وصفت إحدى المواطنات الفلسطينيات معاناتها واضطرارها أن تعطي أطفالها مياها مالحة بينما يبحث زوجها عن الطعام بقولها: "لو أسقطوا علينا قنبلة نووية لكان أكثر راحة لنا من هذه الحياة".

نقلت ذلك صحيفة "نيويورك تايمز" في مقال لها حمل عنوان "مرسوم إخلاء غزة يترك سكانها في حيرة من أمرهم"، قام بكتابته كل من يارا بيومي ولورين ليثيربي وإياد أو حويلة من القدس ولندن والقاهرة، ونشرته الجريدة اليوم الثلاثاء 12 ديسمبر.

وجاء في المقال:

تميز أعضاء مجموعة "الواتساب" من مواطني غزة بهواتف محمولة صالحة للعمل وطريقة للتواصل مع بعضهم البعض لتجنب الضربات الإسرائيلية القاتلة. إلا أن مقتطفات من محادثاتهم حول مدينة خان يونس الجنوبية المحاصرة تظهر إصابتهم بالذهول من تحذيرات الإخلاء الإسرائيلية المتناقضة أحيانا، والتي وصفوها بأنها "مربكة".

"كيف يمكن معرفة المربعات المعرضة للتهديد؟ من أين تحصل على الأخبار"، اقرأ أحد تلك المقتطفات التي تابعتها "نيويورك تايمز": "هل المربع 49 تحت التهديد؟".

إقرأ المزيد الحكومة الإسرائيلية: نريد تحويل غزة إلى جنة (فيديو)

"يا رفاق، من فهم الخريطة فليوضحها لنا".

بالنسبة لعدد من سكان غزة ممن ليس لديهم هواتف محمولة، يمكن الاعتماد عليها أو إمكانية الوصول إلى وسائل التواصل الاجتماعي، فإن خيارات الحصول على معلومات دقيقة للتنقل بين أوامر الإخلاء الإسرائيلية أكثر صعوبة، لا سيما وأن الجيش الإسرائيلي كثف هجومه الذي يستهدف مقاتلي "حماس" هذا الشهر في جنوب غزة.

وقد مارست الولايات المتحدة ضغوطا على إسرائيل لتغيير طبيعة حملتها في الجنوب لضمان تقليل الخسائر في صفوف المدنيين، وعدم تدمير البنية التحتية، والسماح بإيصال المساعدات الإنسانية. وتقول إسرائيل إنها تعالج المخاوف الإنسانية، مشيرة إلى التوجيهات التي كانت تصدرها لسكان غزة، ولكن على أرض الواقع، حيث يمكن أن يعني التحول الخاطئ الفرق بين الحياة والموت، فلا يزال هناك ارتباك واسع النطاق.

ومنذ انتهاء وقف القتال وبدء التركيز على جنوب غزة، نشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، العقيد أفيخاي أدرعي سلسلة من الخرائط باللغة العربية على وسائل التواصل الاجتماعي توضح المناطق التي يجب على الناس مغادرتها بسبب الخطر، مصحوبة بنص حول المربعات السكنية التي يجب إخلاؤها.

وقد قام الجيش الإسرائيلي بدوره بإسقاط منشورات باللغة العربية، من بين وسائل أخرى، في مناطق مختلفة تنصح المدنيين بالإخلاء، فيما قالت الولايات المتحدة، أقرب حلفاء إسرائيل، إن الخرائط تمثل تحسنا من جانب إسرائيل فيما يتعلق بحماية المدنيين.

ولكن، سرعان ما أصبح من الواضح أن سكان غزة يجدون صعوبة في فهم أوامر الإخلاء، فشبكات الاتصال غير الموثوقة والمتقطعة في غزة جعلت من الصعب وصول السكان إلى الخرائط والتعليمات المتوفرة على الإنترنت. كما أن الكهرباء في القطاع شحيحة، ما يجعل من الصعب الإبقاء على الهواتف المحمولة مشحونة، بينما يقول بعض سكان غزة إنهم لم يروا حتى هذه الخرائط.

