شاركت الدكتورة هالة السعيد، وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية في الجلسة النقاشية رفيعة المستوى لقمة القيادات النسائية العربية والتي تستضيفها رئاسة مؤتمر الأطراف 28 بالتعاون مع مؤسسة "WISER، حول "إدماج النوع الاجتماعي وتغير المناخ: النهوض بالمساواة من أجل مستقبل مرن"، وذلك على هامش فعاليات النسخة الـ 28 من مؤتمر الأمم المتحدة المعني بتغير المناخ COP28 المنعقد بدولة الإمارات العربية المتحدة.

 

وخلال كلمتها بالجلسة، قالت “السعيد” إن العالم العربي، بتنوعه البيولوجي الغني، وموارد الطاقة المتجددة الوفيرة، وتزايد أعداد الشباب، يحمل إمكانات هائلة للحلول المناخية، وتلعب المرأة العربية، باعتبارها عضوًا أساسيًا في مجتمعاتها، دورًا محوريًا في إطلاق هذه الإمكانات، مؤكدة أن الحكومة المصرية اتخذت خطوات جديرة بالثناء لتعزيز المساواة بين الجنسين والعمل المناخي، حيث تعترف الاستراتيجية الوطنية للتنمية المستدامة: رؤية مصر 2030 بأهمية مشاركة المرأة في التنمية المستدامة والعمل المناخي، كما أطلقت الحكومة العديد من المبادرات لتمكين المرأة اقتصاديًا واجتماعيًا، بما في ذلك الاستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة المصرية 2030.

وتابعت أنه في ضوء تحمل المرأة المسؤولية الأساسية عن الأعمال المنزلية والأمن الغذائي وإدارة المياه، فإن التغيرات الناجمة عن المناخ تؤثر في توافر الموارد والتدهور البيئي بشكل غير متناسب على قدرة المرأة على الوفاء بهذه الأدوار، كما تشكل النساء 60% من القوى العاملة الزراعية في العالم العربي، وهذا يعني أنهم يتأثرون بشكل غير متناسب بآثار تغير المناخ على الزراعة، مثل الجفاف والآفات، وتعد المناطق الريفية في مصر موطنًا لـ 58% من سكان مصر، حيث يكونون أكثر عرضة لتأثيرات تغير المناخ، مشيرة إلى أنه  من المتوقع أن ينمو عدد السكان العرب من 430 مليون نسمة في عام 2020 إلى 560 مليون نسمة بحلول عام 2050. وهذا سيشكل ضغطًا على الموارد المائية الشحيحة بالفعل، حيث تضم المنطقة العربية الآن 14 دولة من أصل 20 دولة تعاني من الإجهاد المائي في العالم.

وسلطت الضوء على دور المبادرة الوطنية للمشروعات الخضراء الذكية، في تقديم الدعم المالي والفني للشركات والمشاريع التي تقودها النساء، إلى جانب تعزيز العمل المناخي المستجيب للنوع الاجتماعي في جميع أنحاء البلاد، حيث قدمت المبادرة برامج التدريب وبناء القدرات لأكثر من 10.000 امرأة حول التكيف مع تغير المناخ وممارسات بناء القدرة على الصمود، كما  دعمت المبادرة إنشاء أول شركة طاقة شمسية مملوكة للنساء في مصر، وتوفر الشركة حلول الطاقة الشمسية للمجتمعات الريفية، مما يخلق فرص عمل ويحسن الوصول إلى الطاقة النظيفة، كما  قامت المبادرة بتدريب المزارعات على الممارسات الزراعية المستدامة، وساعد التدريب المزارعات على زيادة إنتاجهن وتقليل استهلاكهن للمياه.

