جريدة الوطن:
2025-05-09@04:29:13 GMT

مزج دبلوماسي عبقري بين دورس الماضي وأدوات الحاضر

تاريخ النشر: 18th, December 2023 GMT

مزج دبلوماسي عبقري بين دورس الماضي وأدوات الحاضر

ارتبطت زيارتا الدَّولة اللَّتان قام بهما حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم ـ حفظه الله ورعاه ـ لكُلٍّ من سنغافورة والهند، في ذهني بالأُسُس والقواعد الَّتي قامت عَلَيْها النهضة العُمانيَّة المباركة، والَّتي أرسى قواعدها المغفور له بإذن الله تعالى السُّلطان قابوس بن سعيد ـ طيَّب الله ثراه ـ.

فكلتا الدولتَيْنِ تتقاسمان تاريخًا تجاريًّا موغلًا في القِدم مع سلطنة عُمان، وكلتاهما تملك حاضرًا واعدًا يستشرف المستقبل بما يواكب تطلُّعات وطموحات الشعوب، وهو ما يتقاطع مع توجُّهات الدَّولة العُمانية نَحْوَ مستقبل واعد قائم على رؤية «عُمان 2040»، الَّتي تقوم على الإصلاح الاقتصادي المبني على تنويع مصادر الدخل، والانعتاق من النفط كمصدرٍ رئيسٍ للدخل، وذلك عَبْرَ النهوض باقتصاد المعرفة وتفعيل الحوكمة والأداء المؤسَّسي.
المقصود هنا أنَّ النقلة النوعيَّة بالعلاقات الثنائيَّة الَّتي يسعى جلالته إلى إحداثها من خلال الزيارات واللقاءات الَّتي يُجريها مع قادة دوَل العالَم، تنبثق في الأساس من قراءة جيِّدة للتاريخ العُماني ومراحل النهوض والأفول فيه، ودراسة المُقوِّمات والأسباب بعناية؛ لاستخلاص النتائج واستخدامها في مراحل بناء المستقبل الَّذي يستحقُّه أبناء عُمان، فهو مزج عبقري بَيْنَ دروس التاريخ، وأدوات المستقبل، أدركه جلالة السُّلطان منذ توَلِّيه مقاليد الحكم، ومضَى في تطبيقه لمدِّ جسور التعاون مع كافَّة الدوَل الشَّقيقة والصَّديقة، عَبْرَ سلسلة جسور من المصالح المشتركة، الَّتي تقوِّي أواصر العلاقات وتدفعها لتحقيقِ التنمية المستدامة، ما يُحقِّق السَّلام والأمن والاستقرار المنشود، فبتلك الأُسُس يعلو البنيان وتتحقَّق الطموحات والتطلُّعات.
الأمْرُ أشْبَه بالمزج العبقري الَّتي قامت عَلَيْه النهضة العُمانيَّة المباركة، والَّتي سعى إلى بناء إنسان متمسِّك بدِينه معتزٍّ بعاداته وتقاليده الأصيلة، فخور بهُوِيَّته الوطنيَّة، لكنَّه يتفاعل مع العالَم ومستحدثاته ينهل من العلوم الحديثة، ويسعى إلى مواكبة التطوُّرات المستمرَّة، منفتح على الآخر، يحترم الاختلاف دُونَ تفريط بثوابته ومبادئه الوطنيَّة، كذلك الأمْرُ في العلاقات الدوليَّة، فالدَّولة العُمانيَّة وقائدها الحكيم يسعيان إلى استخلاص مصادر القوَّة من الماضي وعلاقاته، عَبْرَ تبادل الخبرات والاستزادة ممَّا يملكه الآخر من تقنيَّات، ستكُونُ بوَّابة المستقبل الواعد للوطن والمواطن، وستفتح آفاق الخير عَبْرَ تبادل المعرفة، الَّتي وضح للجميع دَوْرها في بناء المستقبل المنتظر، فهي أساس التقدُّم وجوهره، ومن لا يعتني بها سوف يخرج من الرَّكب ويتخلَّف عن السِّياق الحضاري. إنَّ اختيار جلالته بعناية لموعد الاستجابة للدَّعوة الَّتي قدَّمتها كُلٌّ من جمهوريتَي سنغافورة والهند هو اختيار دقيق وحكيم، وربطهما برحلة واحدة انطلقت من مسقط لتطوير علاقات راسخة مع دوَل تمتلك القدرة والمعرفة وسبقت في مراحل النهوض، وتملك طموحًا يحتاج لِما تملكه سلطنة عُمان من مُقوِّمات جغرافيَّة وطبيعيَّة وعلميَّة وعمليَّة وما تقدِّمه من حوافز مقترنة بعلاقات ممتدَّة مع محيطها الإقليمي والعالَمي، فيما تسعى السَّلطنة وفق الرؤية السَّامية إلى الارتباط بعلاقات مميزة بتلك التجارب الناجحة، والَّتي حقَّقت الفارق في الحاضر، وتمتلك رؤية تنسجم مع الرؤية العُمانيَّة في بناء المستقبل، وإقامة اتفاقيَّات ومذكّرات تفاهم تشمل كافَّة المجالات، الَّتي تُسهم في بناء منظومة تستشرف القادم بأدوات علميَّة تناسب العصر وتدرك متغيِّراته.