وفي أحد المنشورات بتاريخ 2 ديسمبر، على سبيل المثال، نشرت إسرائيل خريطة سلطت الضوء على المنطقة الواقعة شرقي خان يونس المتاخمة لإسرائيل، ووجهت المقيمين في المنطقة الموضحة بالانتقال جنوبا إلى رفح. ومع ذلك، فإن نص المنشور يشير إلى تجمعات سكنية سيتم إجلاؤها، والتي لم تظهر على أي خريطة في نفس المنشور، وبعضها كان على الجانب الآخر من غزة، على الساحل.

إقرأ المزيد بوتين يُخرج بلدان الشرق الأوسط من دائرة نفوذ الولايات المتحدة

وفي منشور بتاريخ 3 ديسمبر، طلبت الخريطة التي تحتوي على أمر الإخلاء لسكان غزة في عشرات الكتل المحددة بالمغادرة، إلا أن النص، الذي يتعارض مع الأمر، أغفل العديد منها. على سبيل المثال، تم تحديد المربعات 55 و99 و103-106 للإخلاء على الخريطة ولكن ليس في النص.

وفي المنشورات من ديسمبر 2 و3، تم نشر آخر خرائط جنوب غزة المتاحة على حساب موقع X الخاص بالعقيد أفيخاي أدرعي قبل أن ينشر خريطة جديدة في 9 ديسمبر، والتي أظهرت منطقة صغيرة وسط خان يونس للإخلاء. وعلى تلك الخريطة كان المربع 103 هو التناقض الوحيد بين نص المنشور والخريطة.

وعندما طلب منه توضيح أي أجزاء من غزة كانت تخضع لأوامر الإخلاء، وجه الجيش الإسرائيلي "التايمز" إلى حساب العقيد أفيخاي أدرعي على وسائل التواصل الاجتماعي.

وقال الجيش الإسرائيلي لصحيفة "التايمز"، عندما سئل عن التناقصات، إن الخرائط الموجودة في منشورات وسائل التواصل الاجتماعي كانت تهدف إلى توفير "رسومات توجيهية عامة"، فيما تقول إسرائيل إنها تتخذ احتياطياتها في معركتها ضد إرهابيي حماس للحد من الخسائر في صفوف المدنيين، وتصورها كجزء مؤسف ولكن لا مفر منه من الحرب.

وحتى عندما يتمكن سكان غزة من الوصول إلى المناطق التي صنفتها إسرائيل على أنها آمنة، فإن الخطر في كثير من الأحيان لم ينته بعد.

وقال المتحدث باسم منظمة الأمم المتحدة للطفولة "يونيسيف" جيمس إلدار، إن "العائلات تدرك أن مثل هذه المناطق لا توفر الأمان فيما يتعلق بالخدمات المنقذة للحياة، مثل المياه والصرف الصحي، فهم يعلمون أنهم في خطر عندما ينتقلون، ويعرفون أن المواقع تتغير، وهم يعلمون أنه قد تم في الماضي ضرب ما يسمى بالمناطق الآمنة، لذا فهم مرتبكون وخائفون ويتعرضون للهجوم بشكل دائم.

إقرأ المزيد حول الوضع الراهن على الجبهة الأوكرانية واحتمالات الهجوم الروسي

يوم الأربعاء الماضي، تعرضت منطقة الشابورة في رفح، جنوب مدينة غزة على الحدود مع مصر، لهجوم، على الرغم من التحذيرات العسكرية الإسرائيلية أن سكان غزة يمكنهم الاحتماء بأمان هناك. وفي بيان حول الهجوم، قال الجيش الإسرائيلي إنه ضمن جهوده لتفكيك القدرات العسكرية والإدارية لـ "حماس"، وزعم أنه "اتخذ احتياطات معقولة للتخفيف من الأضرار التي تلحق بالمدنيين".