وحول صحة المرأة وتغير المناخ، أوضحت “السعيد” أن مصر خطت خطوات كبيرة في توسيع نطاق الوصول إلى خدمات الصحة الإنجابية، بما في ذلك استشارات تنظيم الأسرة، ووسائل منع الحمل الحديثة، والرعاية الصحية للأم والطفل. وقد أدى ذلك إلى تمكين المرأة من اتخاذ قرارات مستنيرة بشأن صحتها الإنجابية، وساهم في انخفاض معدلات وفيات الأمهات وتحسين النتائج المتعلقة بصحة الطفل، مضيفة أنه إدراكًا لأهمية الأسرة باعتبارها حجر الزاوية في المجتمع، أطلقت الحكومة المصرية المشروع القومي لتنمية الأسرة المصرية عام 2021، ويهدف المشروع إلى زيادة توافر وسائل منع الحمل الحديثة وسهولة الوصول إليها، واستشارات تنظيم الأسرة، والتثقيف في مجال الصحة الجنسية والإنجابية في جميع المحافظات في مصر. ويشمل ذلك الوصول إلى المجتمعات المحرومة والفئات المهمشة، كما يركز المشروع على تعزيز البنية التحتية لخدمات الصحة الإنجابية، بما في ذلك تطوير مرافق الرعاية الصحية، وتدريب مقدمي الرعاية الصحية، وتحسين توافر الأدوية والمستلزمات الأساسية.

وأشارت إلى مبادرة 100 مليون صحة، التي تم إطلاقها في عام 2019، والتي كانت بمثابة برنامج رعاية صحية شامل يهدف إلى تحسين صحة جميع المصريين، مع التركيز بشكل خاص على المرأة. وقدمت المبادرة مجموعة من التدابير لمعالجة القضايا الصحية الحرجة، بما في ذلك السرطان والتهاب الكبد الوبائي والأمراض غير المعدية، وقد قامت مبادرة "100 مليون حياة صحية" بفحص أكثر من 60 مليون شخص بحثًا عن الأمراض غير المعدية، كما قدمت مبادرة صحة الأم والجنين الرعاية السابقة للولادة لأكثر من 10 ملايين امرأة.

وأضافت أنه كجزء من مبادرة حياة كريمة الشاملة التي تم إطلاقها في عام 2019، يعد برنامج القرى الخضراء في مصر بمثابة شهادة على التزام البلاد بمرونة المناخ وتمكين المرأة. وتهدف هذه المبادرة إلى تعزيز حياة المجتمعات الريفية، وخاصة النساء، من خلال تعزيز الممارسات المستدامة وبناء القدرة على الصمود في مواجهة آثار تغير المناخ، كما يعمل برنامج القرى الخضراء على إشراك النساء بنشاط في جهوده التنموية القادرة على التكيف مع تغير المناخ، كما تتلقى النساء تدريبا شاملا على تقنيات الزراعة الذكية مناخيا، وحلول الطاقة المتجددة، وممارسات سبل العيش المستدامة، وتزويدهن بالمعرفة والمهارات اللازمة للتكيف مع الظروف البيئية المتغيرة وبناء مجتمعات قادرة على الصمود، كما يتم تمكين المرأة من الحصول على الدعم المالي، والقروض الصغيرة، والتكنولوجيا اللازمة لإنشاء أعمال صديقة للبيئة، وتعزيز الإنتاجية الزراعية، وخلق فرص مستدامة لتوليد الدخل.

