موقع النيلين:
2025-05-22@16:40:47 GMT

حكاية بقال

تاريخ النشر: 22nd, May 2025 GMT

وأنا أخط هذا العنوان قفزت إلى ذهني واحدة من أروع القصص السودانية التي حكاها المسلسل الإذاعي الرائع (حكاية نادية) للروائي المبدع حمدنا الله عبد القادر و الذي رفد الإذاعة السودانية بأروع المسلسلات، و إلي جانب حكاية نادية قدم أعمالًا مشهورة منها (خطوبة سهير) و (المنضرة) و (كشك ناصية) .

تحكي (حكاية نادية) جانباً من حياة الشباب و وقوعه في براثن المخدرات و المظاهر الشبابية، و رغم قتامة الصورة المقدمة و لكنها أبرزت سماحة و رفعة و جمال المجتمع السوداني و دولة 56 التي قدمها رائد مسرحي سماه البريطانيون و هم يمنحونه جائزة الأدب الجاد بشارلز ديكنز أفريقيا، و ديكنز كما هو معلوم من رواد المسرح الإنجليزي، و كدت أن أفعل كما يفعل الكاتب حمدنا الله عبد القادر و هو يتخذ من سقف داره في حي الرياض مكتباً في الهواء الطلق و الهدوء و نسائم الليل.

حكاية بقال لن تجد مبدعا يحكي مافيها من إيجابيات – لو كانت فيها – ذلك أن مجمتع التمرد لم يقدم و لن يجد مَن يقدمه للمجتمع السوداني الذي يريد أن يحتله و يحكمه فهم أوباش ليس من بينهم كاتب و لا أديب و لا شاعر .

(حكاية بقال) تحكي قصة شاب يطارد المظاهر الخادعة و يتوسل إليها بالزي الملفت و (الكريمات) و حب السلطة و مناصب و رتب الحكام .

أول إنضمامه للدعم السريع منح نفسه رتبة الفريق و ظهر بالزي العسكري تزينه علامات الكتف . فقد وجد الرجل جماعة ليس لها نظام و لا هيكل حكم و إدارة فسمى نفسه (بوالي الخرطوم بمحلياتها الست) و التي هرب منها و في لغتهم (عرَّد منها)،
حكاية بقال تعكس نفساً نزقة محبة للمظاهر التي يلتمسها في انضمامه للقوى السياسية و العسكرية التي يظن أنها تتيح له هرجه فانتمى للمؤتمر الوطني ثم التيار الإسلامي العريض و أخيرا الدعم السريع.

حكاية بقال تعكس شعوراً بالدونية يعالجه بالسعي لتغيير الجلد و المظهر فيلجأ للكريمات التي وجدت كميات منها بمنزله و قد تركها بعد أن (شفشفها) من محال و متاجر أم درمان .

كما تنكر لجلده تنكر لأهله و هو يهرول لأسرة دقلو و الماهرية و هم يحاربون أهله الزغاوة .
مثل شخصيات بقال المهترئة تنبت من سيرة و مظهر قبيح تحاول الهروب منه و التنكر له فهو يختار ما يرطب و ينعم جلده بما تفعله النساء ثم يسعى للهروب من بعض تاريخه المشين.
فهو يوغل في الإساءة لمن يحاربه و يحاول أن يدفع قومه الجدد لحربهم و إبادتهم و قد استفرغ لسانه بقبيح التهديد لشندي و دنقلا و عطبرة و يسب من يظن أنهم يهددون تطلعاته من الجعليين و الشايقية و الدناقلة و المحس.

الدعم السريع ما هو إلا مزبلة و مكباً تجمَّع فيه الهاربون من تاريخهم المثقل بالسرقات و الهروب من العدالة و من ميادين القتال الشريف مثل النتن بقال و النقيب سفيان و من أسرة دقلو و كثير من أبناء الماهرية و غيرهم من الذين يهربون إلى التمرد من تاريخهم المشبع بالجبن و الخوف و القتل و السرقات.

تحررت الخرطوم في العشرين من هذا الشهر من كثير من القاذورات، و ستعود و يعود السودان و دولة 56 نظيفة من كل تهريج و بطولات طفولية بائسة و أنفس مريضة .

