مدير التغيرات المناخية بوزارة البيئة الموريتانية لـ «الاتحاد»: إنجازات كبيرة تحققت في «COP28»
تاريخ النشر: 20th, December 2023 GMT
شعبان بلال (القاهرة)
أخبار ذات صلةذكر مدير التغيرات المناخية والاقتصاد الأخضر بوزارة البيئة الموريتانية، المنسق الفني لوفد بلاده لمؤتمر المناخ COP28، سيد محمد الوافي، أن موريتانيا من ضمن الدول الأكثر تأثراً بتغير المناخ، مشيداً بالإنجازات الكبيرة التي تحققت خلال مؤتمر الأطراف COP28، لا سيما فيما يتعلق بكثير من الملفات المهمة، وعلى رأسها التمويل والتحول للطاقة المتجددة ومشروعات التأقلم والحد من الانبعاثات.
وأوضح الوافي في حوار مع «الاتحاد»، أن موريتانيا إحدى دول الساحل التي عانت من التغيرات المناخية لأن منطقة الساحل تأثرت بتغير المناخ قبل العالم كله، وتعرضت طوال العقود الماضية لموجات جفاف شديدة وظروف تصحر بسبب تذبذب سقوط الأمطار، وهو ما انعكس سلبياً على الهجرة من المناطق الريفية إلى المدن، مع معطيات جديدة وتحول ديموغرافي.
وأوضح المسؤول الموريتاني أن البيئة أصبحت لا تلبي حاجة السكان بسبب تغير المناخ، ما أدى إلى مجموعة من المشاكل على رأسها الهجرة والنزوح الداخلي، إضافة إلى تحديات الأمن والسلم الاجتماعي بين التجمعات التي تتنافس على الموارد الطبيعية.
وفيما يتعلق بالجهود الموريتانية من مشروعات ومبادرات لمواجهة تغير المناخ، قال الوافي: إن موريتانيا على غرار كافة الدول المرتبطة باتفاقية باريس، وعملت ما يسمى بوثيقة المساهمة الوطنية المحددة لموريتانيا بموجب اتفاقية باريس من أجل المناخ التي تلبي متطلباتها وتطلعاتها، والتي تم إعدادها بشكل جيد ومراجعتها.
وشدد على أن موريتانيا تعمل من خلال هذه الوثيقة على تنفيذ مخطط لاعتماد وتمويل الأنشطة الموجودة بها بشكل دقيق على كافة قطاعات المياه والزراعة والصيد والصناعة لتحقيق أنشطة خاصة بالتأقلم أو أنشطة متعلقة بالحد من الانبعاثات، وتعمل موريتانيا أيضاً على مشاريع كبرى مثل توفير المياه وتحفيز الزراعة ومصايد الأسماك لتلبية الاحتياجات السكانية وتساهم في تأقلم الشعب، بالإضافة إلى جميع الأنشطة المرتبطة بتثبيت السكان من خلال مشاريع مدرة للدخل وتثبيت الهيكل البيئي حول المدن والتجمعات ومكافحة التصحر وتدهور الأراضي ومصادر المياه.
وفيما يتعلق بخفض الانبعاثات، ذكر المنسق الفني لوفد موريتانيا لمؤتمر المناخ COP28، أن بلاده تتطلع إلى تنمية مصادر كبيرة للطاقة المتجددة عبر استغلال قدراتها من الطاقة الشمسية والهوائية والتي تصب في برنامج الهيدروجين الأخضر، وتمتلك مقدرات كبيرة جداً وقدرتها التنافسية ستكون كبيرة لقربها من الأسواق الكبرى، وبدأت بالفعل اتخاذ إجراءات لتكون أحد الفاعلين في النظافة الجديدة والمتجددة.
وتابع المسؤول الموريتاني أن أجندة موريتانيا خلال COP28 انصبت على تنبيه العالم إلى إمكانيات بلاده للاتجاه إلى مجال الهيدروجين الأخضر، واستكشاف مصادر التمويل، وأن المؤتمر شكل فرصة لإعطاء صورة عن مصادر الطاقة المتجددة وغيرها.