وأكدت وزيرة التخطيط أنه إدراكا للدور الحاسم للمساواة بين الجنسين في معالجة تغير المناخ، شرعت الحكومة المصرية في تنفيذ استراتيجية شاملة لتعميم اعتبارات المساواة بين الجنسين في السياسات والبرامج والمبادرات المناخية، وتحدد هذه الاستراتيجية الشاملة نهج الحكومة لدمج اعتبارات النوع الاجتماعي في جميع جوانب العمل المتعلق بتغير المناخ، بدءًا من صنع السياسات وحتى التنفيذ والرصد، إلى جانب إنشاء فرقة العمل المعنية بتغير المناخ التابعة للمجلس القومي للمرأة وتتناول هذه الفرقة على وجه التحديد القضايا المتعلقة بالجنسين في تغير المناخ، وإجراء البحوث، وتقديم التوصيات والدعوة إلى سياسات مناخية شاملة للجنسين، كما تعمل الحكومة بنشاط على دمج اعتبارات النوع الاجتماعي في السياسات القطاعية المتعلقة بتغير المناخ، مثل الزراعة والموارد المائية والطاقة والتخطيط الحضري، إلى جانب دمج اعتبارات النوع الاجتماعي في تخصيص تمويل المناخ، مما يضمن حصول المرأة على الموارد اللازمة لسبل العيش القادرة على التكيف مع تغير المناخ والتنمية المستدامة، كما شهدت مصر تحولا ملحوظا في السنوات الأخيرة، حيث ارتفع الشمول المالي للمرأة من 19٪ فقط إلى 58٪ اعتبارا من ديسمبر 2022. وتعكس هذه الزيادة غير المسبوقة التزاما حازما بسد الفجوة بين الجنسين في الوصول إلى الخدمات المالية وقد تضاعف عدد النساء اللاتي يتمتعن بالخدمات المالية، ليصل إلى 18 مليون امرأة.

كانت الجلسة بحضور الدكتورة غادة والي، وكيل الأمين العام للأمم المتحدة والمدير التنفيذي لمكتب الأمم المتحدة المعني بالمخدرات والجريمة، الشيخة جواهر بنت خليفة آل خليفة مؤسس ورئيس مجلس إدارة FUTURES، الأميرة لمياء بنت ماجد آل سعود، آمين عام مؤسسة الوليد للإنسانية بالمملكة العربية السعودية، جيسيكا روبنسون، رئيس قسم التمويل المستدام في EY منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: التخطيط وزارة التخطيط والتنمية النوع الاجتماعی بتغیر المناخ الاجتماعی فی بین الجنسین تغیر المناخ الوصول إلى الجنسین فی بما فی ذلک فی مصر

إقرأ أيضاً:

قادة البريكس: على الدول الغنية تمويل جهود المناخ في الجنوب العالمي

استعد زعماء مجموعة البريكس للدول النامية، يوم الإثنين، لمعالجة التحديات المشتركة لتغير المناخ، في اليوم الأخير من قمتهم في ريو دي جانيرو، مطالبين الدول الغنية بتمويل جهود التخفيف من انبعاثات الغازات المسببة للاحتباس الحراري.


وأكد الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا على أهمية دول الجنوب العالمي في التصدي لظاهرة الاحتباس الحراري، في وقت تستعد فيه بلاده لاستضافة قمة الأمم المتحدة للمناخ في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل.

إلا أن بيانًا مشتركًا صدر عن زعماء مجموعة البريكس، أشار إلى أن الوقود الأحفوري سيستمر في لعب دور مهم ضمن مزيج الطاقة العالمي، لاسيما في الاقتصادات النامية.

وردّت وزيرة البيئة البرازيلية مارينا سيلفا، على هامش القمة، على سؤال حول خطط استخراج النفط من سواحل غابات الأمازون المطيرة، قائلة: “نعيش في لحظة مليئة بالتناقضات في العالم بأسره. المهم هو أننا مستعدون للتغلب على هذه التناقضات”.


وفي بيانهم المشترك، شدّد زعماء البريكس على أن توفير التمويل المناخي “مسؤولية تقع على عاتق الدول المتقدمة تجاه الدول النامية”، وهو الموقف المعتاد للاقتصادات الناشئة في مفاوضات المناخ العالمية.


كما أشار الإعلان إلى دعم المجموعة لصندوق اقترحته البرازيل لحماية الغابات المهددة بالزوال – “مرفق الغابات الاستوائية إلى الأبد” – باعتباره وسيلة تمويل إضافية لتخفيف آثار تغير المناخ، تتجاوز الالتزامات الإلزامية المفروضة على الدول الغنية بموجب اتفاق باريس لعام 2015.

وبحسب مصادر مطلعة تحدثت لوكالة “رويترز”، أبدت الصين والإمارات اهتمامًا بالاستثمار في الصندوق، خلال اجتماعات عقدت مع وزير المالية البرازيلي فرناندو حداد في ريو.

