لهذه الأسباب لا تقمعي طفلك المشاغب
تاريخ النشر: 16th, December 2023 GMT
يعاني معظم الأهل من صعوبة التعامل مع أطفالهم المشاغبين، فهم فضوليون مشاكسون، فكيف يمكن التعامل معهم بطريقة ذكية، وهل يجب تعديل سلوكهم المشاغب؟
تَعتبر خبيرة الصحة النفسية داريا الخازن بأن هناك إيجابية في التصرف المشاكس، ومعناه أن الطفل يبدأ بتكوين شخصيته المستقلة، ودرجة العناد هنا تكون لدى الطفل درجة خفيفة وغير مزعجة لأفراد الأسرة، إلا في حالة قسوة الآباء وفرض السيطرة على الأبناء.
ووفقا للخازن، فإن كل طفل له ما يميزه، والتعامل مع الأطفال المشاغبين يتطلب صبرا وتفهما، لذلك من الضروري المحافظة على الهدوء، والتعبير عن الحب والدعم للطفل في جميع الأوقات. ومع ذلك يجب أن يعلم الوالدين أن تربية هذا الطفل لا ينبغي أبدا أن تكون بالضرب أو العقاب المؤذي.
وتشدد الخازن في حديثها للجزيرة نت، على أن مستقبل الطفل المشاغب قد يكون متميزاً، ويعتمد بشكل كبير على طبيعة وسياق سلوك الطفل والفرص المتاحة له. ويمكن للتعلم والنمو المستمر والمساعدة المناسبة أن تساهم في تحقيق تحسينات إيجابية في مستقبله.
وتؤكد الخازن أن حسن التعامل مع الطفل المشاغب هو أول أبواب تقبله وتعديل سلوكه للأفضل، ويجدر بأولياء الأمور والمربين تفهُّم تصرفاته التي تتنوع بين الصراخ وإثارة المشكلات باستمرار مع أقرانه أو أصدقائه أو جيرانه. وتقدم بعض النصائح التي قد تساعد في التعامل مع الطفل المشاغب:
التواصل الفّعال: حاول التواصل مع طفلك بشكل فعّال وصادق، فاستمع إلى مشاعره واحتياجاته وحاول فهم الأسباب وراء سلوكه المشاغب.. تواصل معه بلغة بسيطة وواضحة كي يتمكن من فهمك بسهولة. تعزيز الإيجابية: حاول تعزيز السلوك الإيجابي لطفلك من خلال تشجيعه على التحدث عن مشاعره، وتقديم بدائل إيجابية للتعبير عن الغضب أو الإحباط، واعترف بالأوقات التي يكون فيها متعاونا، وقدم له إشادة وتقديرا. فعادةً ما يقوم الأهل بالتركيز على سلوكيات الأطفال السلبية، وعلى العقاب والنقد، وبذلك تتسم العلاقة بين الوالدين والأطفال بالسلبية. المحافظة على الهدوء: فحافظ على الصوت المعتدل عند الحوار مع طفلك عن تصرفاته، فلا تخفض صوتك جدا حتى لا يقلّل من أهمية الموضوع، ولا تتحدث بنبرة اعتذار تجعله يتجرأ عليك، كما لا تصرخ في وجهه مطلقاً، ولا تبتسم، ولكن تحدث إليه بصرامة وحزم وبصوت معتدل وجاد كأنك تتحدث في مقابلة أو مع أحد الموظفين، تكلم معه بشكل محترم لا يفقده كرامته. السيطرة على الغضب والعصبية: من المهم التحدث بلطف مع الطفل والابتعاد عن الصراخ، إذ يجب على الأهل أن يكونوا قدوة لأطفالهم. التمسك بالروتين اليومي والأسبوعي: فهذا يمكن أن يساعد على تحسين سلوك طفلك وكذلك الأداء في المدرسة، لذا حدد وقت المذاكرة والأنشطة، وكذلك النوم الذي يوفر له الراحة، لأن قلّته تفضي إلى مشكلات سلوكية لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 3 و12 عاما. تقليل التعليمات: فعلى الوالدين عدم الإكثار من الأوامر والتعليمات التي قد ترهق الطفل أو تشتته، وعدم تكليفه بأعمال تفوق طاقته.وفي مقال نشره موقع "بارينت سيركل" عن طرق التعامل مع الطفل المشاغب بحكمة وذكاء دون تعديل تلك السلوكيات، فإنه من الضروري معرفة صفات الطفل المشاغب بوضوح، لأنه لا يعرف كيف يوجّه طاقته إلى هدف مفيد، فهو يستخدم هذه الطاقة في عراك أو لعب عدواني.
