آن الأوان لإنهاء احتكار مؤسسة الجيش للسلاح وللقرار السياسي والتحكم في مصير الشعب السوداني
تاريخ النشر: 21st, December 2023 GMT
آن الأوان لإنهاء احتكار مؤسسة الجيش للسلاح وللقرار السياسي والتحكم في مصير الشعب السوداني؛ لا يمكن أن يسمح شعب كامل لأشخاص غير منتخبين أن يقرروا مصيره في أدق اللحظات في تاريخه ويجلس هو في موقف المتفرج المؤيد.
نعم ندعم الجيش ونقف معه في خندق واحد ولكن يجب أن يكون للمجتمع كلمته وقراره وسلاحه. فكرة الاستنفار تحت إمرة الجيش بهذا الشكل، يذهب الناس ليسلموا أنفسهم للجيش مثل الدمى يفعل بهم ما يشاء يجب أن تنتهي.
قرار الحرب والسلام لا يخص الجيش، لا يخص مجلس السيادة ولا شخص البرهان. ودفاع الشعب عن نفسه مهمة اتضح أنها أكبر من مؤسسة الجيش؛ يجب أن نواجه ذلك، وعلى الجيش أن يواجه هذه الحقيقة.
لكل ما سبق، يجب قيام مؤسسة الدفاع الشعبي ككيان له استقلالية ومساحة حركة بدون تقييد من قيادة الجيش لتقوم بدورها في التعبئة والاستنفار والعمل وسط المجتمع؛ مؤسسة شعبية جماهيرية تشبه الشعب و تتحرك وتتواصل بسهولة وتلقائية ويسر بمعزل عن التقييد البيروقراطي للجيش. نعم بالتنسيق مع الجيش وتحت إمرته عسكريا وعملياتياً وكل شيء، ويظل الجيش هو العمود الفقري للدولة، ولكن يجب أن يتخلى قادة الجيش عن هذه الاحتكارية العقيمة للقوة والقرار السياسي. ويجب عليهم أن يساهموا في تأطير هذا الدفاع الشعبي بشكل سليم يحقق أهدافه المرجوة بالكفاءة المطلوبة ويضمن انسجامه وتكامله مع الجيش وأيضاً انضباطه بأهداف ومهام الدفاع المحددة له. هذا يتطلب من الجيش أن يتنازل ويتواضع للشعب، أو أن يتم اجباره على ذلك. هذه الحرب هي حرب الشعب بقدر ما هي حرب الجيش وأكثر ويجب أن يُسمح له بالقيام بدوره.
في المقابل على القوى الوطنية السياسية والمجتمعية أن تعمل في اتجاه إقامة هذا الكيان بأسرع ما يمكن انطلاقاً من موقعها في المجتمع وكمبادرة أصيلة تعبر عن المجمتع وإرادته في الدفاع عن نفسه، ومن الأفضل أن يكون ذلك بالتنسيق مع قيادة الجيش، ولكن موافقتهم ليست شرطاً ضرورياً؛ لا أحد يشاور لكي يدافع عن نفسه. ولكن الأفضل أن يكون هذا الدور تكاملي مع الجيش، وهو يتطلب من جهة المجتمع مبادرة وضغط ومن جهة قيادة الجيش تنازل وتخلي عن الغطرسة العقيمة والوصاية على الشعب.
باختصار، فكرة أن يسلم الشعب نفسه للجيش مثل الميت بين يدي مغسله هي فكرة ميتة وتعبر عن موات وسلبية. الشعب لا يجب أن يظل في نظر الجيش مجموعة مستجدين يدخلون في أسفل الهرم العسكري للجيش في رتبة مادون الجندي، أو مجرد ملكية. الدفاع عن النفس والكرامة غريزة بشرية وموجودة حتى عند الحيوانات؛ قد يتفوق الجيش بالمهنية والاحترافية، لكن هذا ليس كل شيء.
