جريدة الرؤية العمانية:
2025-12-13@00:43:20 GMT

من المسؤول؟!

تاريخ النشر: 13th, December 2023 GMT

من المسؤول؟!

 

سارة البريكية

[email protected]

 

تداول البعض على مواقع التواصل الاجتماعي مشاهد غير حضارية لدورات مياه قديمة ومتهالكة لا يُوجد بها ولا واحد بالمئة من الاهتمام والنظافة، وبصراحة أن هذا المنظر ليس بجديد ولكن كان على حد ظننا أنه تم إصلاحه وتجديده منذ زمن خاصة وأنه لم يطالب أحد ما بتطويره وتجديده لكن بعدما فوجئنا بذلك المشهد المتداول أحزننا كثيرا هذا الحال الذي وصلت إليه عاصمتنا الحبيبة والسؤال الذي يطرح نفسه من المسؤول عن ذلك؟

وأيضا ما دور أصحاب الشأن القابعين في مكاتبهم منذ زمن وكأنهم خارج دائرة الضوء وكأن الموضوع لا يهمهم ولا يعنيهم ولا يشكل لهم أي شيء.

عاصمة عمان هي مرآتها ومتابعة كافة مرافقها الخدمية من اهتمام كافة المواطنين بالدرجة العامة والموظفين المختصين بالدرجة الخاصة وأيضًا أين دور أعضاء المجلس البلدي وأعضاء مجلس الشورى إن كان المواطن العادي ليس من حقه إبداء رأيه وهل يعقل أن البلد ترضى أن يستمر هذا الحال كل هذا الوقت بلا حل؟!

وهل المنظر العام للعاصمة التي هي مركز البلد غير مهم؟ رغم أننا تحدثنا سابقًا عن موضوع قلة الخدمات ومرافق دورات المياه هنا أعود من جديد لكي أتحدث بحزن شديد أنه لم يحرك ساكن منذ سنين وأن المرافق لازالت كما هي ومن سيئ إلى أسوأ فإلى متى يتم التهاون بهذا الأمر المهم وإلى متى لا يهتم بتوفير سبل الراحة للمواطن وإلى متى هذا المواطن سيتحمل ذلك المنظر وتلك المناظر وهل أنا كموظف مسؤول أتقاضى راتبا وأنا مسؤول عنه إلى يوم الدين كيف تقاضيته هل بسبب إهمالي وعدم إكتراثي بالآخرين أم سأعلل وأقول إنه ليس من اختصاصي ولا من تخصصي منظر المحافظة العام وهل سأقول إنني تحدثت في هذا الجانب ولم يسمع صوتي البتة؟!

إذن من المسؤول عن التشجير والتطوير وتوفير دورات المياه النظيفة وتجميل المحافظة والحفاظ على ما تمتلكه من مرافق وخدمات وأن نجعل منها مرآة لسلطنة عمان ككل كونها العاصمة وكونها المرآة التي من خلالها يحدد الزائر ويأخذ فكرة عن مناطق السلطنة ككل؟!

من هنا أوجه رسالة عاجلة الى العاملين في هذا الشأن والمسؤولين عن تطوير واجهة البلد ومرافقها الحيوية: إن لم تكن الواجهة صحيحة فما الفائدة من المحتوى الذي لا يخدم المواطن ولا الزائر وإنما ينصب كل ذلك في تكوين صورة هشة ركيكة عن الخدمات المقدمة وعن توفر أقل الخدمات التي هي غير متوفرة للجميع محطة برج الصحوة التي هي واجهة وملتقى شوارع عدة تفتقر لدورات مياه حديثة ونظيفة قس على ذلك أغلب المواقع الخدمية منها أماكن تعليم السياقة في وادي اللوامي وغيرها من الأماكن هل سنتحدث في كل مرة وسنقول أين يكمن النقص؟!

النقص واضح والأماكن الخدمية تفتقر للاهتمام فمن المسؤول عن ذلك وهل الوازع الوطني والحس بالانتماء لهذا الوطن بدون الاهتمام وبداية نقطة مهمة وتطور الذي هو لا يعد تطورا بقدر ما يعد أملا مرجوا وخدمات ضرورية يجب أن يقدمها البلد للمواطن بدون التحدث بها ولكن أصبح المواطن بحاجة أن يعيد ويكرر كالطفل الصغير أريد وأريد وأريد وافعل واعمل.

هل من أُذن تسمع؟ وهل من عين ترى؟ وهل من عقل يبدع وينجز ويقدم؟ أم سنبقى على ما نحن عليه أسيري العملية الاتكالية التي لن ولن تذهب بنا بعيدًا؟

الأمر مهم جدًا ليس في محافظة مسقط وحسب، إنما في جميع أرجاء السلطنة، ومن الأفضل أن تقوم الجهة المعنية بإعطاء شركات ومؤسسات رائدة في التطوير والتنظيف هذا العمل، من أجل مستقبل مشرق وبلد مرموق يُشار له بالبنان.