لذلك لا بد أن تكون الوسائل التربوية في تقويم سلوكه ممزوجة بالإيجابية والدعم، وهي كما يبينها الموقع على النحو التالي:
الطفل المشاغب فضولي ومبدع وذكي، يتابع بإصرار تحقيق أهدافه، وهذا الأمر يتطلب جرأة وشجاعة، كما أنه عصامي لا يتأثر بارآء الآخرين وأفعالهم. يحتاج الطفل المشاغب للشعور بوجود مساحة خاصة به، تمنح له الحق في التعبير عن رأيه والتفاوض معه، بل ومناقشته في بعض الأمور الشخصية التي تتعلق به. أغلب الأطفال لا يفضلون تلقي الأوامر أو إصدار قرارات يجب اتباعها بطريقة غير لائقة، مثل الإجبار أو رفع الصوت وغيرها. بدلاً من مهاجمة الطفل لقيامه بسلوك سيئ، اشرح له بهدوء أن انتزاع لعبة طفل آخر على سبيل المثال أمرٌ سيئ، وفسر له أنه سيستاء للغاية إذا تعرض لنفس السلوك الذي فعله. وينطبق الأمر نفسه على محاولة الطفل المشاغب ضرب أو عض الآخرين، فالتفسير سيسهل عليه فهم كيفية تأثير سلوكه في الآخرين بشكل أفضل.بحسب تقرير نشره موقع "إينفو نيوز"، فإن كل أم تتمنى أن يكون طفلها مطيعا هادئ الطباع حتى تنعم بالحياة الهادئة المثالية، وتكون راضية بتربيتها. لكن أظهرت الدراسات والأبحاث أن الطفل المشاغب الذي يُحدث مشاكل في المنزل وفي المدرسة ويحاول إكتشاف كل الأشياء، قد يكون من أنجح الأنماط الشخصية مستقبلاً.
فعلى سبيل المثال، رجل الأعمال الصيني مايون الذي يمتلك مجموعة شركات تجارية ناجحة على شبكة الإنترنت، وأول رجل أعمال صيني آسيوي يظهر على غلاف مجلة فوربس الأميركية، كان في صغره طفلاً شقياً مشاغباً ويسبب المشاكل في المدرسة، يعتدي على كل ما حوله سواء بالكلام أو بالضرب، ويثير الفوضى بشكل دائم.
ووفقاً للموقع، هنالك بعض التوجيهات لكيفية التعامل مع الطفل المشاغب بحكمة وذكاء:
اعتماد المدح والتغافل عن السلوكيات المزعجة السيئة، وعدم تسليط الضوء عليها باللوم، فالطفل لا ينمو إلا بالمدح. يجب الإنصات لمتطلبات واحتياجات الطفل وعدم السخرية من مطالبه. أسلوب الحوار والنقاش بشكل مبسط سيقنع الطفل ويرضيه ويخفف من عصبيته وعناده. عدم تجاهل أسلوب الحزم والصرامة والانضباط حتى يفهم الطفل سوء التصرف الذي قام به. عدم مواجهة الطفل المشاغب بالضرب والحرمان، واستبدال ذلك بالحب والاحتضان وإكسابه الثقة بنفسه.ويبيّن الموقع أن سلوك الأطفال المشاغبين ليس بالضرورة يعكس مصيرهم المستقبلي، فقد يتغّير تصرف الطفل مع مرور الوقت وتطوره، ومن الممكن أن يتعلم من تجاربه وينمو ليصبح شخصا أكثر نضجا وانضباطا ونجاحا، أو بالعكس يصبح شخصا عدوانيا وسلبيا وفاشلا في حياته.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
فوائد البردقوش لصحة الطفل وتقوية المناعة والجهاز الهضمي
البردقوش (Marjoram) هو من الأعشاب العطرية التي تُستخدم منذ القدم في الطب الشعبي، ويُعرف بفوائده المتعددة للكبار والصغار. يحتوي على مركبات نباتية نشطة مثل الفلافونويدات، الزيوت الطيّارة، ومضادات الأكسدة التي تساهم في تعزيز المناعة وتنظيم الهضم.