يجب أن نخرج من حالة الاستجداء هذه، استجداء الحماية و استجداء التدريب والتسليح والتجيهز؛ يجب أن يتعامل الجيش مع الشعب السوداني بالاحترام وبالكرامة التي يستحقها، ويجب أن يخرج الشعب من حالة القصور والسلبية وأن يكون صوته مسموعاً بوضوح عبر فوهات البنادق ويصل الجميع، إلى قيادة الجيش وإلى الأعداء والخونة في الخارج والداخل.
حليم عباس
المصدر: موقع النيلين
كلمات دلالية: قیادة الجیش أن یکون یجب أن
إقرأ أيضاً:
وزير الخارجية: المملكة مستمرة في جهودها لدعم حقوق الشعب الفلسطيني - عاجل
أكد صاحب السمو الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله وزير الخارجية، أن رئاسة المملكة بالشراكة مع الجمهورية الفرنسية للمؤتمر الدولي لتسوية القضية الفلسطينية بالحلول السلمية وتنفيذ حل الدولتين، تأتي استنادًا لموقف المملكة الثابت تجاه القضية الفلسطينية واستمرارًا لجهودها في دعم الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني وجهود التوصل للسلام العادل والشامل بما يكفل قيام الدولة الفلسطينية على حدود العام 1967م وعاصمتها القدس الشرقية.
googletag.cmd.push(function() { googletag.display('div-gpt-ad-1600588014572-0'); }); وقال سموه: "إن المملكة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وبمتابعة حثيثة من صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء -حفظهما الله- تبذل كافة الجهود لإرساء السلام العادل في منطقة الشرق الأوسط، وتسعى دائمًا من منطلق مبادئها الراسخة إلى نشر السلم والأمن الدوليين من خلال المساعي الحميدة والجهود المبذولة لإنهاء معاناة الإنسان الفلسطيني، وإيقاف دائرة العنف المستمرة والصراع الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي الذي طال أمده، وراح ضحيته عشرات الآلاف من الضحايا المدنيين الأبرياء، وأَجَّج الكراهية بين شعوب المنطقة والعالم".
وزير الخارجية: المملكة تسعى دائما إلى نشر السلم والأمن الدوليين لإنهاء معاناة الفلسطينيين وإيقاف دائرة العنف المستمرة والصراع الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي#اليوم @FaisalbinFarhanhttps://t.co/lVg10nFmF9 pic.twitter.com/ShzmITkamn— صحيفة اليوم (@alyaum) July 27, 2025تسوية القضية الفلسطينيةوأضاف سموه: "من هذا المنطلق جاءت رئاسة المملكة بالشراكة مع فرنسا للمؤتمر الدولي الرفيع المستوى لتسوية القضية الفلسطينية بالحلول السلمية وتنفيذ حل الدولتين على المستوى الوزاري، الذي سيُقام هذا الأسبوع بمقر الأمم المتحدة في مدينة نيويورك بمشاركة دولية واسعة، متطلعين إلى الدفع باتجاه تنفيذ قرارات الشرعية الدولية التي تقضي بإقامة دولتين ينعم فيها الفلسطينيون بدولتهم المستقلة، ويحقق للمنطقة السلام والاستقرار، ويدفع بها للمضي قدما تجاه التنمية والازدهار".
أخبار متعلقة 4 إجراءات عاجلة لصاحب جواز السفر المفقود خارج المملكةبالصور.. بدء إخلاء 800 مبنى متهالك في حي الرويس بجدة - عاجلوأوضح وزير الخارجية أن المؤتمر يدعم جهود التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين الذي أطلقته المملكة، ومملكة النرويج، والاتحاد الأوروبي، في سبتمبر 2024م، ويأتي استكمالًا لجهود اللجنة الوزارية العربية الإسلامية المشتركة الهادفة لإنهاء معاناة الإنسان الفلسطيني، وتمكينه من استعادة حقوقه المشروعة، وتحقيق سلام شامل وعادل ودائم في منطقة الشرق الأوسط.