قال تقرير نشرته صحيفة نيويورك تايمز إن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب رفعت معظم العقوبات عن سوريا في بادرة حسن نية تجاه الحكومة الجديدة بقيادة أحمد الشرع، ولكن هذا التقارب الدبلوماسي ليس مجانيا بل مشروطا بتوقعات أميركية محددة.

وذكر التقرير أن القرار كان موضع ترحيب شعبي في سوريا، حيث يعيش أكثر من 90% من السكان تحت خط الفقر، إلا أن العقوبات التي رفعها ترامب لا تشمل الإجراءات كافة، لأن بعضها يحتاج إلى موافقة من الكونغرس.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2خبير إسرائيلي: عزل أيمن عودة من الكنيست إعلان حرب على عرب الداخلlist 2 of 2إعلام إسرائيلي: نقاشات حادة ومشادات كلامية بين الوزراء بسبب غزةend of list

وفي ما يلي متطلبات واشنطن من سوريا وفق ما أورده كاتبا التقرير: مدير مكتب صحيفة نيويورك تايمز في بيروت بن هابرد، ومراسلة الصحيفة في الشرق الأوسط إيريكا سولومون.

التطبيع مع إسرائيل

وأكد التقرير أن الولايات المتحدة تتوقع من الحكومة السورية اتخاذ خطوات جدية نحو تطبيع العلاقات مع إسرائيل، على أن يشمل ذلك مبدئيا السعي لتوقيع اتفاق يضمن وقف جميع الأعمال العدائية بين البلدين.

وأضاف أن واشنطن تأمل أن تنضم سوريا في نهاية المطاف إلى "اتفاقيات أبراهام"، على غرار الإمارات والمغرب والبحرين والسودان.

المقاتلون الأجانب

وطالب الرئيس ترامب، وفق التقرير، بترحيل المقاتلين الأجانب الذين قدموا إلى سوريا منذ 2011، معبرا عن مخاوف من إمكانية تورطهم في التخطيط لهجمات إرهابية خارج البلاد، وهو ما أثار قلق المسؤولين الأميركيين.

غير أن الشرع رفض الطلبات الأميركية الأولية بطرد المقاتلين أو فصلهم عن قواته، بل بدأ فعليا بدمجهم في جيشه الجديد، وتؤكد حكومته أن إعادتهم إلى بلدانهم أمر شبه مستحيل، إما بسبب رفض تلك الدول استقبالهم أو لخطر أن يتم إعدامهم هناك.

كما حذرت الحكومة السورية الانتقالية، حسب التقرير، من أن عزل المقاتلين في سوريا قد يؤدي إلى انقسامات داخلية ويقوّض النظام الهش الجديد.

وبعد أن طالب ترامب في البداية بخروج "جميع الإرهابيين الأجانب" من سوريا، تراجعت واشنطن لاحقا لتطلب فقط "الشفافية الكاملة" حول مواقعهم، وفق التقرير.

إعلان

وأوضح التقرير أن عددا كبيرا من هؤلاء المقاتلين سبق أن قاتل ضمن صفوف تنظيم القاعدة في سوريا، الذي أسّسه الشرع وقاده على مدى سنوات قبل أن يعلن انفصاله عنه في عام 2016، وبقي الآلاف منهم في صفوف جماعة الرئيس السوري أو في تشكيلات أخرى موالية له.

إخراج الجماعات الفلسطينية المسلحة

ويتوقع الأميركيون كذلك من سوريا أن تقطع علاقاتها مع الجماعات الفلسطينية المسلحة وخاصة حركة الجهاد الإسلامي، وهو مطلب ترحب به إسرائيل وفق التقرير، وقد بدأت الحكومة السورية بالفعل باتخاذ خطوات أولية عبر اعتقال اثنين من كبار الحركة في أبريل/نيسان الماضي.

وأضاف التقرير أن سوريا تواجه معضلة بشأن ترحيل القادة ومقاتلي الجماعات الفلسطينية إذ لا يوجد بلد مستعد لاستقبالهم، في حين يرفض لبنان ودول الجوار استضافتهم خشية التوترات أو الهجمات الإسرائيلية.

كذلك تطالب الولايات المتحدة بتفكيك الشبكات التابعة لإيران داخل أراضيها، وهذا ليس مطلبا صعبا على الشرع الذي يرى في إيران وحزب الله شريكين لنظام الرئيس المخلوع بشار الأسد، ولكن العملية قد تحتاج إلى مساعدة استخبارية أجنبية، وفق التقرير.

آثار الهجوم الكيميائي على دوما في أبريل/نيسان 2018 (أسوشيتد برس) تدمير الأسلحة الكيميائية

وحسب التقرير، تعدّ إزالة برنامج الأسلحة الكيميائية السوري من أبرز أولويات الولايات المتحدة.

