الجزيرة:
2025-10-13@13:09:17 GMT

حلال أم حرام؟.. المعارضة السياسية من منظور شرعي

تاريخ النشر: 12th, July 2023 GMT

حلال أم حرام؟.. المعارضة السياسية من منظور شرعي

يؤكد أمين عام رابطة العلماء السوريين أحمد سعيد حوّى -في حديثه لبرنامج "موازين"- أن الإسلام يجيز المعارضة السياسية، ولكن بشروط وضوابط، ويقول إن الناس في بعض الدول العربية اضطروا لحمل السلاح في "دفاع مشروع" عن أنفسهم وأعراضهم، ولم يخرجوا على حاكم شرعي.

وحسب حوّى، فإن "المعارضة السياسية" مصطلح معاصر، ويراد به حق الأفراد في الاعتراض على الدولة أو الحاكم، مما يعيد الأمور إلى نصابها الصحيح.

أما من المنظور الشرعي، فهي أوسع من أن تحصر في الإطار السياسي، مؤكدا أن الإسلام يعطي حماية لهذا الحق وبعدا دينيا، مثل حق كل مواطن مسلم في مساءلة الحاكم، و"الشورى التي هي الأخذ برأي الآخرين في قضايا الشأن العام، والمسلمون مأمورون بها بنص القرآن الكريم".

وعن مشروعية المعارضة السياسية في الإسلام، إذا ما كان يجيزها أو يحرمها، يوضح أمين عام رابطة العلماء السوريين أن الاعتراض حق محترم في الإسلام وقد يرقى إلى أن يكون واجبا، مبرزا أن الإسلام وضع الإطار الأرحب من خلال شعار "النصيحة"، وجاء في حديث الرسول -صلى الله عليه وسلم- "الدين نصيحة"، وكلمة النصيحة تشمل المعارضة وما دونها، وهو الرأي المخالف. وضرب مثالا على المعارضة بما حدث مباشرة بعد وفاة الرسول، صلى الله عليه وسلم، حين اختلف الصحابة بشأن من يخلفه.

ويرى ضيف حلقة (2023/7/12) من برنامج "موازين" أن هناك ضوابط ومرتكزات للمعارضة السياسية من الناحية الشرعية، أبرزها أن يكون الدافع في الاعتراض دينيا، بمعنى أن من تبين له خطأ أو انحراف عند الإمام فمن واجبه الشرعي أن يظهر ذلك ويتكلم عنه من باب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأن يكون الاعتراض بأدب الإسلام، وبقول كلمة الحق وبيان الحق بهدف رد الإمام إلى جادة الصواب.

وعن الفرق بين مفهوم المعارضة السياسية ومفهوم الخروج على الحاكم، يوضح سعيد حوّى أن الخروج هو الحل الأخير، والأصل هو طاعة الحاكم المسلم الملتزم بشرع الله، مستشهدا في هذا السياق بحديث النبي صلى الله عليه وسلم: "السمع والطاعة على المرء المسلم فيما أحب وكره، ما لم يؤمر بمعصية، فإذا أُمِر بمعصية فلا سمع ولا طاعة.."، والأصل أنه تجب طاعة الحاكم المسلم العادل، ويجب عدم الخروج عليه.

وفي ما يتعلق بأسباب تباين الأحكام الفقهية من المعارضة، يقول أستاذ الثقافة والدراسات الإسلامية بجامعة قطر حسن داري -في مداخلته ضمن برنامج "موازين"- إن هذا الاختلاف طبيعي ومتوقع بحكم تغير نمط الدول ونمط النظم السياسية، لكن التباين حدث نتيجة الاختلاف في مفهوم المعارضة، هل هو خروج على الحاكم؟ أم هو نصح له؟ وهو ما أنتج مجموعة من المدارس المختلفة التي أخذت آراء فقهية مختلفة.

دفاع مشروع عن النفس

ومن جهته، يبرز أستاذ العلوم السياسية والعلاقات الدولية في جامعة جونز هوبكنز الأميركية خليل العناني -في حديثه لبرنامج موازين- الفوارق بين المعارضة في الفكر السياسي الإسلامي والمعارضة في الفكر السياسي الحديث، ويقول إنه خلال التجربة الإسلامية الأولى كان إخضاع السياسي لصالح الديني، ولم تكن المعارضة تنازع الدولة شرعيتها، ولكن مع الحركات الإسلامية المعارضة في المرحلة الحالية، فإن السياسة هي المهيمنة وهناك الصراع السياسي على السلطة والحكم.

