الجزيرة:
2025-05-22@16:43:27 GMT

ذوبان الأنهار الجليدية يهدد نظما بيئية فريدة

تاريخ النشر: 22nd, May 2025 GMT

ذوبان الأنهار الجليدية يهدد نظما بيئية فريدة

تذوب الأنهار الجليدية بسرعة أكبر من أي وقت مضى في التاريخ المسجل، وتمتد العواقب إلى ما هو أبعد من مجرد اختفاء الجليد الشهير، إلى تهديد النظم البيئية والتنوع البيولوجي الحساس على الكوكب.

وجمعت مراجعة حديثة أكثر من 160 دراسة عبر فريق دولي يضم باحثين من جامعة ولونغونغ الأسترالية وهيئة المسح البريطانية للقطب الجنوبي، مسلطة الضوء على أزمة التنوع البيولوجي الوشيكة في بعض البيئات الأكثر تخصصا وفرادة على وجه الأرض.

اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4ناسا تحدد تاريخ نهاية الأرض بسبب الشمس والاحتباس الحراريlist 2 of 4ذوبان الجليد يهدد التنوع البيولوجي والنظام البيئيlist 3 of 4توقعات العلماء.. هل سيكون 2025 العام الأشد حرارة على الإطلاق؟list 4 of 4دراسة: ارتفاع مستوى سطح البحر سيؤدي لهجرة داخلية كارثيةend of list

وحذّرت الأبحاث من أن فقدان النظم البيئية الجليدية يُحدث تأثيرات سلبية على مستوى الكوكب، تشمل الجليد والمياه والأرض، والكائنات الحية التي لا تُحصى والتي تعتمد عليها.

وتشير التقديرات إلى أن الأنهار الجليدية نفسها آخذة في التقلص بشدة، وأنه بحلول منتصف القرن سيفقد العالم ما يقرب من ثلث الكتلة الجليدية الحالية. ومع تدفق المياه الذائبة إلى الأنهار والمحيطات، تفقد الأنظمة الفيزيائية والبيولوجية توازنها الراسخ.

وقالت شارون روبنسون المؤلفة المشاركة في الدراسة إن "الأنهار الجليدية هي واحدة من الأدوات الأكثر قيمة التي نملكها لفهم صحة كوكبنا، فهي تستضيف تنوعا بيولوجيا فريدا يمتد عبر أزمنة متعددة، لكنها تتراجع مع ارتفاع درجة حرارة المناخ العالمي، مما يهدد الأنواع المتخصصة ووظائف النظام البيئي والاستقرار".

إعلان

وتظهر الدراسة أن الحصائر الميكروبية، والطحالب، والحشرات المتكيفة مع البرد، والفقاريات القوية التي تم صقلها على مدى آلاف السنين والتي ازدهرت في بيئات شديدة البرودة فقيرة بالمغذيات تواجه الآن انكماش الموائل أو الاختفاء التام.

وتشير روبنسون إلى أن "تراجع الأنهار الجليدية يُحدث تغييرات في التنوع البيولوجي ووظائف النظم البيئية في عدد لا يُحصى من الموائل المختلفة، إذ تحتوي النظم البيئية الجليدية حول العالم على آلاف الكائنات الحية الدقيقة والنباتات واللافقاريات والفقاريات".

وتؤكد الدراسة أن ذوبان الجليد، يهيئ الصخور العارية والرواسب كموائل جديدة للحياة. وغالبا ما تزدهر الأنواع الرائدة على المدى القصير، لكن مع ارتفاع درجات الحرارة، تتفوق الأنواع العامة (الوافدة) على الأنواع المتخصصة (الأصلية) التي كانت تُعرّف هذه النظم البيئية في الأنهار الجليدية.

وبذلك تفقد النظم البيئية الجليدية -حسب الدراسة- تنوعها البيولوجي الفريد بمرور الوقت حيث تحل الأنواع العامة والغازية تدريجيا محل الميكروبات والكائنات الحية المتخصصة والرائدة.

وتؤكد روبنسون أن هذا التحول البيئي يؤدي إلى تآكل التنوع البيولوجي العالمي بشكل دائم، فإلى جانب فقدان الموائل المحلية، يُعيد الذوبان المتسارع تشكيل النظام الهيدرولوجي الإقليمي فعادة ما تعمل الأنهار الجليدية كخزانات بطيئة الجريان، تُغذي الأنهار خلال مواسم الجفاف، وتُساعد المجتمعات المحلية على مواجهة الجفاف.

وفي المقابل، يؤدي الذوبان السريع للثلوج إلى إرسال موجات من المياه العذبة التي تؤدي إلى تعطيل النظم البيئية، ورفع مستويات سطح البحر، وتهديد إمدادات المياه.

