إلغاء تفويضات العراق 1991-2002: ثمرة نهج هادئ يحول العراق من ملف أمني إلى شريك استراتيجي
تاريخ النشر: 12th, December 2025 GMT
12 دجنبر، 2025
بغداد/المسلة: أعلان الكونغرس الأمريكي، في خطوة تاريخية، إلغاء التفويضات العسكرية للحرب في العراق، لم يكن مجرد إجراء برلماني روتيني، بل انعكاساً مباشراً لتحول جذري في ديناميكيات العلاقات الخارجية العراقية، حيث برز نهج دبلوماسي في السنتين الاخيرتين، يعيد رسم ملامح بغداد على الخارطة الدولية بألوان أكثر هدوءاً وثقة.
وشكّل هذا النهج، في حقبة رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، نموذجاً لإدارة التوترات الإقليمية بعيداً عن صخب التصريحات الحادة، إذ اعتمد على توازن دقيق بين المصالح الوطنية والشراكات الدولية، مما أعاد بناء جسور انهارها عقود من النزاعات والعقوبات، ودفع اللاعبين الدوليين إلى إعادة تقييم صورة العراق كدولة ناشئة من رماد الحروب.
من جانب آخر، أدت حوارات الحكومة الهادئة، التي ركزت على قضايا الاستقرار الاقتصادي والأمني، إلى ترسيخ قناعة عالمية بأن بغداد لم تعد مجرد ملف أمني مشحون، بل شريكاً مسؤولاً يساهم في تهدئة التوترات الإقليمية، خاصة في ظل التحديات المستمرة مع الجماعات المسلحة والضغوط الخارجية، حيث أصبحت الزيارات الدبلوماسية المحسوبة أداة لتعزيز الثقة المتبادلة مع واشنطن وجيرانها.
وقال تحليل ان إلغاء التفويضات الأمريكية لعامي 1991 و2002، الذي مرر بأغلبية ساحقة في مجلس النواب بنتيجة 261 صوتاً مقابل 167، وانتظاراً للمصادقة النهائية في السناتور، يُعد أولى الثمار الملموسة لهذا النهج، إذ يعترف به كإشارة إلى نضج العراق السياسي، ويفتح صفحة جديدة تعتمد على الشراكة المتكافئة بدلاً من إرث الغزوات والاحتلال، مع الحفاظ على التعاون الأمني ضد التهديدات المشتركة مثل داعش.
أما في السياق الأوسع، فإن هذه الدبلوماسية الناعمة، التي تجمع بين الثبات الداخلي والانفتاح الخارجي، غيّرت مواقف داخل الكونغرس نفسه، حيث أقنعت حتى بعض الجمهوريين المحافظين بأن العراق اليوم يمثل عنصراً من استقرار الشرق الأوسط، لا مصدراً للقلق الأبدي، مما يعزز مكانة بغداد كوسيط إقليمي فعال في قضايا الطاقة والأمن.
و يظل التحدي في ترجمة هذا النجاح إلى استثمارات اقتصادية مستدامة وإصلاحات داخلية، ليصبح العراق نموذجاً للانتقال السلمي في منطقة مليئة بالتوترات، حيث يُظهر هذا الإنجاز كيف يمكن للصبر الدبلوماسي أن يحوّل الإرث المرير إلى فرصة للتعاون المستقبلي.
المسلة – متابعة – وكالات
النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.
About Post AuthorSee author's posts
المصدر: المسلة
إقرأ أيضاً:
نائبة السفير الإيطالي بالقاهرة: مصر شريك استراتيجي وسياسي وعلمي لدول أوروبا
أكدت نائبة السفير الإيطالي في القاهرة ماريا ميشيلا لاروتشا اليوم الخميس، أن مصر تعد شريكا استراتيجيا وسياسيا وعلميا لدول أوروبا بأكملها.
وقالت لاروتشا، في كلمة أمام المعرض الدولي لتسويق مخرجات البحوث بحضور الدكتور مصطفى مدبولي، رئيس مجلس الوزراء، :" إن البحث العلمي في العالم الأكاديمي ساهم بشكل كبير في تعزيز العلاقات الثنائية بين مصر وإيطاليا، لا سيما في التعاون التكنولوجي والعلمي".
وشددت المسؤولة الإيطالية على الدور المصري المهم في السياسية والبحث العلمي والأكاديمي، مشيدة بجهود مصر في النهوض بمنظومة التعليم والبحث العلمي، مما يجعلها نموذجا يحتذى به حول العالم.
تشكيل المستقبل التنموي للبلادوأشار إلى دور العلم والتكنولوجيا في تشكيل المستقبل التنموي للبلاد، مؤكدة اهتمام إيطاليا برؤية مصر للعلم والبحث العلمي والمنهج الذي تسلكه على أرض الواقع مع تنمية ريادة الأعمال والتواصل مع الهيئة بأكملها.
وأضافت لاروتشا أن الاكتشافات العلمية تعزز من الشركات بين الدول، خاصة في ظل الظروف الراهنة التي تمر على دول العالم، مشددا على أهمية تسهيل جميع خيارات التواصل عبر فتح المزيد من قنوات التواصل من أجل تعزيز إنشاء المزيد من الشركات مع الأكاديميات البحثية في مصر وأوروبا.
وأعربت لاروتشا عن رغبة إيطاليا الشديدة في تعزيز العلاقات مع مصر والسعي دائما أن تكون هناك قنوات للتواصل في مجال البحث العلمي، مؤكدة أن منهج مصر للبحث العلمي يحقق التواصل مع قنوات البحث العلمي في أوروبا.