وقالت الوكالة الإسرائيلية التي تشرف على السياسة في الأراضي الفلسطينية COGAT إنها تستخدم أساليب مختلفة للتواصل مع سكان غزة، وأين يحتاجون إلى الإخلاء.

وقال رئيس التنسيق والاتصال ومنسق أعمال الحكومة في المناطق، الكولونيل موشيه تيترو: "نحن أيضا نراقب بشكل مستمر لمعرفة ما إذا كان تحذيرنا المسبق فعالا، ونرى ما إذا كانت الرسائل قد تم استلامها أم لا، ولكن أيضا ما إذا كان الأشخاص يتصرفون فعلا وفقا للرسالة".

"لكن الأمر لا يتعلق فقط بإعطاء التحذيرات"، على حد تعبيره، إذ أمرت إسرائيل بإخلاء أكثر من نصف قطاع غزة في الأسبوع الأول من الحرب، فيما قالت الأمم المتحدة إن ما يقرب من 1.9 مليون شخص أو أكثر من 80% من سكان غزة نزحوا، وقتل أكثر من 15 ألف فلسطيني، بحسب السلطات الفلسطينية في غزة.

ومع تكدس سكان غزة في مناطق أصغر، أصبحت الملاجئ مكتظة للغاية لدرجة أن مئات الأشخاص يضطرون إلى تقاسم مرحاض واحد. وحذرت الأمم المتحدة من أنه في رفح "لم يعد هناك مكان فارغ ليأوي إليه الناس، ولا حتى في الجنوب والمناطق المفتوحة الأخرى".

وتقول مايسه الجرار وهي أم لخمسة أطفال تبلغ من العمر 32 عاما إنها اضطرت وأسرتها للفرار من مدينة غزة إلى خان يونس في بداية الحرب. وتقول الآن إن القوات الإسرائيلية حذرتهم للبحث عن مكان آخر. وتابعت: "لقد تركوا منشورات. والناس مرعوبون".

وقالت: نحن لا نعرف حتى في أي منطقة نحن، وفي أي حي. لا نعرف أي منطقة وأي مربع. لقد ذهب زوجي إلى رفح ليبحث عن مكان لنا، لكن الأمر كله مثير للاشمئزاز، حيث يضطر الناس لقضاء حاجتهم في الشوارع. الرائحة كريهة والمرض ينتشر".

تحبس الجرار دموعها وتصف البؤس الذي تواجه، بينما تضطر إلى إعطاء أطفالها المياه المالحة، فيما يبحث زوجها يائسا عن الطعام الذي أصبح باهظ الثمن ونادرا بشكل متزايد، في ظل عدم القدرة على العثور على دواء لأطفالها المرضى.

وقالت: نريد أن نعيش حياة كريمة. أتمنى أن يسقطوا علينا قنبلة نووية. أقسم أنها ستكون أكثر راحة من هذه الحياة التي نعيشها".

المصدر: نيويورك تايمز

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب

المصدر: RT Arabic

كلمات دلالية: الحرب على غزة الشرق الأوسط حركة حماس حركة فتح طوفان الأقصى قطاع غزة منظمة التحرير الفلسطينية هجمات إسرائيلية وسائل التواصل الاجتماعی الجیش الإسرائیلی خان یونس سکان غزة

إقرأ أيضاً:

نيويورك تايمز: الإمارات تؤدي لعبة مزدوجة قاتلة في السودان

سلطت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية الضوء على الدور الذي قالت إن الإمارات تلعبه في الصراع في السودان، موضحة أنها تعمل على توسيع "حملة سرية" لدعم الطرف المتوقع أن يكون المنتصر في الحرب الأهلية في السودان، وتقصد قوات الدعم السريع، كما اتهمتها بالتخفي تحت راية الهلال الأحمر، لتهريب الأسلحة ونشر الطائرات بدون طيار.