ويشير العناني إلى أن الحركات الإسلامية -خاصة المتفرعة عن جماعة الإخوان المسلمين- لا تستند في معارضتها على أسس فقهية، بل على أسس سياسية، وأنها تهتم أكثر بالبعد التنظيمي والسياسي والأيديولوجي والدعوي، كما أنها منخرطة في العمل السياسي وتشكيل الأحزاب ودخول الانتخابات وتشكيل ائتلافات مع الأحزاب الأخرى. أما القوى الأخرى التي توصف بالمتطرفة، فتستند إلى قراءات فقهية تراثية منفصلة عن الواقع.

وحول أسباب اختلاف العلماء في العصر الحديث بشأن حكم المعارضة السياسية، يرى الدكتور سعيد حوّى أن الأنظمة المستبدة الفاقدة للشرعية هي التي حملت السلاح ووجهتّه لصدور المتظاهرين والمعترضين خلال ثورات الربيع العربي، فاضطر الناس في بعض الدول العربية لحمل السلاح للدفاع عن أنفسهم وأعراضهم، مؤكدا أن ما حصل في دول عربية ومسلمة خلال السنوات الأخيرة هو "دفاع مشروع عن النفس، وليس خروجا على حاكم شرعي".

ويشير إلى ضرورة التفريق بين المؤسسة الدينية الرسمية التي يقول إنها وُظِّفت لصالح الأنظمة المستبدة وتدعو لإغلاق باب المعارضة وتحريمها، وبين المؤسسات الدينية الحرة التي لم تربط نفسها بالحكام وأبدت رأيها بحق الشعوب في ثورات ما يعرف بالربيع العربي.

المصدر: الجزيرة

إقرأ أيضاً:

هل متابعة الأبراج وحظك اليوم حرام أم مجرد تسلية؟.. أمين الفتوى يجيب

أجاب الدكتور أحمد عبد العظيم، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، على سؤال يقول: "ما حكم متابعة الأبراج وحظك اليوم من باب التسلية؟"

أوضح أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، خلال فتوى له، أن متابعة الأبراج وحظك اليوم تتضمن في أصلها ادعاء لعلم الغيب، وهو أمر لا يجوز شرعًا، لأن الغيب لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى.

دعاء المعجزات .. يجرّ إليك الخير جرًا ردّده دائمًادعاء الصباح للبركة.. أفضل كلمات عن النبي تقولها مع بداية اليوم

وأشار إلى أنه إذا كانت المتابعة من باب التسلية فقط، دون تصديق أو اعتقاد بصحتها، أو بناء القرارات الحياتية عليها، فلا حرج في ذلك، أما إذا اعتقد الإنسان أن ما فيها حق محض وصواب لا خطأ فيه، فإن هذا لا يجوز مطلقًا.

وأكد الدكتور أحمد عبد العظيم أن المسلم ينبغي أن يعتمد في أموره على الإيمان بالله والتوكل عليه، لا على أوهام الأبراج وتكهنات المنجمين التي لا تستند إلى علم ولا إلى دليل.

وقالت دار الإفتاء عبر موقعها الرسمي، إن علم الفلك أو الهيئة مبنِيٌّ على الحسِّ والمشاهدة، إذ يتعلَّق بنواميس الكون، ورصد مواضع الأجرام السماوية وحركتها كالشمس والقمر والكواكب والنجوم، فهو علم نافِعٌ تقام عليه مصالح دنيوية كمعرفة الطرق والجهات، وبه ينتفع أهل الزراعة، وبه يُعرف أوائل الشهور وعدد السنين وفصول السنة، وتُقام عليه أيضًا مصالح دينية كتحديد مواعيد الصلاة والصيام والحج، كما يُعلم به جهة القبلة وغيرها من الأمور الشرعية، فصار لأجل ذلك من فروض الكفايات، وتأثم الأمة جميعًا لو عُدم مَن يعلمه؛ إذ يتَوَقَّف عليه جملةٌ من مصالح الدين والدنيا التي لا تتم إلا بمعرفته ودراسته.

