الجزيرة:
2024-09-22@17:15:52 GMT

لماذا لا يحق للمرأة أن تتقدم في العمر وتشيخ؟

تاريخ النشر: 6th, December 2023 GMT

لماذا لا يحق للمرأة أن تتقدم في العمر وتشيخ؟

تتساءل الكاتبة أماندا كاستيلو عما "إذا كان للمرأة الحق في التقدم في السن مثل الرجل؟"، لتقول: ماذا لو بدأت النساء في تقبل أجسادهن كما هي؟ وفي كتابها عن "الحق في التقدم في العمر" تقدم تحليلًا لهذه المعاملة، وتدعو النساء لتخطي هذه النظرة والاحتفال والشغف دون إيلاء أهمية للعمر؛ داعية النساء إلى نسيان "النظرة الذكورية" إلى الأبد.

وتقول الكاتبة في تقريرها الذي نشرته صحيفة "لوتان" السويسرية: تتقدم المرأة في العمر تماما مثل الرجل، وتغمرهما التجاعيد ويدخلان سن اليأس. ولا يتعلق الأمر باختلاف فطري، بل بالنظرة إلى المرأة التي تبلغ من العمر 40 عاما على أنها متقدمة في السن.

اقرأ أيضا list of 3 itemslist 1 of 3كشف علمي أم خرافة؟ هل تعالج الجلسات الضوئية كل مشاكل البشرة؟list 2 of 3الكولاجين أم حمض الهيالورونيك.. أيهما أفضل لمنع التجاعيد؟list 3 of 3مراكز التجميل في العراق.. "تجارة قاتلة" تهدد الباحثات عن الجمالend of list العمر المثالي للمرأة

وبحثت الكاتبة المتخصصة في الشؤون النسوية في موضوعها جيدًا بدءًا من ذوق الرجل في اختيار وتفضيل المرأة الأصغر منه بكثير، حيث تميز المختصة بين نقطتين: ما يسمى تأثير "بيغماليون" (نحّات يكره النساء، فصنع تمثالا من العاج يمثل امرأة جميلة ووقع في حبها، زينها باللباس الغالي واللؤلؤ)، وهي ظاهرة نفسية يظهر فيها "الرجل القلق" الذي يتزوج مرارا وتكرارا من فتيات صغيرات قياسا بعمره.

وتستذكر الكاتبة أنه في لعبة فارق السن بين الرجل والمرأة في العصر الحالي؛ أغرم الرئيس الفرنسي السابق فرانسوا ميتران وهو في الـ 72 من عمره بشابة صغيرة اسمها كلير عمرها 22، كما أن رئيس الحكومة الإيطالية سابقًا سيلفيو برلسكوني وهو في الـ 84 من عمره تخلى عن شريكته فرانشيسكا التي تبلغ 34 عاما.

ولفتت الكاتبة إلى أن المرأة تخضع لنظرة المجتمع لشبابها، وعندما يتراجع جمالها فهي تعلم أن الرجل سيتخلى عنها، وتلخص تحليلها بسرد الأرقام في إحصائيات معززة، ففي فنلندا، بغض النظر عن عمر الرجل، فإنهم يعتبرون أن العمر المثالي للمرأة هو 22 عاما، وفي سول (كوريا الجنوبية)، يعتبرونه بين 17 و25 عاما.

 

المرأة تخضع لنظرة المجتمع لشبابها وعندما يتراجع جمالها فهي تعلم أن الرجل سيتخلى عنها (بيكسلز) الهوس بعمليات التجميل

وتلفت الكاتبة كاستيلو إلى أن إعجاب وارتباط الرجال بشابات أصغر منهم بكثير، يتضح من ارتفاع عدد عمليات التجميل التي تتزايد بشكل كبير ومنذ سن مبكرة، مبينة أن هناك مجموعة من العلاجات المضادة للأكسدة والتجاعيد مخصصة للفتيات من سن 8 إلى 12 عاما، وهذا ما يفسر هوس بعض النساء بعمليات التجميل للتخلص من التجاعيد والخطوط الدقيقة أو لتصغير البطن وزيادة حجم الصدر وإعادة تشكيل معالم الجسم لتتماشى مع معايير الجمال الدارجة.