لعبة مزدوجة قاتلة

وذكرت الصحيفة أن الإمارات تلعب لعبة مزدوجة مميتة في السودان، البلد الذي مزقته واحدة من أكثر الحروب الأهلية كارثية في العالم.

وأشارت إلى أنها في محاولة لتعزيز دورها كقوة إقليمية، تعمل الإمارات على توسيع حملتها السرية لدعم المنتصر في السودان، حيث تقوم بتوجيه الأموال والأسلحة، والآن، طائرات بدون طيار قوية إلى المقاتلين الذين يندفعون في جميع أنحاء البلاد، وفقًا لمسؤولين ومذكرات دبلوماسية داخلية وصور الأقمار الاصطناعية التي حللتها "نيويورك تايمز".

وفي الوقت نفسه، تقول الصحيفة،  تقدم الإمارات نفسها كبطل للسلام والدبلوماسية والمساعدات الدولية. وتستخدم أحد أشهر رموز الإغاثة في العالم، وهو الهلال الأحمر، نظير الصليب الأحمر، كغطاء لعمليتها السرية لإرسال طائرات بدون طيار إلى السودان وتهريب الأسلحة إلى المقاتلين، كما تظهر صور الأقمار الاصطناعية ويقول المسؤولون الأميركيون للصحيفة.

وترى "نيويورك تايمز" أنه تم تغذية الحرب في السودان، الغنية بالذهب والتي يبلغ طول ساحلها على البحر الأحمر حوالي 500 ميل، من قبل مجموعة كبيرة من الدول الأجنبية، مثل إيران وروسيا، وكذلك الإمارات التي تتولى مهمة إمداد الأطراف المتحاربة بالسلاح، على أمل ترجيح كفة الميزان لصالح الربح أو المكاسب الاستراتيجية الخاصة بها، في حين يقع شعب السودان في مرمى النيران المتبادلة.

لكن المسؤولين يقولون إن الإمارات تلعب الدور الأكبر والأكثر أهمية على الإطلاق، حيث تتعهد علناً بتخفيف معاناة السودان حتى في حين تعمل سراً على تأجيجها، بحسب الصحيفة.

وتقول الإمارات إنها أوضحت "بشكل قاطع" أنها لا تسلح أو تدعم "أياً من الأطراف المتحاربة" في السودان. بل على العكس من ذلك، تقول إنها "منزعجة من الكارثة الإنسانية المتسارعة" وتدفع نحو "وقف فوري لإطلاق النار"، بحسب الصحيفة.

لكن لأكثر من عام، ذكرت الصحيفة أن الإمارات كانت تدعم سراً قوات الدعم السريع، وهي المجموعة شبه العسكرية التي تقاتل الجيش السوداني من أجل السيطرة على ثالث أكبر دولة في أفريقيا.

دلائل على تهريب الأسلحة الإماراتية

ووفقا للصحيفة، أكد محققو الأمم المتحدة، في يناير، تحقيقاً أجرته "نيويورك تايمز"، العام الماضي، يفصل عملية تهريب الأسلحة الإماراتية، عندما استشهدوا بأدلة "موثوقة" على أن الإمارات تنتهك حظر الأسلحة الذي فرضته الأمم المتحدة على السودان لمدة عقدين من الزمان.

والآن أوضحت الصحيفة أن الإماراتيين يعملون على تضخيم حملتهم السرية، حيث يتم إطلاق طائرات بدون طيار صينية الصنع قوية، وهي الأكبر من نوعها على الإطلاق في حرب السودان، من مطار عبر الحدود في تشاد قامت الإمارات بتوسيعه إلى مطار عسكري مجهز تجهيزاً جيداً.

