متابعة بتجـــرد: تحتفي الهيئة العامة للترفيه، بالمملكة العربية السعودية، بمسيرة المطرب الكبير محمد عبده، الممتدة من 60 عاماً، بتنظيم حفلين يومي 29 و30 ديسمبر الجاري، تحت عنوان “6 عقود من العطاء”.

ونشر رئيس هيئة الترفيه، معالي المستشار تركي آل الشيخ، عبر حسابه الرسمي على منصة “X”، مقطع فيديو يوثق رحلة محمد عبده، ويستعرض أبرز اللحظات الهامة في حياته، وعلق عليه قائلاً:” نحتفل في ليلتين للتاريخ مع فنان العرب محمد عبده و٦٠ عاماً من العطاء… وش تقترحون أغاني حابين تسمعونها؟”.

رائد الأغنية الخليجية

الفنان هاني شاكر، اعتبر أن المطرب محمد عبده رائد ومطور الأغنية الخليجية، وصنع لنفسه عالماً خاصاً به، وحافظ على نجوميته لعقود طويلة، من خلال انتقاء أعماله، وأدائه المتميز على المسرح، قائلاً لـ”الشرق”، إن: “أغانيه بمثابة قاموس غنائي يُدرس للأجيال كلها”.

ومن جانبه، قال الفنان وليد توفيق، لـ”الشرق”، إنّ: “محمد عبده صنع لنفسه خطاً فنياً خاص به، واستطاع الوصول للعرب كلهم بسبب اختياراته المتميزة وتطويره للأغنية الخليجية”.

أما الشاعر عوض بدوي، قال لـ”الشرق”، إنّ: “محمد عبده من جيل الرواد، وقامة فنية كبيرة، وصاحب تاريخ حافل وعريق”، موضحاً أن “أهم ما يميز مسيرته الطويلة، تمسكه دوماً بالالتزام والاتزان، فهو محب لفنه، وصادق في عمله”.

ذكاء شديد 

وفسر الموسيقار المصري هاني مهنا، أسباب نجاح محمد عبده في الساحة الغنائية، موضحاً لـ”الشرق” أن ذلك يعود إلى ذكائه الشديد، وامتلاكه خامة صوت مميزة، واصفاً إياه بقوله: “عبد الحليم حافظ النسخة الخليجية”.

وكشف عن بداية صداقته بـمحمد عبده، والتي نشأت منذ عام 1972، عندما كان يتعاون مع الفنان الراحل طلال مداح”، في مجموعة أغاني خاصة بأحد المسلسلات وقتها، “كانت تجمعنا صداقة قوية، وكنا نسافر لندن سوياً، وكان يزورني كثيراً في منزلي.. اسم محمد عبده وحده يذكرني بأجمل ذكريات حياتي في فترة السبعينيات التي شهدت انطلاقتي الحقيقية”.

وقال إن: “محمد عبده، وضع بصمات بارزة في عالم الغناء، وتعاون مع كبار الشعراء والملحنين، مثل بدر عبد المحسن، ومحمد العبد الله الفيصل، وسراج عمر وغيرهم، إذ كان يتعاون مع رواد في صناعة الأغنية، لذلك نجاحه لم يأتِ عن طريق الصدفة أبداً”.

ومن جانبه، رأى الموسيقار ممدوح الجبالي، أن “تكريم محمد عبده، والاحتفاء بمسيرته الفنية الطويلة، خطوة إيجابية للغاية، كونه من أبرز المطربين العرب، والجمهور دوماً متعطشاً لأغانيه وحفلاته”، لافتاً لـ”الشرق”، إلى تعاونهما في أكثر من مشروع قبل سنواتٍ عدة، مثل “شبيه الريح”، و”اختلفنا” و”البرواز”. 

الخروج من المحلية

الناقد الموسيقي المصري أحمد السماحي، قال لـ”الشرق”، إنّ: “محمد عبده، قيمة فنية كبيرة، وأحد أهم المطربين الذي نشروا الأغنية الخليجية على مستوى الوطن العربي، كما ارتبط اسمه عند الجمهور بالأغنية السعودية منذ سنوات طويلة”. 

وأضاف أن “الأغنية السعودية كانت منغرسة في المحلية، بسبب بعض مفردات الأغاني التي لا تُفهم خارجها، إلى أن جاء محمد عبده مستخدماً اللهجة البيضاء التي يفهمها العالم العربي كله، ولجأ إلى الألحان المختلفة أيضاً، بتعاونه مع رواد الأغنية هناك، إذ إنه أحدث نقلة كبيرة جداً في الأغنية الخليجية بشكلٍ عام”.

