القتال في وسط السودان يتصاعد.. إنتاج النفط يتأثر وأمريكا تتدخل
تاريخ النشر: 17th, December 2023 GMT
تصاعدت موجات فرار السكان من مدينة ود مدني بولاية الجزيرة (وسط السودان)، مع تجدد الاشتباكات العنيفة والقصف الجوي والمدفعي بين الجيش السوداني وقوات "الدعم السريع" لليوم الثالث على التوالي، وتدافع آلاف المواطنين حاملين ما خف من متاع إلى الطرقات لمغادرة المدينة نحو مدن الولاية الوسطية، وإلى البلدات الصغيرة في الأرياف.
وأعلنت السلطات المحلية حالة الطوارئ، وحظر التجول مساءً، فيما عبرت الولايات المتحدة عن "قلق بالغ" إزاء تكرار "الدعم السريع" الهجمات على المدينة، قبل أن تدعوها إلى وقف تقدمها فوراً في ولاية الجزيرة (وسط السودان)، وعدم مهاجمة مدينة ود مدني.
ونقلت وكالة "رويترز"، عن شهود أن قوات "الدعم السريع" اشتبكت السبت، مع الجيش السوداني خارج مدينة ود مدني، وقد دفعت المواجهات آلاف المدنيين إلى الفرار نحو مناطق أكثر أمنا.
وقال الشهود إن الجيش السوداني، الذي يسيطر على ود مدني، منذ بدء القتال منتصف أبريل/نيسان الماضي، نفذ غارات جوية شرق المدينة من أجل صد الهجوم الذي بدأته قوات الدعم السريع الجمعة.
وأضافوا أن قوات "الدعم السريع"، بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، ردت على الضربات الجوية بالمدفعية، وقد شوهدت تعزيزات تابعة لها تتحرك باتجاه المنطقة التي يدور فيها القتال.
وقال سكان إن مقاتلي قوات الدعم السريع شوهدوا أيضا في قرى شمال وغرب "ود مدني" خلال الأيام والأسابيع الماضية.
موجة نزوح كبيرة شهدتها اليوم منطقة حنتوب شرق مدينة ود مدني بولاية الجزيرة، نتيجة تجدد الاشتباكات بين الجيش ومرتزقة "حميدتي"#السودان pic.twitter.com/2I08d5Z551
— أخبار العالم الإسلامي (@muslim2day) December 16, 2023اقرأ أيضاً
فورين بوليسي: لا تسمحوا بانهيار كارثي في السودان.. والحل في الإمارات والسعودية ومصر
وأظهرت صور أعمدة من الدخان تتصاعد من أطراف هذه المدينة.
وأكد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، في بيان، أن القتال اندلع صباح الجمعة بضواحي "ود مدني" التي نزح إليها أكثر من 86 ألف شخص من بين 500 ألف فروا لولاية الجزيرة.
وقالت الأمم المتحدة إن 14 ألفا فروا من مناطق المواجهات حول "ود مدني" مشيرة إلى أن بعضهم وصل إلى مدن أخرى.
وأظهر تسجيل مصور على مواقع التواصل الاجتماعي، حشودا من الناس يجمعون أمتعتهم ويغادرون "ود مدني" سيرا على الأقدام.
من جانبها، حذرت نقابة أطباء السودان في بيان، من أن مستشفيات المنطقة، التي أصبحت مركزا إنسانيا وطبيا، أصبحت فارغة، وقد تضطر إلى إغلاق أبوابها.
فيما وصفت الخارجية السودانية في بيان، قوات "الدعم السريع" بأنها "إرهابية"، بسبب "استهدافها المعلن لعدد من القرى والبلدات الآمنة شرق ولاية الجزيرة التي تخلو من أي أهداف عسكرية".
???? متابعة المستجدات في ولاية الجزيرة ????
???? وصول تعزيزات عسكرية الى مدينة ود مدني قادمة من ولاية سنار والنيل الأزرق. #ولاية_الجزيرة #مدني #سنار #النيل_الأزرق pic.twitter.com/Lv46HYZjFn
اقرأ أيضاً
8 أشهر على الاشتباكات في السودان.. لا سيطرة لأحد
وكانت قوات "الدعم السريع"، قالت الجمعة عبر موقع "إكس" (تويتر سابقا)، إنها "تطمئن" سكان المواطنين بولاية الجزيرة وفي "ود مدني" خاصة أنها معاقل الجيش.
وبعد فتح جبهة قتال جديدة بالسودان، دعت الخارجية الأمريكية قوات "الدعم السريع" إلى وقف تقدمها بولاية الجزيرة فورا والامتناع عن مهاجمة ود مدني.
كما حثت الجيش السوداني على تجنب الاشتباكات والأعمال الأخرى التي تعرض المدنيين للخطر.