وتظهر صور الأقمار الاصطناعية أنه تم بناء حظائر للطائرات وتركيب محطة تحكم بالطائرات بدون طيار. وقد توصل تحليل صحيفة "نيويورك تايمز" لبيانات تتبع الرحلات الجوية إلى أن العديد من طائرات الشحن التي هبطت في المطار أثناء الحرب كانت تنقل في السابق أسلحة للإمارات إلى مناطق صراع أخرى، مثل ليبيا، حيث اتُهم الإماراتيون أيضًا بانتهاك حظر الأسلحة.

ويقول المسؤولون الأميركيون إن الإماراتيين يستخدمون المطار الآن لتسيير طائرات عسكرية بدون طيار متقدمة لتزويد قوات الدعم السريع بمعلومات استخباراتية عن ساحة المعركة، ومرافقة شحنات الأسلحة إلى المقاتلين في السودان لمراقبة الكمائن.

ومن خلال تحليل صور الأقمار الاصطناعية، حددت صحيفة "نيويورك تايمز" نوع الطائرة بدون طيار المستخدمة، وتبين أنها "وينغ لونغ 2"، وهو نموذج صيني غالبًا ما يُقارن بطائرة "إم كيو-9 ريبر" التابعة للقوات الجوية الأميركية.

وتُظهر الصور، بحسب الصحيفة، مخبأ ذخيرة واضحًا في المطار ومحطة تحكم أرضية لطائرة "وينغ لونغ" بجانب المدرج، على بعد حوالي 750 ياردة فقط من مستشفى تديره الإمارات والذي عالج مقاتلي قوات الدعم السريع الجرحى.

ووفقا للصحيفة، تستطيع الطائرة "وينغ لونغ" الطيران لمدة 32 ساعة، ويبلغ مداها 1000 ميل ويمكنها حمل ما يصل إلى اثني عشر صاروخًا أو قنبلة. ويقول المسؤولون إنه حتى الآن، لا يبدو أن الطائرات بدون طيار تقوم بغارات جوية خاصة بها في السودان، لكنها توفر المراقبة وتحديد الأهداف في ساحات المعارك الفوضوية.

وهذا يجعلها "مضاعف قوة مهم"، كما قال جيه مايكل دام، زميل بارز في معهد ميتشل للدراسات الجوية ومقره فرجينيا، للصحيفة.

وبعد الإقلاع من القاعدة، قد يتم توجيه الطائرات بدون طيار عن بعد من الأراضي الإماراتية، كما يقول الخبراء والمسؤولون للصحيفة. ومؤخرًا، تم رصدها وهي تقوم بدوريات في السماء فوق مدينة الفاشر السودانية المحاصرة، حيث يتضور الناس جوعًا وتحاصرهم قوات الدعم السريع.

وذكرت الصحيفة أن الفاشر موطن لنحو مليوني شخص، وتتزايد المخاوف من أن الحرب على وشك أن تشهد ارتكاب المزيد من الفظائع.

كان المسؤولون الأميركيون يضغطون على جميع المقاتلين في الحرب لوقف المذبحة، بحسب الصحيفة.

وواجهت نائبة الرئيس، كامالا هاريس، رئيس الإمارات، الشيخ محمد بن زايد، بشأن دعم بلاده لقوات الدعم السريع عندما التقيا في ديسمبر، وفقًا لما قاله مسؤولون مطلعون للصحيفة. ودعا الرئيس جو بايدن، الأسبوع الجاري، إلى إنهاء "الحرب التي لا معنى لها"، محذرًا من أن الحصار الوحشي الذي فرضته قوات الدعم السريع على الفاشر لمدة أشهر "أصبح هجومًا كاملاً".

ومن المتوقع أن تظهر الأزمة مرة أخرى عندما يستضيف هو وهاريس الرئيس الإماراتي في البيت الأبيض لأول مرة، الاثنين.

وقال المتحدث باسم البيت الأبيض، جون كيربي، عن الحصار: "يجب أن يتوقف".