وهوس بعض النساء بعمليات التجميل لا يقتصر على نساء الغرب فقط، بل يطال كثيرا من النساء في كل بقاع العالم. ففي تقرير سبق أن نشرته الجزيرة نت، قالت طبيبة التجميل الدكتورة جنى السلمان، إنها بعد إقامتها في الأردن لاحظت أن المرأة العربية لديها قلق يدفعها إلى حد الهوس في إجراء عمليات التجميل كي يصبح شكلها أجمل في صورة السيلفي، خاصة بعد استخدام فلاتر السناب شات التي تجعلها تشعر بالرضا عن صورتها المعدلة.

وبهذا الخصوص، توضح جنى للجزيرة نت أنه "خلال عملي ولمدة عامين في هيوستن، كنت أرى أن الضرورة تدفع المرأة الأميركية في الأغلب إلى إجراء عملية التجميل، لكن الوضع يختلف في الشرق الأوسط، حيث إن الظروف الاقتصادية في المنطقة جعلت ظاهرة السيلفي سيرجري تختلف من بلد إلى آخر، ففي الخليج والعراق تميل أغلبية النساء إلى المبالغة في الحقن ويحرصن على إجراء عمليات تصغير الأنف وتكبير الصدر، بعكس المرأة في الأردن التي تفضل ألا يكتشف أمرها عند إجراء أي تعديل في وجهها أو جسمها".


هل عمليات التجميل خطيرة؟

تُقبل كثير من النساء على إجراء عمليات التجميل بعد تزايد شعبيتها وانتشار مراكز وعيادات التجميل التي تقدم عروضا مغرية للسيدات، حتى أصبحت العمليات كابوسا ليس له علاقة بالجمال بسبب أخطاء طبية قد تبدو بسيطة لكنها تترك أثرا لا ينسى في الوجه، وربما يحتاج إلى مزيد من العمليات الجراحية لإصلاح ما أفسدته "عروض التجميل".

وتُظهر لقطات نشرتها وسائل الإعلام السيدة "شي" مع نظرة مربكة من دون توقف على وجهها وُصفت بالكابوس التجميلي، حسب موقع ديلي ميل. وقالت السيدة شي إنها زارت مؤخرا عيادة تجميل في مدينتها بشرق الصين للخضوع لعملية تجميل بعد أن انبهرت بسعر العملية الزهيد، حيث تكلفت حشوات الخد أقل من ألف جنيه إسترليني (1270 دولارا)، وأقنعها الاستشاريون بالحصول على حشوات مكثفة لتعزيز الخد، لكنها فوجئت بأن الجراحة غيّرت شكلها إلى الأسوأ.

ومن جانبها، حذرت العراقية الدكتورة شيماء الكمالي في تقرير سابق للجزيرة نت من عمليات التجميل قائلة إن "جميع العمليات التجميلية بمختلف أصنافها خطرة، حتى تلك الإبرة الصغيرة التي يستهين بها كثيرون فيقدمون وجناتهم وشفاههم لحقن قد تكون مميتة إذا ما تم استخدامها بطرق غير صحيحة"، لافتة إلى أن "بعض الأطباء يؤجرون أسماءهم وشهاداتهم ويمنحون الترخيص والثقة الطبية لأشخاص يقاسمونهم مراكز التجميل ربما لا يملكون حتى شهادة بكالوريوس، وبعض المراكز غير المرخصة التي غالبا ما تحدث فيها الكوارث الطبية وتكون تابعة لجهات متنفذة سياسيا توفر الحماية والأمان لمواقع التجميل".

هوس بعض النساء بعمليات التجميل يطال كثيرا منهن في كل بقاع العالم (بيكسلز) الانتصار على معايير الجمال الدارجة

ولكن هل الخضوع لمعايير الجمال وعمر الشباب أمر لا يمكن تجاوزه؟

تقول الكاتبة كاستيلو في مقالها بصحيفة "لوتان": هناك خياران؛ إما أن تحاول النساء تفكيك النظرة الذكورية ومحاولة تغيير المجتمع، وهي معركة مرهقة في الغالب، أو تكافح في وحدتها وعزلتها، وتقلق بشأن نفسها بشأن نظرة الآخرين لها. واستذكرت شخصيات نسائية غير عادية من النساء اللواتي كنّ قادرات على تحرير أنفسهن من هذه المعتقدات، مثل جورج ساند (واسمها الحقيقي أمانتين أورو) أو دومينيك رولين أو بينوا جرولت.