وكانت قوات "الدعم السريع" قد بدأت استهدافها لولاية الجزيرة مرة أخرى، بداية من الهجوم على مصفاة الجيلي النفطية، أقصى جنوب الخرطوم، قبل أن تتهم قوات الجيش بقصف مصفاة الجيلي، الواقعة على بعد 70 كيلومتراً شمال العاصمة الخرطوم، للمرة الخامسة، وتدمير مستودعات "نبتة".
ووسط اتهامات متبادلة بين الجيش و"الدّعم السريع" بشأن المسؤولية عن القصف المتكرّر على المصفاة، قال مصدر في مجال النفط، إن أضراراً كبيرة لحقت بوحدة التحكم وخط الأنابيب الداخلي، بسبب قصف تعرّضت له المصفاة، في الأيام الأخيرة، مشيراً إلى أن "القصف الذي طال وحدة التحكم دمرها تماماً".
والجيلي هي أكبر مصفاة للنفط في البلاد، بإنتاج يومي يبلغ نحو 90 ألف برميل، وتلبي نحو نصف احتياجات البلاد من مشتقات البترول.
أحداث الجزيرة اليوم الحمد لله تم احتواء الهجوم الانتحاري للجنجويد بقرية ام عليلة شرق مدنى على بعد 15كيلومتر من جسر حنتوب. والهجوم كانت مستهدفة منه المستودعات بعد توقف تام لمصفاة الجيلى وانقطاع الوقود عن مليشيا الجنجويد حيث استيقظ سكان ودمدنى والقرى حولها على اصوات الطيران الحربى… pic.twitter.com/0f2pyeEtMJ
— YASIN AHMED (@yasin123ah) December 15, 2023اقرأ أيضاً
تضارب بشأن مخرجات قمة إيغاد حول السودان.. والبرهان يضع شروطا للقاء حميدتي
وفي تطورات ميدانية أخرى، قال ناشطون إن الاشتباكات تجددت في محيط مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور بعد هدوء نسبي على مدى أسابيع.
وكانت قوات "الدعم السريع"، التي تطوق المدينة، أوقفت تقدمها في وقت سابق بعد إعلان جماعات مسلحة أخرى أنها ستتدخل.
كما تحدث سكان عن ضربات عنيفة شنها الجيش السوداني في نيالا عاصمة جنوب دارفور، وفي الخرطوم بحري.
والأسبوع الماضي، طالب مشرعون أمريكيون، إدارة الرئيس جو بايدن، بالضغط من أجل إنهاء القتال في السودان، وحذروا من تكرار سيناريو "إبادة جماعية جديدة" في دارفور.
وخلال الأشهر الماضية، فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات بحق مسؤولين سودانيين اتهمتهم بلعب "دور مؤثر في إشعال الحرب"، واستمرار القتال.
وتسبب القتال في السودان خلال 8 أشهر في مصرع أكثر من 12 ألف شخص، ونزوح أكثر من 5.4 ملايين شخص داخل البلاد -بحسب الأمم المتحدة- إضافة إلى قرابة 1.5 مليون آخرين فروا إلى دول مجاورة.
اقرأ أيضاً
على خطى ليبيا.. السودان مهدد بالتقسيم بعد 7 أشهر من الصراع
المصدر | الخليج الجديدالمصدر: الخليج الجديد
كلمات دلالية: السودان وسط السودان مصفاة الجيلي ود مدني الدعم السريع الجيش السوداني بولایة الجزیرة الجیش السودانی ولایة الجزیرة مدینة ود مدنی الدعم السریع فی السودان اقرأ أیضا
إقرأ أيضاً:
تفاصيل وخفايا معركة العوينات : تحالفات المرتزقة والارهاب
فى الأخبار ، أن اشتباكات حدثت بين القوات المشتركة السودانية مع قوة ليبية فى منطقة (العوينات) ، وان الطرف الليبيي هو كتيبة (سبل السلام)..
قائد الكتيبة الليبية الشيخ هاشم عبدالرحمن قال (إن ما حدث مجرد سوء تفاهم ، ونتج عنه 2 من القتلى السودانيين وأسير واحد ، وثلاثة أسرى من الجانب الليبيى وجار نقاش لتبادل الأسرى ووضع آليات تفادي هذا الاشكال) ، وبينما تم ترويج الحديث بتوسع وكثافة فى ليبيا ، فقد اقتصر النقاش حوله فى السودان على منصات محدودة ومن جانب كونه (تدمير عتاد) ، والأمر أبعد من ذلك وفق بينات كثيرة..
فى اغسطس 2024م ، نشرت منصة القدرات العسكرية السودانية تقريراً عن دعم بعض الأطراف الليبية لمليشيا الدعم السريع المتمردة ، وورد بوضوح دور هذه الكتيبة ، وجاء فيه ( لواء سبل السلام متورط بشكل أساسي فى تسهيل امدادات الدعم السريع بالوقود والسيارات وزيوت محولات الكهرباء ، كما يكرس اللواء الطرق الآمنة لمرور المرتزقة الاجانب) ، ومما يعزز معلومات منصة القدرات العسكرية السودانية هو وجود اعداد كبيرة من مرتزقة قبائل التبو الليبية بالإضافة إلى مجموعات ذات توجهات (ارهابية) من منطقة شمال وغرب القارة الافريقية حيث تربط آمر الكتيبة صلات وثيقة مع هذه المجموعات..
