كاتبة فرنسية: غزة رمز لرعب عالم يتراجع عن إنسانيته
تاريخ النشر: 21st, May 2025 GMT
قالت الكاتبة الفرنسية اللبنانية دومينيك إده إن الأسوأ يحدث أمام أعيننا، من شلل أوروبا إلى حكم المال المتمثل بقوة في الرئيس الأميركي دونالد ترامب، مما يعني اختفاء المجتمع الدولي.
وأوضحت الكاتبة والمثقفة الملتزمة -في مقابلة مع صحيفة لوتان- أن الصور القادمة من غزة أحرقت أعصابها، ونددت "بالوحشية اللامحدودة" وسوء النية في السياسة الإسرائيلية، وسلبية الأقوياء، وتطور "الإبادة الجماعية"، مع انتقادها لما تسميه الأحزاب الإسلامية المسلحة، مثل حزب الله وحركة المقاومة الإسلامية (حماس).
واستعرضت الكاتبة التي رافقت الصراع الإسرائيلي الفلسطيني لعقود من الزمن، بصوتها النابض بالحياة ومنظورها المتميز بالوضوح والتصميم والتعاطف، صور الجثث والرجال المنهكين والنساء المحطمات، مشيرة بالخصوص إلى صورة رجل عجوز يدفع عربة مليئة بالموتى، يقع فجأة على ركبتيه بسبب عاصفة من الألم، قائلة إنها أحرقت أعصابها أكثر من كل الصور.
غزة حيث تموت اتفاقيات جنيف
وقالت دومينيك إده -حسب تقرير لويس ليما عن المقابلة- "تسألني ماذا يقول صمت العالم عن هذا؟" لترد "إنه يتحدث عن رعب عالم يبتعد عن إنسانيته. إنه فشل أو بالأحرى اختفاء ما يسمى بالمجتمع الدولي. وانهيار كل ما كان يرتكز عليه هذا القانون أمام أعيننا".
إعلانوذكرت إده، وهي لبنانية الأصل، بأن الاتحاد الأوروبي استمر في إرسال الأسلحة إلى إسرائيل، حتى بعد أن حذرت محكمة العدل الدولية من خطر الإبادة الجماعية، وتساءلت كيف يمكننا أن نسمي ما حدث منذ ذلك الحين إلا بأنه الإبادة الجماعية؟ وأشارت إلى أن أوروبا تعيش الآن حالة من الشلل المثير للشفقة، وهي لا تفعل شيئا، ولا تكاد تغير شيئا.
وعند السؤال عن "حق الدفاع عن النفس" الذي أصبح مبرر إسرائيل لما تفعله وأداة قمع ضد كل من ينتقدها، قالت إده إن هذا الحق، كما هو متوقع، ونظرا لطبيعة نظام إسرائيل، أصبح هو الحق في فعل كل شيء، في القصف العشوائي، وقتل عائلات بأكملها، وهدم المستشفيات والمدارس وأماكن العبادة، وتحديد عدد شاحنات الطعام المسموح لها بالدخول، والحق في غزو جزء من سوريا وتدمير جيشها، وفي احتلال جزء من لبنان، والاستفادة إلى حد لا يمكن تصوره من الهزيمة الشريرة التي لحقت بالأنظمة العربية.
وتساءلت الكاتبة: "ما هدف الحكومة الإسرائيلية؟ هل هو اختفاء فلسطين كجزء من منطقة مجزأة ومستعمرة؟"، لتذكر بأن أغلب المجتمع في إسرائيل يعيش حالة من العمى الطوعي إلى حد ما، مشيرة إلى أن القومية المدعومة والمؤطرة بالخوف، والتي يصاحبها شعور بالتفوق، تشكل أسوأ عدو للإنسانية.
ورأت إده أن العقبة الرئيسة التي تواجه إسرائيل هي الكذبة المؤسسة للصهيونية، والمتمثلة في صيغة رئيسة الوزراء السابقة غولدا مائير الشهيرة "أرض بلا شعب لشعب بلا أرض"، ولكن إسرائيل، بدلا من إصلاح هذه الكذبة والاعتراف بها، وإعطاء الفلسطينيين الوسائل اللازمة للتغلب على المأساة التي لحقت بهم، تقوم بتعزيزها.
مفاهيم عفا عليها الزمنوذكرت الكاتبة أن الصهيونية ومعاداة الصهيونية مفاهيم عفا عليها الزمن أو هي على الأقل تحتاج إلى إعادة النظر، وقالت إن إسرائيل كدولة يهودية بحتة أمر لا يمكن الدفاع عنه، ولكن الوقت ربما يكون قد فات، لأن قوة المال أصبحت هي التي تملي اليوم بلا حدود جميع السياسات الداخلية والخارجية لحكام العالم، خاصة أن الذكاء الاصطناعي يغذيها ويعززها، ويسرعها.
إعلانولعل ترامب هو التجسيد المنتصر لاستحواذ المال على السياسة -كما تقول إده- فكل شيء يباع ويشترى، وحتى البلدان، ولذا هذا هو أسوأ وقت لتقديم الفكر، إلا إذ كان الخطر البيئي العالمي هو الذي سيعيد إحياءه يوما ما، ويضع حدا لعهد الافتراس الحالي الذي أصبح فيه انهيار غزة رمزا يشير إلى إفلاس عالمي كامل.
