أضحى من الواضح والجليِّ أنَّ الرهان على منظومة دوليَّة أو أُمميَّة قويَّة قادرة على وقف العدوان الصهيونيِّ باتَ محلَّ شكٍّ كبير. ومع هذا الوضع باتَ عجْزُ الأُمم المُتَّحدة والمنظَّمات الدوليَّة عن إيجاد حلٍّ حقيقي يوقف هذا العدوان الهمجيَّ الإرهابيَّ الَّذي يتواصل دُونَ هوادة على أبناء فلسطين العُزَّل، ويستهدف المَدنيِّين خصوصًا الأطفال والنِّساء، باتَ أمرًا مخزيًا، فالاكتفاء ببيانات الإدانة والاستنكار والمطالَبة بوقف هذا العدوان دُونَ فرض حقيقيٍّ يُجبر كيان الاحتلال الصهيوني على وقف جرائمه النَّكراء، الَّتي وصلتْ حدًّا غير مسبوق من البشاعة يعكس مدى الخلل والشلل الذي أصاب المنظمة الدوليَّة أمام الاستهداف الممنهج للمنازل والمنشآت والمَدنيِّين العُزَّل بمَنْ فيهم الأطفال والنِّساء لتدمير قِطاع غزَّة وتصفية الوجود الفلسطيني وتهجير الفلسطينيِّين وحرمانهم من أبسط احتياجاتهم، لدرجة أصبح هذا الوضع يُمثِّل وصمة عار على جبين الإنسانيَّة.


ومنذ استئناف كيان الاحتلال الصهيوني لإرهابه بعد الهدنة المؤقتة، دارت آلة القتل الصهيونيَّة بكُلِّ قوَّتها، لا سِيَّما بعد تذخيرها من قِبل الولايات المُتَّحدة بشحنة جديدة من القنابل تزن الواحدة مِنْها (2000) ألفَيْ رطلٍ، لإبادة النَّاس مع عائلاتهم، في منازلهم أثناء حصولهم على مأوى، أو نومهم، أو تناولهم الطعام. وبحسب وصف متحدِّث الأُمم المُتَّحدة ستيفان دوجاريك: نرى قِطاعا عريضًا من سكَّان غزَّة، مَدنيِّين، علماء موقَّرين، صحفيِّين، وموظَّفي الأُمم المُتَّحدة، جميعهم يقتلون في غزَّة. ورغم صعوبة كلماته، إلَّا أنَّه اختتمها بالمطالَبة بوقف العدوان، لِيؤكِّدَ عجز المنظومة الأُمميَّة أمام دَولة الاحتلال الصهيونيِّ وحلفائها، الَّذين يقدِّمون كافَّة أوْجُه الحماية والمساعدة، وأهمُّها منع إصدار قرار ملزِم يوقف هذا العدوان الإرهابيَّ الَّذي يسعى إلى تصفية القضيَّة الفلسطينيَّة، وسرقة ما تبقَّى من الحقوق الفلسطينيَّة، والعمل على تغيير شكل المعادلة في الشَّرق الأوسط.
إنَّ العدوان الإرهابيَّ الَّذي تَدُور رحاه في قِطاع غزَّة يتزامن ذلك مع حرب مفتوحة تشنُّها قوَّات الاحتلال والمستعمرين على الشَّعب الفلسطينيِّ في الضفَّة الغربيَّة المحتلَّة بما فيها القدس الشرقيَّة عَبْرَ سلسلة إجراءات مِثل الاقتحامات الَّتي تخلِّف المزيد من الشهداء والجرحى كما حصل في قلقيليَّة ومُخيَّم قلنديا وكفر عقب شمال القدس المحتلَّة، وترهيب الفلسطينيِّين في منازلهم بمَنْ فيهم الأطفال والنِّساء، والاعتقالات، والاستيلاء على أراضٍ جديدة لصالح توسيع الاستعمار؛ لتعزيز التوسُّع الاستيطانيِّ بالاستيلاء على المزيد من الأراضي، وتسليح المستوطنين لتسهيلِ المزيد من القتل، كُلُّ ذلك يؤكِّد النيَّات الصهيونيَّة السَّاعية إلى التدمير الممنهج ومنع إمكان تجسيد إقامة الدَّولة الفلسطينيَّة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس، إضافةً لدفع غزَّة إلى خارج المشهد الوطنيِّ والجغرافيِّ.
ويظلُّ الرهان الحقيقيُّ لوقف تلك الأهداف الصهيونيَّة واقعًا على عاتق الشَّعب الفلسطينيِّ المتسلِّح بالصمود والإصرار والعزم، والرافض في التفريط في أيِّ مساحة ولو كانت صغيرة من أرضه المحتلَّة رغم العدوان الإرهابيِّ، والثابت على مبادئه وحقوقه المشروعة، والمتمسِّك بالثوابت والحقوق الوطنيَّة المتمثلة بحقِّ عودة اللاجئين وتقرير المصير، وإقامة الدَّولة الفلسطينيَّة المستقلَّة كاملة السِّيادة وعاصمتها القدس، وذلك على الرغم من قلَّة الإمكانات والتخاذل الدوليِّ. فالمرابطون الفلسطينيون، والمقاومة الباسلة هم الأمل الحقيقيُّ لوقف هذا العدوان الإرهابيِّ، ورباطهم قادر على إحباط المُخطَّط الصهيونيِّ، فمهما فعل كيان الاحتلال الصهيونيِّ من جرائم ومجازر فسيفشل، والشَّعب الفلسطينيُّ ومقاومته لَنْ يتركوه ينجح في مخطَّطاته وينتصر.

