محلل أميركي: نتنياهو التهديد الأكبر لاستمرار بايدن في الرئاسة
تاريخ النشر: 19th, December 2023 GMT
قال المحلل الإستراتيجي الأميركي بول بيلار إن أغلب تداعيات حرب غزة السلبية بالنسبة للرئيس الأميركي جو بايدن من صنع يده، بسبب دعمه الفوري وغير المشروط لحكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "والذي لم يتراجع عنه عندما بدأت إسرائيل تمارس القتل والتدمير ضد سكان قطاع غزة المدنيين بصورة لا يمكن وصفها".
ويرى بيلار الذي أمضى 28 عاما في العمل في أجهزة الاستخبارات الأميركية أن بايدن "أصبح الآن شريكا في صنع أكبر كارثة بشرية يشهدها العالم منذ أكثر من نصف قرن. كما فشلت كل تحركاته لكبح جماح حكومة نتنياهو. وفقد تأييد أغلبية قاعدته في الحزب الديمقراطي، التي يحتاج إلى دعمها النشط لكي يفوز بولاية رئاسية ثانية في الانتخابات المقبلة".
وفي تحليله الذي نشرته "مجلة ناشونال إنتريست" الأميركية قال بيلار إن من بين أكثر تداعيات هذه الأحداث أهمية "الضربة التي تعرضت لها المصالح الأميركية، وهو ما اتضح بشكل مؤلم مع تزايد الغضب والاستياء ضد الولايات المتحدة. وأصبحت واشنطن معزولة دبلوماسيا بصورة متزايدة على صعيد الدبلوماسية الدولية".
مشكلات داخليةوفيما يتعلق بالجانب الإسرائيلي ذكر المحلل الأميركي أن نتنياهو نفسه يواجه الكثير من المشكلات السياسية الداخلية، مشيرا إلى أن عملية طوفان الأقصى التي نفذتها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) "بددت الصورة التي حاول رسمها على مدى سنوات باعتباره رجل أمن إسرائيل، وانعكس هذا التدمير للصورة في استطلاعات الرأي التي أجريت عقب هجوم حماس والتي أظهرت تدهورا حادا في شعبيته وحزب الليكود".
ويتابع "ولكي يوقف هذا التدهور وينقذ موقفه السياسي، يصر نتنياهو على مواصلة حربه الكارثية ضد قطاع غزة، والقتل والتدمير ضد السكان المدنيين بصورة لا يمكن وصفها، وتجاهل المناشدات الأميركية سواء لكبح عملياتها العسكرية، أو الحاجة إلى حل سياسي يتيح للفلسطينيين تقرير مصيرهم".
ويشير إلى أنه "حتى إذ لم يتمكن نتنياهو من استعادة صورته السابقة كرجل الأمن، فإنه يستطيع تقديم نفسه باعتباره المعارض الصلب لأي محاولة لإقامة دولة فلسطينية".
وبالنسبة لتأثيرات سياسات نتنياهو على السياسات الأميركية المحلية وإضعافها للموقف السياسي لبايدن، يراها بيلار "مكافأة إضافية لنتنياهو الذي سيكون سعيدا إذا رأى دونالد ترامب يهزم بايدن في الانتخابات الرئاسية الأميركية المقررة في نوفمبر/ تشرين الثاني 2024″.
ويقول بيلار "رغم انحناء بايدن أمام نتنياهو لإظهار الدعم لإسرائيلي، فإن هذا الانحاء لا يقارن بالهدايا التي قدمها الرئيس السابق ترامب لإسرائيل بما في ذلك نقل السفارة الأميركية لدى إسرائيل إلى القدس المحتلة، والاعتراف بسيادة إسرائيل على مرتفعات الجولان السورية المحتلة، وتقديم خطة سلام تجعل الفلسطينيين خاضعين دائما لإسرائيل بدلا من منحهم دولتهم المستقلة".
ويخلص المحلل الأميركي إلى القول إنه "في ظل الفظائع التي ترتكبها إسرائيل في قطاع غزة، فإن هذا الموقف الافتراضي لا يخدم بايدن. وإذا خسر بايدن الانتخابات المقبلة، سيكون لذلك أسباب عديدة، لكن أحد هذه الأسباب كان تبنّيه لنتنياهو الذي لا يحب المصالح الأميركية، ولا التصورات السياسية لبايدن"، على حد قول الكاتب.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
لبيد: إسرائيل فقدت المظلة الأميركية وترامب ضاق ذرعا بنتنياهو
اعتبر زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لبيد، الأربعاء، أن نفاد صبر الرئيس الأميركي دونالد ترامب مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو يلحق "ضررا كبيرا" بعلاقات إسرائيل الخارجية.
وقال لبيد "هناك أمور أكثر تعقيدا، العالم أجمع يُدرك أننا فقدنا المظلة الأميركية، وترامب ضاق ذرعا بنتنياهو".
وجاء في حديثه لصحيفة "يديعوت أحرونوت" أن "نفاد صبر ترامب مع نتنياهو يسبب ضررا كبيرا لجميع علاقاتنا الخارجية".
وأشار إلى أن ما يحدث مع بريطانيا وفرنسا ودول أخرى هو "نتاج لهذا الضرر".
والاثنين، هددت بريطانيا وفرنسا وكندا بفرض عقوبات على إسرائيل إذا استمرت في حربها على قطاع غزة.
كما أعلنت بريطانيا، الثلاثاء، إلغاء مفاوضات اتفاق تجارة حرة مستقبلي مع إسرائيل، واستدعاء سفيرتها في لندن لجلسة توبيخ، فضلا عن فرض عقوبات على عدد من المستوطنين.
ووصف زعيم المعارضة الإسرائيلية الضرر الذي لحق بالعلاقات بين تل أبيب وواشنطن بأنه "الانهيار الجليدي".
وأضاف "عندما ننظر اليوم إلى الشرق الأوسط، العالم مقتنع بأن أقرب دولة إلى الولايات المتحدة هي السعودية، لا إسرائيل".
موت الأطفال واحتلال غزة
وعن موقفه من مقتل المدنيين في غزة، لا سيما الأطفال، طالب لبيد حكومة نتنياهو بأن "تعرب عن حزنها لموت الأطفال" الفلسطينيين.
إعلانوأردف "لم تكن الحكومة الإسرائيلية لتتعرض لأي ضرر لو قالت بصوت عالٍ: نأسف لموت كل طفل في غزة".
ورأى أن عدم تأسف حكومة نتنياهو لموت الأطفال بغزة "ليس مجرد خطأ في العلاقات الدولية، بل خطأ أخلاقي في القيم المتعلقة بنا ونوع الدولة التي نريد أن نكون عليها".
على صعيد متصل، عبر لبيد عن اعتقاده بـ"إمكانية" التوصل إلى اتفاق لتبادل الأسرى مع حماس، ووقف إطلاق النار في غزة، بـ"قرار واحد من الكابينت" المجلس الوزاري المصغر للشؤون الأمنية والسياسية.
وشدد على "معارضته احتلال قطاع غزة والبقاء فيه"، بذريعة أن "أموال ضرائب الطبقة المتوسطة المنهارة في البلاد ستُستخدم لتمويل أطفال غزة، والمدارس، والنظام الصحي، وتنظيف القمامة".
وأضاف زعيم المعارضة الإسرائيلية "سندمر حماس، إنها مهمة طويلة ستستغرق سنوات، ولكن أولا، نحتاج إلى التوصل إلى صفقة بشأن الرهائن وإعادتهم إلى ديارهم".