنها لا تزال قائمة دون نهائية واضحة، وسط أهداف عسكرية متغيرة باستمرار، مشيرة إلى أن بعد إعلان وقف إطلاق النار بين إيران وإسرائيل، طالب أصوات داخل إسرائيل باغتنام الفرصة لإنهاء الحرب في غزة وإعادة الرهائن.
وقال زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لابيد، عبر منصة إكس: «الآن غزة.. حان الوقت لإنهاء الصراع هناك أيضًا.. أعيدوا الرهائن، وأنهوا الحرب».
كما طالب أقارب الرهائن الإسرائيليين بوقف فوري للحرب في غزة، وجاء في بيان لمنتدى أسر الرهائن والمفقودين: «نطالب الحكومة بالانخراط في مفاوضات عاجلة من شأنها إعادة جميع الرهائن وإنهاء الحرب».
وأضاف البيان: «تم إنهاء العملية التي استمرت 12 يوما في إيران، الآن حان وقت إنهاء الحرب المستمرة منذ 627 يوما».
وفي أعقاب الأزمة، تواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي حصد أرواح الشعب الفلسطيني، حيث أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، ارتفاع حصيلة الشهداء في القطاع إلى 56.077 شهيدا و131.848 مصابا، أغلبيتهم من الأطفال والنساء، منذ بدء العدوان في السابع من أكتوبر 2023.
وأشارت وزارة الصحة في بيان صادر اليوم الثلاثاء، إلى أنه لا يزال عدد من الضحايا تحت الأنقاض، ولا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم، لافتة إلى أن مستشفيات قطاع غزة استقبلت نحو 79 شهيدا بينهم «5 شهداء انتُشلت جثامينهم»، و289 إصابة خلال الساعات الـ24 الماضية، فيما أن حصيلة الشهداء والإصابات منذ 18 مارس الماضي بعد خرق الاحتلال اتفاق وقف إطلاق النار بلغت 5.759 شهيدا، و19.807 إصابات.
وفي خدعة جديدة، لحصد أرواح المدنيين في قطاع غزة واستهداف أكبر عدد منهم، تترقب القوات الإسرائيلية لحظة تجمع المواطنين منتظري المساعدات من مؤسسة غزة الإنسانية، المسؤولة عن نظام توزيع المواد الغذائية المدعوم من الولايات المتحدة، حيث تفتح الآليات العسكرية نيرانها تجاه المواقع المكتظة بالمدنيين الآملين في الحصول على الطعام، حيث تُعد جريمة جديدة تُضاف في سجل الجرائم الإسرائيلية ضد الشعب الفلسطيني.
وقال رئيس المجلس الوطني الفلسطيني، روحي فتوح: «لم يحدث في تاريخ الحروب أن يتحول الألم والجوع إلى أداة للقتل الجماعي، وأن تُستخدم المساعدات كطُعم للموت، وتُحول مراكز توزيع الغذاء إلى ميادين للإعدام الجماعي».
وأضاف «فتوح»، أن المجزرة التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي في شارع صلاح الدين وسط قطاع غزة، اليوم الثلاثاء، تمثل جريمة حرب جديدة تُضاف إلى السجل الدموي للاحتلال، بعدما استهدفت قواته الفلسطينيين أثناء انتظارهم مساعدات غذائية، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 27 مواطنًا وإصابة العشرات، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية «وفا».
وأوضح أن الفلسطينيين الذين سقطوا اليوم لم يكونوا يحملون سوى وجعهم وجوع أطفالهم، ووقفوا ينتظرون قافلة غذائية، لكن الاحتلال استقبلهم بقصف وحشي حوّل المساعدات إلى أشلاء، والمكان إلى ساحة موت مفتوحة، مشيرًا إلى أن المساعدات تحولت إلى فخاخ مميتة مقصودة ومدروسة.
ومن جانبها، حذرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة «اليونيسف»، من أن غزة تواجه جفافًا، وقال المتحدث باسم المنظمة الدولية، جيمس إلدر: «سيبدأ الأطفال بالموت عطشا.. 40% فقط من مرافق إنتاج مياه الشرب لا تزال تعمل»، مشيرًا إلى أن المستويات حاليا أقل بكثير من معايير الطوارئ فيما يتعلق بمياه الشرب لسكان غزة.
اقرأ أيضاًإصابة جنود من جيش الاحتلال في كمين مسلح بقطاع غزة
المجلس الوطني الفلسطيني: الاحتلال حول المساعدات لفخاخ موت جماعي في غزة
ارتفاع حصيلة الشهداء بنيران جيش الاحتلال في غزة إلى 37