كما أشادت بالنجاح المذهل الذي حققته الكاتبة لو أندرياس سالومي -وهي من أصول روسية ألمانية- بفضل ذكائها واستقلاليتها الشديدة، إذ لم تكن جميلة ولكنها كانت تنجح بفضل غناها الفكري.

وكذلك تمكنت عارضة الأزياء كارولين إيدا أورس (61 عاما) من التعامل مع جسدها بمقاس 44 وقدمت عام 2021 إعلان ماركة "دار جيلنغ" للملابس.

وأيضا ظهرت صوفي فونتانيل على غلاف مجلة "آل" في سن 59، وهو ما عدته الكاتبة انتصارا حقيقيا على معايير الجمال الدارجة لصالح احترام الذات وتقبل المرأة لجسمها وشكلها وعمرها كما هو.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: عملیات التجمیل

إقرأ أيضاً:

سوق الطلاق في موريتانيا.. ظاهرة فريدة في العالم العربي

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

يعد الطلاق في العديد من المجتمعات العربية مشكلة اجتماعية محاطة بالكثير من الوصمة والعواقب الاجتماعية على النساء، ولكن في موريتانيا، يأخذ الطلاق منحى مختلفًا وفريدًا، لدرجة أنه يشكّل جزءًا من "سوق" خاصة يُطلق عليه سوق الطلاق، هذه السوق ليست مجرد تجمع للنساء المطلقات، بل هي نظام اجتماعي غير مكتوب يعيد تشكيل فرص المرأة في الحياة الاجتماعية والاقتصادية بعد الطلاق.

مفهوم سوق الطلاق

"سوق الطلاق" في موريتانيا يبرز كظاهرة تستحق الدراسة، إذ يتحول الطلاق من تجربة اجتماعية قد تكون صعبة إلى بوابة جديدة لإعادة الزواج أو تحسين الوضع الاجتماعي والاقتصادي، يشير المصطلح إلى مكانة المرأة المطلقة في المجتمع، وكيف يمكنها أن تكون أكثر طلبًا من الفتيات اللاتي لم يسبق لهن الزواج.

الطلاقعوامل ارتفاع قيمة المطلقة في "سوق الزواج"

العديد من الرجال في موريتانيا يفضلون النساء المطلقات لعدة أسباب، مما يعزز من مفهوم “سوق الطلاق”، ومن بين هذه الأسباب:

الخبرة والنضج: المطلقة، بخلاف الفتاة العازبة، تكون قد مرّت بتجربة الزواج وتعلمت التعامل مع تحديات الحياة الزوجية، وهذا يعتبر ميزة إيجابية بالنسبة للكثير من الرجال.انخفاض التكاليف المادية: غالبًا ما تكون المهور المطلوبة للنساء المطلقات أقل، وقد تكون توقعاتهن المادية أقل تعقيدًا، مما يسهل على الرجل الإقدام على الزواج مرة أخرى.التقبل الاجتماعي: في المجتمعات الريفية والبدوية بشكل خاص، يتمتع الطلاق بتقبل اجتماعي أوسع، حيث ينظر إلى الطلاق على أنه أمر طبيعي وقد يكرر عدة مرات في حياة الفرد.العلاقات الأسرية: المرأة المطلقة قد تكون لديها شبكة اجتماعية وعائلية قوية، تساعد الرجل في دخول نسيج اجتماعي داعم.هيكل سوق الطلاق

في المناطق الحضرية والريفية على حد سواء، تُعتبر المرأة المطلقة مركزًا لنظام اجتماعي يشبه السوق في تفاصيله، فعندما تطلق المرأة، يعود اهتمام المجتمع بها من جديد، حيث يزداد الطلب عليها من قبل الرجال الباحثين عن زوجات، هناك حتى بعض الأسواق الرمزية التي تجمع بين النساء المطلقات، سواء من خلال النشاطات التجارية أو الاجتماعية، في مناطق مثل نواكشوط والمدن الكبرى.

في بعض الحالات، تقيم عائلات النساء المطلقات حفلات صغيرة تعلن فيها عن "توفر" بناتهن للزواج مرة أخرى، مما يشير إلى الطابع شبه التجاري لهذه الظاهرة.

الجانب الاقتصادي لسوق الطلاق

المرأة المطلقة في موريتانيا ليست فقط موضوعًا للرغبة في الزواج، بل تعتبر عنصرًا اقتصاديًا مهمًا.