وكشفت تحقيقات فرانس 24 ، (26 يناير 2025م) عن تورط هذه الكتيبة فى مهام تهريب المرتزقة الاجانب (كشفت تحقيقات صحفية، أجرتها قناة “فرانس 24″، عن ( تورط قوات قائد القيادة العامة، خليفة حفتر ، في تهريب أسلحة ومرتزقة إلى السودان، لصالح قوات الدعم السريع، رغم الحظر الأوروبي المفروض على تصدير السلاح إلى السودان.
ووفقا لتحقيق القناة فان ( شحنة قذائف هاون بلغارية الصنع من الإمارات إلى شرق ليبيا، قبل أن تنقل برا عبر الصحراء إلى السودان، وتولت كتيبة تعرف باسم “لواء سبل السلام”، المتمركزة قرب مدينة الكفرة، مسؤولية تأمين الطريق الذي تستخدمه القوافل المسلحة.
كما أظهرت التحقيقات أن مرتزقة كولومبيين، عبر شركات كولومبية وإماراتية، تم نقلهم من أبوظبي إلى مدينة بنغازي، كما خضعوا لتدريبات وإشراف من قبل عناصر تابعة لقوات الدعم السريع، قبل توجههم إلى السودان.
وأكد باحثون أن هناك تحالفًا غير معلن بين حفتر وقوات الدعم السريع، يعود إلى مرحلة الحرب الليبية، حيث يعتقد أن قوات الدعم السريع قدمت دعما لحفتر، وفي المقابل يرسل حفتر ذخيرة وأسـ.ـلحة ومنتجات نفطية لقوات الدعم السريع)..
بالرغم من أن تكوينها جاء من خلال تبرعات ما اسموه (الجماعات السلفية) ، إلا أن الكتيبة اصبحت تحت رئاسة القيادة العامة للقوات الليبية وتحت اشراف مباشر من صدام خليفة حفتر ، فكيف نشأت ومن هو آمرها الشيخ هاشم عبدالرحمن ؟..
من ابرز محطات الشيخ هاشم هو دوره فى كتيبة ثوار ليبيا 2012م بالجنوب ثم انخراطه في حرس الحدود ومحاربة مهربي السلاح والذخائر والمخدرات فى المثلث الحدودي..
فى العام 2014م ، وبعد تقاعده عن كتيبة ثوار ليبيا ، عاد إلى الميدان وبدأ فى جمع تبرعات من رجال الاعمال لتأمين منطقة الكفرة ، وتوسعت ادوار الكتيبة بعد تبعيتها إلى قوات حفتر واحلالها بدلاً عن كتيبة ثوار ليبيا…
وللشيخ هاشم علاقة وثيقة بالحركات والجماعات الجهادية فى الغرب الافريقي..
فى 6 مايو 2025م ، اعاد موقع “أفريكا إنتيليجنس” للأذهان دور الكتيبة وجاء فى تقريره ( إن مجموعة “سبل السلام” المسلحة التي تستقر في الكفرة وتنشط في مناطق جنوب شرق ليبيا قرب الحدود الليبية مع تشاد والسودان ومصر تثير القلق بين الحكومات الغربية.
وقال الموقع إنه منذ اندلاع الصراع في السودان، شوهدت قوافل من البنزين والأسلحة تتحرك باتجاه الحدود الليبية مع السودان في المنطقة التي يسيطر عليها أفراد “سبل السلام”، وتشير هذه التحركات إلى وجود اتصال بين الميليشيا وقوات الدعم السريع التابعة لـ”حميدتي)..
كل هذه الاشارات تؤكد ثلاث حقائق مهمة:
– أن بلادنا تخوض حرباً ومؤامرة ذات أطراف متعددة ومصالح متعددة ، وفى سبيل ذلك تم توظيف كل وسيلة للخراب والدمار والمرتزقة والسلاح والموارد ، وهذه واحدة من تلك الآليات..
– أن وصول متحرك محور الصحراء إلى المثلث الحدودي يمثل نقطة محورية فى المعركة ، حيث قطع شريان الدعم المفتوح من ليبيا واحداث خلخلة فى التحالفات الخفية ، وهذه ابعاد استراتيجية لا يدركها البعض أو حتى ليس له الوقت للنظر إليها وهو مستغرق فى قضايا والاحداث اليوم..
– وثالثاً: الخفي فى الاجندة الأجنبية أكثر وأكبر مما يبدو ، وكل يوم نستكشف أبعاداً جديدة تتجاوز قدرات المليشيا المجرمة إلى ادوار شبكات قوى دولية واستخبارات عالمية وجماعات من تجار الحروب من العابرين للحدود.
حفظ الله البلاد والعباد..
د.ابراهيم الصديق علي
7 يونيو 2025م..