رابط مختصر

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

"الناجي الوحيد".. لقب "بتول" الذي جردها الفقد معانيه

غزة - خاص صفا

"ناجية وحيدة"، لكن صدمة فقد عائلتها قبل نحو شهر، في وقت وضعت فيه حرب غزة أوزارها، جردتها من معاني الكلمة، وتعيش أوضاعًا صعبة، تتمنى فيها "اللحاق بهم.
الفتاة بتول أبو شاويش "20 عاما"، واحدة من آلاف الناجين الوحيدين لأسرة كاملة ارتقت بحرب غزة، لكنها تُسقى أضعافًا من كأس الفقد، لكونها استبعدته يومًا.

"أنا لستُ ناجية، أنا وحيدة وتمنيتُ لو أني ذهبتُ معهم"، تقول بتول لوكالة "صفا".

وتضيف "استشهدت أمي وأبي وإخوتي في قصف بجانب بيتنا في أبراج عين جالوت قبل شهر، وكنت معهم في نفس البيت".

ولكن دقيقة بين مغادرة "بتول" غرفة إخوتها نحو غرفتها، كانت فاصلًا بينها وبينهم، بين حياتها ومماتهم، رغم أن أنقاض البيت وقعت عليها هي أيضًا.

وتصف تلك اللحظات "كنت بجانب محمد وجميعنا بغرفة واحدة، ذهبت لأبدل ملابسي، وفي لحظة وجدت نفسي تحت الأنقاض".
ما بعد الصدمة 

وانتشلت طواقم الدفاع المدني "بتول" من تحت جدارين، مصابة بذراعيها، وحينما استفاقت داخل المستشفى، وجدت عمها بجانبها.

سألت بتول عمها عن والديها وإخوتها، وعند كل اسم كان جوابه "إنا لله وإنا إليه راجعون".

لم تتمالك نفسها وهي تروي اللحظة "لم أستوعب ما كان يقوله عمي، لقد فقدتُ أهلي، راحت أمي رغم أنني كنت أدعوا دومًا أمامها أن يكون يومي قبل يومها".

"بتول" تعيش أوضاعًا نفسية صعبة منذ فقدت أسرتها، ويحاول عمها "رفعت"، أن يخفف عنها وطأة الفقد والصدمة.

"لحظات لم تكتمل"

يقول رفعت "40 عاما"، لوكالة "صفا"، إنها "ليست بخير، لا تعيش كأنها نجت، ولا تتوقف عن التساؤل لماذا لم تذهب معهم".

ويضيف "هي تؤمن بالأقدار، لكن أن يفقد الإنسان أهله وفي وقت هدنة، يعني مفروض أنه لا حرب، والقلوب اطمأنّت، فهذا صعب خاصة على فتاة بعمرها".

وسرق الاحتلال لحظات جميلة كثيرة من حياة "بتول"، لم تكتمل، كحفلة نجاح شقيقها "محمد" في الثانوية العامة.

يقول عمها "بتول بكر أهلها، وهي تدرس في جامعة الأزهر، رغم كل الظروف، وقبل استشهاد أخي وعائلته، احتفلوا بنجاح محمد، وكانوا ينوون تسجيله معها في الجامعة".

ومستدركًا بألم "لكن كل شيء راح، وبقيت بتول وحيدة تحاول أن تنهض من جديد، لكن ليس بعد".

ولم تقدر "بتول" على وداع أهلها من شدة صدمتها، وحينما وضعوها بين خمسة جثامين، تحدثت إليهم، سألتهم لما "رحلتم وتركتموني"، وما قبلت إلا جبين شقيقتها الصغيرة، أما أمها "فعجزت عن الاقتراب منها"، تردد بتول وهي تهتز من استحضار المشهد.

ويوجد في غزة 12,917 ناجيًا وحيدًا، تبقوا من أصل 6,020 أسرة أبيدت، خلال حرب الاحتلال على غزة على مدار عامين، فيما مسح الاحتلال 2700 أسرة من السجل المدني بكامل أفرادها، البالغ عددهم 8,574 شهيداً.

مقالات مشابهة

  • "الناجي الوحيد".. لقب "بتول" الذي جردها الفقد معانيه
  • الاحتلال يعتدي على عائلة عقب اقتحام رام الله
  • أنت المسؤول عن قراراتك!
  • هديب: الموازنة تُرهق المواطن وتُهمّش حقوق الموظفين
  • القبض على المدير المسؤول عن أستوديو تسجيل صوتي بمصر الجديدة
  • العثور على جثمان الطفل الذي جرفته السيول في كلار
  • أحمد موسى: تطوير وسط البلد نموذج يحتذى والرئيس السيسي يضع المواطن في مقدمة أولوياته
  • موقف عمومي
  • مسؤول أممي: أطفال غزة الأكثر عرضة لخطر مخلفات الحرب
  • واشنطن تهدد المحكمة الجنائية بعقوبات ما لم تحصن ترامب