وقال التقرير إن برنامج سوريا النووي بدأ في السبعينيات، ونجح العلماء السوريون في تطوير مخزونات من غازات السارين والكلور والخردل، استخدم بعضها ضد المدنيين خلال الحرب التي استمرت 13 عاما في عهد الأسد.

وأدى ذلك إلى توقيع اتفاق في عام 2013 سمح بموجبه لـمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية التابعة للأمم المتحدة بإرسال مفتشين لإغلاق 27 موقعا مرتبطا بإنتاج هذه الأسلحة.

وبحسب التقرير، فقد دعت الحكومة السورية الجديدة خبراء دوليين وأبدت تعاونا في تبادل المعلومات حول ما تبقى من المخزونات، ويقدر الخبراء وجود نحو 100 موقع مخفي، مما يجعل الوصول إليها وتدميرها تحديا كبيرا.

سجناء متهمون بأنهم مقاتلون في تنظيم الدولة الإسلامية داخل زنزانة في سجن غويران الذي تديره قوات سوريا الديمقراطية (أسوشيتد برس) منع عودة تنظيم الدولة الإسلامية

ومن أولويات واشنطن أيضا منع عودة تنظيم الدولة الإسلامية. وتشترط الإدارة الأميركية أن تسيطر الحكومة السورية على معسكرات عناصر التنظيم وسجونه التي ما زالت تخضع لقوات سوريا الديمقراطية، وهي قوات كردية مدعومة أميركيا.

ويأمل البيت الأبيض أن تتحمل الحكومة الجديدة مسؤولية إغلاق معسكرات احتجاز عائلات مقاتلي التنظيم، وتهيئة الأرضية لإعادة تأهيل قاطنيها أو ترحيلهم، رغم هشاشة البنية الأمنية السورية في هذه المناطق.

وخلص التقرير إلى أن واشنطن لا تهتم كثيرا بكيفية حكم الشرع لسوريا داخليا، لكنها تركز على أن يكون هذا الحكم متوافقا مع المصالح الأميركية الإقليمية، وهو ما يشكل جوهر توقعاتها من تحسن العلاقة مع دمشق.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات ترجمات الحکومة السوریة وفق التقریر التقریر أن فی سوریا

إقرأ أيضاً:

واشنطن تنفي تعليق تقديم المساعدة العسكرية لأوكرانيا


نفت الخارجية الأمريكية تعليق توريدات الأسلحة لأوكرانيا، موضحة أن التوقف الأخير لتوريدات الذخيرة يمثل حالة استثنائية.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية تامي بروس خلال مؤتمر صحفي لها، يوم الأربعاء: "نحن لم نعلق تقديم الأسلحة لأوكرانيا، هذا جانب منفرد ووضع منفرد وحالة منفردة، قد تم تغييرها".

وتابعت: "كما سمعتم من وزارة الدفاع، فإن هناك العديد من الخيارات الثابتة الأخرى والجهود المتعلقة بالوضع الخاص بالأسلحة لأوكرانيا".

وحولت المتحدثة الأسئلة بهذا الصدد إلى وزارة الدفاع، وجددت التأكيد بأن "هذا ليس وقف المساعدات لأوكرانيا أو وقف توريد الأسلحة، وهذه حالة مفردة ووضع منفرد وسنناقش ماذا سيحدث في المستقبل".

وأكدت المتحدثة أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يعتزم "إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا من خلال إيجاد حل تفاوضي، سيبدأ من وقف فوري لإطلاق النار".

ويأتي ذلك بعد أن أعلن البنتاغون عن تعليق تقديم بعض أنواع الذخائر لأوكرانيا. وأشارت التقارير الإعلامية إلى أن سبب هذا القرار كان نقص تلك الذخيرة في المخزونات الأمريكية

مقالات مشابهة

  • واشنطن تنفي تعليق تقديم المساعدة العسكرية لأوكرانيا
  • الكرملين يعلق على قرار واشنطن بشأن "أسلحة أوكرانيا"
  • أنور قرقاش يعلق على تقرير نيويورك تايمز حول الحرب في السودان
  • قرقاش يرد على نيويورك تايمز: تدخلنا في السودان بطلب أممي
  • قرقاش: لا صحة لمزاعم نيويورك تايمز والإمارات تسعى لإنهاء الحرب الوحشية في السودان
  • تحقيق لرويترز حول دور القوات الحكومية السورية والفصائل في قتل العلويين بالساحل
  • “نيويورك تايمز”: الإمارات ضالعة في حرب السودان وبن زايد سلح “الدعم السريع”
  • لقاء متوقع بين الشرع ونتنياهو في نيويورك
  • الشرع يلتقي المبعوث الأممي وسط تأكيدات على احترام السيادة السورية