ومع أن أوروبا، تقول الكاتبة، تقوم شرعيتها جزئيا على الدفاع عن بعض القيم الإنسانية وعلى القانون، فإنها فشلت في التوحد، ولكنها كانت تستطيع، لإنقاذ القيم التي تتحدث عنها، وقف جميع عمليات تسليم الأسلحة وفرض العقوبات، والتنديد باتفاقيات الشراكة مع إسرائيل، ومعاملة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كمجرم حرب كما صنفته المحكمة الجنائية الدولية.
غير أنها أبرزت أن أوروبا غارقة في ذنب تاريخي عميق، ولكن هذا الشعور بالذنب، وإن كان مفهوما نظرا لمدى الرعب الذي أحدثته المحرقة، يفهم ويدار بشكل سيئ للغاية -كما ترى الكاتبة- فألمانيا على سبيل المثال تتظاهر بالاعتقاد أنها تبتعد عن ماضي النازية من خلال دعم نظام يميني متطرف لأنه يهودي، وهذا على العكس يقربها من هذا الماضي، لأن الهوية لا تدخل في معايير العدالة، وبالتالي فمحاربة شخص ما لأنه يهودي أو مسلم أو أسود أو أبيض عنصرية، والدفاع عنها لنفس الأسباب عنصرية أيضا.
وخلصت إده إلى أن مفاهيم المشاركة والمواطنة ينبغي أن تسود على مفاهيم الجماعة، وأن الخروج من الحفرة، يتطلب الآن جهدا هائلا من الخيال والابتكار، مشيرة إلى أن الاقتراح الإسرائيلي الفلسطيني "أرض للجميع" الذي يدعو إلى حل الدولتين مع حدود مفتوحة، جدير بالنظر، ولكن العالم في وضعه الحالي بعيد كل البعد عن هذا.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات ترجمات إلى أن
إقرأ أيضاً:
لم يتراجع شغفه بالكوميديا والأداء.. الممثل ديك فان دايك أتمّ الـ 100 عام
(CNN)-- لا تنطبق عبارة "لم يعد يأتي الزمان بمثلهم" على الكثيرين، ولكن قد يكون منهم الممثل الكوميدي الأمريكي ديك فان دايك، والذي يوصف بـ"الأسطوري"، وقد أتم عامه الـ 100، السبت، دون أن تظهر عليه أي علامات على تراجع شغفه بالكوميديا والأداء.
ولا يزال فان دايك عضواً بفرقة "Vandy Camp"، وهي فرقة استعراضية كرنفالية، تضم أيضًا زوجته أرلين سيلفر، في ماليبو، كاليفورنيا بالقرب من منزلهما، وتتميز الفرقة بالرقص والغناء بدون موسيقى مصاحبة، وتقدّم أغانٍ من أعمال النجم الأيقوني، بما في ذلك أفلامه الموسيقية في الستينيات مثل "Poppins" و"Chitty Chitty Bang Bang"، وترتبط بالجمعيات الخيرية، التي تقدّم المساعدة في قضايا محليّة.
ويفضل هذا الأسطورة أن يبقى مشغولاً، ففي عام 2023، شارك بالأداء الصوتي في مسلسل "عائلة سيمبسون"، كما ظهر بشكل غير متوقع في الحلقة الأولى من الموسم التاسع من برنامج "The Masked Singer".
وفي عام 2024 ظهرفان دايك في الفيديو الموسيقي لأغنية فرقة "كولدبلاي"؛ "All My Love"، وهو يرقص حافي القدمين، ويغني إلى جانب مغني الفرقة كريس مارتن، وقدّم بعض الحركات الكوميدية.
كما أظهر الممثل الكوميدي حسّه الفكاهي الذي لا يزال حاضرًا بقوة، عندما طلب منه أحد المحاورين في الفيديو أن يغمض عينيه ويفكر في جميع الأشخاص الذين كان لهم معنى في حياته. بعد لحظة من إغماض عينيه، قال فان دايك: "أنا كبير في السنّ على هذا، سأفقد الوعي وأنام"، وهو يتظاهر بالنوم في كرسيه.
وعلّق في الفيديو على مشاهد من مسيرته الفنية: "أعتقد أنني من المحظوظين الذين أتيحت لهم فرصة كسب رزقهم من خلال ما كانوا سيفعلونه على أي حال. عندما تفكر في مدى حظي، لقد سنحت لي الفرصة لأفعل ما أفعله، وألعب وأتصرف بحماقة".
وصرّح فان دايك أن كلماته المفضلة في تلك الأغنية، هي: "حتى أموت، دعيني أحتضنكِ إذا بكيتِ"، و قال في مقابلة: "أدرك تمامًا أنني قد أرحل في أي لحظة، لكن لا أعرف لماذا، هذا لا يقلقني، لست خائفًا. لديّ شعور، يتعارض تمامًا مع أي منطق، بأنني سأكون بخير".
وبعد أيام من إصدار الفيديو الموسيقي، اضطر فان دايك إلى مغادرة منزله بسبب حريق فرانكلين، الذي أثر على أجزاء من ماليبو قبل حوالي شهر من حريق باليساديس مطلع العام 2025.
وبمناسبة عيد ميلاده الـ 100؛ يعُرض فيلم وثائقي جديد في دور السينما على مدى يومين، بعنوان "ديك فان دايك: احتفال بمناسبة المئة عام".
ويتضمن الفيلم مقابلات معه، ومع العديد من أشهر زملائه ورفاقه في العمل، ومنهم الراحلة بيتي وايت، وكارل راينر، وشيتا ريفيرا، وماري تايلر مور، ويتتبع الفيلم بداياته، ونجاحه على مسرح برودواي في عروض مثل "Bye, Bye Birdie"، ومساهماته التاريخية على الشاشتين الصغيرة والكبيرة.