ونوهت بأنه جاء الحديثُ في القرآن الكريم عن مطلوبية هذا العلم شرعًا، فقال تعالى: ﴿وَهُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ النُّجُومَ لِتَهْتَدُوا بِهَا فِي ظُلُمَاتِ الْبَرِّ وَالْبَحْرِ﴾ [الأنعام: 97]، وقوله تعالى: ﴿وَعَلَامَاتٍ وَبِالنَّجْمِ هُمْ يَهْتَدُونَ﴾ [النحل: 16]، وقوله تعالى: ﴿هُوَ الَّذِي جَعَلَ الشَّمْسَ ضِيَاءً وَالْقَمَرَ نُورًا وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُوا عَدَدَ السِّنِينَ وَالْحِسَابَ﴾ [يونس: 5]، وقوله تعالى: ﴿يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْأَهِلَّةِ قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَالْحَجِّ﴾ [البقرة: 189].

وقال الإمام ابن كثير في تفسيره (3/ 273، ط. دار الكتب العلمية): [قوله: ﴿وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ حُسْبَانًا﴾ أي: يجريان بحساب مقنَّن مقدَّر، لا يتغيَّر ولا يضطرب، بل كلٌّ منهما له منازل يسلكها في الصيف والشتاء، فيترتب على ذلك اختلاف الليل والنهار طولًا وقصرًا] اهـ.

وأشارت إلى أن فقهاء المذاهب الأربعة أجازوا  الاعتماد على علم الفلك في تحديد مواقيت الصلاة وجهة القبلة وغيرها، وهو من الأدلة القطعيَّة التي اعتمدت عليها الأمة سلفًا وخلفًا. يُنظر: "حاشية رد المحتار" للعلامة ابن عابدين الحنفي (1/ 430 وما بعدها، ط. دار الفكر)، و"مواهب الجليل" للإمام الحطَّاب المالكي (2/ 388، ط. دار الفكر)، و"أسنى المطالب" لشيخ الإسلام زكريا الأنصاري (1/ 138، ط. دار الكتاب الإسلامي)، و"المغني" للإمام ابن قدامة الحنبلي (1/ 319، ط. مكتبة القاهرة).

الفرق بين علم الفلك والتنجيم

وبينت بناء على ذلك أن علم الفلك مطلوبٌ شرعًا لابتنائِهِ على قوانين قطعية مُستمدة من تسخير الله للكون، بعكس التنجيم القائم على ادِّعاء معرفة الأمور الغيبيَّة، سواء ما كان منها في الماضي أو الحاضر أو المستقبل، كما أنَّ المنجم يحاول أن يربط بين حركة النجوم والأفلاك وبين بعض الأحداث التي تجري على الأرض ارتباط الأثر بالمؤثِّر، ولا مؤثِّر في الكون إلا الله.

قال العلامة الخَطَّابي في "معالم السُّنن" (4/ 230، ط: المطبعة العلمية) معلِّقًا على حديث الباب: [أمَّا علم النجوم الذي يدرك من طريق المشاهدة والحسِّ الذي يعرف به الزوال ويعلم به جهة القبلة فإنه غيرُ داخلٍ فيما نهي عنه] اهـ

طباعة شارك ما حكم متابعة الأبراج وحظك اليوم من باب التسلية حظك اليوم متابعة الأبراج

مقالات مشابهة

  • بسبب نتنياهو وزعيم المعارضة.. ترامب: تأخرت عن الذهاب إلى مصر
  • «الشؤون الإسلامية والأوقاف» تستعرض خدماتها الذكية والرقمية خلال «جيتكس»
  • خلال 24 ساعة... إليكم عدد المهام التي نفذها الدفاع المدني
  • مندوب مصر السابق بالأمم المتحدة: الشارع الإسرائيلي لا يطيق نتنياهو
  • لماذا غابت الفيديوهات التي توثق ما يجري في الأقصى؟
  • يوسف الحسيني: مصر تعرضت لضغوطات غير مسبوقة واتفاق شرم الشيخ علامة فارقة في الذاكرة السياسية
  • هل متابعة الأبراج وحظك اليوم حرام أم مجرد تسلية؟.. أمين الفتوى يجيب
  • مفوضية الانتخابات:توزيع الأكل على المواطنين من قبل المرشحين “حلال”!!
  • حرام شرعا.. الأزهر للفتوى يحذر المزارعين من حرق قش الأرز
  • سكاف: هناك شيء ما يُحضر من خلال كثافة المسيّرات التي تجول في سماء لبنان