راشد عبد الرحيم

إنضم لقناة النيلين على واتساب

المصدر: موقع النيلين

إقرأ أيضاً:

الجيش السوداني: الخرطوم خالية بالكامل من الدعم السريع ونجدد العهد بمواصلة التحرير

أعلن الجيش السوداني، عبر تصريحات رسمية، عن "اكتمال السيطرة الكاملة على ولاية الخرطوم"، مؤكدًا أن العاصمة السودانية "أصبحت خالية تمامًا من ميليشيا الدعم السريع"، في تطور ميداني وصفه بأنه "محوري في مسار استعادة الاستقرار الوطني".

وفي أبرز تصريحاته، قال الجيش: "ولاية الخرطوم باتت خالية تمامًا من المتمردين"، مشيرًا إلى أن القوات المسلحة قامت بعمليات تطهير دقيقة استهدفت بؤرًا للميليشيا في مناطق متفرقة، وأن جميع المواقع الاستراتيجية باتت تحت سيطرته الكاملة.

وأكد الجيش السوداني: "نجدد العهد لشعبنا بمواصلة تطهير كل شبر من تراب الوطن من فلول ميليشيا الدعم السريع"، مضيفًا: "سنعمل دون هوادة حتى يُرفع علم السودان فوق كل ربوعه دون تهديد أو تمرد".

الجيش السوداني يعلن السيطرة على ولاية الخرطوم بشكل كاملالجيش السوداني يعلن السيطرة على أجزاء واسعة من منطقة صالحة جنوب أم درمان

تأتي هذه التصريحات بعد أكثر من عامين من المواجهات الدامية بين الجيش وقوات الدعم السريع، والتي أدت إلى انهيار كبير في البنية التحتية، وأزمات إنسانية غير مسبوقة في الخرطوم وبقية ولايات السودان. وكانت الخرطوم من أبرز بؤر القتال، وشهدت أعنف المعارك بين الطرفين منذ اندلاع النزاع في أبريل 2023.

وفي الوقت الذي احتفل فيه الجيش بهذا "النصر العسكري"، حذرت منظمات دولية من أن الخرطوم لا تزال تواجه تهديدات أمنية، بسبب انتشار الألغام ومخلفات الذخيرة في عدد من الأحياء، ما يُعيق عودة المدنيين ويُهدد حياتهم.

ولم تصدر قوات الدعم السريع تعليقًا رسميًا على إعلان الجيش، في حين أشارت تقارير إلى انسحاب عناصرها من العاصمة باتجاه ولايات غرب السودان، مع تصاعد القتال في مناطق دارفور وكردفان.

محللون يرون أن استعادة الخرطوم يُعد نقطة تحول، لكنه لا يمثل نهاية الحرب، مشددين على أن الحل السياسي هو السبيل الوحيد لضمان استقرار دائم وشامل، مع ضرورة إطلاق عملية مصالحة وطنية تضع حدًا لتشظي البلاد.

وتداولت وسائل الإعلام السودانية والعربية تصريحات الجيش على نطاق واسع، وسط ترقب شعبي لما ستؤول إليه المرحلة المقبلة، في ظل تحديات أمنية واقتصادية هائلة تواجه البلاد.

طباعة شارك الجيش السوداني ولاية الخرطوم قوات الدعم السريع الصراع المسلح الدعم السريع

مقالات مشابهة

  • شاهد بالفيديو.. بعد أن تركه وهرب.. جنود بالجيش يستعرضون الزي العسكري للقيادي بالدعم السريع “بقال” عليه اسمه ورتبة “فريق”
  • مفاجأة في عملية مداهمة منزل قيادي كبير بقوات الدعم السريع
  • بعد الخرطوم.. السودان يعلن خلو ولاية النيل الأبيض من (الدعم السريع)
  • الجيش السوداني: اكتمال تطهير الخرطوم من أي وجود لميليشيا الدعم السريع
  • الجيش السوداني يعلن ولاية الخرطوم خالية من قوات الدعم السريع
  •  الجيش السوداني يعلن رسميا ولاية الخرطوم خالية من قوات الدعم السريع
  • الجيش السوداني يعلن رسميًا.. الخرطوم خالية من الدعم السريع
  • الجيش السوداني: الخرطوم خالية بالكامل من الدعم السريع ونجدد العهد بمواصلة التحرير
  • انفجارات واشتباكات بين الجيش والدعم السريع في أم درمان