وبيّن سيد الوافي أن موريتانيا تمتلك طاقات يمكن احتسابها في خانة الطاقات غير الأحفورية في مقدمتها الغاز الطبيعي، وستبدأ في تصدير الغاز المسال خلال العام المقبل، وهو ما يساهم في تحفيز عجلة النمو بشكل غير ملوث للبيئة.
ولفت أيضاً إلى أن الوفد الموريتاني ركّز خلال مؤتمر المناخ في الإمارات على العمل على تقديم صورة عن إجراءات التأقلم والحد من الانبعاثات والدخول في مجالات الطاقة المتجددة وتقدر بحدود 5 آلاف جيجا وات.
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: كوب 28 المناخ مؤتمر المناخ العالمي الإمارات موريتانيا
إقرأ أيضاً:
ستيلانتس للسيارات تغلق مصانعها لتجنب غرامات الاتحاد الأوروبي المدمرة
في الوقت الذي يحيي فيه «تيم كونيسكيس» علامة SRT من جديد ويقود جهودًا لإعادة ستيلانتيس إلى الواجهة في عالم الأداء العالي، تواجه الشركة ضغوطًا كبيرة في أوروبا قد تجبرها على اتخاذ قرارات صعبة، من بينها إغلاق عدد من مصانعها بسبب تحديات بيئية وتشريعية تتعلق بانبعاثات الكربون.
أزمة انبعاثات الكربون تهدد مستقبل الإنتاجفي ظل التوجه الأوروبي القوي لمكافحة تغير المناخ، تُلزم التشريعات شركات صناعة السيارات بالالتزام بحدود صارمة لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون.
سيكلف عدم الالتزام بهذه الحدود الشركات غرامات ضخمة قد تصل إلى مليارات اليوروهات.
ورغم أن تعديلًا تشريعيًا تم في مايو 2025 سمح بحساب الانبعاثات على مدى ثلاث سنوات (2025-2027) بدلاً من عام واحد، إلا أن ذلك لم يُزل الخطر تمامًا.
تهديد بغرامات بمليارات الدولاراترئيس ستيلانتيس في أوروبا، جان فيليب إمباراتو، صرّح خلال مؤتمر في البرلمان الإيطالي أن الشركة قد تواجه غرامات تصل إلى 2.5 مليار يورو (حوالي 2.95 مليار دولار) في غضون سنتين أو ثلاث سنوات، إذا لم تحقق أهداف الانبعاثات المطلوبة.
مصير المصانع على المحكأوضح إمباراتو أن لدى الشركة خيارين فقط:
تكثيف مبيعات السيارات الكهربائية في جميع أنحاء أوروبا.تقليل إنتاج السيارات المزودة بمحركات احتراق داخلي (بنزين وديزل)، ما قد يضطرها إلى إغلاق مصانع بالكامل.وقال بلهجة صريحة: "لدي حلان: إما أن أكثف جهودي (في استخدام الكهرباء).. أو أن ألغي استخدام محركات الاحتراق الداخلي.. وبالتالي، أغلق المصانع".
يشير هذا التصريح إلى مرحلة حرجة تمر بها صناعة السيارات الأوروبية، حيث تجد الشركات نفسها عالقة بين التشريعات البيئية الطموحة والواقع الإنتاجي المعتمد حتى الآن على محركات الوقود التقليدي.
وفي حالة ستيلانتيس، التي تمتلك علامات أوروبية بارزة مثل بيجو، أوبل، وفيات، فإن أي قرارات بإغلاق المصانع قد تكون لها تداعيات اقتصادية واجتماعية كبيرة، ليس فقط على الموظفين، بل على سلاسل التوريد المحلية أيضًا.
بينما يبدو أن ستيلانتيس تستعيد زخمها في الولايات المتحدة بفضل استراتيجيات كونيسكيس وتوسيع علامة SRT، تواجه في أوروبا معركة بقاء بيئية واقتصادية.
النجاح في تخفيض الانبعاثات دون التضحية بمصانعها أو قدرتها التنافسية سيكون الاختبار الأهم في المرحلة المقبلة.