أولًا: الفوائد العامة للبردقوش للطفل1. تعزيز صحة الجهاز الهضمييساعد البردقوش على تحسين عملية الهضم وتقليل الانتفاخ والمغص عند الأطفال.
يُستخدم كعلاج طبيعي للقولون العصبي والإمساك عند الأطفال الأكبر سنًا.
2. رفع المناعةيحتوي على مضادات أكسدة قوية مثل الكارفاكرول والثيمول، والتي تساعد في مقاومة الالتهابات والعدوى، خاصة نزلات البرد.
3. تهدئة الأعصاب وتحسين النوميعمل البردقوش كمهدّئ طبيعي، ويساعد على تهدئة الأطفال العصبيين أو الذين يعانون من اضطرابات النوم.
4. مضاد للبكتيريا والفيروساتيُستخدم كمشروب دافئ في حالات الكحة، التهاب الحلق، والزكام، إذ يطرد البلغم ويخفف الاحتقان.
5. تنظيم الهرمونات (للأطفال الأكبر سنًا وخاصة الفتيات في سن البلوغ)يعمل على تحقيق توازن هرموني خفيف، ويفيد في تخفيف تقلبات المزاج.
ثانيًا: البردقوش لفتح الشهية وزيادة الوزن عند الأطفاليُعاني بعض الأطفال من فقدان الشهية أو النحافة بسبب مشاكل هضمية أو نفسية أو نقص في الفيتامينات. وهنا يُمكن أن يلعب البردقوش دورًا فعّالًا:
كيف يساعد البردقوش في فتح الشهية؟ينشّط إفرازات المعدة واللعاب
مما يحفّز الشهية بشكل طبيعي عند الطفل، ويجعله يرغب في تناول الطعام.
يُحسّن امتصاص العناصر الغذائية
حيث يساعد في تهيئة المعدة والأمعاء لامتصاص الحديد والكالسيوم والبروتينات.
يُقلل الغازات والانتفاخ
مما يمنع الشعور بالشبع الكاذب الذي يمنع الطفل من الأكل.
يحسّن المزاج ويخفف التوتر
وهو أمر مهم للأطفال الذين يعانون من فقدان الشهية بسبب القلق أو الضغط.
شاي البردقوش الخفيف:
ملعقة صغيرة من البردقوش المجففتُغلى في كوب ماء ثم تُترك لتبرديُصفّى ويُعطى للطفل دافئًا، مرة واحدة يوميًا (يفضل قبل الأكل بـ 30 دقيقة).ثانيًا: للأطفال الأكبر من 6 سنواتيمكن تقديمه مرتين يوميًا.يمكن مزجه مع عسل النحل الطبيعي (إن لم يكن لدى الطفل حساسية). تحذيرات هامةلا يُعطى للأطفال الرُضع أو من هم دون سنة ونصف دون استشارة طبيب.لا يُستخدم لفترات طويلة متواصلة، يُفضّل استخدامه 5 أيام ثم التوقف ليومين.تجنب إعطائه بجرعات عالية، ويُراعى دائمًا التوازن.يُفضل استشارة طبيب الأطفال أو مختص تغذية قبل إدخاله في النظام الغذائي بشكل دائم.البردقوش من الأعشاب المفيدة جدًا لصحة الطفل، خاصة في دعم الجهاز الهضمي وفتح الشهية بطريقة طبيعية وآمنة. لكن يبقى الاعتدال أساس كل شيء، والمتابعة مع طبيب مختص ضرورية لضمان سلامة الطفل واستفادته القصوى من الأعشاب الطبيعية.