وانتقد البيان المشترك سياسات مثل ضرائب الكربون الحدودية وقوانين مكافحة إزالة الغابات، التي اعتمدها الاتحاد الأوروبي مؤخرًا، معتبرًا إياها “تدابير حمائية تمييزية” تُفرض تحت ذريعة المخاوف البيئية.

الدفاع عن التعددية الدبلوماسية

طرحت قمة مجموعة البريكس، التي انطلقت الأحد، الكتلة باعتبارها حصنًا للدبلوماسية متعددة الأطراف في عالم يشهد انقسامات متزايدة، وأكدت على نفوذ الدول الـ11 الأعضاء التي تمثل نحو 40% من الناتج العالمي.

كما انتقد الزعماء السياسات العسكرية والتجارية للولايات المتحدة بشكل غير مباشر، في الوقت الذي دعوا فيه إلى إصلاح المؤسسات المتعددة الأطراف التي تهيمن عليها القوى الغربية.

وفي كلمته الافتتاحية، شبّه الرئيس البرازيلي لولا دا سيلفا مجموعة البريكس بحركة عدم الانحياز خلال الحرب الباردة، والتي كانت تضم دولًا نامية رفضت الانحياز لأي من طرفي النظام العالمي آنذاك.

وقال لولا: “مجموعة البريكس هي وريثة حركة عدم الانحياز. ومع تعرض التعددية لهجمات متكررة، أصبحت استقلاليتنا محل تهديد من جديد”.

 قمة ريو

وقد أبرزت قمة ريو – وهي الأولى التي تشارك فيها إندونيسيا كعضو دائم – التوسع السريع لتحالف البريكس، لكنها في الوقت نفسه أثارت تساؤلات حول مدى التوافق الداخلي بين دوله المتنوعة.


وفي البيان المشترك، أدانت المجموعة الهجمات العسكرية على إيران وقطاع غزة، لكنها فشلت في التوصل إلى موقف موحد بشأن توسيع عضوية مجلس الأمن الدولي، إذ لم تؤيد سوى روسيا والصين انضمام البرازيل والهند إليه.

وشارك في القمة قادة، من بينهم رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، ورئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوزا، لمناقشة التوترات الاقتصادية والجيوسياسية العالمية. ومع ذلك، فقد تراجع الزخم السياسي للقمة بعد قرار الرئيس الصيني شي جين بينغ عدم الحضور شخصيًا، مكتفيًا بإيفاد رئيس مجلس الدولة لي تشيانج.

طباعة شارك قادة البريكس جهود المناخ الجنوب العالمي الدول الغنية الغازات المسببة للاحتباس الحراري رويترز

مقالات مشابهة

  • قادة البريكس: على الدول الغنية تمويل جهود المناخ في الجنوب العالمي
  • وزيرة الشؤون الاجتماعية: تقديم كل أشكال الدعم للمتضررين من حرائق اللاذقية
  • بالصور.. فيضانات تكساس المدمرة تفضح فشل أميركا المناخي
  • وزيرة التخطيط تكرم الممثل المقيم لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي تقديرًا لدوره في دعم التنمية بمصر
  • بالإنفوجراف.. الحكومة تستعرض جهود توطين وتعزيز صناعة السيارات في مصر ضمن استراتيجية وطنية طموحة
  • وزيرة التخطيط تهنئ مينا رزق لفوزه برئاسة الفاو
  • وزيرة التنمية المحلية تستعرض تقريرًا حول جهود مبادرة صوتك مسموع منذ انطلاقها
  • محافظ المنيا: جهود مكثفة لتمكين المرأة وحماية الطفل ضمن المبادرة الرئاسية لبناء الإنسان
  • التخطيط الإقليمي بوزارة الأشغال السورية.. جهود مكثفة لمواكبة متطلبات التنمية وإعادة الإعمار
  • تغير المناخ يضاعف موجات الحر.. كيف تتأثر أفريقيا؟