إبراهيم بدوي
ibrahimbadwy189@gmail.com

المصدر: جريدة الوطن

كلمات دلالية: الع مانی

إقرأ أيضاً:

فتح دبلوماسي… مغردون يصفون زيارة الشرع إلى قصر الإليزيه

واستقبل الرئيس الفرنسي نظيره السوري على باب قصر الإليزيه، وهو ما فسره بعض السوريين بأنه "فتح دبلوماسي" بعد سنوات من العزلة التي عاشتها سوريا في عهد نظام المخلوع بشار الأسد، حيث إنها تعتبر أول زيارة رسمية له إلى دولة أوروبية.

وعقب المباحثات المغلقة بين الزعيمين، عقدا مؤتمرا صحفيا مشتركا تركز فيه اهتمام السوريين حول سؤال محوري: هل ستسعى باريس لرفع العقوبات عن بلدهم؟

وفي إشارة إيجابية، أعلن الرئيس الفرنسي ماكرون خلال المؤتمر الصحفي أنه إذا "واصل الشرع السير على هذا الطريق فسنلاقيه بمنتصف الطريق، أولا من خلال الرفع التدريجي للعقوبات الأوروبية، وبعد ذلك سنواصل مع أصدقائنا الأميركيين لإقناعهم بالانخراط في هذا المسار".

وأضاف ماكرون أن فرنسا ستحرص على مراعاة الأهداف الأساسية بالنسبة لها، معتبرا أن "استقرار سوريا ووحدتها أمران مهمان لأمن الشرق الأوسط وأمن الفرنسيين وأمن الأوروبيين".

من جانبه، شدد الرئيس السوري الشرع على أن مسألة العقوبات كانت نقطة جوهرية في زيارته لفرنسا، قائلا: "لا يوجد أي مبرر لبقاء العقوبات، لأنها ستكون عقوبات على الشعب وليست على النظام الذي ارتكب المجازر ضد هذا الشعب".

إعلان

سوريا الجديدة

وعبر مغردون عن تفاؤلهم بمستقبل "سوريا الجديدة" بعد التغييرات السياسية الأخيرة، معتبرين أن البلاد تشهد فجرا جديدا يحمل الأمل والكرامة والازدهار، وأن هذه المرحلة تمثل قطيعة حقيقية مع الماضي بكل سلبياته، وهو ما أبرزته حلقة 2025/5/8 من برنامج "شبكات".

ووفقا للمغرد حسن فإن الزيارة الدبلوماسية الأخيرة لفرنسا تمثل علامة فارقة في مسار البلاد الجديد، وكتب يقول: "زيارة باريس ليست مجرد خطوة دبلوماسية، بل إعلان عن عودة الصوت السوري إلى الساحات الكبرى، بكرامة وثبات، فخر لنا أن نكون شهودا على فجر جديد يتشكل لوطننا، يحمل الأمل والأمن والازدهار".

وفي السياق نفسه، عبر الناشط زكريا عن أمله في مستقبل جديد "سورية الجديدة ستكون مهد العز والحضارة والتعافي المبكر والازدهار على كافة الأصعدة، وسيكون فيها الإنسان أغلى ما تملك سوريا الجديدة".

في حين أشارت المغردة مايا إلى التحول الجذري في سوريا قائلة: "سوريا اليوم ليست كالأمس، ها هي تستعيد عافيتها بعد لفظ سوريا نظاما وحشيا ساديا، ولأجل تمكينها في المنطقة العربية والعالم يجب رفع العقوبات الاقتصادية التي تشكل عائقا كبيرا في تعزيز استقرار سوريا أمنيًا".

ومن زاوية أخرى، لفت الناشط مالك الانتباه إلى التغير في أسلوب القيادة الجديدة بقوله: "لأول مرة منذ عقود، يرى السوريون رئيسهم يواجه أسئلة الصحفيين بشفافية غير مسبوقة وبشجاعة أعادت لهم ثقة غابت 54 عاما من الغموض والخداع".

وفور وصوله إلى فرنسا، التقى الرئيس أحمد الشرع بالسوري فريد المذهان الملقب بالقيصر، والذي وثَّق جرائم نظام الأسد، وأوصلها إلى العالم.

وقبل عودته إلى سوريا، تجول الشرع مع الوفد المرافق له في شوارع باريس، وزار برج إيفل الشهير، وحظي بترحيب كبير من أبناء الجالية السورية في فرنسا، وبادلهم المصافحة والتلويح.

إعلان الصادق البديري8/5/2025

مقالات مشابهة

  • فتح دبلوماسي… مغردون يصفون زيارة الشرع إلى قصر الإليزيه
  • من طبيب عبقري إلى زعيم عصابة عنيف.. نجم House هيو لوري في مسلسل The Wanted Man
  • وول ستريت تكشف عن تحرك دبلوماسي أمريكي تجاه الحوثيين
  • مناقشة سبل النهوض بالصناعات البلاستيكية في حسياء الصناعية
  • الحنين والهوية: كيف تصبح الأغاني والذكريات وطنا بديلا
  • حوليات الحاضر
  • رسالة وفاء إلى صديقنا الغائب الحاضر
  • بين لعنات الماضي وخيارات المستقبل: لماذا يغضبكم مشروع التأسيس؟
  • “لامين جمال عبقري”.. مدرب برشلونة يكشف “سر” الفوز على إنتر ميلان
  • جوزيف عون: لبنان يخطو على مسار النهوض والتعافي