وبما أن 75% من المياه العذبة على الأرض مُخزَّنة في الأنهار الجليدية، فإن التراجع السريع سيؤدي إلى اختفاء أو اضطراب كبير في العديد من النظم البيئية والأنواع المائية. ويشمل ذلك إمدادات الغذاء، ومناطق البحث عن الطعام، وأماكن التزاوج، وقد يؤدي إلى انقراضات محلية حسب الدراسة.

إعلان

كما أن مستقبل الثدييات التي تستخدم الأنهار الجليدية ملاجئ أو أماكن للتعشيش غير مؤكد. إذ قد تتآكل الوظائف المميزة للأنهار الجليدية، مما يؤدي إلى آثار طويلة الأمد على النظام البيئي الحساس للكوكب.

ويمكن أن تؤدي التغيرات في تدفق المياه الذائبة أيضا إلى تغيير تيارات المحيطات وأنماط الطقس بعيدا عن الجليد، مما يربط تراجع الأنهار الجليدية بالأحداث المناخية المتطرفة وانهيار مصايد الأسماك في جميع أنحاء العالم.

وقد دفع الاعتراف بهذه التأثيرات بعيدة المدى الأمم المتحدة إلى إعلان عام 2025 السنة الدولية للحفاظ على الأنهار الجليدية، وتهدف المبادرة إلى زيادة الوعي حول دور الأنهار الجليدية في تنظيم المناخ، والدورة الهيدرولوجية، والاستقرار الاجتماعي والاقتصادي.

وتشكل الأنهار الجليدية رموزا ذائبة للتغير الكوكبي، ولكنها أيضا أنظمة بيئية حية تعج بالكائنات الحية التي لا توجد في أي مكان آخر، ومع تراجع الجليد فإن ذلك يؤدي إلى إحداث تأثير الدومينو، من فقدان الأنواع إلى تحولات الطقس مما يؤكد الحاجة إلى حماية الغلاف الجليدي لتلافي كارثة بيئية ومناخية.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: حريات تغي ر المناخ الأنهار الجلیدیة التنوع البیولوجی النظم البیئیة یؤدی إلى

إقرأ أيضاً:

كارثة بيئية في عدن.. الصرف الصحي يغرق المساجد ويهدد السكان بـ”الوباء القاتل”

شمسان بوست / خاص:

أطلق عدد من سكان منطقة خورمكسر في العاصمة عدن، نداء استغاثة للجهات المختصة، بعد تفاقم أزمة طفح مياه الصرف الصحي في عدد من الحارات، وسط غياب أي تدخل فاعل من الجهات المعنية.

ووثق المواطنون في تسجيل مرئي حجم المعاناة التي يعيشونها، حيث ظهرت كميات كبيرة من مياه الصرف الصحي وهي تغمر الشوارع، فيما كان عدد من الأطفال يلهون بجوارها، ما يعرضهم لخطر الإصابة بأمراض معدية.

وبحسب الشهادات، فقد وصلت مياه المجاري إلى داخل أحد المساجد في الحي، ما أدى إلى تفشي الحميات وارتفاع عدد الإصابات بأمراض وصفوها بـ”القاتلة”، في ظل تدهور البنية التحتية وغياب الحلول الجذرية للمشكلة.

وطالب المواطنون السلطات المحلية بالتحرك العاجل لمعالجة الوضع، وإيقاف تدفق مياه الصرف، إلى جانب تنفيذ حملات رش ومكافحة للحد من انتشار الأوبئة التي باتت تهدد حياة السكان في خورمكسر ومناطق أخرى من عدن.

مقالات مشابهة

  • البيئة تنظم فعالية بيئية تشاركية بمدينة شرم الشيخ بمشاركة أكثر من 150 فردًا
  • التنوع البيولوجي بين مخاطر التغير المناخي والأنشطة البشرية
  • كارثة بيئية في عدن.. الصرف الصحي يغرق المساجد ويهدد السكان بـ”الوباء القاتل”
  • أبرز مضامين اتفاقية الشراكة التي يهدد الاتحاد الأوروبي بمراجعتها مع إسرائيل
  • علماء يحذرون: ذوبان الصفائح الجليدية يتسارع والسواحل ستدفع الثمن
  • سفير تاجيكستان يشيد بدعم مصر لمبادرات بلاده في حماية البيئة والمياه
  • مدن تنموية متكاملة.. مدبولي: الدلتا الجديدة قائمة على النظم الحديثة في الزراعة والصناعة
  • جمعية «علوم الأرض» تؤكد ضرورة الحفاظ على التنوع البيولوجي عبر تعزيز الوعي البيئي
  • أبو النصر يتفقد محمية الوادي الأسيوطي ويوجه بإجراءات فورية لتعزيز تنوعها البيولوجي