وذكرت الصحيفة أنه في الفاشر، اتهمت منظمة أطباء بلا حدود الجيش بقصف مستشفى للأطفال، وقوات الدعم السريع. وتؤكد الإمارات أنها تحاول بكل بساطة وقف الحرب ومساعدة ضحاياها. فقد قدمت 230 مليون دولار كمساعدات، ووزعت 10 آلاف طن من إمدادات الإغاثة، ولعبت دوراً بارزاً في محادثات السلام التي قادتها الولايات المتحدة مؤخراً في سويسرا.

وقالت لانا نسيبة، وزيرة الخارجية الإماراتية، بعد ذلك: "إن الإمارات تظل ملتزمة بدعم شعب السودان في استعادة السلام".

وقال خمسة مسؤولين أميركيين مطلعين على المحادثات للصحيفة إن كبار المسؤولين الأميركيين حاولوا بشكل خاص إقناع الإمارات بالتخلي عن عملياتها السرية، ومواجهتها بصراحة بالمعلومات الاستخباراتية الأميركية حول ما تفعله الدولة الخليجية داخل السودان.

وبعد أن أثارت نائبة الرئيس هاريس اعتراضات أميركية على تهريب الأسلحة مع الشيخ محمد في ديسمبر، عرض رئيس الإمارات ما اعتبره بعض المسؤولين اعترافا ضمنيا.

وبينما لم يعترف الشيخ محمد بن زايد بدعم مباشر لقوات الدعم السريع، قال إنه مدين لزعيم المجموعة شبه العسكرية، الفريق أول محمد حمدان "دقلو"، لإرساله قوات للقتال إلى جانب الإمارات في الحرب في اليمن، وفقا لما قاله مسؤولون أميركيون مطلعون على الأمر للصحيفة.

وقال الشيخ محمد أيضا إنه ينظر إلى قوات الدعم السريع باعتبارها حصناً ضد الحركات السياسية الإسلامية في المنطقة، والتي طالما اعتبرتها العائلة الحاكمة الإماراتية تهديدا لسلطتها، وفقا للمسؤولين.

وذكرت الصحيفة أن الحكومة الإماراتية لم ترد على أسئلتها. وكذلك لم ترد الخارجية الإماراتية على موقع الحرة بعد سؤالها عن هذه الاتهامات عبر البريد الإلكتروني.

وفي حديثه للصحيفة، قال مسؤول أميركي، غير مخول له بالتحدث علنا ​​عن المعلومات الاستخباراتية: "لا يمكنهم الكذب علينا بعد الآن، لأنهم يعرفون أننا نعرف".

منظمات الإغاثة غاضبة

وتشعر منظمات الإغاثة بالغضب بشكل خاص من الإمارات، وتتهمها بإدارة "عملية مساعدة وهمية" لإخفاء دعمها لقوات الدعم السريع، وفقًا لما قاله جيريمي كونينديك، رئيس منظمة اللاجئين الدولية ومسؤول سابق في إدارة أوباما وبايدن، للصحيفة.

وقال عن الإماراتيين: "إنهم يريدون الأمرين معًا. إنهم يريدون .. دعم عميلهم من الميليشيات وغض الطرف عن كل ما يفعلونه بأسلحتهم. ويريدون أن يظهروا وكأنهم عضو بناء وملتزم بالقواعد في النظام الدولي".

وخلص المسؤولون إلى أن الإمارات أرسلت مجموعة من الأسلحة أيضًا، بحسب الصحيفة. وكتب سفير الاتحاد الأوروبي في السودان، إيدان أوهارا، في مذكرة سرية حصلت عليها "نيويورك تايمز" في فبراير أن "تسليم الطائرات بدون طيار ومدافع الهاوتزر وقاذفات الصواريخ المتعددة وأنظمة الدفاع الجوي المحمولة لقوات الدعم السريع من قبل الإمارات ساعدها في تحييد التفوق الجوي" للجيش السوداني. 