وأكد أن “نجاحه الجماهيري الضخم، انعكس على باقي المطربين في الخليج، وصار الغالبية العظمى منهم معروفاً عند الجمهور العربي، فهو يُعد أول مطرب سعودي تتجاوز جماهيريته حدود المنطقة، وأحد رموز المملكة المضيئة”.

main 2023-12-18 Bitajarod

المصدر: بتجرد

كلمات دلالية: محمد عبده لـ الشرق

إقرأ أيضاً:

بغداد إلى الترقيم الانتخابي: سباق الهوية والسلطة من بوابة “الرقم واحد”

11 يوليو، 2025

بغداد/المسلة: تمضي بغداد نحو الانتخابات السادسة منذ سقوط نظام صدام حسين، حاملةً فوق أكتافها أوزار التاريخ وتناقضات الحاضر، لا كعاصمة إدارية لدولة مركزية، بل كساحة رمزية يتنازعها مشروعان، لا يقلّان ضراوة عن النزاعات المسلحة التي عرفتها المدينة منتصف العقد الأول من القرن الحالي.

ويتحول التنافس في بغداد، التي تُعدّ اليوم الثقل السكاني والرمزي الأكبر في العراق، إلى “معركة هوية”، تتجاوز الأوزان الحزبية والتمثيل النيابي، لتعيد إنتاج الأسئلة الكبرى التي لم يُجب عنها الدستور العراقي منذ 2005، رغم مرور عقدين على ولادته المثقلة بالتوافقات الخارجية والصفقات الداخلية.

ويُستشعر في الحملات الانتخابية خطاب مستتر عن إعادة ترسيم خرائط السيطرة الطائفية، تحت عناوين وطنية أو تنموية أو إصلاحية، في وقت تخلّت فيه قوى رئيسية عن ساحة المنافسة، أبرزها “التيار الصدري”، الذي لا تزال بوصلته معلّقة على شرط التغيير الجذري، مما يمنح اللاعبين المتبقين فسحة واسعة لإعادة هندسة “الرقم واحد” في العاصمة.

وتبدو المفارقة جلية في كون أبرز المتنافسين على قيادة بغداد ليسوا من أهلها، وهو ما يُعيد إلى الواجهة سرديات ما قبل الدولة حول “ملكية العاصمة”، التي طالما تغذّت على الصراعات المذهبية والعرقية منذ انهيار الملكية، ومروراً بسنوات ما بعد 2003، حين تحولت أحياؤها إلى خطوط تماس مذهبي، قبل أن تُعاد هيكلتها أمنياً وديموغرافياً بيد الداخل والخارج.

ويتموضع نوري المالكي اليوم على تخوم العودة، مدعوماً بسابقة “الكتلة الأكبر” عام 2010، التي وضعت حجر الأساس لتحويل بغداد إلى “غنيمة دستورية”، لا مجرد دائرة انتخابية، في وقت يسعى فيه رئيس الحكومة الحالي محمد شياع السوداني، ورئيس البرلمان السابق محمد الحلبوسي، لاقتحام معركة لا تُحسم بالصناديق وحدها، بل بتحالفات اللحظة الأخيرة وتفسيرات القضاء والسياسة.

وتُشير أرقام مفوضية الانتخابات إلى زخم غير مسبوق في الترشيح داخل العاصمة، حيث يتنافس أكثر من 2300 مرشح على مقاعد بغداد، مما يعكس حجم الرهان السياسي على هذه الدائرة، ليس فقط بوصفها قلب العراق، بل كمعمل لاختبار توازنات ما بعد “الكتل التقليدية” والاصطفافات الطائفية الخشنة.

وتغيب عن الخطاب الانتخابي سردية وطنية قادرة على تجاوز لحظة الانقسام، في ظل دستور كُتب تحت استعجال الاحتلال، وأُقرّ رغم الاعتراض الشعبي، وتحوّل مع الزمن إلى مرجع لأزمات مزمنة لا إلى عقد اجتماعي جامع.

ويبدو أن “اغتيال الدستور” بدأ لحظة وُلد، واستُكمل عبر ممارسات تفسيرية فتحت الباب لتغليب التحالفات على النتائج، والنيات على النصوص.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author زين

See author's posts

مقالات مشابهة

  • مختص: مبادرتا «السعودية الخضراء» و «الشرق الأوسط الأخضر» أسهمتا بتخفيض الحالات الغبارية
  • الإمام محمد عبده باحثا عن النهضة
  • “الدارة” تبرز دراسة عن وثائق تاريخية للدولة السعودية في الفترة (1902– 1953م)
  • كارثة علم الفيزياء.. هل نعيش في “فقاعة كونية” كبيرة؟
  • استعرضا العلاقات الخليجية الأوروبية.. رئيس وزراء كرواتيا يستقبل “البديوي”
  • نالت الأطباق السعودية إعجاب الجميع.. سفارة المملكة بواشنطن تحصد المركز الثاني في “تحدي طهاة السفارات”
  • بغداد إلى الترقيم الانتخابي: سباق الهوية والسلطة من بوابة “الرقم واحد”
  • عبدالصادق يبحث مع رئيس “أرامكو السعودية” فرص التحول الطاقوي  
  • رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية لهواة اللاسلكي يزور مهرجان “بيت حائل 2025”
  • “بيئة الباحة” توقّع عقودًا استثمارية لتعزيز السياحة البيئية في بلجرشي