فالكثير من النساء المطلقات يدركن أهمية العمل والاكتفاء الذاتي بعد الطلاق، مما يدفعهن للانخراط في أسواق العمل المحلية، سواء من خلال البيع في الأسواق الشعبية أو تعلم مهارات مثل التطريز والخياطة.

منظمات غير حكومية مثل "إغاثة العبيد" تساعد النساء المطلقات، وخاصة في الطبقات الفقيرة، على اكتساب مهارات جديدة تمكنهن من تحسين وضعهن الاقتصادي. 

هؤلاء النساء يعملن في مجالات مثل الخياطة، التطريز، وحتى التدريس في بعض الحالات، مما يجعلهن مصدرًا هامًا للدخل في أسرهن.

تأثير سوق الطلاق على العلاقات الأسرية

يؤدي هذا السوق إلى إعادة تشكيل العلاقات الأسرية. حيث يزداد تقدير المرأة المطلقة من قبل أسرتها ومجتمعها، مما يعزز من مكانتها في الأسرة بعد الطلاق. 

وفي بعض الأحيان، يكون الطلاق نفسه موجهًا من قبل الأسرة، إما لأسباب اقتصادية أو اجتماعية، حيث يُنظر إلى الطلاق كوسيلة لتحسين الوضع الأسري.

تحديات تواجه المطلقات

رغم كل هذا، لا تخلو حياة المرأة المطلقة في موريتانيا من التحديات. فالحياة بعد الطلاق ليست دائمًا وردية، خاصة إذا كانت المرأة تفتقر إلى الدعم الاقتصادي أو الاجتماعي. بعض المطلقات يجدن أنفسهن في وضع صعب، حيث يواجهن تحديات مثل الأمية، الفقر، والبطالة، خاصة في الأرياف.

القوانين أيضًا لا توفر الحماية الكافية للنساء المطلقات. 

في الكثير من الحالات، يواجه الرجال الموريتانيون صعوبة أو ترددًا في الالتزام بتقديم النفقة، ما يجعل النساء يعانين من غياب الدعم المالي بعد الطلاق.

الدعوات للإصلاح والتغيير

بدأت بعض الأصوات تتعالى في موريتانيا تطالب بإصلاحات قانونية تهدف إلى حماية حقوق المرأة بعد الطلاق، مثل النفقة وتوزيع الأصول الزوجية. كما يشير بعض الباحثين إلى ضرورة نشر التوعية حول أهمية التعليم للنساء، لضمان تمتعهن بالاستقلالية المالية بعد الطلاق.

سوق الطلاق في موريتانيا يظل ظاهرة فريدة تجمع بين التقاليد الاجتماعية القديمة والتحديات الاقتصادية الحديثة. 

وبينما يرى البعض أن الطلاق قد يكون فرصة جديدة للنساء لبدء حياة جديدة، إلا أن العديد من المطلقات لا يزلن يعانين من تحديات اقتصادية واجتماعية كبيرة.

هذا السوق يشير إلى أهمية إعادة النظر في دور المرأة المطلقة في المجتمع الموريتاني، وكيف يمكن تعزيز مكانتها ودعمها بشكل أكبر، سواء من خلال الإصلاحات القانونية أو من خلال تعزيز الفرص الاقتصادية والتعليمية لها.

مقالات مشابهة

  • «صوت المرأة».. في ملتقى ومعرض إبداعي
  • القومي للمرأة يجتمع بوفد من زوجات عدد من القادة العسكريين الأفارقة
  • سوق الطلاق في موريتانيا.. ظاهرة فريدة في العالم العربي
  • برج الميزان: تخلَّي عن غروركِ.. توقعات الأبراج وحظكِ اليوم السبت 21 سبتمبر 2024
  • برج العقرب: كوني قنوعة.. توقعات الأبراج وحظك اليوم السبت 21 سبتمبر 2024
  • عضو «القومي للمرأة»: توعية السيدات تسهم في تحقيق تنمية المجتمع
  • برلماني يتضامن مع "القومي للمرأة" ضد الشيخ صلاح التيجاني
  • برلماني يتضامن مع القومي للمرأة ضد صلاح التيجاني
  • حيوانات مفترسة
  • برنامج التمكين الاقتصادي والاجتماعي للمرأة يعلن إطلاق مبادرة نوارة