وتضمنت المذكرة تأكيدات مذهلة أخرى، من بينها أن مرتزقة فاغنر الروسية دربوا قوات الدعم السريع على استخدام الصواريخ المضادة للطائرات التي قدمتها الإمارات.

جزء من دور أوسع في أفريقيا 

وترى الصحيفة أنه يبدو أن الدور الإماراتي جزء من دور أوسع نطاقًا في أفريقيا. وفي العام الماضي، أعلنت الإمارات عن استثمارات بقيمة 45 مليار دولار في مختلف أنحاء القارة، بحسب المحللين، وهو ما يقرب من ضعف ما تستثمره الصين. ومؤخرا، توسعت الإمارات في مجال جديد، وهو الحرب.

وأوضحت الصحيفة أن الإمارات قلبت دفة الحرب الأهلية في إثيوبيا في عام 2021 من خلال تزويد رئيس الوزراء آبي أحمد بطائرات بدون طيار مسلحة في نقطة حاسمة من القتال، ما ساعده في النهاية على الخروج منتصرا. والآن يبدو أنها تحاول تكرار نفس الإنجاز في السودان مع قوات الدعم السريع.

وفي العام الماضي، عندما بدأت طائرات الشحن في الهبوط في مطار أمجراس، على بعد 600 ميل شرق العاصمة التشادية نجامينا، قالت الإمارات إنها جاءت لإنشاء مستشفى ميداني للاجئين السودانيين.

لكن في غضون أشهر، اكتشف المسؤولون الأميركيون أن المستشفى الذي تبلغ تكلفته 20 مليون دولار يعالج سرا مقاتلي قوات الدعم السريع، وأن طائرات الشحن تحمل أيضًا أسلحة تم تهريبها لاحقًا إلى المقاتلين داخل السودان.

وأظهر تحليل "نيويورك تايمز" لصور الأقمار الاصطناعية وسجلات الرحلات الجوية أن الإماراتيين أقاموا نظام الطائرات بدون طيار في نفس الوقت الذي كانوا يروجون فيه لعمليتهم الإنسانية.

ونفت دولة الإمارات مرارا دعم أي من طرفي الصراع في السودان بالسلاح والذخيرة، وأكدت أنها لم تدعم "أي من الأطراف المتحاربة في السودان بالسلاح والذخيرة منذ اندلاع الصراع في أبريل 2023".

مقالات مشابهة

  • نيويورك تايمز: الإمارات تلعب لعبة مزدوجة مميتة في السودان … مصر وايران تدعمان الجيش السوداني وقطر تمده بست طائرات حربية صينية
  • نيويورك تايمز: إسرائيل تتجاوز الخط الأحمر في قتالها مع حزب الله
  • نيويورك تايمز: الإمارات تؤدي لعبة مزدوجة قاتلة في السودان
  • نيويورك تايمز: الإمارات تتستر بالعمل الإغاثي في السودان لتسليح الدعم السريع
  • وسائل إعلام فلسطينية : ارتفاع عدد ضحايا المجزرة التي ارتكبها الاحتلال الإسرائيلي جراء قصف مدرسة تؤوي نازحين في حي الزيتون جنوب مدينة غزة إلى 22 شهيداً
  • نيويورك تايمز تدخل المنشأة السرية التي تؤوي المهاجرين في خليج غوانتانامو
  • كلاس إلى نيويورك للمشاركة في قمة المستقبل التي تعقد في الامم المتحدة
  • “نيويورك بوست”: هاريس تعاني من متلازمة “المحتال” التي تقلق الديمقراطيين
  • رئيس وزراء لبنان: نطلب من الأمم المتحدة اتخاذ موقف لوقف "الحرب التكنولوجية" الإسرائيلية علينا
  • «يعكس إحباطا من نتنياهو».. نيويورك تايمز تعلق على عدم زيارة بلينكن لـ إسرائيل