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: الاحتلال الصهیونی العدوان الإرهابی هذا العدوان

إقرأ أيضاً:

وزير التعليم الفلسطيني يُطلع العناني على الانتهاكات الإسرائيلية

بحث وزير التربية والتعليم العالي الفلسطيني أمجد برهم مع المدير العام لمنظمة "اليونسكو" المصري خالد العناني، خلال اجتماع اليوم الخميس، الانتهاكات الإسرائيلية المتواصلة بحق المؤسسات التعليمية في فلسطين.

 بما في ذلك الاعتداء على حرمي جامعتي بيرزيت والقدس واستهداف المواقع الثقافية والتاريخية. 

واستعرض برهم جهود الحكومة الفلسطينية لتحديث المناهج وتحسين فرص التعليم رغم التحديات القائمة.

اقرأ أيضًا.. قاضي قضاة فلسطين: مصر أفشلت مُخطط تهجير شعبنا

محافظة القدس تحذّر من مخطط اقتلاع ممنهج يستهدف 33 تجمعاً بدوياً شرق المحافظة بري: لا أحد يستطيع تهديد اللبنانيين

كما ناقش الجانبان سبل تعزيز التعاون لدعم المنظومة التعليمية الفلسطينية وضمان حق الطلبة في تعليم نوعي، إضافة إلى العمل على مواءمة المناهج مع توصيات اليونسكو وترسيخ ثقافة السلام وحماية التراث الفلسطيني. وشارك في الاجتماع وكيل الوزارة نافع عساف والمندوب الدائم لدى اليونسكو السفير عادل عطية.

حذّرت محافظة القدس من تصعيدٍ خطير تنفّذه قوات الاحتلال والمستوطنون ضد 33 تجمعاً بدوياً في محيط المحافظة، مؤكدة أن ما يحدث يشكّل حملة اقتلاع تدريجية تهدد الوجود الفلسطيني في المنطقة الشرقية ضمن مخطط استعماري واسع.

وأوضحت المحافظة في بيان اليوم الخميس أن هذه السياسات تُلحق آثاراً اجتماعية واقتصادية جسيمة بالعائلات البدوية، وتضعها أمام خطر التهجير القسري في انتهاك واضح للقانون الدولي الإنساني.

وأضافت أن التجمعات الممتدة بين مخماس شمالاً وواد النار جنوباً تتعرض لانتهاكات متصاعدة تشمل حرمان السكان من البنية التحتية والخدمات، والاستيلاء على الأراضي والممتلكات، إضافة إلى اعتداءات يومية من قبل المستوطنين مثل مهاجمة الأهالي، وقطع المياه، وسرقة المواشي، وإتلاف محاصيل القمح والشعير.

كما أشارت إلى أن 21 بؤرة رعوية استيطانية تُستخدم لخنق هذه التجمعات ومحاصرتها، بينما تعاني مناطق مثل واد سنيسل والواد الأعوج من أزمة مياه خانقة تجبر السكان على شراء المياه بأسعار مضاعفة، في خطوة تهدف إلى إنهاكهم اقتصادياً ودفعهم للرحيل.

وقال نبيه بري، رئيس مجلس النواب اللبناني، إنه لا أحد يستطيع تهديد اللبنانيين.

وقالت رئاسة الوزراء الإسرائيلية إن الاتصالات مع سوريا لم تصل إلى مستوى التفاهمات.

ويأتي ذلك تزامناً مع الاعتداءات الإسرائيلية المُتكررة على سوريا. 

وذكرت مصادر إعلام سورية أن مواطنين اثنين تعرضا للغصابة جراء إطلاق الاحتلال النار على المدنيين في ريف القنيطرة.

وقال جيش الاحتلال إن قواته أطلقت النار في القنيطرة لفرض الأمن.

وقالت وكالة الأنباء السورية "سانا" إن قوات الاحتلال الإسرائيلي تُنفذ توغلاً باتجاه بلدتي جبا وخان أرنبة في ريف القنيطرة.

ويأتي ذلك استمراراً للعدوان الإسرائيلي على سوريا المُتواصل منذ فترة ليست بالقصيرة. 

وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في مقابلة مع موقع بوليتيكو، إن عدداً من الدول الأوروبية "لن تكون قابلة للاستمرار" ما لم تُجرِ تغييرات جذرية في سياسات الحدود الخاصة بها، مشدداً على أن ملف الهجرة سيبقى من القضايا المحورية في علاقات واشنطن مع الأوروبيين.

وأكد ترامب أن دعم الخفض الفوري لأسعار الفائدة سيكون معياراً أساسياً في اختياره المرشح لرئاسة مجلس الاحتياطي الفيدرالي، في إشارة واضحة إلى اتجاهه نحو الضغط لتعديل السياسات النقدية الأميركية.

مقالات مشابهة

  • “ذا تايمز” تكشف عن لقاءات سرية بين الانتقالي وكيان العدو الصهيوني
  • 50 ألف مصلّ أدوا صلاة الجمعة في الأقصى
  • بعد عام من وقف إطلاق النار.. هل الجيش قادر على الدفاع عن الوطن؟
  • وزير التعليم الفلسطيني يُطلع العناني على الانتهاكات الإسرائيلية
  • ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة
  • معاريف تفضح نتنياهو.. رئيس حكومة الاحتلال يتعمد إفشال خطة ترامب للسلام في غزة
  • مستوطنون يقتحمون باحات الأقصى
  • مركز عين الإنسانية يكشف عن إحصائية جرائم العدوان السعودي الصهيوني الأمريكي على اليمن خلال 3900 يوم
  • الخارجية: حقوق الشعب الفلسطيني غير قابلة للتجاهل
  • مئات المستوطنين يقتحمون باحات المسجد الأقصى